أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد علي محيي الدين - نحو وحدة الشيوعيين العراقيين















المزيد.....

نحو وحدة الشيوعيين العراقيين


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بعد كتابة مقالي السابق عن ضرورة وحدة الشيوعيين العراقيين تحت مظلة وطنية واحدة،وردتني رسائل عدة من رفاق أعزة وأصدقاء حميمين من داخل الوطن وخارجه،بين مؤيدة ومشجعة،وأخرى متخوفة ترى في بعض الحركات المتواجدة ميول وأهداف بعيدة عن الهم الوطني وذات ارتباطات مشبوهة بأطراف خارجية،أو جماعات إرهابية،وبقايا فلول النظام البائد،ولا تمتلك رؤيا مستقبلية يمكن أن تسهم في البناء الوطني،أو تهدف إلى النضال السليم وفق المبادئ الشيوعية التي تضع في أولوياتها مصلحة البلاد والسمو عن الصغائر ونكران الذات والابتعاد عن المغريات والاندفاع الحقيقي لتحقيق آمال الجماهير بعيدا عن المصالح الفئوية الضيقة،وتقدير ما تتطلبه المرحلة من أولويات تضع في حسبانها طبيعة الأوضاع السائدة في العراق،فيما ركزت واحدة منها على أطراف معينة ثبت ارتباطها بجهات خارجية لا تصب في مصلحة الحركة الشيوعية والمصلحة الوطنية،أو التي نزعت لتأييد القاعدة السلفية في توجهاتها الهادفة لتدمير البلاد،وأن الظروف التي أستطاع فيها الشهيد سلام عادل أعادة الوئام بين الأطراف المختلفة،وتوحيد الصف الشيوعي في كتلة متراصة،كان يتميز بوجود شيوعيين حقيقيين ليست لهم ارتباطات مشبوهة أو توجهات بعيدة عن الوطنية،أو نزعات أنانية فردية ومصالح ذاتية،بل كان أغلبهم من المخلصين للوطن والمناضلين من أجل شعبهم ومبادئهم الأصيلة.
وطالعت بإمعان اللقاء مع الأخ سمير عادل القيادي في مؤتمر حرية العراق،فكانت أطروحاته بعيدة عن آفاق المرحلة ومتطلباتها،ولا تتعامل مع الواقع بموضوعية،وكأنه بعيدا عن العالم الحديث دون تمييز لأفاق الصراع ،وما يمر به المجتمع من ركود فكري وتخلف جماعي،يدعوا للانطلاق من نقطة البداية في عملية البناء،وزرع الركائز الأولى للفكر الجديد بعد الغربة القاتلة للفكر الشيوعي لثلاثة عقود،كان الشعب يعيش خلالها ظلال أزمة فكرية حادة،جعلته رهن الفكر الغيبي وأسير المعتقدات البالية والعادات البائدة،التي تمكنت القوى اليسارية عبر نضالها المديد من تلطيفها وتوجيهها بما يخدم الحركة الوطنية،ويسهم في البناء الوطني المنشود.
إزاء ذلك رأيت ولعلي مخطئا أن الوحدة الحقيقية تتطلب الاتفاق على برنامج واضح،يأخذ بالحسبان الظروف الجديدة ومتطلبات المرحلة،وما تستلزم حركة التحرر الوطني،بعيدا عن الاجتهادات الفكرية التي ليس أوان الخلاف عليها في هذه الظروف،أو الخلافات الأيديولوجية التي لا تتطلبها المرحلة،فالتلميذ الابتدائي لا يمكن تدريسه الكيمياء العضوية،والذي لا يزال يسعى لتشييد الطابق الأول،ليس من المجدي له التفكير بنوعية الزجاج الذي يحتاجه في الطابق الثالث،لذلك يجب أن يكون البرنامج ضمن سياقات المرحلة الحالية وما تتطلبه من أولويات تكتسب أهميتها بالحاجة الموضوعية إليها،دون القفز على المراحل،والصراع على السمك الذي في البحر.
أن النقاط الأساسية التي تتطلبها مرحلة التحرر الوطني يمكن إجمالها بما يلي:
1-فتح صفحة جديدة من العلاقات الرفاقية الحميمة وتناسي الخلافات السابقة التي واكبت فترات النضال السابقة،والتقاطعات التي خلفتها الظروف الشاذة،ودفعت البعض بالابتعاد عن التنظيم لأسباب متعددة منها ما هو مبرر ومنها ما كان لأسباب علينا تناسيها وتجاوزها للسعي مجددا لبناء وحدة فاعلة على أسس متينة.
2-نبذ العلاقات الجانبية للأطراف المتحاورة والابتعاد عن العلاقات المشبوهة بالإطراف الخارجية،والعمل وفق البرنامج الوطني الذي يجرى الاتفاق عليه،والابتعاد عن الشعارات المتطرفة أو التصريحات النابية،ونبذ الأفكار التي أثبتت الأيام عقمها وعدم جدواها،وما أدت إليه من أضرار لا يزال الحزب يعاني منها.
