أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد خيري - الشعب العراقي ينبوع زاخر بالنماذج والطاقات التي تعزز الثقة بقدرته على النصر















المزيد.....

الشعب العراقي ينبوع زاخر بالنماذج والطاقات التي تعزز الثقة بقدرته على النصر


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


ناهي العامري صحفي واديب عراقي يزخر بالطاقات الانسانية والوطنية التي تستطيع ان تملأ صحف العالم وتغمر القراء بالحب والثقة والامل . طرق جميع ابواب الصحف والمجلات التي اتاح لها الاحتلال حرية الصدور بعد ان ضمن رقابتها الذاتية على ما ينشر وتحملها مسؤلية خرق المحذورات الهائلة التي تمتد من مقاومة الاحتلال ومرورا التعريض بادواته وانتهاء بكل مقومات وحدة مكونات الشعب وتوطيد اواصر المحبة والالفة بينهم . فقد امتنع بعضها عن نشر قصصه بل وحتى اكثر الصحف وطنية وانسانية حذفت مقاطع جوهرية منها تكشف عن المحتوى الاجرامي للنشاط الطائفي . وكان كله ثقة بامكانية نشر قصته التالية في الحوار المتمدن رغم انعدام امكانياته لتحقيق ذلك مباشرة، مشفوعة باحر تمنياته للحوار وتهانيه لما يتمتع به من حب وثقة القراء. وكلي رجاء بنشرها وعنوانهاماري وكنت اتمنى ان يتضمن للعنون ردها الرائع " الشهيدة ماري تختارنار الوطن ولا جنة الغربة"
ماري
رمقت بائع الصحف بنظرة سريعة، الجرائد والمجلات، وزعها بشكل منظم على الرصيف المحاذي لكراج السيارات، اجتزته على مهل ولم اشتر واحدة على غير عادتي، الفرحة والغبطة تملكتني منذ سماعي خبر عودتها. لم انسها ابدا ولم يقطع بعد المسافة حبل الوصل بيننا ولم يطفيء حرارة مودتناز فوجهها يلوح امامي دائما، مرسوما على الاشياء التي اراها والتي لا اراها، يسبقني كظلي حين اعدو والشمس خلفي، ابصرها في مرأب السيارات، على الجدران المصقولة، تنسل من بين حشود الناس على الارصفة والاسواق ووسط الزحام المروري، يظهر شبح وجهها فجأة امامي حين انجو بنفسي والقيها في فضاءات بعيدة عن صخب المدينة مبتسما، متلألئا، دافئا. اتبحر في كل العيون المطلة فلا ارى اجمل من عينيها الواسعتين، كل الخطوط والدوائر والمنحنيات على سحنتها وغضاضة بشرتها ، لا مثيل لها.. لاادري !! اسأل نفسي مرارا كيف تحولت الى ينبوع حب لوجداني، مدادا لقلمي وهو يخطف كلمات محبوسة في كنوز الادب ليتركها ترعى في سطوري ، شفتاها سبحان الذي خلق السماوات كلها ورسوله الذي دنا فتدلى وكان قاب قوسين او ادنى يشهد هذا الذي ينبعث من لماها حين تبتسم وحين تتكلم.
عبرت الارصفة تتلقفني الجرائد والمجلات حانية توميء بتوسل الى عناوينها البارزة المكتظة بالاحداث المثيرة، الغريبة: معارك سياسية ملطخة بالكلمات واخرى بالدماء، لا وقت عندي للقراءة اليوم . فقد دعتني لزيارتها في بيتها !! غرفة الجلوس اثاتها ، لوحاتها، لونها ، اين اختار مقعدي؟؟ امامها او جانبها، لا ادري فاني تعودت توديعها امام الباب المستكين تحت ظلال شجرة التوت الشامخة. فتح لي ذراعيه اول مرة. في غرفة الضيوف عم الهدوء والسكينة قلبي ، الفرش والاثاث لا غرابة فيها، مألوف لدي سوى انها رتبت بشكل يريح الذوق واللون. ضوء الشمس تحجبه الستائر السميكة لتخفف من وطأة حرارة أب الحارقة. اطلت من جديد بقامتها الهيفاء بعد ان غابت فترة داخل البيت. انار زوج البراكيت المثبتة على جدران الغرفة الممدود امامي، فضاء لوحة صغيرة كانت معلقة بينهما لمريم العذراء وهي تحتضن السيد المسيح وهو طفل، هالة النور الالهية المحيطة بوجهيهما تضيء القرون بالسلام والمحبة وانحناء ماري حول يسوع يبعث دفء الايمان في الصحاري وفوق الجبال الثلجية. اذنت بالانصراف فاصرت على مشاركتهم في وجبة الغداء.
عجبت هنيهة من الوقت ثم عدلت عن عجبي. فقد حصلت على درس في هذه اللحظات التي احس بانفاسها وهي قريبة على ما لم استطع حصوله طوال سني عمري. العراقيون كلهم متشابهون في عاداتهم وتعاملهم وعلاقاتهم. كانت حاتمية الكرم . تقطع اللحم بيديها الرقيقتين وتضعه في صحني وتكرر.
- ارجوك كل..
يا لها من وليمة سيبقى طعمها فواحا طول حياتي. سألتها:
- لماذا استعجلت الرجوع؟ كان الاجدر ان تقضي فصل الصيف في لبنان.
ردت بهدوئها المعهود:
- تعرف نار الوطن احلى من جنة الغربة!!
- هل تأتين غدا الى المعهد؟
- نعم الساعة الحادية عشرة
كنت بانتظارها قبل الموعد بنصف ساعة، وانا اعد اللحظات الطويلة . دقات الساعة الجدارية تعلن الحادية عشرة. غيرت من وضع جلوسي، شددت من ربطة عنقي، لاكن مهيأ لاستقبالها. الدقائق تمر وانا اتحفز مع دخول كل طالب وطالبة .ز بعد فترة ليست قليلة بدأت لحظات الانتظار طويلة والدقائق تمر ثقيلة ومملة، ورجوت ان لا يتسلل اليأس بطيئا الى فكري.
تهت في سرحة ذهبت بها بعيدا جاءني وجهها حزينا، هممت لاسألها عن سبب تأخيرها ، بقيت اكرر سؤالي كأنها لا تسمعني ..
ايقظتني دقات الساعة الثانية عشرة .. انتبهت على احد زملائي الذي دخل توا حاملا صحيفة يومية:
- ها .. ماهو حصاد الاخبار اليوم؟
رد سريعا :
- خمس سيارات مفخخة تقتحم وتفجر خمس كنائس.
- ماذا؟؟؟! خرجت هذه الكلمة الوحيدة لا اراديا قبل هول الصدمة التي جعلتني مذهولا لا انطق ببنت شفة ولا اسمع كلمات واسئلة الحاضرين
عدت من الصدمة ، اخذت نفسا عميقا، تذكرتها عندما المحت البارحة بان لديها امنية تود ان تطلبها من العذراء وسيكون مرورها بالكنيسة قبل ان تعكف على الافاء بوعدها على لقائنا.. صحت بصوت سمعه الجميع قبل ان انهض مسرعا صوب الباب مهرولا..
- ماري .. ماري..
يا الهي .. هل اكلت النار اسيل خديها؟؟ لا..لا..يارب احفظها بحق مريم العذراء، بحق فاطمة الزهراء، لا تشوه عذرائي يا اله النبيين موسى، عيسى، محمد . هل فقأت شرر الشظايا عينيها الواسعتين واستحال ومض نورها الى ظلام؟؟ لا..لا..نور المحبة لا ينطفْ الارض تموت بدون سناء الشمس وتتوقف عن الدوران، تتغير الفصول ولا تكون هناك سحب وغيوم والارض تظل قاحلة بدون مطر قرونا ودهورا وربما حقبة زمنية تمتد ملايين السنين .
لاح بيتها فخفت حدة خطواتي . اقتربت.. تثاقلت قدماي وازداد خفقان قلبي.. مررت عبر الابواب المفتوحة الى غرفة الضيوف..ثبت نظري صوب عينيها ، لم يتبدل شيء منها نورها يشع على الافئدة فيجعلها مبهورة خشوعة . شعرها المسدول على كتفيها زاد اشراقة وجهها . اطبقت شفتاها تهمس بسر افهمه.. دنوت منها ، قرأت علامات الاستفهام على وجهي الساكن امامها . انفجرت شفتاها تنطق باجابة سكنت لها اعماقي المضطربة :
- اثناء حدوث الانفجار كنت قد بلغت مقام السيدة العذراء فنجوت.
من كثرة فرحي انسلت من مقلتي دمعتان حاولت اخفاءها لكني اخفقت فالحاضرون لزيارتها احاطوني من كل جانب.
هادي العامري من بغداد



