أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد علي محيي الدين - انهيار المعسكر الاشتراكي ..الأسباب والتصورات/1















المزيد.....

انهيار المعسكر الاشتراكي ..الأسباب والتصورات/1


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2173 - 2008 / 1 / 27 - 10:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قد لا أدلي بجديد في تبيان الأسباب وراء الانهيار المريع للمعسكر الاشتراكي وطليعته الاتحاد السوفيتي والتحولات الدراماتيكية في الحركة الشيوعية العالمية،ومحاولات البعض عزوا هذا الانهيار لطبيعة الفلسفة الماركسية ناسين أو متناسين أن هذه النظرية لم تفقد بريقها بعد ولا زالت صالحة للارتقاء بالعالم إلى أعلا المستويات في العدالة والمساواة وبناء المجتمع بناءا سليما لا يمكن لنظرية أخرى أن توصله لمستواه،ولا ينكر إنسان أن هذا الانهيار والانتكاس في الحركة الشيوعية أدى إلى اختلال التوازنات الدولية،وهيمنة القطب الواحد التي بدأت تظهر تجلياتها الآن في ظل التداعيات الخطيرة التي أخذت بالبروز والتنامي لانعدام القوى الأخرى التي تدعي القدرة والتفوق والإمكانية على المواجهة من أثبات وجودها،لاحتوائها على ذات الأمراض التي تنخر في المجتمع الرأسمالي ولا تمثل شيئا جديدا مغايرا لتصوراته وتوجهاته في التغيير الطبقي والاقتصادي بل قد تزيده في التردي نحو الانغلاق والهيمنة الاقتصادية بما تحاول تركيزه من خلال إيديولوجيتها التي لا تختلف من حيث الجوهر عن الإيديولوجية الرأسمالية في زيادة الاستغلال ولكن بطرق مغايرة تستند لأفكار علوية جعلتها هي البديل في الهيمنة وبسط النفوذ، وهذه الأحادية جعلت العالم كرة عائمة تتقاذفها الأمواج العاتية ولا يقر لها قرار.
أن هذا الحدث المهم يدفعنا إلى البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه الانتكاسة،التي أدت إلى عودة الحركة الشيوعية عشرات السنين إلى الوراء،رغم أن الدعايات المشوهة والأراجيف التي يطلقها دعاة الرأسمالية وذيولها الرجعية المحلية والبرجوازية القلقة،حاولت تصوير الأمر على أنه دليل على عقم الفكر الشيوعي وطوباويته وعدم صحته أو قدرته على القراءة السليمة للحركة التي تسير المجتمعات،وقصور الثورة الاشتراكية بوصفها البديل الأفضل للنظم الرأسمالية،وانتصار الرأسمالية ودليل ديمومتها وبقائها وصلاحيتها للبشرية،وإنها خير ما وصل إليه الفكر الإنساني عبر العصور والأزمان بدليل بقائها وفرضها لتصوراتها وانحسار الأفكار المناوئة لها وانتهائها مهما طال الزمن ومرت السنون،وعجز البشرية عن إيجاد البديل الناجح أو ما يوازي فكرها العقيم.وأن هذه الدعاوى لغو فارغ لا يمكن الركون إليه،وهذه الانتكاسة دليل على أن الأنظمة الرأسمالية هي الأفضل والأجدى بالأتباع،وهي القمينة بحل مشاكل العالم ومواجهة المعضلات والمصاعب التي تقف بوجه تطوره وتقدمه، ناسين أو متناسين أن الرأسمالية مرت بظروف مختلفة أجبرتها على الانكسار والتراجع،ولكنها تمكنت من تجاوز أزمتها لأسباب بعيدة عن الخطأ والصواب وأن الجواد الذي يكبو في المضمار قد يتمكن من تجاوز هزيمته بالانتصار في جولة قادمة،وأن الفرق الرياضية كثيرا ما تتجاوز خسارتها بفوز كاسح في لعبة أخرى تعيد لها القها واسمها في عالم الرياضة،وأن خسارة الملاكم لا تعني إن خصمه هو الأقوى،لأنه قد ينتصر عليه في منازلة أخرى.
وهذه الانتكاسة لا يمكن أن تحجب عيوب الرأسمالية،أو تلغي قصورها كنظرية اقتصادية ونظام اقتصادي قائم على الظلم والتعسف والاستغلال الطبقي،ويسعى لمنفعة الأقلية وتحقيق مصالحها على حساب الأكثرية الرازحة تحت نير الفقر والاستغلال الطبقي،وأن الرأسمالية المهيمنة على مقدرات الشعوب طيلة قرون لم تتمكن من تحقيق العدالة والمساواة أو تحقق الحياة الحرة الكريمة للشعوب رغم شعاراتها البراقة ودعاواها الزائفة بحقوق الإنسان،وهذه النكسة لا يمكن أن تخفي الشوائب والنواقص التي تحفل بها المجتمعات الرأسمالية،أو إغفال الجرائم الكبرى التي ارتكبتها الأنظمة الرأسمالية بحق الشعوب في أرجاء المعمورة،ولا يمكن أن تزيل أهدافها في الهيمنة على العالم والسيطرة على مقدرات الشعوب الفقيرة،ودول العالم الثالث المتخلفة واستعبادها في المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية،وخوضها غمار حربين عالمتين وثالثة تخطط لها أشعلت من خلالها نيران الخلاف بين شعوب العالم وجعلتها تخوض صراعا