أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبد - لا أهلاً ولا سهلاً بأحمدي نجاد في بغداد















المزيد.....

لا أهلاً ولا سهلاً بأحمدي نجاد في بغداد


كريم عبد

الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان العراق محتلاً من قبل القوات الأمريكية من جهة والأجهزة الإيرانية من جهة أخرى، والصراع يدور بين الطرفين على من تكون له الغلبة في (الساحة العراقية)!! حيث أصبح العراق وبتواطؤ وضعف وغباء أحزابه النافذة، ورقة للمساومة في صراع إقليمي أكبر !!
وإذا كانت الخارجية العراقية تقوم بدور (السمسار) الدبلوماسي من أجل لقاء الطرفين الأمريكي والإيراني في عاصمة الرشيد، ليقررا مصير العراق وتوجهاته المستقبلية !! وبعد أن أصبحت الأحزاب النافذة عصابات سياسية تتقاسم نهب المال العام وسرقة النفط على رؤوس الأشهاد، ثم تدفع الأتاوات السياسية إلى الأمريكي مرة وإلى الإيراني مرة، حيث أصبحت غالبية العراقيين وفي جميع المحافظات تنظر لهذه الأحزاب بمزيد من الاحتقار والاشمئزاز، فما هو الهدف الأهم من زيارة أحمدي نجاد إلى بغداد وفي هذه اللحظة السياسية الملتبسة بالذات ؟!
أن الاجتهادات حول أهداف هذه الزيارة المشؤومة، ستكون كثيرة ويمكن تناولها من زوايا عديدة من قبل الأطراف المختلفة، فهذا لا يمنع من القول بأن واحداً من أخطر الأهداف سيكون ذا طبيعة إعلامية – سايكولوجية، القصد منه كسر شوكة العراقيين وفرض الأمر الواقع الإيراني عليهم، بعد أن فرضت الأحزاب الدينية والكردية حالة من الخذلان والصمت الباهض، مُطبّـقةً عليهم قاعدة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يقول للعراقيين: ( من تكلّم قتلناه ومن صمت مات كمداً ) وهذا هو واقع الحال، حيث مع شيوع عمليات الإغتيال السياسي التي غالباً ما تُسجل ضد مجهول، شاعت أيضاً حالات الموت كمداً وسيطرة حالة من الاحباط وداء الكآبة على الجو الاجتماعي العام، خصوصاً في الفرات الأوسط والجنوب بعد أن عاثت الأحزاب الدينية بالأرض فساداً وإفساداً معتمدةً على الجهلة والمتعصبين دون أن تجد من يردعها !!
فبعد أن استتب الوضع للأجهزة الإيرانية وتغلغلت في أجهزة الدولة وفي مفاصل الأحزاب الدينية التي أصبحت دناءتها السياسية فضيحةً في طول البلاد وعرضها، فإن المطلوب إيرانياً هو كسر شوكة العراقيين وفرض الأمر الواقع عليهم، وهذا هو الهدف السايكولوجي البغيض، الذي يحقق لحكام طهران رغبة الانتقام الرخيصة التي تعتمل في دواخلهم جراء ما عانوه خلال سنوات الحرب مع مثيلهم في التخلف والعنصرية صدام حسين.
لقد نشطت القاعدة في العراق طوال السنوات الماضية، خربت مدناً وأزهقت عشرات آلاف الأرواح البريئة، وتم لها ذلك بتغافل من الأمريكان ودعم مباشر من قبل أجهزة النظامين الإيراني والسوري. وإذا كان الأمريكان قد وجدوا مؤخراً أن من مصلحتهم الوقوف في وجه القاعدة حيث خرجت الأمور من سيطرتهم، اضطروا إلى دعم (ظاهرة الصحوات) التي دافعت بشهامة وتضحيات كبيرة عن العراقيين في المحافظات الغربية وبغداد وأضعفت القاعدة في عموم العراق، فإن هذه الصحوات أصبحت هدفاً مشتركاً للقاعدة وأجهزة النظامين الإيراني والسوري، والهدف هو ليس الصحوات بحد ذاتها رغم خسائرها الفادحة، بل الأستمرار في تدمير العراق، وكسب عامل الزمن بمزيد من عمليات القتل والتخريب، حتى يتم لهم هزيمة أو عرقلة خطة فرض القانون التي حققت نسبة ملحوظة من النجاح مؤخراً.
وإذا كانت غالبية العراقيين تنظر بعين الريبة والشعور بالقهر من زيارة أحمدي نجاد، فإن الخونة والأنذال والحرامية هم فقط من سيفرح بوجوده في بغداد. لماذا ؟ لأن هذه الحثالات، ورغم نفوذها في مؤسسات الدولة، تشعر بحصار داخل الشعب العراقي المغلوب على أمره، وتشعر في أعماقهم بأن أيامها لا بد أن تنتهي وفضائحها وسرقاتها وجرائم القتل وانتهاك حرمة الدولة والمجتمع التي دأبت عليها بمساهمة الأجهزة الإيرانية ودفع منها، باتت مكشوفة للجميع، وأصبحت أكثر من طاقة العراقيين على احتمالها.
