أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد علي محيي الدين - وحدة الشيوعيين العراقيين..تحتاج إلى سلام عادل جديد















المزيد.....

وحدة الشيوعيين العراقيين..تحتاج إلى سلام عادل جديد


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:35
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


قد أكون قاسيا ،أو مجانفا للحقيقة،وقد يثير رأيي هذا حفيظة البعض ويلاقي هوى لدى آخرين،ولكني سأحاول ما وسعني الجهد تجنب الإثارة،فلست بمعرض النقد والتمحيص،أو الطعن والتجريح،وإنما أهدف من وراء ذلك فتح الباب على مصراعيه،للوصول إلى الحقيقة الغائبة عن أذهان الكثيرين،لا لقصور في نظرتهم،أو خلل في تفكيرهم،أو ضعف في مبدئيتهم،ولكن لنظرتهم إلى الأمور بعين نصف مفتوحة،غابت عنها الحاجة الفعلية لتجاوز الكثير من الأمور،وانصرافهم لقضايا جانبية بعيدة عن جوهر القضية،وما تتطلبه المرحلة من نظرة جديدة،بعيدا عن مخلفات الماضي،بما حملت في طياتها من خلافات وصراعات لا مبدئية ،غلبت عليها الشعارات الانتقائية،وابتعاد عن الكثير من الثوابت والمشتركات التي هي أساس الالتقاء والاتفاق وتوحيد الرأي،وما يسهم في تعزيز الوحدة لتجاوز المرحلة الخطيرة التي تمر بها حركة التحرر الوطني.
لقد كانت هناك اختلافات واصطفافات وانعطافات خطيرة بين الشيوعيين العراقيين فرضتها المرحلة السابقة،مرحلة انهيار المعسكر الاشتراكي التي خلفت بلبلة فكرية في الأوساط الشيوعية عصفت بالكثير من المرتكزات التي يقف عليها الشيوعيين في العالم،وأدت إلى حدوث اهتزاز في الكثير من الثوابت واختلاف في المنطلقات الفكرية،مما جعل الكثيرين يحاولون القفز على الواقع واللجوء إلى اجتهادات ليس هنا محل الإشارة إلى صحتها من عدمه،وأدت إلى حدوث شروخ وتصدعات في الوحدة الفكرية والتنظيمية،ودفعت ببعض الأطراف للخروج والاختلاف،وألقت بظلالها على الوضع العام للحزب،مما أدى إلى نشوء واجهات عديدة كل منها يدعي امتلاكه الحقيقة والشرعية،متناسين أن الشرعية الحقيقية يمنحها الواقع ومدى التفاف الجماهير حول هذه الجهة أو تلك،أو مدى قربها أو بعدها عن الواقع الموضوعي لما يجري على الساحة العراقية.
ولست هنا بمعرض الإلماح إلى صحة هذا التوجه أو ذاك،أو خطا هذا الموقف أو سداده،فللجميع سيئاتهم التي لا تلغي حسناتهم،وحسناتهم التي تبرر سيئاتهم،بغض النظر عن حجم هذه الحسنات أو السيئات،فقد كان لسنوات المعارضة الطويلة إفرازاتها الضارة على وحدة الشيوعيين العراقيين،لما حملت في طياتها من إرهاصات بعيدة عن الروح الرفاقية والأسس المبدئية،واختلال الثوابت التنظيمية،وبروز توجهات وتكتلات كانت وراء الكثير من الأخطاء التي عصفت بالبنية التنظيمية،وأدت إلى حدوث صدوع لا زالت آثارها تفعل فعلها في النفوس،وكان لتباعد التنظيمات،وركاكة العلاقة وانعدام الاتصال وراء الكثير من الآثار الجانبية لحدوث التقاطعات،واختلال الموازين في التعامل،وظهور نزعات استبدادية،أدت إلى أضرار وفجوات ما كان لها أن تحدث في ظل الأوضاع الطبيعية،مما أدى إلى ازدياد النفور وبروز تكتلات متفرقة تتصارع فيما بينها،بدلا من العمل الجاد لتوحيد المواقف والالتقاء على أمر سواء،وكان لسقوط النظام ودخول قوات الاحتلال أثره بإذكاء الفروق واتخاذها أبعاد جديدة في الموقف من الاحتلال والعملية السياسية زاد في عمق الهوة بينها،وأدى إلى حدوث شرخ قد يتوسع مستقبلا إذا ظلت الأطراف المتصارعة على سلبيتها،ومواقفها التي لا تصب في المصلحة الوطنية،أو مصلحة الشيوعية واليسار،لذلك يتطلب الأمر محاولات جادة لتطبيق وجهات النظر بين المتعارضين،وإنهاء الصراع من خلال اللقاآت المباشرة والوصول إلى قواسم مشتركة،قد تسهم في تغيير أنماط العلاقة بما يعيد للشيوعيين تأثيرهم في الساحة العراقية.
