ألقى عبد الله الحريف باسم تجمع اليسار الديمقراطي كلمة ضمنها موقفه من آخر التطورات التي تشهدها الساحة الحقوقية. وفيما يلي نص الكلمة:
يشرفني أن أتقدم باسم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي, اليسار الاشتراكي الموحد, جمعية الوفاء للديمقراطية والنهج الديمقراطي بأحر التحيات لعائلات الشهداء المحتفى بذكراهم اليوم.
إننا اليوم ونحن نحيي ذكراهم الغالية, نستحضر في نفس الآن كل شهداء شعبنا الأبرار بدءا بشهداء المقاومة وجيش التحرير ومرورا بكل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل مغرب متحرر من الظلم والاستغلال. إن شهداءنا الثلاثة قد سقطوا ضمن قافلة من الشهداء نذكر منهم شيخ العرب, المهدي بنبركة, عمر بنجلون, عمر دهكون, مولاي بوبكر الدريدي, مصطفى بلهواري, عبد الحق شباضة, المعطي بوملي وآيت الجيد وعبد السلام المودن, وذلك في إطار المعارك الضارية التي كانت تخوضها القوى التقدمية دفاعا عن حرية وكرامة الشعب المغربي وطبقاته الكادحة.
إن إحياء ذكرى شهدائنا ليس مجرد طقس نقيمه كل سنة, بل إنه يحمل دلالات ذات أبعاد إنسانية وسياسية عميقة. إن تضحيات هؤلاء تنير لنا الطريق, خاصة وأن الرجعية الامبريالية تميع المفاهيم بهدف التعتيم على التاريخ النضالي لشعبنا وقواه التقدمية, لذلك فإن شهداءنا, رغم غيابهم الجسدي, حاضرون فينا كضمير ونبراس يساعدنا على تلمس الطريق...
كما أن نضال وتضحيات شهدائنا كرافعة لنضال شعبنا وقواه التقدمية قد ساهم في انتزاع مكتسبات في ميدان حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية لاشك أنها جزئية وقابلة للتراجع, ولاشك أنها دون مستوى ما نطمح إليه, لكنها مع ذلك توفر بعض الشروط لاستمرار وتقوية نضالنا من أجل مغرب ديمقراطي يتمتع فيه الجميع بكل حقوقهم.
إننا ومنذ مدة نشهد هجوما مضادا يهدف تقويض هذه المكتسبات وحصرها في مجال ضيق أو الالتفاف عليها وذلك بهدف تمرير السياسات الليبرالية المتوحشة وإسكات الأصوات والقوى المناهضة لها أو الرافضة لخرق حقوق الإنسان. وهكذا يواجه التظاهر السلمي للحركات الاحتجاجية بعنف بوليسي, كما سنت قوانين تسهل التضييق على الحريات, وبالخصوص قانون مكافحة الإرهاب, وتسريح العمال (مدونة الشغل) وتم اعتقال صحفيين وحقوقيين ومعطلين وعمال وتمت متابعة مناضلين من النهج الديمقراطي وتم شن حملات من الاختطافات والاعتقالات والتعذيب والمحاكمات التي توجت بأحكام قاسية, في غالب الأحيان, في ظل خرق سافر للقانون ولحقوق الإنسان, وذلك باسم محاربة الإرهاب.
إن الكلام المكرور المتداول حاليا حول طي صفحة الماضي لا معنى له مادام هذا الماضي مستمر في أبشع صوره في حاضرنا. لذا فإن القطع مع النتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان يتعارض مع اختزالها في قضايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي وحصرها في فترة معينة وتحديد سقفها في جبر الضرر وإجراءات أخرى.
إن هذا القطع يقتضي الكشف عن حقيقة كل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في الماضي أو ترتكب الآن ومساءلة المسؤولين عنها, وذلك إقرارا للعدل والإنصاف واحتراما للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وهو بالتالي لا ينبع من رغبة في الانتقام ولا يعبر عن "ضغينة" دفينة.
إن اختيار إحياء هذه الذكرى تحت شعار" نضال مستمر من أجل الحقيقة والمساءلة" مسألة صائبة لأن هذا الشعار يكثف في المرحلة الراهنة مطلب القوى الديمقراطية الحقيقية في ميدان حقوق الإنسان فلنستمد من إصرار شهدائنا الذي جسدوه بالتضحية بحياتهم إصرارنا, نحن, على النضال حتى تحقيق المطلب المشروع المتمثل في الكشف عن حقيقة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ومساءلة المسؤولين عنها, وذلك وفاء لأرواح شهدائنا واحتراما لمشاعر ومطالب وحقوق الضحايا وعائلاتهم وإحقاقا للعدل والإنصاف ومساهمة منا في النضال الطويل والمرير لشعبنا وقواه الديمقراطية في بناء دولة الحق والقانون على طريق التحرر من هيمنة الرجعية والإمبريالية على بلادنا.
