أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - بيروت - تش2 - 2007- من يضحك على من ؟!.















المزيد.....

بيروت - تش2 - 2007- من يضحك على من ؟!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 02:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلخص مشهد بيروت الدرامي المتكرر مع كثرة اللاعبين وتداخلاهم ومشاوراتهم وتناقضاتهم ,أمرين أساسيين : الأول هو أن حساب البيدر السياسي اللبناني هو الذي يفرضه الكيًال , والكيال هنا هو النظام السوري الإيراني الدولي , والثاني والأخطر أن حسابات الحقل السياسي والمشاورات والمنازلات للتوافق على تعيين رئيس جمهورية جديد , قد فشلت في إطار الصورة المطلبية التي تريدها الأكثرية اللبنانية , والتي دفعت ثمنها دماءً وفوضى وتعطيل وتهليل وتطبيل , بما معناه أن لبنان بات رسمياً امتداداً لسابق عهده , ساحة لعب مكشوفة للنظام السوري الإيراني الدولي , بالتراشق الإعلامي أو بالتوافق حسب تقاطع المصالح والخدمات والأدوار, يسنده نظام عربي رسمي لا يشذ عن هذا الوصف , ورغم أنها سابقة معروفة في "لعبة الأمم " اللعينة تلك التي تدور رحاها بصخب شديد على الساحة اللبنانية , إذ تبدو عملية شد الأوتار الصوتية وغلبة سياسة الأوكار وتصليب المواقف هي مقدمة للتراجع والتسليم لخبراء الساحة اللبنانية , أو لنقل لتشتيت الصورة وتمويه دور مشتبه للنظام السوري الإيراني الدولي في لبنان , بعض مظاهرها هو اللعبة المتقنة حول الأسماء وزج " بكركي " فيها ليصبح الجميع " أرجلهم بالفلق سوا " , وبعضها الآخر هو تعرية قائمة الأسماء الأساسية وخاصة مرشحي قوى 14 آذار , وتوحي مجريات الأمور أن بيضهم وضعوه في سلة واحدة ,ضيَق عليهم هامش المناورة والمناحرة , والأسماء التي بدأت بثلاثة مرشحين وتمددت إلى خمسة ,واستطالت إلى سبعة,ورفضت جميعاً بالتقابل من قوى الموالاة وقوى المعارضة كل لأسبابه , بما يوحي بأن الرئيس العتيد يقبع في قائمة أخرى , والمطروح هو للضغط على الجميع وغربلة المواقف وتسقيط الأسماء ومعها الأدوار , لينحصر الجميع في إعياء خيار ربع الساعة الأخير الإسعافي , الذي يرمي بظلاله لتصبح الموافقة أمر شبه إجباري أمام تحمل مسؤولية الرفض وجر لبنان إلى مالا يحمد عقباه , أما عربياً فليس جديداً دور جامعة الدول العربية , وهو يمثل ضرورة شكلية لحضور مراسم تشييع الوفاق اللبناني والخيار المستقل أو ربع المستقل , ولإضفاء الشرعية العربية على ما يفرض على لبنان من هنا وهناك ,وعليه هو إثبات حضور النظام العربي الرسمي العاجز لا أكثر ولا أقل , و تصريحات بقية الأطراف الداخلة والخارجة على الخط كلها تصب في طاحونة " لها جعجعة وليس منها طحيناً " , اجتماعات ومشاورات وكواليس ,كلها بالمحصلة لم تفلح وخابت وخيبت آمال المنتظرين , الحل الذي يمثله الرئيس الجديد الذي أخَره ساعي البريد المعلوم المجهول!, للمزيد من شد الأعصاب وفتح وإغلاق الأبواب , والضغط على كل الأطراف ليساوموا بآخر أوراقهم , عندها سيصل البريد ويتضح الرئيس الصنديد, ومن نافل القول أن الشعب اللبناني لا يدري ماذا يحصل ,ومن يملك الحل ,ومن يريده, ومن يعطله , ومن يؤجله ويدفع لبنان باتجاه فراغ الفراغ !, ومن يفرضه فجأةً وكأنه كأس ماء بارد يلطم وجوه الغائبين عن مجريات الأمور , وسيظهر جلالة الرئيس في الربع ساعة الأخيرة ,يلبس عباءة التوافق بوقار لإنقاذ لبنان واللبنانيين من تكرار تاريخ أكثر من نصفه حروب أهلية ؟! وعام 1976 , وعام 1988 وما قبلها , ليس بعيدةً عن الذاكرة , بل شبحها يخيم على بيروت ويحبس أنفاسها ويضللها أكثر من أي وقت مضى , فالحروب الأهلية التي عصفت بلبنان ليست منسية , وتكرارها الآن يبدو أنها وصية خفية يلوَح بها صبحةً وعشية , و يعرف المتحكمون أنها على الوقوع من جديد ليست عصية , وهي تمثل أطول زمن في تاريخ لبنان ,الذي تأسس على توليف الحكم على نغمة التركيبة الطائفية اللبنانية ,التي قننوها في الدستور واعتبروها مؤسسة " تابو" الديمقراطية في هذا الشرق الاستبدادي العجيب, " تابو " ثابت لا يمكن تغييره ولا تبديله ولا تطويره ولا تحويله, إلا بإذن الحاكم بأمر لبنان !, أهو قدر لبنان الأبدي الذي لا مفر منه ؟! ليبقى يعيش دوامة الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية ,وعصا الديمقراطية التي تجلد لبنان واللبنانيين صباح مساء...!.

