أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - الملك فاروق بين ملكتين














المزيد.....

الملك فاروق بين ملكتين


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فى فندق ونتر بالاس فى الأقصر

فتش فى الأوراق

يحتل الملك فاروق مساحة متعمدة فى الإعلام المسموع والمرئى والمقروء أخرها المسلسل التلفزيونى الذى تم بثه فى رمضان وكتبته أستاذة التاريخ الدكتورة لميس جابر وحاولت فيه أن تقدمه بصورة تجعل الناس تغير الصورة التى رسخت فى أذهان الناس عقب ثورة يوليو التى قامت للقضاء على الملكية وسيطرة رأس المال على الحكم فى أولى اهدافها الست 0
ومن مدينة المائة باب الأقصر تشدنى بعض الأوراق زمانها عام 1941 والمناسبة أعياد الميلاد وراس السنة وكان من عادة الأسرة المالكة المصرية قضاء هذه المناسبة بين شواهد التاريخ وربوع اثأر مصر الخالدة فى الاقصر
فى هذا العام كان للمشهد مذاق خاص حيث شهدت قاعات فندق ونتر بالاس بداية الشقاق بين الملكة فريدة (صافيناز ذوالفقار ) حفيدة محمد سعيد باشا رئيس وزراء مصر السابق والملكة نازلى عبدالرحيم صبرى أرملة الملك احمد فؤاد الأول وأم الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان 0
كانت الملكتان تتنافسان على كل شيء واى شيء كانت كلتاهما على قدر كبير من الجمال والحيوية وتجمعهما هواية الرسم وكلتاهما تطمح أن تكون هى ملكة مصر التى لاينازعها على عرشها منازع 0
وعلى الجانب الأخر كان الملك فاروق شابا قليل التجربة لم يتلق من التعليم مايؤهله لقيادة بلد عريق كمصر وكان فى أوج حياته لاهيا يرتاد دور اللهو الرخيصة ويغامر ويقامر وحياته بين العاهرات وحاشية السوء بوللى وكريم ثابت وغيرهم
كان يردد انه فى القريب لن يبقى فى العالم غير خمسة ملوك ملك انجلترا وأربع ملوك الكوتشينة 0
وصل القطار الملكى القادم من سراى القبة الى الأقصر فجرا وانتظر فى تحويلة فرعية حتى يستيقظ أفراد الرحلة ويتناولوا إفطارهم ثم انتقلوا الى فندق ونتر بالاس حيث احتلت الرحلة الملكية طابقا كاملا 0
كان اغلب نزلاء الفندق يومها من الضباط الانجليز وأسرهم وبعض الأمريكان وعدد من علماء المصريات وقليل من المصريين 0
ومن أول يوم لم يهدا الصراع بين الملكة إلام من جانب والملكة الصغيرة من جانب أخر ودائما ما يحسم الصراع لصالح الملكة الأم التى كانت تتعمد استفزاز فريدة ومعاملتها بعجرفة كأنها العضو الأدنى فى الفريق الملكى وكانت تتعمد التأخير فى الدخول الى قاعة الطعام والجميع فى انتظارها وكانت تتعمد أيضا تصدر المائدة 0
وكانت فريدة تهرب الى غرفتها هربا من مواجهة الملكة الأم وتدعى المرض وكانت حجرتها تعلو قاعة الطعام فكان يحلوا لها جمع أطفال للدق بإقدامهم فوق القاعة والتهريج والغناء بصوت عال لتغيظ نازلى 0
صحب الرحلة فى زيارتها لمعبد الأقصر ومعبد الكرنك ووادى الملوك هيوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون والذى كان يردد على مسامع الحاشية انه الوحيد الذى يعرف مكان مقبرة الاسكندر الأكبر وانه لن يكشف سرها لمصلحة الآثار حتى يموت ويموت معه السر 0
وكان يرافق الرحلة أيضا عالم المصريات الشهير القس الفرنسى الأب درايتون 0
ولكن أخر ماكان يفكر فيه إفراد الرحلة اثأر مصر كان هم فاروق البحث عن نزواته 0
وعادت الرحلة الى القاهرة ليتأجج الخلاف بين الملكة الصغيرة والملك الذى انغمس فى مهاوى الرزيلة والفساد بين فاروق وأمه اللامبالية والتى تزوجت سرا من احمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى ومربى فاروق
وطفح الكيل بالملكة فريدة حتى فضلت الطلاق مضحية بعرش مصر حتى لأتعيش مع ملك فاسد وطلقت فعلا عام 1948 حفاظا على كرامتها وخرجت المظاهرات من الأزهر والجامعة تشيد بطهارتها حتى أن الملك كلف احد أفراد حرسه الحديدى باغتيالها لكنه فشل 0
وهاجرت الملكة نازلى وابنتيها فايقة وفتحية الى امريكا لترتكب من الحماقات ما جعل فاروق يسقط عنها لقب الملكة ويصادر أملاكها وأملاك بناتها 0
وتأتى ثورة 23 يوليو لترد لهذا الوطن كرامته وتقضى على الملكية وعصر فاروق الفاسد وتطهر هذا البلد من الذل والفساد وترفع رأسه بعد طول انحناء وتقتح صفحة جديدة ناصعة فى تاريخ مصر الخالدة 0
وظلت الملكة فريدة بتاريخها الوطنى المشرف ونزاهتها محترمة من الشعب المصرى وتفرغت للفن ترسم وتعرض ابداعاتها النفيسة وتتعيش من الفن حتى وافتها المنية
وماتت نازلى فى لوس انجلوس بعد وفاة ابنتها فتحية تطاردها لعنات الردة ولم يشيع جنازتها غير عشرة أفراد جلهم من الخدم
ومات فاروق أيضا وشاءت إرادة الله ان تكون نهايته فى أحضان راقصة رخيصة فى ملهى ليلى 0
وتدور الايام ويظن أولئك المتربصين ان ذاكرة الوطن قد نسيت التاريخ لتخرج علينا من قلب القبور الكتب الفاخرة الطباعة عن فاروق وعهدة وأسرة محمد على ودورها فى نهضة مصر وتطويرها وتعطيهم قصب السبق فى نموها وأخيرا دخل الحلبة التلفزيون لتشويه ضمير وفكر ووجدان هذا البلد الطيب وتزييف وعيه
لكن التاريخ كتاب ابيض لا يعرف الزيف 0