تعتقد حكومة (المكونات الثلاثة) أن من حقها أن تكذب على العراقيين ثلاثة آلاف مرة باليوم، وأن من واجب العراقيين أن يصدقوا أكاذيبها. فبعد استشراء تدخل الأجهزة الإيرانية في شؤون العراق الداخلية وأحتلال البضائع الإيرانية للأسواق العراقية، أشاعت أحزاب المحاصصة، مقولة مفادها : ( أن السياسة مصالح، وإن إيران تمتلك أطول حدود مع العراق وهذا يعني أن لها مصالح كبيرة فيه، ومن الطبيعي أن تدافع عن مصالحها في العراق ) فكان السؤال الذي طرحه العراقيون في مواجهة هذه المقولة الزائفة، هو : هل مصالح إيران تعني السماح لها باختراق الأحزاب العراقية وأجهزة الدولة وغزو الأسواق وتسليط الجهلة والحرامية على الوزارات والمحافظات ؟! هل أن مصالح إيران لا تستقيم إلا بتخريب الاقتصاد العراقي، حيث أصبحت كلفة البضائع الزراعية أكبر من سعر نفس البضاعة المستوردة من إيران وغيرها، بسبب إهمال الدولة للفلاح العراقي، وأيضاً عدم وجود نظام ضريبي يحمي المنتوجات العراقية المحلية من المنافسة ؟! هذه الأسئلة ظل يطرحها الناس ويطرحه الواقع يومياً. وبعد أن عاثت الميليشيات المدعومة من إيران في الأرض فساداً، وجدنا الأحزاب الدينية، للتملص من فضيحتها، تردد أكذوبةً جديدة مفادها :( أن الأجهزة الأمنية والمخابرات الإيرانية غير خاضعة لسلطة رئاسة الجمهورية ولا لسلطة ولايات الفقيه، وأن نجاد وعلي خامنئي غير راضين عما يجري )!! فهل هناك أكذوبة أكبر من هذه. هل توجد دولة في العالم لا تسيطر فيها السلطة السياسية على السلطة الأمنية ؟! وإذا أردتمونا أن نصدق أكاذيبكم، فهذا يعني أن نجاد لا سلطة له على اطلاعات وفيلق القدس !! فلماذا دعوتموه إذن، وما الفائدة من وجود رئيس بدون سلطة في بغداد ؟! ولماذا أنتم مسبشرين خيراً به إذا كان أمّعة لا يحل ولا يربط ؟!
لكن أحمدي نجاد يقول العكس تماماً، وعلى ذكر نزعة الانتقام المريضة عند حكام طهران، ورغبتهم في تدفيع العراقيين ثمن حروب صدام، ها هو نجاد يقول قبل يومين وأمام عوائل شهداء الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) ( لقد فهم الجميع ان ايران هي القوة الأولى في العالم ) وأضاف في خطاب نقله التلفزيون الرسمي ( اليوم، أصبح اسم ايران لكمة قوية على فك الدول القوية توقفها في مكانها ) !! هل توجد لغة تنتمي لأشقياء الشوارع والاغتيالات أكثر وضوحاً من لغة نجاد هذه ؟! هل هذه لغة رئيس أكبر دولة في المنطقة أم لغة رئيس عصابة ؟!
أن من لا يصدق بدعم إيران لعصابات القاعدة رغم كل الدلائل المتداولة، التي بدأت منذ إلقاء القبض على إيرانيين منخرطين في أحداث الفلوجة 2004 ناهيك عن الاعتقالات المتكررة لإيرانيين في بغداد وغيرها، من قبل أجهزة الشرطة العرقية حيث يتم اطلاق سراحهم باستمرار !! فهو أما غبي أو مستفيد. أن أخطر ما قامت به الأجهزة الإيراني هي خلقها لجماعات عراقية مستفيدة من التدخل الإيراني، بل وارتبط وجودها ومصالحها الكبيرة بهذا الوجود المشؤوم. لنتذكر أشتباك دورية الشرطة العراقية في شط العرب، قبل ثلاث سنوات، متصدية لباخرة تقوم بتهريب النفط، حيث فاجأتها دورية إيرانية كانت تحمي المهربين، وفتحت النار وقتلت أحد عناصرها. لقد ذهبت دماء ذلك الشرطي الشهيد هدراً، لأن القضية تمت لفلفتها ثم نسيانها !! أن أحمدي نجاد ومن سيستقبلونه في بغداد سوف يسحقون على جثث شهداءنا وعلى كرامتنا وعلى سيادة بلادنا، لذلك لا نملك أن نقول سوى : لا أهلاً ولا سهلاً بنجاد في بغداد. لا أهلاً ولا سهلاً برمز التخلف الحقد والعنصرية، لا أهلاً ولا سهلاً به وبمن سيستقبلونه في عاصمة الرشيد الجريحة والتي لا بد أن ينفجر غضبها قبل أن يفوت الأون !!



