أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خيزران عثمان - أعودةٌ إلى من لا عمل له لا شرف له!















المزيد.....

أعودةٌ إلى من لا عمل له لا شرف له!


خيزران عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 11:49
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد الإغتصاب الفكري..!وتدابير الإخصاء المتنوعة!
خيّروه بين الإنخراط في الجيش الشعبي أو الإنتساب لقوى الأمن !
قال أنه استنكر الأمرين ورفضهما..
لكن التقارير الموجّهة ازدادت وكل يوم يأتي من يطلب جرد أفراد العائلة وملء استمارة طويلة عريضة مع تصاوير حديثة
فيها ما يُذكّر بأن كل من كان ينتسب لحزب آخر يُعتبر مندسّاً وجاسوسا إن لم يقدم بيانات مفصّلة..ويذكّر أيضا أن كل من يؤثر على أي من منتسبي الحزب وأعضائه لاعتزال التنظيم أو الخروج منه يُعاقب بالإعدام وأشياء أخرى يُعاقب عليها بالإعدام أيضا.
كان الإعدام جزاءً يسيرا لكل مخالفة صغيرةً كانت أم كبيرة ، وتذكّر حكاية قديمةً عن محامي هندي جاء مع الإحتلال البريطاني الأول سنة 1914(واسمه بهادر) فعندما تم فتحت المحاكم كانت المرافعات فيها باللغة الأنكليزية ولم يكن من الناس ولا مثقفيهم من يتقن الأنكليزية آنذاك فاستقدموا بعض المحامين من الهند ممن يجيد أو يلمّ إلماما ولو بسيطا بالعربية و المحامي بهادر هذا كثيرا ما يكون هو المحامي الوحيد الذي يستطيع أن يترافع أمام محكمة الجنايات(الكبرى) بسبب الأنكليزية هذه . وفي إحدى المرات كان يقف كمحامي إثبات إلى جانب المدعي العام وبعد سلسلة من المرافعات صدر حكم المحكمة بالسجن على المتهم مدة خمسة عشر عاما فخرج المحامي الهندي غضبانا من قاعة المحكمة وهو يقول بالعربية: مو معقول! هذا حكم جائر ! أقلّها ! إعدام.وذهب كلامه مثلا في الناس (أقلّها إعدام!)
وكل يوم من هذا .. ونعود إلى صاحبنا حيث تم استدعاؤه إلى المنظمة وطولب بتقديم تفسير عن عدم رغبته في الإنتساب لأحدى التنظيمين المذكورين وهما إما الجيش الشعبي أو الأمن فقدم ما يستطيع من دفوعات كانت كما يبدومثار امتعاض مسؤول المنظمة ولكنه تُركَ ليخرج(سلامات) وكان يتوقع أن الأمر سينتهي هكذا..
ولكن التدبير الجديد كان قد مضى وجرى عليه فقد كتب مسؤول المنظمة على التقارير المقدمة له ما يُفيد ترحيله إلى خلايا وتنظيمات الأمن
وبدون أن يدري ولا يعرف تم إخباره بعد مدة بأنه تم ترحيله إلى تنظيم آخر وزودوه بقسيمة نقل للإلتحاق بالمنظمة الجديدة والتي لم تكن سوى خليّة أمن يقودها ضابط متخصص بالأمن القومي ويعمل بملابس مدنية ..كانت بدايته معهم لا تختلف عن التنظيمات التي كانوا فيها ولكنه أي مسؤولهم الجديد كل يوم يضعهم في مهام جديدة وشيئا فشيئا تبين أنه يصنع منهم عناصر أمنية تتجسس على المواطنين وتقوم بجرودات تفصيلية وموسعة عنهم وتُلاحقهم أيضا
بدأ صاحبنا يتخلف بهدوء عن التنظيم والحضور فكان يُفاجأ بإجراءات غير معهودة في العقوبات والمحاسبة فحاول أن يترك تنظيمهم وازدادت العقوبات التي كان من ضمنها أن تنعكس العقوبة الحزبية على العمل الوظيفي فواجه تخلفا وظيفيا واسعا وأخذ مرتّبُهُ الشهري يتناقص شيئا فشيئا ولكنه واصل التخلف عن الحضور فاستُدعيَ مراتٍ ومرات ولم يستجب لأوامر الحضور حتى قال له المسؤول : لماذا لا تريد أن (تعمل؟)
ولم ينفع أي جواب لأنه يجب أن (يعمل!) وتعقدت الأمور
ولكن المسؤول استدعى أحد أركانه وأمر أن يعالج موضوع المدعو تحت عنوان (من لا عمل له ..لا شرف له)