وسنعمل جاهدين في تجمع اليسار الديمقراطي على توحيد الجهود من أجل تطوير وتجذير النضال الديمقراطي لكي يحقق أهدافه ومن ضمنها الكشف عن مصير المختطفين وإطلاق سراح الأحياء منهم وتقديم رفاة المتوفين منهم إلى عائلاتهم ومساءلة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
***************************************************
كلمة رفاق الشهيد عبد اللطيف زروال والتهاني أمين
مصطفى ابراهمة
- عائلات الشهداء عبد اللطيف زروال وجبيهة رحال والتهاني أمين
- الإخوة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومنتدى الحقيقة والإنصاف
- الاخوة ممثلي الهيئة السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية
- الحضور الكريم
باسم رفاق الشهيد عبد اللطيف زروال، والتهاني أمين أتقدم بالتحية إلى اللجنة المنظمة، وإلى كل من ساهم في إحياء هذه الذكرى التي تجعلنا كل سنة نعيد الحسابات ونسائل أنفسنا، ونسائل الواقع، أين نحن من الأهداف التي استشهد من أجلها رفيقانا عبد اللطيف زروال والتهاني أمين ، وغيرهما من شهداء الحركة الماركسية اللينينية وشهداء اليسار الجديد، وشهداء الشعب المغربي، سعيدة المنبهي ، جبيهة رحال بوعبيد حمامة ، المنتصر البربري، الدريدي مولاي بوبكر مصطفى بلهواري، شباضة عبد الحق وغيرهم ، وقبلهم شهداء الحركة الاتحادية الأصيلة وشهداء الشعب المغربي، المهدي بن بركة وعمر بن جلون، وعمر دهكون، وشيخ العرب وكرينة محمد وغيرهم من الشهداء أو ممن سقطوا جراء القمع داخل أقبية السجون عبد السلام المودن، سعيد الرحباني وغيرهم نخلد ذكرى استشهاد رفيقينا هذه السنة، ونحن دوما على العهد، ونحن متشبثين بالطريق الذي رسمه لنا شهداؤنا، بدمائهم الزكية ، مستحضرين تضحياتهم وتفانيهم في خدمة قضايا الوطن ،
أيتها الأخوات أيها الإخوة:
لا زلنا متشبتين بخط النضال في زمن الهرولة لا زلنا متشبتين بالمبادئ والقيم في زمن المسخ والتردي لا زلنا صامدين في زمن التراجع والانهزام، لا زلنا نحلم في زمن الكوابيس، لا زلنا واقفين في زمن السقوط، لا زلنا متشبتين بهويتنا الإديوليوجية الماركسية ، وبخطنا النضالي الكفاحي، وبخطنا السياسي الثوري، خط النضال الديموقراطي الجذري بأفق ثوري، ومن أجل بناء المجتمع الاشتراكي.
أيتها الأخوات والإخوة:
لا زال الطريق أمامنا شاقا وطويل،ا ولا زال يتطلب منا بذل المزيد من الجهد، في البناء الفكري والسياسي والتنظيمي والمزيد من الجهد للتجذر وسط الطبقات الأساسية في التغيير، الطبقة العاملة وعموم الكادحين، من أجل المساهمة في بناء أدواتها السياسية والمزيد من الجهد، مسلحين بصبر المناضلين، وطول نفس الثوار، من أجل المساهمة في بناء اليسار الجذري، كقوة ديموقراطية جذرية ذات البعد الثوري المفتوح على الأفق الاشتراكي والقادرة على قيادة النضال الديمقراطي ! الحق وفي هذا الصدد ، فإننا محتاجون لمثل حنكة وبعد نظر الشهيد عبد اللطيف زروال، مهندس وحدة الحركة الماركسية اللينينية وشهيد الوحدة، ألم يتم إعتقاله في إحدى لقاءات العمل الوحدوي.
وأيضا الشهيد التهاني أمين الذي لعب دورا طلائعيا في صيانة وحدة الطلبة القاعديين وتوحيد الصف الديمقراطي بالقطاع الطلابي قبل المؤتمر16 وبعده .
أيتها الأخوات أيها الإخوة
ما فتئت قوى اليسار الجذري، والقوى الديمقراطية الحقة، تناضل من أجل عدم الإفلات من العقاب، في الجرائم السياسية والاقتصادية، وبلورة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان موقف المطالبة بالحقيقة والمساءلة وبلور المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، أيضا موقف الحقيقة والإنصاف واعتمدت المناظرة الأولى للإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان مبدأ الكشف عن الحقيقة في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجبر الضرر علما بأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لا زالت متواصلة في زمن ما يسمى بالعهد الجديد والنهج الديمقراطي كحركة ديمقراطية جذرية ، ما فتئ يدعو إلى النضال من أجل حل الأجهزة القمعية السرية والموازية ، المسؤولة المباشرة عن الاختطاف والتعذيب والقتل ووضع كل الأجهزة الأمنية تحت إشراف ومراقبة الهيئات الدستورية المنتخبة بشكل ديمقراطي ونزيه.
أيتها الأخوات أيها الإخوة :
يجري الحديث مؤخرا عن إنشاء هيئة ا" ألانصاف والمصالحة" إننا كنهج ديمقراطي، وكرفاق للشهيدين عبد اللطيف زروال، والتهاني أمين، وسعيدة المنبهي، والدريدي مولاي بوبكر، وبلهواري مصطفى ، وغيرهم من الشهداء، لن نقبل بأقل من كشف الحقيقة كل الحقيقة عن الاختطافات والاعدامات بالجملة، والتصفيات الجسدية والتعذيب، والكشف عن مصير المختطفين، وإطلاق سراح الأحياء منهم، وتسليم رفاة من توفوا إلى ذويهم ومتابعة الجلادين، ومحاكمتهم من طرف قضاء مستقل ونزيه، واعتذار الدولة بشكل رسمي للضحايا وعائلاتهم وللشعب المغربي، واتخاذ جميع التدابير التشريعية والتنظيمية والقضائية حتى لا تتكرر مثل تلك الممارسات المشينة التي تعتبر جرائم ضد الإنسانية لا يسقطها التقادم والتعويض وجبر الضرر بالنسبة للضحايا وذويهم
أيتها الأخوات أيها الاخوة
إنا على عهد شهدائنا باقون وعلى دربهم سائرون فلا نامت أعين الجبناء ولتزغرد كل الأمهات .
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