#كريم_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل الأزمة العراقية وفصلها
- الحكيم وبرهم صالح : مصادرة عقول العراقيين !!
- كيف نحمي العراق ونصنع مستقبله
- حزب البعث بصفته وباءً سياسياً 2-2
- حزب البعث بصفته وباءً سياسياً ( 1 - 2 )
- خارجية العراق: مسؤولية لا يشعر بوطأتها الوزير !!
- الأخلاق والإنسان العراقي
- فكرة - المجتمع - في خيال دولة الأجهزة
- رسالة إلى السيد نوري المالكي : ولكن ما هي الديمقراطية يا دول ...
- العراق الجديد : مقولات زائفة ورأسمال سياسي فاسد !!
- خلفيات وأهداف التدخل الإيراني في العراق ؟!
- الحركة الإسلامية في مفترق طرق : إدارة الصراع في لحظة سياسية ...
- الزرقاوي وخالد مشعل : الجهاد والأخلاق والمسؤولية السياسية
- أكاذيب حكام طهران بشهادة إيرانية دامغة !!
- المثقف العربي مُعلقاً من قدميه
- الإنحطاط بصفته ثقافة
- معنى استمرار الإرهاب وتصاعده في العراق !!
- أطوار بهجت تعود إلى سامراء كي تُقتل ثانية ً !!
- حقائق وأرقام أمام الحكومة العراقية القادمة !!
- هل لحكومة الجعفري أن تقلب السحر على الساحر ؟!


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبد - لا أهلاً ولا سهلاً بأحمدي نجاد في بغداد