أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين شعبان - المكتب البيضاوي: انه الاقتصاد يا غبي!!















المزيد.....

المكتب البيضاوي: انه الاقتصاد يا غبي!!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 12:07
المحور: كتابات ساخرة
    


بدأت أولى مراحل اختيار المرشحين للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، حيث ينشط الطامحون في الوصول الى البيت الابيض في حملة دعائية واعلامية. ونقلت شاشات التلفاز اعلانات وبيانات وترويجات لصفات المرشحين ومزاياهم، وأخذت ملايين الدولارات تسيح في قنوات الدعاية الانتخابية في وضع أقرب منه الى الحرب الاعلامية والدعائية.
حتى الآن فإن المرشحة الأوفر حظاً من الديمقراطيين هي هيلاري كلينتون زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، رغم أنها حصلت على المرتبة الثالثة في أول جولة في "أيوا"، وقد حجزت يوم 2 كانون الثاني (يناير) الجاري وقتاً لإعلاناتها في " أيوا " في جميع المحطات التلفزيونية لبث رسالة تستغرق دقيقتين خلال نشرات الاخبار المتلفزة المسائية التي عادة ما تحظى باهتمام كبير ومشاهدة عالية من طرف المواطنين الذين غالباً ما يكونوا قد عادوا من أعمالهم.
وهذه الحملة الاعلامية الاولى وحدها بوسعها الوصول الى أكثر من 500 ألف شخص من أصل 600 ألف يمكنهم التصويت في ايوا وحتى الآن تقول التقديرات الرسمية الامريكية ان المرشحين الديمقراطيين الثلاثة وهم هيلاري كلينتون وباراك أوباما وجون ادواردز انفقوا ما يقارب 17.5 مليون دولار لبث رسائلهم الاعلانية على التلفزيون في ولاية ايوا فقط.
المرشحون الثلاثة يخوضون منافسة حامية لمعرفة وجهة التصويت، وقد شددوا في رسائلهم على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الامريكية أي الرؤية الداخلية في حين كان التوقع أن تشمل الرسائل موضوعات ساخنة مثل العراق وافغانستان والباكستان والتحدي الخارجي، حيث ذهب ريتشاردسون السفير الامريكي السابق في الأمم المتحدة وجوزيف بايدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ وصاحب مشروع تقسيم العراق الى ثلاث مناطق، الى الحديث عن الوضع في العراق وباكستان باعتبارهما مناطق صراع واحتدام، وخصوصاً لجهة ما يسمى بالارهاب الدولي!
وكانت الدعاية الى جوزيف بايدن قد أظهرت صورة المكتب البيضاوي، في فيلم مدته ثلاثين دقيقة ويحمل اسم " المكتب" حيث يعلّق المذيع على خلفية مشاهد حرب " منذ 35 عاماً خاض جوزيف بايدن الاختبار واتخذ قرارات شجاعة أمنت حماية لبلادنا وأنقذت أرواحاً.. ألسنا بحاجة له في هذا المكتب البيضاوي..."
ولم يكترث الدبلوماسي الامريكي العريق ريشاردسون الذي حاول الاحتفاظ بصورته الدبلوماسية من الظهور في أحد أفلامه الاعلانية مع الدكتاتور الزائري السابق موبوتوسيسي سيكو وجنود كوريين ومصافحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وفي الوقت نفسه يدعو لانسحاب الجيش الامريكي من العراق وعقد مؤتمر اقليمي بحضور سوريا وايران، وهو الاقتراح الذي اقترب من خطة بيكر- هاملتون التي تقدما بها الى الرئيس جورج دبليو بوش في أواخر العام 2006.
الحملة من جانب الجمهوريين أيضاً كانت قائمة على قدم وساق كما يقال، فقد أنفق ميت رومني وحده حتى الآن 6.5 مليون دولار رغم أن الحملة الانتخابية والدعائية لا زالت في بداياتها، حيث شملت حملته ثمانية آلاف فيلم اعلاني في ايوا كما وجّه رسالة جديدة لانتقاد منافسه الرئيس حاكم اركنسو السابق مايك هاكابي متهماً اياه بالضعف فيما يتعلق بالنفقات العامة وانه لا يتمتع بخبرة في السياسة الخارجية.
لكن هاكابي الذي يحظى بشعبية في أوساط الجمهوريين تفوق منافسه ميت رومني، ردّ بدعابة قائلاً خلال تجمع انتخابي في اتوموا بجنوب شرق دي موين بعدما شاهدت بعض الافلام الدعائية لميت رومني المتعلقة بي لست متأكداً أنني أرغب بالتصويت لنفسي. وكان ردّه بليغاً حين قال إذا كان كل ما نعرف القيام به هو مهاجمة بعضنا البعض، فقد نجعل ذلك أكثر سهولة لمرشحي الحزب الآخر.