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الاسمر حسن طلب
- الابنودى وبنى هلال
- الحمد لله الذى كفلها زكريا
- من ملف مرسم الأقصر
- التراث الشعبى جزء من تراث الفراعنة
- توت عنخ آمون وحارسه الأنجليزى ريتشارد
- حكاية الموميات الملكية
- بمناسبة احتفال شعراء مصر بعيد ميلاده السبعين التاريخ موعدنا ...
- فى بيت الامة بالاقصر ذ كريات هذا الرجل توفيق اندراوس بطل ثور ...
- فيثاغورس يستقي نظريته من عُقد الحبال
- صفحات من تاريخ أحمد عبود باشا أحد أعمدة الأقتصاد المصرى فى ا ...
- مأساة الأرملة الحزينة عنخس ان مون
- باحث يكشف الأكذوبة التى عاشت فى ضمير الشعب المصرى عبر مئات ا ...
- آمنا الغولة والآلهة سخمت
- جمهوريتنا الملكية
- ختان الإناث في مصر يبدأ في الانحسار
- صور من تاريخ الحركة العمالية بمصانع السكر فى مصر
- عشق الخس
- السنة القبطية والأمثال الشعبية
- أمل دنقل شاعرا عاطفيا


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد المنعم عبد العظيم - الملك فاروق بين ملكتين