أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - معارضة على هدى الاستبداد!.















المزيد.....

معارضة على هدى الاستبداد!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل يحتاج بعض "الديمقراطيين" إلى اعتقالات جديدة كي يفصحوا عن المزيد من نواياهم الممانعة وحسرتهم على العدالة الاجتماعية في سورية ؟! وهل يدركون أن المواربة وكيل التهم لا تؤسس لحوار ديمقراطي وطني فعلي, بقدر ما تساهم في تذرير ما تبقى من وحدة المعارضة ومطلبها في التغيير ودفع البلاد نحو التوتر الداخلي ؟! وهل الفرصة الإعلامية الممنوحة لهم لأسباب شتى ,هي لخدمة النظام والخطاب التفتيتي ؟ّ وهل الوطنية أصبحت مطاطة ومبتسرة إلى الحد ,حيث تتقاذفها التهم على قارعة الطريق دون حياء؟! وهل هناك فواصل وعوازل ودرجات بين الحقوق الأساسية للمواطن السوري ؟! وهل هناك خطاب وطني متماسك لدعاة الممانعة والعقلانية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتصدي للمشروع الأمريكي العولمي على حمالة الاستبداد وعجلاتها المشروخة ومشروعه المتهالك؟! أم أن الأمر بالعربي الفصيح هو تكريس حالة الاستبداد والدفاع عنها وستر بعض سوأتها!.

أسئلة كثيرة عائمة على الساحة السياسية السورية ,نشطت على خلفية الاعتقالات التي طالت رموز إعلان دمشق أخيراً, وبرزت بفجاجة على ساحة الوسط السياسي السوري بشقيه الموالي للاستبداد والمعارض له , مواقف وقراءات متناقضة كالمعتاد , ما يهمنا فيها هو تأشير بعدها الوطني والاجتماعي والثقافي وليس شخصنة أو فردية الرأي والموقف , فحالها تنطق به المواقف التي لازالت تضع عصاً ومعها رجلاً في دولاب المعارضة ,ورجلاً أخرى ومصلحةً معها في آلة النظام المستبد , وتتأرجح سياسياً بين حدين متناقضين أصلهما ووصفهما هو الفردية والمصلحة الشخصية والأنانية وغياب البعد الوطني والاجتماعي في التقرير والتنظير, هنا تبدو المفارقة أو التناقض أو "الوعي الشقي " الذي يسيطر على عقل البعض من مثقفي النظام والمعارضة على حد سواء ,والوعي الشقي هذا يفصح عن نفسه بجلاء بتبني البعض نفس خطاب الاستبداد في الشكل والمضمون والتوقيت والأداء وهذه المرة علانية ً وليس خفيةً ولاينقصها سوى سوطه !, عرقلةً وليس رأياً , اتهاماً وليس حواراً, فلسفةً سفسطائية وليس خطاباً وطنياً عقلانياً مسؤولاً !, موقفاً أخذ شكله وموضعه في الاصطفاف بشكل صريح في ظل نظام يعرفه الجميع بأنه أمنياً قمعياً ,لا يزال يتعامل مع المسألة الوطنية بشكل أمني مخابراتي بحت!.هنا التناقض والتهافت وما حولهما !.

والحال كذلك , يستدعي قول كلمة لابد منها, وهي أن بعض "المثقفين والناشطين" الذين يقفون من المسألة الوطنية السورية مترددين بين المعارضة الفعلية وموقعها ,وبين المعارضة "الوسيطية" السلبية بين الطرفين ( النظام والمعارضة ), هم أسرى الاستبداد في القول والفعل لعوامل شتى آخرها الهم الوطني والبحث عن مخرج له , وبعيدة عن تنمية الوعي الديمقراطي واتباع الحوار على الساحة السياسية , إذ هم يدركون تماماً أن النظام لا يريد وغير قادر ولا يقبل الحوار مع المعارضة وتحت أي صيغة كانت , وبالتالي فإن الهدف من طرح هكذا عناوين هو ببساطة شديدة محاولة سحب المعارضة خارج مسارها وتعطيل حركتها وتضييع وقتها في هوامش النظام نفسه , إذ كيف يمكن أن يكون هناك حوار بدون حسم المسائل الوطنية والإنسانية المعلقة ,وحد أدنى من الحرية ,وأقل منها من الاعتراف بالآخر ,ومثله في قبول مشاركته في صياغة حل وطني لما تعيشه سورية من استعصاءات داخلية وأخطار خارجية ؟!.

فمن نافل القول أن الاستبداد في سورية أصبح منظومة متكاملة تفرض نفسها على كافة مظاهر الحياة , والشعب السوري المحروم من أدنى شروط الحياة السياسية والثقافية السليمة والمعارضة في طليعته , يعيش و يفكر ويدافع من موقع متغير رجراج لاإرادي ,الثابت فيه هو تأثير الاستبداد على عقول الناس وربطهم بهذا الشكل أو ذاك في منظومته التسلطية الاستبدادية , وعليه يكون فعل بعض المحسوبين على المعارضة أو على السياسة أو على الثقافة مجرداً من أية قيمة وطنية سياسية , ويصبح أقرب إلى تجيير الحدث إلى حدوده الفردية والمصلحية وحساب القمع وانتهاك حرية الشعب , وبشكل أكثر وضوحاً هو جزءاً من منظومة التسلط لغياب أي مرتكزات موضوعية في موقفهم , الذي يبرر الاعتقالات الأخيرة التي طالت رموز إعلان دمشق من جهة , ومتهالكة نظرياً على بوابات الاستبداد وتعزف نفس اسطوانته المشروخة حول الخوف من التغيير وربطه بالخارج , فهي بالتالي لا تحمل مقومات فكرية وثقافية وأخلاقية ,وتفتقر إلى عناصر تساعد على تنمية الحوار الديمقراطي من جهة أخرى .