على ماذا تقوم استراتيجية الأمن القومي رغم الدعاية الصاخبة؟

في زمن الحرب الباردة كانت رؤيتها تنطلق من فكرة " الاحتواء"، وهي تعني احتواء النفوذ السوفيتي ومنع الشيوعية من الانتشار الدولي. ولعل من أطلق ذلك الوصف هو جورج كينان واستمرت هذه الرؤية حتى سقوط جدار برلين عام 1989 حيث بدأ فصل جديد في العلاقات الدولية.
وإذا أردنا العودة الى الماضي فقد سبق رؤية فكرة الاحتواء التي بدأت مع عهد الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية، فكرة " الوجود المتقدم" لحماية الأمن الستراتيجي الامريكي بعيداً عن الشواطئ الامريكية وذلك بعد انحسار مفهوم العزلة الدولي.
كانت رؤية ما بعد الحرب الباردة وبخاصة في عهد كلينتون تقوم على الاقتصاد، ولعل تعبيره الشهير " انه الاقتصاد يا غبي" كان له وقع خاص في حملته الانتخابية التي انتصر فيها على جورج بوش (الأب) " المنتصر" في حرب قوات التحالف على العراق عام 1991 وتحرير الكويت.
كان المنطق التقليدي يقول ان استعراض القوة هو احد اركان الستراتيجية الامريكية للأمن القومي، لاسيما اللجوء الى أسلحة جديدة ومتطورة لم تستخدم سابقاً، بما فيها صواريخ كروز والطائرات الشبح والذخيرة الموجهة والأقمار الصناعية وغيرها، لكن الهزيمة التي حلّت ببوش الأب أمام بيل كلينتون المغمور كان عنوانها الاقتصاد "انه الاقتصاد يا غبي" ليبقى في المكتب البيضاوي لدورتين رغم عواصف حرب كوسوفو عام 1999 وحصار العراق وفضائح مونيكا لوينسكي وغيرها!
لقد ساهمت رؤية كلينتون وتوجهه في تخفيض ملموس للنفقات العسكرية وتقليص عدد من القواعد العسكرية في الخارج، وحصول فوائض في الميزانية وانخفاض مستوى البطالة، الامر الذي وظّفه في اعتماد الحوار كأحد أسلحته المهمة في كوريا والشرق الاوسط والقضية الفلسطينية بشكل خاص وايران وايرلندا وحتى بعض بلدان افريقيا، وكانت دعوته للاصلاح والديمقراطية تختلف عن دعوة بوش الابن وخصوصاً في تحديد موضوع استخدام القوة.
ورغم تصدع جوانب مهمة من استراتيجية كلينتون للأمن القومي بسبب انتشار ظاهرة الارهاب، لكن رؤية جورج بوش الابن وجماعته اليمينية المحافظة الجديدة عادت الى استغلال التفوق العسكري لفرض منطق القوة، ولكنها بالمحصلة لم تحرز النجاح المطلوب رغم اسقاط حكومة طالبان في افغانستان والاطاحة بنظام صدام حسين في العراق، الا أن الاخفاق ظلّ سمةً مميزة لسياسة بوش الابن في هذين البلدين كما في كوريا الشمالية وايران وفلسطين وباكستان ولبنان، ناهيكم عن اتساع نطاق الارهاب الدولي وامتداده الى مناطق جديدة.
ان سياسات الحرب الوقائية أو الاستباقية والاجهاض المبكر والفوضى الخلاّقة والضغط على المنظمات الدولية، كانت تعبيراً مختصراً على نهج استراتيجي جديد عاد لاستخدام القوة كرؤية جديدة بدلاً من الاعتماد على الاقتصاد. لقد ضاق صدر واشنطن فلم تعد بحاجة الى انتظار أحد أو إقناع أحد أو حتى رشوة أحد بما فيهم حلفائها، ولعل أحداث 11 أيلول (سبتمبر) الارهابية الاجرامية لعبت دوراً في عملية التصعيد في استخدام القوة لاسيما في افغانستان والعراق.
ورغم ان الحملة الدعائية للوصول الى المكتب البيضاوي تركز حالياً على الهموم والمشكلات الداخلية، الاّ أن المسائل الخارجية ستكون لها بالمرصاد كتحديات جدية كبيرة، بسبب فشل الرئيس بوش خلال السنوات الثماني الماضية من مواجهتها.
فهل ستتم العودة الى الاقتصاد بعد أن أخذت القوة مداها أم أن رؤية واشنطن ما زالت حبيسة ومتأرجحة بين القوة والاقتصاد ومشكلات الداخل وتحديات الخارج الامر الذي بحاجة الى أن يقرره الناخب الامريكي في أواخر العام الجاري!!؟
د.عبد الحسين شعبان
كاتب ومفكر عراقي
نشرت في صحيفة العرب القطرية بتاريخ 14/1/2007



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوع الثقافي والنخب الفكرية والسياسية!
- العرب والتنمية!!
- العراق: من إرث الماضي الى تحديات المستقبل
- العرب ومفارقات العولمة
- القضية العراقية بين التدويل والتأويل
- الدولة العراقية: سياقات التماسك والتآكل
- اختلاس الزمن في ظاهرة الاختفاء القسري!
- البصرة هل هو ثمن الحرية!
- الهوية الثقافية: الخاص والعام
- حين يختفي الاعلامي مؤرخ اللحظة !!
- مجتمع الايتام والآرامل!!
- اللاجئون العراقيون: مسؤولية من!؟..
- شهادة حية على التعذيب في سجن ابو غريب
- الاقليات والحقوق الثقافية
- المساءلة والحقيقة في تجارب العدالة الانتقالية
- التنوّع الثقافي والشعية الدولية !!
- التنوّع الثقافي: الاقرار والانكار !
- بعد 90 عاماً: هل تعتذر بريطانيا عن وعد بلفور ؟!
- الديمقراطية : أزمة وعي أم أزمة ثقافة ؟
- دارفور وتجارة الاطفال


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين شعبان - المكتب البيضاوي: انه الاقتصاد يا غبي!!