أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - صلاح الدين محسن - ليزا .. / وحق مهضوم للمرأة بالغرب!















المزيد.....

ليزا .. / وحق مهضوم للمرأة بالغرب!


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 11:25
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


لاشك في أن ما حصلت عليه المرأة في الغرب من الحقوق . هو جدار عال يحفظ لها آدميتها . – طبعا مع الأخذ في الاعتبار أن كل الأمور نسبية – فقد منحت حق السفر بمفردها و حق الاقامة بمفردها أو مع من تشاء . وحق التعليم وحق العمل في مختلف المجالات . وحق الزواج ممن تحب وحق الانجاب ممن تحب . وحق الطلاق . وحق ارتداء ما يحلو لها . وحق الانفراد بزوجها بلا ضرة شريكة لها في زوج واحد – عدم تعدد الزوجات – وحق مقاسمة الزوج في ثروته التي كونها خلال مدة زواجهما – في حالة انفصالهما - . وحقها في أن تسمي وليدها باسم عائلتها .
ولكن يبدو لي أنه يوجد حق للمرأة – وواجب في نفس الوقت - غفلت عنه المرأة والقوانين الغربية الحافظة لحقوق المرأة ..
وقد تبين لي ذللك من خلال ليزا ..
وليزا - كما أناديها . اختصارا – أو اليزابيث - اسمها – هي شابة كندية . تعرفت عليها في أحد المنتديات . عندما ذهبت لمشاهدة فيلم في احدي الجمعيات الثقافية لاحدي الجاليات الناطقة بالعربية . عرفوني بها وقالوا انها تدرس اللغة العربية في السنة الأولي باحدي الجامعات بمونتريال . وعرفت أنني كاتب باللغة العربية .. رأينا امكانية مساعدة كل منا الآخر في اتقان العربية بالنسبة لها والانجليزية والفرنسية بالنسبة لي – تجيدهما هي اجادة تامة - .
كانت تزورني بمسكني ومعها دفتر المحاضرات باللغة العربية أو تسألني بالتليفون . وكل منا يستفيد من الآخر .
توطت صداقتنا مع الوقت . و في احدي زياراتها حكت لي عن حياتها . والدها روسي الأصل . كانت قد قالت ذلك من قبل ولكن هذه المرة فتحت قلبها لصديق . وقالت : أنا لم أشاهد والدي من قبل ! . ثم أضافت : وقد لا يكون هذا هو اسمه .. ! .
هنا عرفت أن أمها أنجبتها من صديق لها . لا من زوج ... وهذا في بلاد الغرب هو عرف . والعرف في حكم القانون .
قرأت مرة أن أحد الرؤساء الأمريكان قال : لا يوجد طفل غير شرعي .. بل أب غير شرعي ..
القانون يعطي لأمها ولكل امرأة أن تنجب بدون زواج ويكون الوليد مكفول من الدولة بكافة الحقوق العادية لكافة المواليد ..
اذن ليزا هي قانونا ابنة شرعية .. لم تفعل أمها شيئا خارج القانون .. ووجود ليزا . داخل اطار القانون ..
فتري : هل أعطي ذلك الي ليزا كيانا وذاتا سوية تحس به مع نفسها .. دون أن يعتريها ثمة شعور بشيء ينقصها أو بدونية تجعلها مختلفة عن باقي الناس ؟!
في الحقيقة ما لا حظته عن ليزا . هو أنها مرحة لطيفة . معتدة بنفسها . منضبطة . دقيقة . – بالاضافة لجمال فائق للغاية – ولكن :
لاحظت أنها تعاني من فقدان شيء ما .. من أن شيئا ينقصها .. لا تعبر عنه وربما لا تستطيع تحديده بكلمات . بل تحسه .
كلما زارتني بمسكني ويحين ميعاد انصرافها – حيث تقيم مع جدتها وخالتها .. ألاحظ أنها تنهض مستأذنة في الانصراف حسب وقتها . ولكن بعدما تخطو خطوات . أشعر بأنها تقف كأنها لا ترغب في المغادرة .. وذات مرة كنا معا نشاهد فيلما سينمائيا وبعده تناولنا العشاء معا بالريستوران . ثم أخذنا مترو الأنفاق لنعود كل الي مسكنه . وكان المفروض أن تنزل قبلي ب 4 محطات مترو .. فلم تنزل ! نبهتها خشية ألا تكون منتبهة . ولكنها أشارت لي بأنها منتبهة . ومضي المترو دون أن تنزل . ظننتها ترغب في أن تكون في ضيافتي في تلك الليلة . ولكنها بعد أن نزلت وأوصلتني قرب باب الخروج حتي قالت لي بااااي .. ! استغربت .. فالوقت متأخر .. وسألتها لماذا ستعودين ؟! فاتضح لي نفس الشيء .. كما يحدث عندما تكون عندي بمسكني . لا تريد المغادرة لاحساسها بعثورها علي من تفتقده : أب . .. هذا ما أرجحه فهي لي بمثابة ابنة ....
انني بالنسبة لها من حيث العمر بمثابة أب .. وكأنها تجد في شخصي شيئا ينقصها .. أن يكون لها أب . وتشبع من الجلوس والحديث اليه .. كانت تحتضني وتقبلني عند حضورها والانصراف .. ولنري معا الحالة التالية :
( قرأت بالأمس فقط في احدي الجرائد عن امريكية تبحث عن والدها السعودي الذي هجر أمها بينما كان عمرها عام واحد .. تبحث عنه من 30 سنة ! فلماذا ؟! تقول : أريد أن احتضنه .. ) !
هذا حقها . وعندما عرفت انه قد صارت له أسرة اخري ويخشي علي أسرته من التفكك ان كشف أمر زواج سابق له .