3- أن لا تكون موجهة ضد إي جهة كانت دينية او سياسية او قومية والابتعاد عن التصريحات التي تثير الآخرين،أو تسيء إلى المعتقدات والأديان ولا تنسجم مع التوجهات السائدة في المجتمع،أو تصطدم بمعتقدات الآخرين،او تتقاطع مع العادات الاجتماعية غير الضارة التي لا تتعارض مع التوجهات الإنسانية،او تلحق الأذى بالفئات الاجتماعية المختلفة،ومحاولة الإصلاح التدريجي لبعض الظواهر السائدة في المجتمع من خلال التبصير بمضارها،والعمل على إنهائها،دون الدخول في الخصوصيات التي تعتبر خطوط حمراء في التفكير الشعبي.
4- الالتزام بثوابت المجتمعات التي عليها شعوب وادي الرافدين،وعدم المساس بالمشاعر الدينية،وما تضمنته المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان في حرية الفرد في ممارسة عادته وتقاليده دون الأضرار بالآخرين،واحترام المشاعر الدينية والعقائدية،وعدم القفز عليها أو استهجانها والاصطدام بها،ومحاولة الاستفادة منها وتوجيهها بما يخدم المجتمع،بالتفاعل معها والدخول في أوساطها ومحاولة توجيهها الوجهة السليمة التي تسهم بالحراك السياسي لصالح الجماهير،واستغلالها لطرح المسائل المطلبية كما كان عليه الحال أيام النضال الوطني ومكافحة العهود المختلفة،فالحزب الشيوعي العراقي لم يكن في يوم ما واجهة للإلحاد أو محاربة الأديان والعقائد،وهو جزء منها بما تحمل من معان إنسانية نبيلة تهدف لبناء الإنسان على أسس سليمة،والفرز بين الخاص والعام في هذه التوجهات.
5-محاربة التعصب القومي والطائفي بتقديم البديل الوطني المناسب الذي أثبتت الأيام صحته،بالاستفادة من الأخطاء الناجمة عن الفترة الماضية،بما أفرزت من سلبيات ي دفعت حتى الأطراف الدينية والقومية نفسها إلى السعي لإيجاد البديل بعد التردي والانفلات الذي صاحب ظهور هذه التوجهات وما أدت إليه من أضرار فادحة في مسيرة التقدم والبناء.
6- اعتماد الديمقراطية والروح الرفاقية في تبني الرأي الهادف لمصلحة الوطن بعيدا عن الخلفيات المسبقة،والنصوص الجاهزة،والأيديولوجيا المعطلة،ومحاولة الاستفادة من الإرث النضالي في التمييز بين الضار والنافع،لبناء التوجه السليم ،والاستفادة من التجارب السابقة لحركات التحرر الوطني التي تمكنت من أيجاد الحلول لمشاكلها،واختيار الطريق المفضي إلى التقدم والنجاح.
7-الاتفاق على برنامج واضح لمتطلبات المرحلة والتخطيط لما تتطلبه المرحلة المقبلة،استنادا للنظرية العلمية التي نسترشد بها ،وتطويعها بما يخدم الاتجاهات الوطنية،دون الغرق بحمى التنظير اللا مجدي،ومحاولة الاستفادة من تجارب شعوب العالم المتقدم بما لا يتعارض مع المبادئ العامة للنظرية،والعمل لإيجاد البدائل الكفيلة بإنجاح المشروع الوطني،ضمن الواقع المنظور،واعتمادا على الإمكانيات المتاحة.





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة الكاظمية 8 شباط 1963
- انقلاب شباط الأسود(2&1)
- وحدة الشيوعيين العراقيين..تحتاج إلى سلام عادل جديد
- مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة
- في يوم الشهيد الشيوعي
- حول أيجاد حلول لمشكلة الكرد الفيلية
- انهيار المعسكر الاشتراكي.. الأسباب والتصورات/4
- أنهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات(3)
- رأي في قانون العفو العام
- وين ماكو حافي صاير صحافي
- انهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات(2)
- انهيار المعسكر الاشتراكي ..الأسباب والتصورات/1
- الأكراد ضمانة لقوة التيار الديمقراطي وفاعليته
- وقفة لوالد الشهيد أمام صورته
- نحو وحدة فاعلة للتيار الديمقراطي العراقي
- لماذا لا تسند هيئة النزاهة إلى مهدي الحافظ
- البارحة جند السماء واليوم أنصار اليماني وغدا السفياني
- (الغريب في ابتكارات القوى الظلامية
- حبلها وذبها الگيلاني
- هل سيكون ما نشرته الصباح مبررا لإصدار قانون رقابة المطبوعات


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد علي محيي الدين - نحو وحدة الشيوعيين العراقيين