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي لانقاذ البشرية من جرائم الامبريالية والصهيونية ...
- تحالف -مدنيون- وتجربة جبهة الاتحاد الوطني لعام 1957، دروس تت ...
- بلد يعوم على بحر من النفط وشعب يفتقر لقطرة منه تقيه برد الشت ...
- انقذوا اطفال غزة والعراق، ساهموا في جعل العالم افضل، شاركوا ...
- مكتبة الطفل العراقي في بغداد شعاع يخترق ظلمة واقع الطفولة وم ...
- تبلور الاصطفاف الوطني والطبقي الجماهيري في العراق
- الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية ...
- لتكن وحدة نضال معلمي العراق من اجل حقوقهم منطلقا لتصعيد نضال ...
- ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر ...
- هل يتعظ قادة فصائل العملية السياسية بمصير اقطاب معاهدة بوتسم ...
- الحوار المتمدن في طليعة الكفاح الفكري المعاصر من اجل تحرير ش ...
- لا يخفف انابوليس من ادانة البشرية لجرائم الادارة الامريكية ف ...
- تحرير المرأة من العنف ، رهن بتحرير البشرية من علاقات الانتاج ...
- lمستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم،اسس الكفاح الفكري، ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 3-الكفاح الفكري
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم الجماهير داينموالكفا ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 2- الكفاح الاقتصادي
- مستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث بين الامس واليوم
- - مستلزمات كفاحنا الوطني - بين الامس واليوم
- وحدة نضال الشعب العراقي بعربه وكرده ضد الاحتلال ضرورة قصوى ل ...


المزيد.....




- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الحلقة 23 من مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة الثالثة والعشرو ...
- أسرار الحرف العربي.. عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر
- هل ترغب بتبادل أطراف الحديث مع فنان مبدع.. وراحِل.. كيف ذلك؟ ...
- “أخيرًا نزله لأطفالك” .. تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 لمشا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني كسر القضبان بالأدب وفاز بجائزة البو ...
- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد خيري - الشعب العراقي ينبوع زاخر بالنماذج والطاقات التي تعزز الثقة بقدرته على النصر