أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نبيل يعقوب - هزيمة للعنصرية وللعداء لليسار في المانيا















المزيد.....

هزيمة للعنصرية وللعداء لليسار في المانيا


نبيل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


غيرت نتائج الانتخابات في مقاطعتين في غرب المانيا الخريطة السياسية في المانيا. وكانت ابرز نتائجها نجاح حزب اليسار الالماني لاول مرة بعد الوحدة الالمانية في دخول برلمان نيدر ساكسن (عاصمتها هانوفر) حاصلا على 1و7 % من الاصوات
ودخول برلمان مقاطعة هيسين (عاصمتها فيزبادن) بنسبة 1و5 % من الاصوات.

وبينما سيواصل الائتلاف الوزاري القائم في هانوفر(الحزبان المسيحي والليبرالي) الحكم، يختلف الامر في مقاطعة هيسين كثيرا. فرغم ان الحزبان الكبيران قد حصلا على نصيب الاسد من الاصوات: المسيحي الديمقراطي 8و37% بخسارة 12 بالمائة من الاصوات مقارنة بالدورة السابقة، والديمقراطي الاجتماعي 7و37%) الا ان ايهما لا يستطيع تشكيل الحكومة وحده. وقد نشأ وضع معقد لا يمكن الديمقراطيين الاجتماعيين وحلفائهم الخضر من الحكم دون اتفاق مع حزب اليسار، الاحتمال الثاني هو التحالف مع الحزب الليبرالي مما يعني التخلي عن وعودهم الانتخابية التي حصلوا بفضلها على اصوات الناخبين. وهنا نستبعد مؤقتا خيار ان تتجه السيدة ابسيلانتي، زعيمة الديمقراطيين الاجتماعيين، للتحالف مع كوخ، رئيس الوزراء الحالي، بعد المعركة الانتخابية الصاخبة، وايضا بعد ان اكتشف الديمقراطيون الاجتماعيون طوق النجاة الذي ينقذهم من تدهور شعبيتهم هو الابتعاد عن التحالف مع المسيحيين الديمقراطيين .. على الاقل في المقاطعات.

انتهاك المحرمات!
تتصرف احزاب المانيا البرجوازية في الغرب ازاء نتيجة الانتخابات بانفعال وكأن المحرمات قد انتهكت. والكارثة التي تستشعرها هذه الاحزاب تكمن في ادراكها انه رغم امتلاكها مراكز القوة في البرلمانات الا ان نهاية احتكارها لتمثيل الناخبين في الحياة البرلمانية في الغرب قد حلت. ذلك الاحتكار تحقق بفضل سيناريو تتبادل فيه احزاب تقليدية اربعة (الاتحاد المسيحي، الديمقراطيون الاجتماعيون، الليبراليون، والخضر) مقاعد الحكومات الائتلافية، مواصلة – في نقض واضح لوعودها الانتخابية - نفس السياسات الاقتصادية الاجتماعية التي وعدوا باصلاحها .. هذا الاحتكار اصبح في خبركان على الاقل بالنسبة لسنوات عديدة مقبلة. ايضا سقطت "عقيدة" كانت راسخة في المانيا، وهي القائلة بان اي حزب يقف على يسار الديمقراطيين الاجتماعيين لا فرصة امامه في المانيا.

حزب اليسار والذي تشكل قبل نحو نصف سنة عن وحدة حزب الاشتراكية الديمقراطية في شرق المانيا مع قوى اليسار التي تركت حزب الديمقراطيين الاجتماعيين بعدما اصبح قوة الدفع الرئيسية لسياسات النيوليبرالية، وتحقيق اليسار لوجود مؤثر في الشرق والغرب ترجعه استطلاعات الرأي والعديد من ابرز المحللين السياسيين لنمو قناعة الناخبين بصدق هذا الحزب في الدفاع عن مصالحهم الاجتماعية. وتعترف اصوات اعلامية عديدة بأن التطور الجاري يمثل تغيرا هاما في الثقافة السياسية في المانيا. وثمة نتيجة اخرى هامة لوصول اليسار الي برلمانات مقاطعات الغرب الكبيرة وهي نهاية نظام الاحزاب الثلاثة او الاربعة التي تسود الفضاء السياسي في الغرب. الآن ترسخ نظام الخمسة احزاب.

والتاريخ يذكرنا بانه لم ينجح اي تنظيم يساري في الوصول الي البرلمانات في مقاطعات المانيا الغربية منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وهو تاريخ منع الحزب الشيوعي الالماني. وكان المحافظون والليبراليون والديمقراطيون الاجتماعيون يبشرون بأن الوحدة الالمانية في سنة 1990 قد طوت الي الابد صفحة اليسار الالماني. ولكن نتائج الانتخابات في 27 يناير 2008 والتي دعي لها 5و10 مليون ناخب جاءت لتؤكد ان التاريخ مفتوح ولم تحل نهايته كما يروجون. اليسار الالماني الآن ممثل في برلمانات 9 مقاطعات من مقاطعات المانيا الستة عشر.