تم وضع قائمة طويلة وعريضة تضم عائلة المدعو وخصوصا البنات والأولاد تحت سن الرشد وتنسب مراقبة المدعو مراقبة دقيقة كان معها وكلاء الأمن من الذين تم تخصيص دراجات ناريّة لهم يلاحقونه خطوة خطوة وفي كل مكان وبشكل سافر ومزعج بل يقومون بأعمال بهلوانيّة من وراءه ومن قدّامه
وتخطى الأمر ذلك كثيرا بالتحرش بأفراد الأسرة بناتٍ وبنين (وأنجزوا اللازم تماما)
وهكذا تحقق تطبيق الشعار:
عملك شرفك ومن لا عمل له لا شرف له!
أعودةٌ في هذا اليوم إلى ذلك الشعار البغيض؟
هل نعود إلى هتك عرض كل من له موقف أو رأي لا يجد نفسه معه قريبا من التنظيمات السياسية القائمة؟
وهل هو عمل سياسي أم تجنيد استخباري؟
بالتهديد؟
إن فن العمل بين الجماهير وأسس التعبئة الشعبية لا تقوم بالشكل الصحيح إلاّ على أساس القناعة وتوضيح وتبنّي مشاكل المواطنين الحقيقية والتخلّي عن استخدام القوة أو القسر لأن الجماهير ستصنع من أي تنظيم لا يمتلك القاعدة الشعبية الحقيقية أضحوكة كبيرة في نهاية المطاف سواءً طال الزمن أم قَصُر
إن التوسع الكبير الذي صاحب الإستقطاب الطائفي لا يمكن أن يُحسب كسبا سياسيا أبدا لأن الجماهير سرعان ما ستستطيع تمييز مواقع مصالحها الحقيقية وتعيد الإصطفاف آجلا أم عاجلا
وأن قاعدة الأواني الستطرقة ستعمل عملها ونعود لنجد أن النعرات التي أجبر الناس على الإنخراط فيها لم تحقق ولن تحقق ولو شيئا يسيرا من مطامحها لأنها لم تبلور سوى أهداف خادعة وسرابا.
أكلّ يوم (من لا عمل له لا شرف له؟!)
ماذا نفع السابقين حتى يعود بمثله على اللاحقين؟
لن تُخلّف تلك الأساليب سوى المآسي والنكبات التي لن يستطيع مرتكبوها تنظيف أيديهم مما اكتسبوا ،ليستمر المسلسل بالعمل و ليعود المظلوم يبحث عن استيفاء حيفه ممن ظلمه.
يجب وبشكل سريع الحفاظ على العناصر المستقلة وحمايتها والتحاور معها لبلورة فضاءات سياسية واجتماعية تشارك فيها مع جماهير الكتل السياسية الأخرى دون استهدافها صيدا يسيرا ومحاولة احتوائها بالقوة.إنها العناصر والفئات التي توفر على الدوام مجموع الكوادر المبدعة والخلاقة والمؤهلة وحدها لإلتماس مسارات جديدة ومختصرة لتمد الوسط السياسي والإجتماعي بالأفكار الجديدة والكوادر الخبيرة والمدربة والتي تتمتع بخصوصية عالية في الثقة بالنفس والإعتماد عليها
إنها ليست صيدا سهلا كما يتصور بعض قليلي الخبرة بل هي التي إن لم يسعها الحيز الذي تشغله فإنها تحطّمه وتستطيع فعل الحيز الذي يلائم مقاساتها وتاريخ الحركات السسياسية ملئءٌ بأمثلة كثيرة.
إن الكتل والعناصر المستقلة ليست هي الطبقات الوسطى كما يتبادر للذهن بل هي بذور الحركات الجديدة والأفكار الصاعدة إذ أن غالب الأفكار والحركات تنشا في حيز فرديّ أو ضيق ولكنها تنمو عند توفر البيئة الملائمة.
كما أن القيادات الموهوبة مثلها مثل كل المواهب تبدا فردية وعندما تجد المحيط المناسب تتكاثر وتتطور
وما يراه بعض الناس عملا حقيقيا يبدو لآخرين فسادا في الأرض
فلنلقي شعارات من لا عمل له لا شرف له ومن لا يعمل لا يأكل وسواها في مزابل العمل السياسي فإن ظاهرها لا يساعد ابدا على فهم مضمونها إلاّ بقدر ما يفعله مقدموا الألعاب السحرية فقط.



#خيزران_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منبر للحرّيّة!
- لم يعد هناك وقتٌ كثير
- مظالم لا تنتهي ..في البصرة!..المرأة أداة وثمن!
- مبدأ تطوير الأهداف
- حتّى الحظ لا يبحث له عن وكر إلاّ في العقول المؤهّلةوالمتوثبة
- هوامش على مقال الدكتور سيار الجميل (المؤرخ محترف سياسة!)
- ! إلى هنا ينتهي الأدب والفن والسياسة و كلّ شيء
- غزّة والنصر الإلهي ..لولا!
- مهلاً يا دكتور
- هل الأدب أداة تشفير؟


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خيزران عثمان - أعودةٌ إلى من لا عمل له لا شرف له!