هل نخوض في أوهام "المفكرين" وفرديتهم وتأتأة الممانعين وغثاء الاستبداد وقلة ضمير الجلاد ؟, الذي ملأ مفاصل الحياة السياسية والفكرية والثقافية في سورية , وعشعش في كافة تلافيفها من أفراد ومنظمات رسمية وشبه رسمية ,ومن غوغاء ليس لها وصف ؟ وهل نستطرد في شروحات هي أقرب إلى الشروخ والهذيان عندما يتعلق الأمر بنظام مستبد هتك الكرامة والسيادة ويستمر بخطاب مبتسر معزول عن العصر , ويطبل له أفراد يحسبون أنفسهم على الخط الوطني الديمقراطي ومدافعين عن حقوق الإنسان في سورية! , التي لم يبق منها النظام شيئاً يذكر!فهل من محفذ ما ؟! يدعو البعض لأخذ دور مثقف الاستبداد وعون الجلاد واختراع البراءة والتغطية على فعله المشين بالعباد , من قمع رموز الحرية والديمقراطية بين محطة "ممانعة" وصفقة مساومة ومأزق وطني سياسي أنتجه فعله وسلوكه الفاشل على الساحة الداخلية والخارجية ؟! .

مرةً أخرى تفصح عن نفسها المواقف الرثة والأنانية وأوهام التفرد الخاوية من أي رصيد وطني فكري ثقافي , سوى الانحدار إلى مستوى الاستبداد ومساعدته في قمعه وظلمه وإهانته للكرامة الوطنية , هنا تبدو الأمور واضحة لا لبس فيها ولا غموض ,وخاصةً عندما يتعلق الأمر بنظام استبدادي قمعي شمولي خارج عن القانون وعن كل قيم الحرية والديمقراطية والمصالح الوطنية !إنها مسرحية الاستبداد ,تتعدد وتتكرر مشاهدها ومع كل مأزق له يخرج من صندوقه مزيداً من عجائبه ,رموزاً خاوية وأدواتاً باكية عليه , ليزين بها فعله الجبان في التضييق على الشعب وزيادة قمعه من حيث هو معياراً لاستمراره , وكشفاً لممانعته وخطابه ومعارك صموده وتحريره التي أصبحت أضحوكة وأكثر من مهزلة.

, فالأصفار أصفاراً , لا تفيد بالجمع ولن تضير بالطرح ,والآحاد آحاد , ولو التصقت بمراتب أخرى, وما تحتاجه المعارضة السورية هو الحذر من الانسياق وراء خطط النظام التي انحصرت بشقين , الأول هو المزيد من ممارسة القمع , يرافقه الثاني وهو خلخلة خطاب المعارضة وتماسكها عبر حرفها إلى صدامها وتضاربها وفتح صراعات داخلية بينها ,وتجميد وانسحاب هذا أو ذاك منها , مطلوب من المعارضة مزيداً من الإصرار على الوحدة والحوار على طريق تطوير موازين قواها المادية والتمسك بخطابها الوطني الديمقراطي للتغيير السلمي واشتقاق آلية عملية للتعبير عنه , ومرافقة الحدث على المستوى الداخلي والخارجي , ومصدر ذلك الأساسي هو الخزان الوطني الذي تمثله مراتب الشعب السوري كله...وليس أصفاراً هنا وآحاداً هناك ...لا تقدم ولا تؤخر في عملية التغيير,سوى اللهم في كونها عوناً إضافياً للجلاد...!.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون التخوين منهجاً..نقول :سلاما!
- عندما يكون التخوين منهجاً ..نقول -سلاما-!
- تحية فداء حوراني وكل أحرار إعلان دمشق...كشفتم العورات وأكثر ...
- إعلان دمشق : شبهة الصمت ,أم ماذا؟!.
- إعلان دمشق ...بين الصمت والزنزانة والاتهام الرخيص!
- المعارضة السورية والديمقراطية - بين توافق المطلب وتناقض المط ...
- المعارضة السورية والديمقراطية ,, بين توافق المطلب وتناقض الم ...
- لبنان - الدولة الغائبة والأرض السائبة -!.
- المعارضة السوريةوالديمقراطية ,بين توافق المطلب , وتناقض المط ...
- حوار ومتمدن...هذا هو المفقود!.
- تحية كبيرة إلى إعلان دمشق
- لبنان : الجمهورية المحاصرة !
- بيروت - تش2 - 2007- من يضحك على من ؟!.
- بسوس في غزة..!(2-2)
- بسوس ُ في غزة ..!(1-2)
- أيام ُ ُ عاصفة ُ ُ تهز ُ لبنان ...!
- باكستان والعسكر ...والفوضى المنظمة!
- بيروت في دوامة الإنتظار ...
- نحو أنسنة العقل , وعقلنة العلمانية ( 2 - 3 )
- خريف السلام المفقود..!.


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - معارضة على هدى الاستبداد!.