ولكنها تقول " أريد مقابلته . حضن صغير هذه المرة . لا أريد مالا ، لا أبتغي بعثرة أسرته " – جريدة " آخر خبر " : http://www.akherkhabar.net/content/view/26/46/
القانون الذي حفظ للمرأة حقوقا غير مسبوقة في تاريخ الانسانية علي الأرض .. لم يحفظ لها هذا الحق ..
ومن المؤكد أن الأم تشعر بقدر أو بآخر .. بما تعانيه ابنتها وان لم تعبر عنه بكلام .. احساس برغبة شديدة في أن يتواجد الأصل الذي خرجت منه .. والذي تحمل بالتأكيد الكثير من صفاته الجسمانية والسلوكية - ما لم تحمل كل صفاته - ..
ولا بد وأن الام تتألم لألم ابنتها الصامت هذا .. ولكن من الأرجح أنها تغفل أن من حقها ومن حق ابنتها – ضمن أهم الحقوق اللازمة للمرأة – أن يتم تحديد وتسجيل كافة البيانات الشخصية للأب في حالة الانجاب بدون زواج . انه حق انساني للطفولة وللأمومة كمدعاة لراحة الأم براحة مولودها عندما يكبر ويعرف الأب وكل شيء عنه ولا يهم كثيرا أن تقوم العلاقة الحسنة بينهما أو لا تقوم ولكن المهم أن يعرف الشجرة التي نبت من بذرتها – صحيح أن عدم تمتع الأنجال بأبوة حسنة مؤلم الي حد ما ولكن عدم المعرفة التامة عن الأب قد يكون الما مفتوحا بلا حدود -
ربما يظن البعض أن الموضوع بعيد عن صميم قضايا المرأة بالشرق .. ولكن عندما نتذكر قضية " هند الحناوي " مهندسة الديكور ضد الممثل أحمد الفيشاوي . لاثبات بنوة ابنتها التي انجبتها منه بدون زواج رسمي .. وكذلك قضية الطفلة المصرية - 11 سنة - التي اغتصبت . وكانت في حالة بلوغ مبكر فانجبت طفلة . ( القضيتان معروفتان اذ تناولهما الاعلام بوسائله المختلفة ) .
والاحصائيات تقول أن تلك الحالات موجودة اكثر بالدول والمجتمعات المغلقة والشديدة التكتم علي مثل تلك الحالات – كالسعودية وغيرها -
ولعلكم قرأتم ما نشر مرات عن وجود ابن غير شرعي للممثل المصري العالمي عمر الشريف من صحفية ايطالية - ويشبه عمر الشريف تماما أكثر من ابنه الشرعي من الممثلة الكبيرة فاتن حمامة ! - صلته به ليست قوية وتكاد تكون قد انقطعت . ولكن الابن الايطالي الأم لعمر الشريف والذي تخرج من الجامعة منذ سنوات وكان يتمني حضور الأب - عمر - معه حفل التخرج . ولم يحقق له عمر الشريف تلك الامنية - وقال انه نتيجة علاقة مدتها 5 خمس دقائق مع الصحفية الايطالية وقتما زارته لأخذ حديث صحفي منه ! - وبكل بساطة يقول " ابني هو الذي أحببت أمه " !!! ويوم قرأت ذاك لتصريح للنجم الكبير شعرت بالأسف .. فما دام أن انسانا قد جاء للحياة . فلا ذنب له ولا شأن له بكون الأب أحب أمه أم لم يحبها ولا ان كانت الأم أحبت اباه ام لم تحيه ..طالما أن انسانا قد جاء . فله حق يأخذه - حنوا وعطفا انسانيا . هو أضعف الايمان ( ولا يفوتنا أن نذكر بالخير الرئيس والمفكر الفرنسي الراحل " ميتران " الذي رد لابنته غير الشرعية حقها قبل مماته . وبينما هو في قصر الرئاسة فكان يصطحبها وصديقها. معه في الأماكن العامة بل وفي زياراته الخارجية لبعض الدول كرئيس لفرنسا ) ! - والنجم الكبير - عمر الشريف - وأيا منا كان معرضا لأن يكون في نفس وضع ذاك الابن المسكين ...ولكن ما يقلل من محنة ابن عمر الشريف والحالات المماثلة له كحالة الأمريكية السعودية الأب السابق الحديث عنها . أنه يعرفأن والده عمر الشريف وقد تولاه الأب لفترة قصيرة وأهداه بعض اللعب عندما كان طفلا واشتري له بعض الحاجيات ..هذا يقلل من المحنة . أما المحنة البالغة الحجم فهي تلك التي تشبه محنة " ليزا " التي لا ترف شيئا عن ابيها ولا صورة له ولا مكان ولا محل اقامة.. أقوال سمعتها فحسب بلا مستندات ولا أدلة . .انها محنة انسانية ..
ولعل المشرع القانوني بدول الغرب التي اعطت المرأة أعظم الحقوق . يفطن لهذا الحق المفقود وهو : حق الوليد في أن يعرف الاب – حتي وان لم يكلف الاب باية التزامات اعاشية تجاهه – فدول الغرب كما هو معروف تتكفل بالطفولة . ايا كانت حالة الابوين . وانما لحفظ الحق الانساني ، الوجداني للوليد والذي يعود علي الأم أيضا بالراحة أو بقلق الضمير في حالة احساس وليدها بالشقاء والحزن . بسبب جهله للشجرة التي نبت من بذرتها .
وذلك بأن ينص القانون علي ضرورة ان تحرص الأم علي اثبات المعلومات الكاملة للاب - مع صورة شخصية له –
كما ينص علي حق الأم في مقاضاة الأب المتهرب من اثبات أبوته . وعلي عقوبة للأب المتهرب من اثبات الأبوة . خاصة وانه لا يوجد مبرر لدي الاب – في الغرب بالذات – للتهرب من اثبات الابوة . وان ذلك عاقبته خلق شق نفسي ووجداني انساني في قلب الوليد . يشقيه ويشقي الام . وهذا بالطبع يلعب دورا غير منظور في شقاء المجتمع .