لاول مرة لا يتجاوب الناخبون مع الدعاية العنصرية

المثير والجديد ان الهزيمة الثقيلة التي تلقاها اليمين المحافظ (الحزب المسيحي الديمقراطي) في مقاطعة هيسين تمثلت في فشل الحملة الانتخابية التي نظمها رئيس الوزراء كوخ والتي اعتمدت دعاية معادية للاجانب وعنصرية استغلت الادانة الشعبية الشاملة لحوادث الاعتداءات على المسنين من قبل عناصر اجرامية، ولكنه ربطها بحادث محدد هو اعتداء شابين من اصل اجنبي على الماني مسن، وعممها بمحاولة نشر حالة من الذعر، ومن ثم طالب بسن قوانين مشددة لترحيل "المجرمين الاجانب". وقد اثارت الحملة العنصرية غضب واحتجاج الكنائس واتحادات المسلمين ومنظمات المجتمع المدني واوساط المثقفين والاعلام باستثناءات قليلة. ولجأت الحملة الانتخابية العدوانية للمحافظين لسلاح قديم هو سلاح العداء للشيوعية محذرة من "كتلة اليسار" التي لا وجود لها الا في مخيلة اصحابها.

بالنسبة للمجتمع المدني والمواطنين من اصول اجنبية في المانيا، ولليسار يعد فشل الحملة العنصرية المعادية للاجانب في جذب الناخبين للتصويت للحزب المسيحي في هيسين من اهم المؤشرات التي تنبئ بانحسار تأثير الديماجوجية القومية على نسبة هامة من الناخبين. وكان نفس السياسي المحافظ رولاند كوخ قد نجح في الوصول الي الحكم سنة 1999 بفضل حملة لجمع التوقيعات ضد مشروع قانون الجنسية الجديد والذي كان ينص على السماح بازدواجية الجنسية للمواطنين الاجانب الحاصلين على الجنسية الالمانية. وسيلحق ضرر مؤكد بالمستشارة الالمانية التي ساندت هي وقيادة الحزب المسيحي الديمقراطي استراتيجية كوخ الانتخابية.

العداء لليسار اداة رئيسية لاخضاع المواطنين للنيوليبرالية

ولكن العداء للشيوعية الراسخ عبر التاريخ في غرب المانيا والترويج المتواصل لدعايات نظام السوق كاداة رئيسية للحفاظ على الناخبين في اسر الاحزاب الحافظة للنظام النيوليبرالي لم ينجحا في الصمود ازاء الانتقادات والاحتجاجات الشعبية التي لم تنقطع طوال السنين الماضية. ودفع المحافظون في مقاطعة هيسين ثمن نهجهم النيوليبرالي والعنصري. من الشعارات التي اثرت على نتائج الانتخابات مطالبة حزب اليسار وايضا مرشحة الديمقراطيين الاجتماعيين، التي كانت من معارضي سياسات المستشار شريدر، بوضع حد ادنى للاجور، وباصلاح النظام التعليمي ليتيح فرصا متساوية للاطفال والشباب بغض النظر عن دخل والديهم. الصراع السياسي في المانيا ابرز اتجاهات جديدة في المزاج الجماهيري لا يستطيع حزب او حكومة تجاهلها. وسيتواصل هذا الصراع في انتخابات مقاطعة هامبورج في شهر مارس القادم. وهناك ايضا اصبحت سلطة الحزب المسيحي الديمقراطي مهددة.

تغيير الجزء من اجل الحفاظ على الكل!

لا يتوقع ان تتغير الخيارات الاستراتيجية للقوى النافذة في المجتمع الالماني في ظل موازين القوى القائمة. ولكن الاحزاب الكبيرة تملك ازاء قادة الاقتصاد (ايضا لمصلحتهم هم!) هامشا من حرية حركة محدود، ولكنه يكفي لاحداث تعديلات على سياساتها تتجاوب مع الح المطالب الجماهيرية لتضمن لها قاعدتها الانتخابية. هذه المرونة المعروفة في السياسة الراسمالية لا غناء عنها لتجاوز الازمات، ولكن هذا النهج لا يعمل الا في دول لا تستطيع قمع شعوبها.
حجة "العولمة تجبرنا على هذه السياسة ولا بديل امامنا" والتي يتكرر سماعها تصبح انتحارا سياسيا عندما ينبئ التطور بتغير الخريطة السياسة. والهدف سيكون تغيير الجزء من اجل الابقاء على الكل!



#نبيل_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبوءات الكاذبة للنيوليبرالية
- المانيا: سقوط النيوليبرالية شعبيا وصعود اليسار
- البحث عن مشروعية لنظم الرأسمالية بعد التخلي عن الدولة الاجتم ...
- جماعات الارهاب تغتال التضامن العالمي مع شعوب البلدان العربية
- ميلاد حزب اليسار في المانيا
- قمة الثمانية في المانيا بين الوعود والنتائج الفعلية تمخض الج ...
- قمة الثمانية في المانيا
- اين يقف اليسار الالماني من القضية الفلسطينية وكيف يرى اشتراك ...
- رؤية اليسار الالماني في حوار عن الشرق الاوسط وعن اشتراكية ال ...
- مؤتمر الامن الدولي في ميونيخ: عندما تتحدث روسيا بلغة الاستقل ...
- رغم العولمة .. الاستقلال الوطني ممكن
- المحافظون الالمان بين تعثر الاصلاح والحيرة امام مجتمع متعدد ...
- !كرة القدم.. الهوية والعداء للأجانب فى ألمانيا


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نبيل يعقوب - هزيمة للعنصرية وللعداء لليسار في المانيا