أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باقر الفضلي - لماذا غزة أيضا..؟!














المزيد.....

لماذا غزة أيضا..؟!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2210 - 2008 / 3 / 4 - 10:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة تحترق ولهيب نارها يشعل كل البيوت.. فمن يطفيء الحريق..؟؟

"المحرقة" التي تُذكي أوارها دولة إسرائيل ضد أبناء غزة، غير مفرقة بين كبير أو صغير؛ هي حرب إبادةٍ جماعية بكل المعايير؛ تقترفها الإدارة الإسرائيلية العسكرية والسياسية، دون أي إعتبار لشريعة أو قانون؛ إنها حرب إبادة تقدم عليها دولة محتلة ضد شعب يرزح تحت الإحتلال؛ حرب تتحدى دولة إسرائيل فيها، المجتمع الدولي والأعراف الإنسانية وكل ما له علاقة بحقوق الإنسان..!؟؟

تتذرع دولة إسرائيل ب"صواريخ القسام"، التي وحسب إدعائها، تهدد أمن وسلامة مواطني إسرائيل في الجنوب..ولا أريد هنا أن أبحث عن وجه للمقارنة، فالموت واحد وإن إختلفت الظروف أو الوسائل، ولكن أتوجه بالسؤال الى الدولة العبرية، التي تطلب من الآخرين أن يحسبوا حسابها كدولةٍ لها أنياب نووية، وتمتلك ترسانةً حربيةً تتفوق بها على جميع ترساناتِ جيرانها العسكرية من الدول المجاورة الأخرى..

كيف لدولةٍ بهذا القدرِ من القوة والمِكنة العسكرية، وهي تُصَنِفُ نفسَها ضمن الدول الديمقراطية، أَنُ تضع نفسها في موازاة شعب لا يمتلك من الحول والقوة التي تمتلكها، سوى إيمانه الراسخ بحقه في البقاء وتحرير أرضه من ربقة الإحتلال الجائر الذي تفرضه هي نفسُها عليه؛ الدولةُ التي تشتكي اليوم من شدة ضرباته الموجعة، وتقيم الدنيا ولا تقعدها، وهي تدرك جيداً بأنها قد جاوزت كل حدود المنطق وضربت عرض الحائط، كل قرارات المجتمع الدولي الذي يمنح الحق لهذا الشعب في الحرية وإقامة دولته المستقلة على كافة الأرض التي رسمتها تلك القرارات، فما تعتقده إذن تلك الدولة، أنه سيكون الجواب بعد كل هذا الإضطهاد..؟؟!

هل تدرك دولة إسرائيل التي إغتصبت حقوق شعب محاصر؛ أن نار الغضب أشد إستعاراً من نار قذائفها، وأن ما تحصده محرقتها الهمجية اليوم في غزة من أرواح الأبرياء، سترتد تداعياته وبالاً عليها، وبأنه سيعمق من الكراهية بين الشعبين، ويعطل كل محاولات المجتمع الدولي في التوصل الى إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية؛ وهل تعلم إسرائيل وهي تعلم، بأن دائرة الفعل ورد الفعل هي من الدوائر المغلقة، وبإن ما تأمله دولة إسرائيل من العيش بأمان وسلام، لا يمكن أن يتحقق بالعنجهية والغطرسة وبالقوة الغاشمة، وبدون كسر هذه الدائرة، التي لها أول وليس لها آخر..!؟؟

إن الخطاب الذي إعتادت كل من أمريكا والإتحاد الأوروبي والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة والعديد من دول العالم ومن السياسيين المعتدلين، توجيهه الى كل من إسرائيل والفلسطينيين في آن واحد ودعوتهما الى ضبط النفس وإيقاف العنف، دون إحتساب لجوهر النزاع وأسبابه، مع محاولة المساواة بين الضحية والجلاد، بين المحتل ومن وقع عليه الإحتلال؛

إن خطاباً مثل هذا، لا يساعد في وقف العنف، إن لم يكن عاملاً من عوامل تشجيع إسرائيل كدولةٍ محتلة، أن تتذرعَ بهذه المساواة، ومن منطلق الدفاع عن أمن إسرائيل بمواجهة ما تدعوه "بالإرهاب الفلسطيني"، وبمنطق ميكافيلي خادع، تحاول أن تلقي بكامل تبعيات ما تمارسه من عنف ضد الفلسطينين، على عاتق الشعب الفلسطيني، متنصلة ولنفس الأسباب، من كامل إلتزاماتها الدولية إتجاه هذا الشعب المكافح..!؟

