أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - خريف السلام المفقود..!.















المزيد.....

خريف السلام المفقود..!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2070 - 2007 / 10 / 16 - 06:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مامن شك أن ماتشهده فلسطين ومعها ساحة الشرق العربي في السنوات القليلة الماضية قد أضفى على اللوحة الدرامية مزيداً من التعقيد والتوتر بمايوحي بأن المنطقة ستستمر في حالة غياب الحلول والغوص أكثر في مستنقعات الحروب المحلية البينية والتمزق واستمرار دوامة العنف اللقيط المتشابك المصدر والمتداخل في أدواته والمجهول النهاية وكأن القوى المادية التي تحرك الأحداث قد فقدت توازنها وقدرتها على ضبط حركة الأحداث وسيقت المنطقة إلى حالة من الفوضى العامة المخيفة , وباتت عملية استقراء مستقبل المنطقة صعبة , من فلسطين إلى العراق إلى لبنان إلى سورية إلى قطر دائرة النار المتغير حسب متطلبات استمرار مظاهر عدم الإستقرار وإلى الدرجة التي انعدم فيها حد النهاية وكأن المنطقة قد دخلت نفق مظلم مجهول.

لاأحد يشك في أن مصدر الصراعات كلها في المنطقة هو القضية الفلسطينية ومط غير إنساني لعملية انتهاك حقوقه وطغيان الموقف المتناقض المزدوج من قضية حقوق الشعب الفلسطيني العادلة التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة حول حل القضية الفلسطينية على أرضية القراررات الدولية وتحديداً القرارات ( 338 و242 ) ومؤتمر مدريد للسلام الذي نص على " الأرض مقابل السلام " والذي مضى عليه أكثر من ستتة عشر عاماً ولم ترجع بعض الأرض بل تمزقت بجدران العزل العنصري والكراهية ولا بعض الحقوق بل غاصت فلسطين أكثر في مستويات جديدة مرعبة من انتهاك حقوق الإنسان وزيادة معاناة الشعب الفلسطيني وسد كل الأبواب السياسية والمعاشية أمامه , فلا مركزية سياسة الراحل عرفات ومؤتمر مدريد ومعها أوسلو عادت مقبولة , ولا الديموقراطية الفلسطينية عادت مقبولة ولاحقوق الإنسان عادت محترمة وكأن كل مقاربات الحل هي ضحك على الذقون واستهلاك الوقت ونقل الصراع من مستوى دموي إلى آخر ومن مستوى دولي إلى إقليمي ومنه إلى محلي بين أطراف السلطة الفلسطينية وتضييع القضية في صراعات داخلية مصطنعة ,أي بشكل أدق ليس هناك قرار سياسي دولي بالحل بل هناك استسلام كامل للعبث الذي تفرضه القوة غير المنضبطة والتي تعبث بالفلسطينيين وحياتهم وبتجاهل كامل من كافة الأطراف التي كفلت وتعهدت تنفيذ السلام المفقود.

ونحن على أبواب مؤتمر سلام الخريف الحالي لابد من بعض الموضوعية في قراءة مايجري على الأرض وفي أروقة القوى الفاعلة في الصورة العربية الراهنة التي بحكم ترابط الأحداث فيها أصبحت كلاً موحداً في دوامة صراع داخلي خارجي هو أكبر من قدرة الأطراف الداخلية على الحل , كلاً موحداً مضغوط في مأساة الشعب الفلسطيني والعراقي والبقية على الطريق , هل فقدت أنظمة الحكم العربية قدرتها وحتى البوليسية على ضبط الصورة ؟! هل فقدت المقاومة الفلسطنية بوصلتها وأصبحت تلف في مدارات أخرى بعيدة عن قضيتها الأساسية ؟! وهل فقدت أطراف السلطة الفلسطينية وعيها ولم تعد تميز أهدافها وانحدرت إلى صراع يريده الإحتلال؟! ومثله ينطبق على العراق وعلى القوى الداخلية التي تتحكم في مسار الأحداث الدامية التي تتم بصمت ومشاركة الكثير من تجار السياسة والدم والبارود؟!هل فقد العرب حكاماً ومحكومين بقايا قدرتهم على التأثير بالأحداث وأصبحوا وقوداً في لعبة الموت الدنيئة التي تشهدها المنطقة ؟! وهل وهل وهل هناك من بوادر أمل بالخروج من هذا النفق المظلم؟!.

تبدو الصورة ملتبسة لدى كل الأطراف المشاركة والمتشاركة في رسم ملامحها الدامية والعنفية واللاإنسانية وأول مؤشرات لبسها هو تعدد الخرائط والمؤتمرات ولحظيتها وعدم رغبة الأطراف الفاعلة فيها من الوصول إلى حل , وإصرارها على استمرار تدوير المنطقة في الدائرة المأساوية من فلسطين إلى العراق إلى لبنان إلى سورية إلى الدائرة العربية الأكبر التي تراخت مفاصلها ولم تعد تملك حتى قدرة المشاهدة , وكأن محدداتها المادية والسياسية والجغرافية والإنسانية قد تلاشت وخارت إلى مستوى من القصور والوهن الذي يمثل الدور الفعلي الذي وصل إليه النظام السياسي العربي الرسمي عبر نصف قرن , وفي إطار هذا العجز المهين وضمن الفوضى السياسية العامة المصطنعة والتي دخلت معظم التشكيلات العربية فيها وأصبح الجميع رهن معالجات خارجية إلى الآن أثبتت عدم مصداقيتها السياسية والإنسانية وفشل قرارات التغيير والتحول الديموقراطي واحترام حقوق الإنسان ,بل أنتجت العكس تماماً وهو التشقق في البنى الإجتماعية والأهلية والشقاق بين الواجهات السياسية وفلتان الغرائز والصراعات المذهبية والعرقية وغياب الحلول السياسية لكل مشاكلها .