باختصار القول وعابره : إن أزمة لبنان ومحنته تكمن في صياغة الحياة السياسية اللبنانية على قياس طائفي ثابت , أراده صانعوه كذلك ولم يهجره لاعبوا السياسة في هذا البلد العربي الصغير الذي يحمل تناقضات العرب جميعاً , أُريد لبنان أن يبقى سرمدياً في هذه المعادلة الطائفية ,ومربوطاً فيها لا فكاك ولا حراك , وفي هذا الثوب الذي فصل قبل أكثر من نصف قرن للخروج من مأزق أهلي , وهم أي العابثون فيه يدركون أن لبنان سينمو وسيطول ومعه مشاكله , وسيصبح هذا الدستور قصيراً جداً عليه لا يستر عورته ولا يحل مشكلته ,هنا سر الأزمة اليقظة النائمة التي تلف لبنان وتتمظهر بوجوه عدة , بمعنى آخر إن أسر لبنان بالديمقراطية التوافقية الطائفية كوسيلة وشكل للحكم هي مأساة لبنان واللبنانيين , والتي لم يستطع لبنان الخروج منها رغم كل تلك الحروب الأهلية التي عصفت فيه , الديمقراطية التوافقية ,هذا الوصف الهجين الذي يراه البعض مفخرته !, فأية ديمقراطية تلك التي تحددها الكواليس والنظام السوري الإيراني الدولي ؟!, ويتم إخراجها على أنها خيار الشعب اللبناني بالتوافق !,فلبنان اليوم طائفياً واجتماعياً وسياسياً , قد نما وتطور واستطال وهو" محشور" في دستور محنط يفرض مسبقاً الحصص والكراسي والمآسي , وغير قابل للتطوير أو التعديل أو حتى الترتيب الدستوري الجديد , بمعنى ما هو لغم مؤقت يمكن تفجيره ومعه لبنان متى تطلبت اللعبة ( الديمقراطية) الإقليمية والدولية ذلك
أياً كان الرئيس (ميشال إده أو ميشال الخوري أو...أو الجنرال .....) لاعجب وليست مفاجأة ! يبقى هو حل مؤقت مفروض , أشبه بتسكين الجرح النازف , أو تمديد وقت الأزمة , أو بشكل أدق إزاحة إحداثيات اللغم إلى نقطة أخرى , وزمن آخر تتطلبه اللعبة ( الديمقراطية ) والأحداث والاستحقاقات والأولويات الأخرى , التي تجري على قدم وساق وتعصف بالمنطقة كلها , لكن من سياق الرياح العاصفة واللاعبين فيها , على الأغلب أن مربع ( بيروت - فلسطين - بغداد – دمشق ) سيبقى مربعاً نشطاً لحملة البنادق وليس البيادق , لتفكيك وإعادة تركيب وترتيب وتهذيب وتلوين البيارق , مربع تحدد توازناته موازين القوى المادية الخشنة على الأرض التي لاتملك الديموقراطية التوافقية أياً منها , بل موازينها يمسك بها النظام السوري - الإيراني - الدولي ...إلى أجل غير مسمى ...وأن تعيين ( ميشال إده ) أو أي آخر كرئيس أمر واقع هو تأجيل فتنة , وهو أفضل الخيارات السيئة .....هو تهدئة مؤقته يفرضها التقاط الأنفاس ومط معاناة الناس ...واستمرار الوسواس !.

وكل رئيس جديد ولبنان بخير!.

د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسوس في غزة..!(2-2)
- بسوس ُ في غزة ..!(1-2)
- أيام ُ ُ عاصفة ُ ُ تهز ُ لبنان ...!
- باكستان والعسكر ...والفوضى المنظمة!
- بيروت في دوامة الإنتظار ...
- نحو أنسنة العقل , وعقلنة العلمانية ( 2 - 3 )
- خريف السلام المفقود..!.
- العراق إلى أين ؟!.
- العيد ...وباب الحارة...والعكيد
- لبنان إلى أين ؟!.
- أرادته جبهة الخلاص حواراً...أراده البعض ردحاً!.
- سورية ...ماذا ينتظرها؟!.
- جبهة الخلاص تدق الأجراس
- دمشق : بين ربيع المعارضة وشتاء النظام !(1-2)
- هل لبنان بحاجة إلى -جنرال -؟!.
- إلى أين تتدحرج كرة النار في الشرق الأوسط؟!(2-2)
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(7-8) / قبرصة القضية الفلس ...
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية ...
- الحلف السوري الإيراني إلى أين يدفع المنطقة ؟!
- النظام السوري من مصادرة الحرية غلى انتهاك حق الحياة!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - بيروت - تش2 - 2007- من يضحك على من ؟!.