أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - جوانتانامو .. العار الأمريكي والصمت العربي














المزيد.....

جوانتانامو .. العار الأمريكي والصمت العربي


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:27
المحور: حقوق الانسان
    


أقفاص الكلاب تقبع داخلها أجساد ترتدي ملابس برتقالية كأنها تستعد للوقوف على منصة الاعدام بالمقصلة.
هل يعيد الأمريكيون تجربة استيراد عبيد من ليبريا وغيرها من دول القارة السمراء الذين مات أكثرهم في الطريق إلى العالم الجديد، فألقى بهم صائدوهم لأسماك القرش في عُرض البحر، أما الباقون فيرقصون الآن في شوارع جزر الكاريبي لاسعاد السائحين وادخال البهجة إلى أحفاد صيادي أجداهم؟
إنها نفس طريقة صيد كونتاكنتي، ولكن بسلاح حديث، وأجهزة كمبيوتر يدير بها اليانكي المعركةَ ضد خطر ما بعد الشيوعي. لو كانت حربا ضد الارهاب فقط وبكل صوره حتى لو كان رمز أصحابه نجمة داود أو الصليب أو الهلال لصفقنا له حتى تتورم أيدينا، فنحن نكره الارهاب كما نكره الاستعمار والاحتلال والاستغلال والعبودية.
لو هبطت طائرات المحرر الأمريكي الأبيض فوق المستوطنات اليهودية في فلسطين المحتلة، وفوق جبل تورا بورا لمطاردة قاتلي الأبرياء في 11 سبتمبر، وفوق العراق لتسليم السلطة للشعب العراقي والعودة سريعا إلى أرض زعيمة العالم الحر لما ترددنا لحظة واحدة في تأييد حماة العدالة.
لكننا أمام بلطجة وعصابات قتل وصائدي العبيد الذين يقومون هذه المرة بارسالهم إلى جزيرة العار .. جوانتانامو. ليست جرائم فردية لكنها جريمة دولة ونظام لا تختلف عن سجن ( لونج بينه) الفيتنامي خلال سنوات ابادة الفيتناميين والتي انتهت بهزيمة الصياد وانتصار الفريسة. هذه المرة تمت صناعة أقفاص للكلاب يلقي فيها الأمريكيون بمن يشتبه في تورطهم ضد القطب الأوحد.

كل فنون التعذيب التي لم يعرف لها العالم مثيلا يقوم بها الأمريكيون ضد هؤلاء المعتقلين بعيدا عن الأرض الأمريكية.
أما عرض المتهمين على القضاء والصحافة والدفاع وحقوق الانسان فهي رفاهية في أذهان الساذجين والبلهاء فقط، فالقوات الأمريكية تنتزعك من أي مكان في العالم ولو كنت في بروج مشيدة. وتنتظرك قائمة من الاتهامات المعدّة سلفا حتى لو كانت اتصالا هاتفيا منذ عدة سنوات مع شقيق أحد أعضاء القاعدة تستفسر منه عن سعر البطيخ أو رغبتك في الزواج من شقيقته.
ستجد وجها مألوفا لديك يقف بجوار معتقليك من الجنود الأمريكيين وهو غالبا يعمل في استخبارات دولة إسلامية يتلقى زعيمها الدعمَ والحماية من الاستخبارات الأمريكية.
كل ما تعلمته عن حقوق الانسان والدستور الأمريكي وأفكار جورج واشنطون وجيفرسون والمساواة والعدالة لا يساوي جناح بعوضة فــ ( أقفاص الكلاب ).