دولة إسرائيل بإدارتها المتعسكرة، ويمينها المتطرف بإدارة باراك، تستغل الشرخ العميق في لحمة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهي في أحوال كثيرة من يقف وراء ذلك، من خلال سياستها المزدوجة في علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية المتباينة في المواقف والرؤى، ومن خلال ما تظهره من دعوات غير صادقة للمقاربة والتسوية السلمية، وفيما تضمره من نوايا لتعميق الشرخ بين تلك الفصائل، وما تمارسه ميدانياً من إنتهاكات وخرق فاضح لحقوق الإنسان والشرائع الدولية، من أجل أن تزيد عمق الهوة بين الفصائل الوطنية الفلسطينية، بهدف إبقاء الإحتلال وتوسيع الإستيطان، وإشغال الفلسطينيين بمنازعاتهم الداخلية..!

وها هي وكالعادة، تسحب إسرائيل دباباتها من غزة بعد أن خلفت ورائها ما يزيد على مائة شهيد فلسطيني ومئات الجرحى من المدنيين، والعشرات من المنازل المهدمة، وخلال يومين فقط، لتعلن أمام المجتمع الدولي أسفها لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بقطع كافة العلاقات التفاوضية مع الجانب الإسرائيلي إحتجاجاً على همجيتها العدوانية في غزة، داعيةً الى إعادة المفاوضات بإعتبارها الطريق الوحيد للتفاهم وحل الإشكاليات والمصاعب، فأي صلفٍ هذا..!؟؟(*)

فهل سيدرك المجتمع الدولي حقيقة المناورات الإسرائيلية، والخداع المبطن بالشكوى والتذلل وذرف دموع التماسيح من خطر ما يسمى ب"الإرهاب"، مستفيدة من كل ردود الفعل التي تفرضها على الشعب الفلسطيني بآلتها العسكرية المدمرة.؟
هل سيدرك المجتمع الدولي بأن دولة إسرائيل تكذب..؟؟!

وهل سيدرك الأخوة الفلسطينيون، وهم مدركوها، لولا قذى في العين، وغصة في الحلق، كم هي الوحدة الوطنية، الطريق الوحيد لإستعادة الحق الفلسطيني، وقطع الطريق أمام كل ألاعيب المحتل، وهي وحدها التي توقف هدر الدم الفلسطيني، وتغلق كلَ إختراقاتٍ أمام اليمين الإسرائيلي، الذي ما دئِب يسعى لبقاء الوحدة الوطنية الفلسطينية عالقة في مهب الريح..!

الفلسطينيون وحدهم وبحكمتهم ووحدتهم، ومن ورائهم المجتمع الدولي، متى تفهم قضيتهم، القادرون على إطفاء الحريق، وقطع الطريق على المناورات الإسرائيلية، وإرغامها على الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته الوطنية الحرة المستقلة الديمقراطية..!
_______________________________________
(*) http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7274000/7274537.stm



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمدي نجاد على مشارف بغداد..!!؟
- شهاب التميمي- الكلمة الحرة..!
- فلسطين أم غزة..؟! غزة أم فلسطين..؟!
- كل شيء هاديء في الجبهة..!!؟
- سيناريو التوغل التركي..!؟
- أوقفوا توغلكم أيها المعتدون..!!!
- آفاق زيارة الرئيس الأيراني الى العراق..؟*
- العراق:الصراع السياسي و-العرس البرلماني-..!
- الجمعة الحزينة...!؟
- الدولة المدنية الديمقراطية بين الطموح والواقع..!
- العراق: الصداقة والتعاون أم شيء آخر..!
- يا قلب ميسان..!*
- التلوث الإشعاعي: الموت بصمت..!؟
- الشهيدة..!
- البصرة: قتل النساء وصمت الحكماء ...!!؟
- حسن العتابي وداعاً..!!
- مجلس النواب : الحاجة والضرورة..!
- الحوار المتمدن والعملية النقدية..!
- العراق: إشكالية إبرام العقود النفطية والمصلحة الوطنية..!
- موقف غير عادل من قضية عادلة..!؟


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باقر الفضلي - لماذا غزة أيضا..؟!