ماذا عساه مؤتمر السلام في الخريف القادم أن يقول حول فلسطين وحول حقوق الشعب الفلسطيني ؟!وماذا عسى القوى التي جرت المنطقة إلى وهم الديموقراطية أن تقول ؟! هل هو تسفيه محددات الواقع كلها ؟! وتسفيه القناعة بالديموقراطية واحترام حقوق الإنسان التي تنتهك بشكل خطير على مرأى ومسمع من العالم كله؟!.وماذا ستنتج صراعات المنطقة في ظل هذه الحالة الغير إنسانية والمتروكة لفوضى العنف والتطرف والإقتتال؟!.

إن مقاربات الحل السياسي والإنساني للقضية الفلسطينية هي واضحة ولاتحتاج إلى منجمين ومحللين وخبراء حقوق إنسان ,بقدر ماتحتاج إلى النية والإرادة السياسية في تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والتي التزم بها الطرف الفلسطيني والعربي منفرداً على طول مسار الصراع الدامي , تحتاج إلى رؤية عميقة وثاقبة ومسؤولة لما وصلت إليه أحوال شعوب المنطقة , تحتاج إلى مقاربات حريصة على الإستقرار والأمن الدوليين لأن لهيب النار والبارود المشتعل في المنطقة قد تعداها وينذر بكوارث على الجميع ,تحتاج إلى تبني دولي لأن القوى المحلية كلها قد عجزت عن التفاهم والوصول إلى حل , تحتاج إلى عقلاء عرب يفرزون القمح من الزيوان ويبتعدون عن الردح والشحن الطائفي والمذهبي ويعترفون بقدرتهم الفعلية في إطار الحل , تحتاج إلى مفكرين ومثقفين وسياسيين في الساحة العربية بعيدين عن الأصولية الدينية والمذهبية والسياسية , تحتاج إلى من يحترمون حق الحياة الحرة الذي هو أغلى من النفط وأسمى من المصالح الضيقة التي أثبت التاريخ أنها لايمكن أن تتحقق على حساب حقوق الشعوب , تحتاج إلى الإعتراف العلني والصريح بمشاركة أصحاب الحق مباشرة في تقرير مصيرهم , تحتاج إلى عمل سريع بتطويق الأصوليات الجديدة التي فرختها الفوضى والظلم , تحتاج إلى قناعة بأن المشاركة في الثروة والتنمية البشرية والإنسانية وصناعة مستقبل جديد مشترك ليس طريقه الإحتلال والحروب بل الإعتراف بالآخر واحترام حقه وإنسانيته وخياره في الحياة , تحتاج إلى الإقرار بأن معاناة الشعب الفلسطيني على امتداد أكثر من نصف قرن كافية لتصحيح الخلل الإنساني وإعادة الإعتبار إلى المعايير القانونية والأخلاقية في العلاقات الدولية والتسليم بأن العيش على موت الآخرين هو من المستحيلات التارخية .

وأخيراً إن السلام بما هو حالة إنسانية بين الأمم والشعوب تاريخياً لايصنعه الضعفاء المغلوبين على أمرهم والمنتهكة حقوقهم وإنسانيتهم والمشردين في أوطانهم وخارجها ,بل يصنعه العقلاء الأقوياء اللذين يملكون القوة المادية والأخلاقية والتأثير في السياسة الدولية , المصيبة الكبرى أنهم وضمن معطياتهم الحالية لازالوا حائرين في المؤتمرات وأسرى السلام المفقود..!.




#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق إلى أين ؟!.
- العيد ...وباب الحارة...والعكيد
- لبنان إلى أين ؟!.
- أرادته جبهة الخلاص حواراً...أراده البعض ردحاً!.
- سورية ...ماذا ينتظرها؟!.
- جبهة الخلاص تدق الأجراس
- دمشق : بين ربيع المعارضة وشتاء النظام !(1-2)
- هل لبنان بحاجة إلى -جنرال -؟!.
- إلى أين تتدحرج كرة النار في الشرق الأوسط؟!(2-2)
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(7-8) / قبرصة القضية الفلس ...
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية ...
- الحلف السوري الإيراني إلى أين يدفع المنطقة ؟!
- النظام السوري من مصادرة الحرية غلى انتهاك حق الحياة!
- نظرة في الدين والقومية والمعاصرة (2-4)
- صح النوم ياحكومة..دمشق غارقة في الظلام!
- الديموقراطية بين السجال النخبوي والتشويه السلطوي !
- نظرة في القومية والدين والمعاصرة (1).
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(2) / بشار أسد وبناء النظا ...
- ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟!سراب الإصلاح الداخلي !


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - خريف السلام المفقود..!.