هنا يسمح للمعتقلين فقط بالصلاة أحيانا، ولا مانع أن تقوم بعدها أو قبلها مجندة أمريكية بخلع ملابسها أو استثارة السجين جنسيا، وفي حالات الغضب الشديد يتم القاء المصحف الشريف واهانته، فالمسلمون لن يغضبوا هذه المرة لأنهم مشغولون بالرسوم الكاريكاتيرية الدانمركية.
زعماء العالم الاسلامي لن يعكرّوا صفو اللقاء الجيد والحميم مع الرئيس الأمريكي بالتحدث عن رعاياهم في جوانتانامو، أو الاشارة عَرَضا وعلى استحياء لأهمية عرضهم على محاكمات علنية عادلة.
تُضرِب عن الطعام فيُدخلون أنابيب طويلة من فمك إلى معدتك بعد ربطك بإِحكام.
يحملونك وينقلونك من مكان إلى آخر مستلقياً على ظهرك كما يتم نقل البضائع.
يمنعون عنك الدواء والعلاج وأحيانا النوم ويعصبون عينيك كما يفعل الفلاح مع جاموسة حَقْلِه فتدور الساقية.
التهمة الموجهة إليك هي الارهاب أو التعاطف معه أو الاقتراب من موقعه أو الاتصال مصادفة بأحد أعضاء القاعدة أو إعطاء دروس دينية في بيشاور أو زيارة خاطفة لكابول أو الالتقاء مع مشتبه به في مقهى ببراج أو بودابست أو برمنجهام أو كاراتشي.
العدالة الأمريكية لا تسافر، وحقوق الانسان تختلف من مكان إلى آخر، وبنما كهندوراس وفيتنام وكولومبيا وجونتانامو وأفغانستان والعراق وغيرها، فالرئيس الأمريكي يملك حق حماية نيويورك بتدمير كابول.
عندما تراكمت مئات الأجساد الضعيفة والمعَرّقة في عدة شاحنات، ومرت بها كتيبة أمريكية في أفغانستان، وصلت نشوة اللعبة إلى أقصاها كما يفعل طفل مع بلاي ستيشين، فأنطلقت الرصاصات تخترق الشاحنات لتلتصق بعدها مئات الجثث بالدماء والعرق والفضلات.
ندافع عن حقوقهم الانسانية وعن الكرامة والعدالة وضرورة عرضهم على القضاء في محاكمات علنية وشهود ودفاع وذلك بعد القبض عليهم فورا.
المتهم بريء ما لم تثبت ادانته، لكن الرئيس الأمريكي لا يرى أن أيّاً منهم يستحق شرف المثول أمام العدالة أو المرور بالقرب من تمثال الحرية.
أمريكا تصنع الكراهية في كل مكان، ثم تقوم بمطاردة من يعلن كراهيته لها.
العار .. كل العار للصامتين والجبناء والخانعين والخاضعين لأوامر سيد البيت الأبيض. هل يستطيع زعيم واحد في عالمنا الاسلامي أن يطالب علانية بتقديم أحد رعاياه في جوانتانامو إلى العدالة والقضاء؟
أغلب الظن أن الدكتورة كوندي سترفع سماعة الهاتف، وتقوم بتذكيره بكل الخدمات التي قامت أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتقديمها له وعلى رأسها حماية نظامه.
وربما تقوم بقراءة أسماء من تعرّضوا في بلده لنفس الظلم الذي يتعرض له مواطنوه في الجزيرة الكوبية، حينئذ ستسكت شهر زاد عن الكلام المباح.

http://www.ahewar.org/m.asp?i=461
http://taeralshmal.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal
http://taeralshmal1984.maktoobblog.com
[email protected]



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك .. ليست هناك أماكن شاغرة في مسقط
- الحروب الصليبية العنكبوتية .. شروط النصر وعلامات الهزيمة
- حوار بين مواطن مصري و .. ضابط شرطة
- حقوق السوريين في خوف أقل
- المراحيض في خيمة العقيد
- هل هناك خطوط حمراء في الحوار المتمدن؟
- أقرأ عليكم رسالة لم أتسلمها!
- الخروف والزعيم والهلال
- عشرون خطوة لتحرير مصر من أسرة مبارك
- جدار الصمت أقوى من حاجز الصوت
- الجنرال يعتقل تونس، فمتى يغضب التونسيون؟
- حوار بين وافد و ... كفيل
- ماذا لو حقن العقيدُ الشعبَ الليبي بالإيدز؟
- حياتي في الجنة .. أمنيات وتساؤلات
- مرارة التَدَيّن وعالَم الكراهية
- تقسيم العراق مفاجأة للحمقى فقط
- لماذا لا يُحاكَم مبارك بتهمة شائعة موت الشعب المصري؟
- مات .. يموت .. سيموت الرئيس! قراءة في حلم لم يتحقق
- أصل الحكاية ما تضحكش
- الشيطانان


المزيد.....




- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - جوانتانامو .. العار الأمريكي والصمت العربي