أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجم خطاوي - كلمات في وداع الطيب أبو كاطع عجلان عداي(أبو علي)














المزيد.....

كلمات في وداع الطيب أبو كاطع عجلان عداي(أبو علي)


نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 04:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في روايته الخالدة, الرباعية, يصف لنا شمران الياسري(أبو كاطع), الكثير من الشخوص والأحداث. ويكاد يكون (ملا نعمة) أحد الشخصيات الثورية والمهمة في هذه الرواية. وكلمة (ملا) تبدو للوهلة الأولى وكأنها ذات دلالات دينية, لكنها في الحقيقة قد امتزجت مع المفاهيم التي كونها الناس عن ذلك الذي يكون بمقدوره تفسير بعض الظواهر والحالات التي تحيط بهم, وأحيانا في القدرة على تقديم إجابات حكيمة ومقنعة عن بعض الأسئلة التي يعجز البعض في إيجاد إجابات مقنعة عنها. ورغم صغر عمر الفتى(نعمة) فالناس كنوه بالملا تحببا به وإقرارا بفطنته وحكمته وهيبته.

لا أدري لماذا جالت في خاطري هذه الفكرة وأنا أعيش لحظات الألم بفقدان (أبو علي), والذي اعتاد رفاقه الأنصار الشيوعيين العراقيين أن يسموه (أبو علي الشايب).
الذين عايشوا هذا الإنسان, الطيب, والمتواضع, والثوري, والحيوي, والفتي, يعرفوا بالتمام, أن ليس هناك من وصل بين التسمية والواقع.
وتكاد تكون التسمية مشابهة لحالة بطل رباعية شمران ياسري(ملا نعمة), فكلمة الشايب تعني هنا بالتحديد, الخبرة المتراكمة, والتعلم من دروس وعبر الحياة, والحنكة, والجواب عن الأسئلة الصعبة, واتخاذ القرار دون تردد, والطيبة, والنبل, والقدرة على حب الأخر وتقديم النصح له. وهذه الصفات كادت تكون الثوب الذي ازدهى به (أبو علي), في كل محطات دروبه التي سار فيها شامخا دون أن ينحني.

إلتقيته في سهول مدينة أربيل, وجبالها, وقراها, وسط سرايا أنصار الحزب الشيوعي العراقي, أواخر ثمانينات القرن الماضي. وكان قد قدم إلينا رغبة منه ليكون قريبا من السرايا القتالية, وقريبا من جماهير المدن.
وهناك في قاطع أربيل كلف بالعديد من المهمات وكان أهلا لها.

في مساء كالح من عام 1988 لاحت لنا جموع الأوباش وهي تزحف قريبا من نهر الزاب, باتجاه مواقعنا. معلنة بدأ حملات الأنفال. وبدأنا بإخفاء الطحين والأسلحة والاستعداد للمواجهة.
في تلك الأيام كان العزيز (أبو علي)مكلفا بمسؤولية أحد المقرات القريبة من منطقة(سماقولي), وهناك تجمعت قوتنا القادمة من سهول أربيل وكوي سنجق وكنديناوه ومخمور.
كانت الساعات حاسمة وخطرة, وتتطلب قرارات خطيرة ومصيرية تخص شكل حركة ومفارزالأنصار الشيوعيين.
على العشب جلسنا مجموعة نمثل سرايا قه ره جوغ, وأربيل, وبرانتي, وكان هناك أيضا الشهيد(كانبي), والعزيز (أبو علي). جلسنا للإجابة على السؤال الصعب يومها: ما العمل ؟

ورغم أن الطيب( أبو علي), لم يعش تجربة سرايا السيارات, بحركتها السريعة والواسعة, ودخولها الذي يكاد يومي, لمدينة اربيل, وغيرها, والتي اختلفت عن تلك السرايا القتالية التي خاضها سوية مع أنصار أربيل, فقد كانت مواقفه ونصائحه وأفكاره وتدابيره, تنم عن قدرة فائقة في المعرفة السياسية والعسكرية, تراكمت لديه من خلال تواجده المبكر في حركة الأنصار, ومن خلال تجاربه الحزبية, والسياسية, والعسكرية, في السجون والأهوار والمدن.
وبعدها حل الوداع, حيث تفرقنا كوحدات صغيرة في السهول والجبال, وحسب توصية وحكمة ذلك اللقاء الذي كان (أبو علي) من حاضريه.
وبدل هذه المفارز الصغيرة, أرغمنا على خوض معارك صعبة وقاسية, للدفاع عن مناطق(وادي بالي سان ), وعلى قمم جبل هيبت سلطان, وغيرها, ولم أشاهد أبو علي بعدها.

وتركت سهول اربيل, باتجاه مواقعنا الخلفية في ( كافيه), سوية مع مجاميع الأنصار, بعد أن ضاقت بنا السبل.
ولم تمض أيام ليحاصرنا أوباش ومرتزقة النظام المقبور ثانية.
وسرنا في واحدة من المفارز التاريخية باتجاه الحدود التركية, ومعنا سارت النساء, والأطفال, والمرضى, والضيوف.
وكانت مسيرة عشرة أيام شاقة ومضنية, وبعد معارك بطولية, عابرين الحدود باتجاه تركيا, ومنها عبرنا صوب الحدود الإيرانية, ومنها توجهنا ثانية صوب كردستان العراق (جويزه), ومن هناك تحركنا بعد أيام صوب (ناوزنك)و(نوكان).

وفي هذه المواقع الجديدة, التي شيدناها من الحجر, وسط ظروف نفسية, وإرهاق, ومعاناة, و بعد توالي الأحداث العسكرية, والأنكسارات, وسيطرة جيش النظام على اغلب مواقع كردستان العراق, وانحسار الحركة الأنصارية.

وهناك كان العزيز(أبو علي) معنا أيضا, وكانت الحاجة كبيرة لسماع كلماته, وهي تعلم على الصبر والتروي وعدم فقدان الثقة بالناس والحزب.

هي خسارة فادحة ومؤلمة, أن يودعنا(أبو علي) من مدينة (كيرونا) السويدية, الملاصقة لقطب الشمال, في آخر الشمال السويدي, بعيدا عن أهله وأحبته في مدينة الثورة في بغداد, هؤلاء الكادحين الذين نذر لهم أجمل سنوات عمره. وبفقدانه خسرنا صوفيا شيوعيا, نحن أحوج اليوم إلى حكمته, وحنكته السياسية, في وطن مزقته الطائفية والأحقاد والتطاحن على السلطة البغيضة.






#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاشم جلاب ... ذاكرة حية وتاريخ ناصع
- وعدي المؤجل
- شجرة اتحاد الطلبة
- هذا الجسر
- بستان آذار
- الليل كما هو
- نهاية
- شجرة كالبتوس
- صفحات مجيدة من كفاح الحزب الشيوعي العراقي يرويها سليم إسماعي ...
- عمال المساطر
- هلل وقصائد حكمة
- تحدقين خائفة
- حديقتي الغائبة
- من أجل أن لا يطول إنتظار شاكر الدجيلي ( أبو منير ) طويلا خلف ...
- نجم خطاوي ومجموعته الشعرية الجديدة - تحليق فوق الثلج
- الثقافة والإعلام في مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- القصف الكيمياوي لمقر الحزب الشيوعي العراقي-بهدنان,حزيران 198 ...
- هموم
- أنفال آب
- جادة كركوك


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجم خطاوي - كلمات في وداع الطيب أبو كاطع عجلان عداي(أبو علي)