داميا،وجعلت الحروب الأهلية الداخلية تنهش في الشعوب المتخلفة،التي دائما ما تكون ورائها الأصابع الغربية الساعية لأشغال الشعوب بحروب منهكة تبعدها عن التفكير بمستقبلها أو واقعها الذي تعيش فيه أو السبب وراء نكبتها تلك،وما أدت إليه حروبها من قتل للملايين وإعاقة وفقدان مئات الملايين ،وتدمير المرتكزات الأساسية والبني التحتية للدول التي ابتليت بهول الحرب ومعاركها الطاحنة،والمعارك التي أظهرت الرأسمالية بصورتها البشعة وكشفت حقيقتها وبربريتها الفاضحة في الإبادة الجماعية،وجرائمها في فيتنام الباسلة ودول أمريكا اللاتينية،وما يجري في أفغانستان والعراق من دمار رهيب دليل واضح على عقم الركون إليها وتصديق وعودها في السعي لبناء الديمقراطية وإشاعة الحريات وبناء العالم الحر ورفاه الشعوب وتقدمها.
ولو عقدنا مقارنات بسيطة عما قدمته الاشتراكية،وما هو عليه حال الدول الرأسمالية ،لوجدنا أن البطالة التي مدت أطناب في الدول الغربية ذات الأنظمة الرأسمالية ووصلت إلى أعلا مستوياتها حسب الإحصاءات الصادرة عن مراكزها التخصصية،وأن الملايين تنام في الأنفاق والمجاري ولا تجد المأوى المناسب لها،وتنوء بمستوى متدني ،في حين أنها انعدمت أو كادت في البلدان الاشتراكية المنهارة،أو التي لا زالت تسير في خطها الاشتراكي،في الوقت الذي لا تزال الكثير من الدول الرأسمالية رغم تقدمها العلمي والتكنولوجي تعاني من البطالة،مما دفعها لإيجاد أسواق جديدة من خلال عملياتها الحربية التي توسعت هذه الأيام لانتشال اقتصادها من خطر الانهيار.
أن هذا البون الشاسع فيما وصل إليه النظامين،لا يمكننا أن ننكر أن التقدم الكبير والتطور الحضاري في المجتمعات الرأسمالية وإشاعة الحريات الديمقراطية،وإقرار مبادئ حقوق الإنسان،وضمان احترام الحرية الشخصية للفرد،هي أفضل مما وصلت إليه في البلدان الاشتراكية،إلا أن ذلك لا يعني أن الرأسمالية منحت أبنائها هذه الحريات اختيارا أو أيمانا أو أنها من ضمن أولوياتها،بل أنها منحتها هذه الحقوق وهي صاغرة بسبب النضال الدائب الجاد لتلك الشعوب،التي ناضلت من أجل الحصول على تلك الحقوق والامتيازات،ولا زالت تناضل من أجل نمائها والالتزام بها وتطويرها تبعا لتطور المجتمع وتطلعات الإنسان،ورغم ما تعامل به شعوبها إلا أنها تظن على الشعوب الأخرى بجزء من هذه الحقوق،وتسعى لدعم أعتا الأنظمة الدكتاتورية في قمع شعوبها،وإبادتهم إذا حاولوا الحصول على نزر يسير من هذه الحقوق،وأحسن مثال على ذلك النظام ألصدامي الذي أعانته الدول الرأسمالية وأمدته بأسباب البقاء،وسكتت عن جرائمه البشعة في الإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة المحرمة وكبت الحريات والتجاوز على حقوق الإنسان،وتزويده بالأسلحة المحرمة والدعم العسكري والمادي عن طريق صنائعها في المنطقة،رغم علمها بدمويته واستهتاره بكل القيم والموازين الإنسانية،وعندما رأت أن لا فائدة من بقائه سارعت لإرسال أساطيلها لإنهائه بعد أن أصبح يشكل خطرا على حلفائها ومصالحها في المنطقة،وهيأ لها الأسباب لاحتلال العراق والهيمنة على مقدراته،واحتلال منطقة الخليج لتحقيق أحلامهم التوسعية وإستراتيجيتهم في المنطقة ومحاصرة الأنظمة التي لا تسير في فلكهم،وما جره احتلالهم البغيض من كوارث على العراق والمنطقة ستظهر أثاره المستقبلية في القادم من السنين.

يتبع



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد ضمانة لقوة التيار الديمقراطي وفاعليته
- وقفة لوالد الشهيد أمام صورته
- نحو وحدة فاعلة للتيار الديمقراطي العراقي
- لماذا لا تسند هيئة النزاهة إلى مهدي الحافظ
- البارحة جند السماء واليوم أنصار اليماني وغدا السفياني
- (الغريب في ابتكارات القوى الظلامية
- حبلها وذبها الگيلاني
- هل سيكون ما نشرته الصباح مبررا لإصدار قانون رقابة المطبوعات
- انتبهوا ...البعثيون قادمون
- أمرأة من بلادي
- اعمى يكود ضرير من قلة التدبير
- الشفافية من أجل الوصول للمعلومات
- هل يسهم الحراك الجديد في انهاض العملية السياسية
- وزارة للمتقاعدين
- الكتابة قرب الخط الساخن
- حقوق المرأة والأحاديث الموضوعة
- المصالحة الى أين..؟
- ثلثين الدك عالمربوط
- ثورة النساء
- كاظم الجاسم... مختار الحزب في الفرات الأوسط (1)


المزيد.....




- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد علي محيي الدين - انهيار المعسكر الاشتراكي ..الأسباب والتصورات/1