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة لمقدمي البرامج بالفضائيات
- ماما شادية – الفنانة العظيمة – عيد ميلاد سعيد
- نوادر بوكاسا ( مسرحية ) - الحلقة 6
- تطبيق الشريعة علي الفقراء بالسعودية ! والثروة للأمراء!
- بانوراما - الناس والحرية - 5
- بانوراما - الناس والحرية – 2
- طبيخ الملائكة
- ..وسعوديون يسعون للنور والحرية والحداثة!
- أين أساتذة وعلماء الزراعة ، والفلاحون المصريون !؟
- بانوراما - الناس والحرية – 1
- الهوس الديني وقراء المقالات!
- ائتلاف المعارضة المصرية هل يدوم ؟
- افساد النقابات بالهوس الديني السياسي
- حجب الأمان عن لبنان مثلما يحجب الشمس عن سوريا
- البعث يحجب الشمس عن سوريا
- انتصار مصر : في لعب الكورة
- غزة . مساعدة الناس . أم ارهابيي حماس !؟
- الكمسارية اشتكوا ! ..
- التكرار والحشو في القرآن - والاعتداء علي الطفولة .
- تحفيظ القرآن والاعتداء علي الطفولة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - صلاح الدين محسن - ليزا .. / وحق مهضوم للمرأة بالغرب!