أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(7-8) / قبرصة القضية الفلسطينية !















المزيد.....

سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(7-8) / قبرصة القضية الفلسطينية !


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2015 - 2007 / 8 / 22 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً - تشويه صورة المقاومة !
مع انسحاب قوات الإحتلال من الأراضي اللبنانية عام 2000 ومارافقها من شعور بالنشوة المباشرة من قبل حزب الله وغير المباشرة من قبل بشار أسد شخصياً , وماعكس ذلك من ازدياد شعبية الحزب ليأخذ طابعاً وطنياً , جاء دور النظام السوري بنقله من موقع الوطنية التي هو فيها إلى موقع الوكيل العسكري المباشر في لبنان وخارجه , وتم تسهيل دخوله إلى الساحة الفلسطينية الداخلية ليزيد الأمور تعقيداً وتشابكاً وفوضى وليطبع المقاومة الفلسطينية بصفات يسعى لها النظام السوري والقوى الإقلمية والدولية إلى لونها الجديد لإعطائها مصداقية في الحرب على الإرهاب , وبشكل أكثر مباشرة نقل الصراع الفلسطيني من إطاره التحرري الوطني المقاوم إلى واجهة دينية وبالتالي أصبح الصراع ليس بين احتلال وأصحاب حق بقدر ماهو صراع بين متطرفين من كل حدب وصوب , وجاءت حرب تموز 2006 لتضيف استعصاء جديد إلى الوضع الإقليمي , رغم حجم البطولة والأداء والتضحيات التي حققها حزب الله ومعه كل اللبنانيين , ضغط النظام السوري باتجاه سرقة النتائج وتصوير أنه هو المنتصر وعمل جاهداً إلى استخدام نتائجها فئوياً لجر حزب الله من موقع المقاومة إلى موقع النزاع الداخلي وتفتيت الوحدة الوطنية اللبنانية , ونقل ساحة الصراع إلى شوارع بيروت والمؤسسات الحكومية مما أدى إلى شلل الحياة السياسية العامة في لبنان, وتقسيمه سياسياً واجتماعياً وأهلياً , وهذا بالضبط مايريده الحلف السوري الإيراني من خلخلة وفراغ حكومي وسياسي للسيطرة على مفاصل المنطقة المهزوزة وسحب الصراع إلى مستواه الإقليمي , والضغط على القوى الدولية التي دخلت هي الأخرى الساحة الإقليمية بشكل مباشر , ترافق مع الإهتزاز في اللافتات الدولية التي رفعتها في المنطقة وانتقل الصراع من مسار الإنتصار وبناء الديموقراطية وتعزيز حقوق الإنسان وحل قضية الشعب الفلسطيني إلى صراع بين استراتيجية إيرانية وأخرى غربية إسرائيلية على حساب شعوب المنطقة واستقرارها , والذي يجري في فلسطين من شقاق وانشقاق واقتتال واختلاف على أساسيات المصلحة الوطنية الفلسطينية اليوم هو بشكل أساسي من صنع النظام السوري أولاً والإيراني ثانياً والضعف والوهن في النظام العربي ثالثاً والنظام الدولي الجديد الفاقد لكل أسس النظام والعقلانية رابعاً وأخيراً.
ثانياً - حشر القضية الفلسطينية بالحرب على الإرهاب!
معروف أن النظام السوري ماقبل استلام بشار أسد أنه مسجل على قائمة الأنظمة التي تدعم وترعى الإرهاب في العالم , ومع كون العلاقة السورية الأمريكية كانت تسير ضمن توافق حول مشاكل المنطقة الإقلمية لعقود ,إلى أن جاءت أحداث 11 سبتمبر 2001 الكارثية لتضع النظام السوري في مأزق مباشر مع السياسة الأمريكية الجديدة والحرب على الإرهاب , ولتجنب النظام السوري أن يحسب على قائمة الدول التي تدعم الإرهاب باشر باستباق الأحداث وعرض على الجانب الأمريكي بعد الهجمات مباشرةً تقديم المعلومات الإستخباراتية حول "القاعدة" والجماعات الإسلامية المعتدلة والتي فوجئت بها وبمستوى التنازل من النظام السوري واستعداده للتعاون غير المحدود , وقدم الكثير من المعلومات حول التنظيمات المختلفة وصورها على أنها متطرفة ومعادية لأمريكا , محاولاً تحييد واشنطن على أقل تقدير إذا لم يتمكن من كسب ودها ورضاها, "وكانت المعلومات التي قدمها النظام السوري قد فاقت كل توقعات الجانب الأمريكي من حيث الكمية والنوعية " , وبنفس الوقت كان النظام السوري يعمل في الخفاء على