لقد مر الحزب عبر تاريخه المديد بمنعطفات خطيرة عصفت بمرتكزاته التنظيمية،وانشقاقات خطيرة وتشرذمات قاتلة،ولكن الوعي بطبيعة الصراع وما تفرضه المرحلة دفع تلك الأطراف إلى المكاشفة والمصارحة وأسهم في أعادة توحيد المنظمات ودفع بالحزب إلى واجهة الأحداث،وآخرها ما حدث أواسط الخمسينيات من خلافات حادة عصفت بوحدة الحزب وأدت إلى تناحرات ألقت بظلالها على مجمل الحركة الوطنية،واستطاعت قيادة سلام عادل بما امتلكت من ديناميكية عالية وسعي بناء ومبدئية رصينة تجاوزها وتوحيد الحزب ليتصدر النضال بفاعلية عالية،والسير من نصر إلى نصر حتى تكللت الجهود بالقضاء على الحكم الملكي العميل وقيام الجمهورية الفتية.
واليوم في ظل الظروف والتداعيات الحاصلة في العراق،وما تتطلبه المرحلة من سعي جاد ودءوب لبناء تيار ديمقراطي فاعل في العراق،يتطلب الأمر من القيادة الحالية للحزب،التي تسعى لتوحيد الديمقراطيين في جبهة واحدة، أن تسعى بكل ما تمتلك من ثقل وإمكانيات إلى وحدة الصف الشيوعي أولا قبل البدء بوحدة التيار الديمقراطي او اليساري،لأن صاحب البيت المتصدع عليه السعي لبناء بيته أولا قبل البدء بإصلاح قصور الآخرين،مما يجعل المهمة الآنية للحزب الشيوعي بوصفه الممثل الشرعي للشيوعيين العراقيين والواجهة العقائدية لهم،وأكثر الفصائل الشيوعية تأثيرا على الجماهير،أن يكون البادئ في هذا السعي ،والعمل على توحيد الشيوعيين العراقيين تحت واجهة واحدة قادرة على اخذ موقع الصدارة في التيار الوطني الديمقراطي،وأن تكون قوة فاعلة في تغيير الإحداث والسير بعجلة العراق إلى أمام،خصوصا بعد الاختلاف الخطير بين القوى الكردستانية وحليفهم الأساسي الائتلاف العراقي الموحد،واحتمالية عودة القوى الكردستانية لحليفها الطبيعي التيار الديمقراطي واليساري على وجه الخصوص،ليصبح التيار الفاعل في مسار السياسة العراقية،ويأخذ الشيوعيين العراقيين دورهم المتميز في هذا التيار بوحدتهم وتآزرهم ليكونوا كتلة متراصة ذات تأثير واضح في سير الأحداث،وقد يتطلب البدء بالاتصال بين الأطراف الشيوعية،وخصوصا بعد أن تعددت الواجهات وأصبحت تشكل تجمعات متناثرة متصارعة رغم ما يجمعها من مشتركات وثوابت لن تبليها الأيام،وعلى الحزب الشيوعي العراقي(اللجنة المركزية) البدء بطرح تصوراته في برنامج محدد يتضمن الأسس العامة التي يمكن الالتقاء حولها،والدعوة لعقد مؤتمر أو أجراء حوار واتصالات مع تلك الأطراف للوصول إلى اتفاق،خصوصا بعد أن أبدت بعض الأطراف استعدادها للدخول تحت خيمة واحدة،والإسهام في العملية السياسية،والعمل الفاعل من أجل التحرر الوطني وبناء الأسس السليمة لدولة ديمقراطية،تسهم مع الفصائل الوطنية الأخرى في النضال من أجل التحرر الوطني،وبناء العراق وإخراج القوات الأجنبية،واعتماد الآليات الديمقراطية في النضال الوطني بعيدا عن الأطروحات المتطرفة،والعنف والكفاح المسلح والجمود الفكري والعقائدي،واعتماد الحاجة الوطنية في اتخاذ المواقف السليمة وتحديد الأولويات التي تتطلبها المرحلة بعيدا عن المواقف المسبقة التي لا تستند إلى أرضية واقعية.
وفي الحلقة القادمة سنشير إلى الأسس والقواعد التي يمكن أن تسهم في إعادة اللحمة والوصول إلى توافقات ثابتة توائم بين الإطراف،ولا تخرج عن الثوابت الوطنية،والمبادئ الأساسية للفكر الشيوعي الخلاق.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة
- في يوم الشهيد الشيوعي
- حول أيجاد حلول لمشكلة الكرد الفيلية
- انهيار المعسكر الاشتراكي.. الأسباب والتصورات/4
- أنهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات(3)
- رأي في قانون العفو العام
- وين ماكو حافي صاير صحافي
- انهيار المعسكر الاشتراكي الأسباب والتصورات(2)
- انهيار المعسكر الاشتراكي ..الأسباب والتصورات/1
- الأكراد ضمانة لقوة التيار الديمقراطي وفاعليته
- وقفة لوالد الشهيد أمام صورته
- نحو وحدة فاعلة للتيار الديمقراطي العراقي
- لماذا لا تسند هيئة النزاهة إلى مهدي الحافظ
- البارحة جند السماء واليوم أنصار اليماني وغدا السفياني
- (الغريب في ابتكارات القوى الظلامية
- حبلها وذبها الگيلاني
- هل سيكون ما نشرته الصباح مبررا لإصدار قانون رقابة المطبوعات
- انتبهوا ...البعثيون قادمون
- أمرأة من بلادي
- اعمى يكود ضرير من قلة التدبير


المزيد.....




- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد علي محيي الدين - وحدة الشيوعيين العراقيين..تحتاج إلى سلام عادل جديد