تشكيل تنظيمات ذات طبيعة متطرفة ملتحية ليوحي بأنها بهذا الشكل أو ذاك امتداداً للقاعدة ويعرض خدماته على القوى الخارجية للسيطرة على هذه التنظيمات المنتشرة على الساحة الإقليمية وخاصة ً في سورية ولبنان وفلسطين والعراق , بمعنى آخر حشر القضية الفلسطينية في دائرة الحرب على الإرهاب وملاباساتها وتداخلاتها الإقلمية والدولية , وشكل إساءة كبيرة للثورة الفلسطينية وحزب الله والمقاومة , ينتظر النظام السوري قبض ثمنها عداً ونقداً بتخفيف الضغط الدولي عليه واستمرار الحوار معه وتبديل الموقف منه من حملات تغييره إلى تهذيب سلوكه على الساحة الإقلمية وتحريك المفاوضات على المسار السوري بضغط الفوضى الشاملة التي تعصف بالمنطقة.
ثالثاً - عرقنة القضية الفلسطينية على طريق بلقنة المنطقة !
لعل ماشهدته غزة من صدامات مسلحة وصراع بين الأطراف الفلسطينية أدى بمحصلته إلى شق الصف الفلسطيني وشق حكومة الوحدة الوطنية وإسقاط اتفاق (مكة المكرمة ) بين جهازي السلطة ( الرئاسة ومجلس الوزراء ) وماتبعه من تفكيك أجهزة السلطة على أساس تقسيمي مابين حماس وفتح ولأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية تنحدر الفصائل الفلسطينية إلى الإقتتال الدموي تحت الإحتلال بمحصلته العامة أساء لحركة التحرر الوطني الفلسطينية وأظهرها بمظهر العجز عن أداء واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني وأهدافه وانحرافها إلى الصراع على السلطة والمواقع والمكتسبات في ظل الإحتلال ,ولعل هذا هو الجزء المكمل للصورة في لبنان حيث الدولة مشلولة والشرعية محاصرة , وفي سورية أصبحت الفصائل الفلسطينية مرهونة كلياً بقرار النظام السوري الإيراني وحاجتهم إلى أدوات يديرون بها صراع إيران الستراتيجي في المنطقة .
خلاصة القول أن النظام السوري في ولايته الأولى عمل على تقطيع أوصال الفصائل الفلسطينية وتدجينها وحصرها في المسار الإيراني والدولي عبر مستويين : الأول وصمها بالتطرف والإرهاب وبالتالي فقدت شرعيتها الدولية وأصبحت ملاحقة ومحاصرة والثاني زجها ميدانياً في لبنان وفلسطين والعراق على أنها تنظيمات متطرفة وبالتالي نقل الصراع كله من مستواه الوطني إلى مستوى عصابات مأجورة حرص على أن تكون كل مسمياتها فلسطينية أو مشتقة منها ( فتح الإنتفاضة / فتح الإسلام / جند فلسطين / جند الشام ...) وتفريخات النظام السوري الإيراني التي ساهمت في تفتيت القضية الفلسطينية وإهانة الشعب الفلسطيني وحصاره ووقف المساعدات والدعم العربي والدولي له وتركه تحت مطرقة الإحتلال وفوضى النظام السوري الإيراني وسندان الإحباط واليأس والفقر وفقدان مشروع مستقبلي واضح الأفق .



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية ...
- الحلف السوري الإيراني إلى أين يدفع المنطقة ؟!
- النظام السوري من مصادرة الحرية غلى انتهاك حق الحياة!
- نظرة في الدين والقومية والمعاصرة (2-4)
- صح النوم ياحكومة..دمشق غارقة في الظلام!
- الديموقراطية بين السجال النخبوي والتشويه السلطوي !
- نظرة في القومية والدين والمعاصرة (1).
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(2) / بشار أسد وبناء النظا ...
- ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟!سراب الإصلاح الداخلي !
- ماذا تعني عربياً : الديموقراطية في تركيا؟!
- كيف سيلعب بشار أسد في الشوط الثاني ؟!.
- حرب تموز 2006..لازال لبنان فيها!
- ماذا يحدث في سورية , واين هي الدولة ؟! 2
- ماذا يحدث في سورية . واين هي (الدولة )؟!.
- مفكرون وشعراء وروائيون ...والدوران حول النظام السوري !
- النظام السوري في حالة انعدام الوزن !
- مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.
- من نهر البارد إلى غزة - كلهم شركاء في الجريمة مع الفران-!
- هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(7-8) / قبرصة القضية الفلسطينية !