أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يسري حسين - أثرياء في العالم العربي على حساب الفقراء














المزيد.....

أثرياء في العالم العربي على حساب الفقراء


يسري حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتحدث تقارير عن أثرياء عرب دخلوا نادي أصحاب المليارات , برصيد مرتفع يعكس نجاحهم وتفوقهم في صناعة المال والمضاربة في أسواق الأسهم والاستثمار في العقارات ومشروعات الترفيه , من فنادق وقرى سياحية ومحطات فضائية وموسيقية وراقصة .
هذا المال المتدفق على أسماء بارزة في نادي الأثرياء , يأتي من مشروعات في بلادهم والعالم العربي كله , حيث يتجه هذا المال إلى الاستثمار السريع والمضمون في ميادين الترفيه والعقارات والمطاعم والاتصالات . ولم تسجل المعلومات التم نشرها عن هؤلاء الأثرياء , أنهم يقفون وراء صناعة كبرى في المنطقة , مثلما فعل الرأسماليون الكبار في دول صناعية , حيث قامت امبراطوريتهم المالية على الانتاج والتصنيع وفي مجتمعات هي نفسها تنهض كلها , وتوفر فرص العمال وتشارك بعائد ضخم في مشروعات التنمية والانفاق على مؤسسات علمية واجتماعية ضخمة , مثلما تفعل مؤسسة وغيرها من هيئات تستند على مال صنعه رأسماليون من تصنيع مجتمعاتهم وتحقيق الرواج بداخلها , لكنهم في المقابل أيضاً يدفعون المليارات من تبرعات وهبات لدعم جامعات وهيئات أكاديمية وأخرى صحية وثالثة تهتم بالمسنين والأقل دخلاً .
لقد أنشأت الرأسمالية الغربية سلسلة من النشاطات تصب في اطار رفاهية المجتمع , لتحسين ظروف الأقل قوة بالاضافة إلى الانفاق على التعليم والثقافة , إذ لا يمكن وجود أصحاب المليارات في مجتمعات فقيرة ومنهكة وضعيفة , ويهرب شبابها حتى إلى إسرائيل أو إلى عرض البحر المتوسط ليموتوا في منظر مأساوي يدين المنطقة كلها والتي فشلت في توفير فرص العمل لملايين العاطلين في مصر والمغرب والسودان ودول عربية أخرى .
ومصر فيها أثرياء قفزوا إلى دائرة المليارات , وحققوا هذه الأموال وهناك الفقر والبطالة والأمراض . ولم نسمع عن تبرع لأحد هؤلاء الأثرياء لجامعة أو بناء مستشفى أو اقامة مدارس أو مناطق رعاية أو إيواء لأطفال الشوارع والذين وصل عددهم في مصر إلى أكثر من مليون , ويتعرضون لانتهاك حريتهم والاعتداء عليهم وقتلهم إيضاً , كما فعل السفاح الذي اغتصب عشرات الأطفال ثم ألقى بهم من على سطح قطار سريع .
أسماء مصرية كثيرة تظهر في احصاءات عن عضوية نادي الملايين وآخرين يدخلون نادي المليارات وعندما تنظر إلى خارطة الحياة وتسمع الشكاوى وترى مناظر البؤساء , تسأل عن معادلة الثروة وتحقيق المليارات , وهل هي نتيجة لبؤس هؤلاء وآلامهم ؟ .
كيف يتمتع ملياردير , لديه كل هذه الأموال الطائلة , في مجتمع تعاني فيه الأغلبية من الفقر وارتفاع الأسعار بشكل جنوني , ويصب عائدها إلى جيوب أثرياء جدد اقتحموا المشهد الاقتصادي ويهربون أموالهم التي حصلوا عليها من البنوك الوطنية إلى الخارج أو يبنون بها القصور الفارهة على ضفاف البحر وفي المنتجعات الجديدة .
هناك حالة غريبة تعيشها المنطقة في ظل تمدد الثراء والمال , مع اتساع دائرة الفقراء والعاطلين عن العمل . وكان هناك في السابق احساس إنساني لدى الطبقات الغنية يدفعهم للتبرع للفقراء , مثلما كان يحدث في العهد الملكي بمصر , إذ كان الأثرياء لديهم بعض الشفقة تجاه أبناء وطنهم الذين لا يجدون القوت ويبحثون عنه . وكان أثرياء هذا العهد يخصصون المنح للانفاق على طلاب في الجامعات أو التبرع لدور الأيتام وللنشاط الخيري بشكل عام .
لكن في أيامنا الحالية هناك انتشار لمرض الأنانية كالوباء , فكل فرد لا يهمه سوى نفسه واقتناء المال والحصول عليه بأي ثمن , مع شراء السيارات الفارهة والتمتع بحياة جميلة , وحوله من كل جانب فقراء يعانون ويتألمون لا يشعر بهم أحد ويتجاهلهم أصحاب المال والسلطة .
وقد صدمني أن الفنان الكوميدي يونس شلبي مات فقيراً ومريضاً دون أن يهتم به أحد في الوسط الفني حيث تحقق أسماء لامعة ومعروفة الملايين دون أن تفكر للحظة للتبرع لزملاء لهم يحتاجون العلاج للانفاق على مرضهم . وقد مات شلبي بالحسرة والألم , تماماً مثلما تخلى الجميع عن الجميلة < سعاد حسني > عندما كانت تُعالج في لندن , حتى الدولة منعت الاعانة الشهرية التي كانت تدفعها لها , مما دفعها إلى حالة من اليأس والاكتئاب كانت ولااء غيابها عن عالمنا بهذه القسوة الفاجعة .
إن مرض الأنانية ينتشر في عالم عربي , يحقق فيه بعض أفراده المليارات , والأغلبية محرومة ولا تجد فرصة عمل لها , فتذهب إلى المجهول والبعض منهم يطرق أبواب إسرائيل بحثاً عن خلاص في أرض العدو . وكان من الممكن لهذه المليارات التي تم الإعلان عنها الاشتراك في مشروعات انتاجية لتشغيل الأمة العاطلة , وامتصاص طوابير البطالة والغضب أيضاً .
ومن الأهمية دعوة أصحاب هذه الأموال الضخمة للمشاركة بجزء من ثروتهم في انقاذ ملايين الشباب داخل العالم العربي من البطالة ومنحهم الأمل في الغد بدلاً من دفعهم للانتحار في مياه المتوسط أو الاتجاه إلى تفجير أنفسهم احتجاجاً على هذا الخلل الفظيع في أمة جائعة وضعيفة وجاهلة ولديها هذا العدد من أصحاب المليارات بينما الأغلبية لا تملك حتى الملاليم .



#يسري_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توني بن : سيرة يساري بريطاني يدافع عن العدل والإشتراكية
- مواقف لنصرة الحرية
- نوال السعداوي : كاتبة تحارب بالقلم حزب التخلف العربي
- تحالف الإخوان مع الحزب الوطني الحاكم
- مذبحة بيت حانون وأزمة الضمير الإنساني
- تداول السلطة ومأزق الاصلاح الدستوري
- ملفات السويس لا تزال مفتوحة
- الخروج من حالة اليأس
- برلمان لحماية الإستبداد والفساد
- مصر والعودة إلى الخلف
- كارثة الأغلبية البرلمانية على الديمقراطية
- صراع الحضارات : بضاعة أمريكية
- النقابيون البريطانيون : الرأسمالية المتوحشة تدمر الشعوب
- غضب من سياسة ( بلير ) المنحازة لإسرائيل
- الديمقراطية ضحية الحرب على الإرهاب
- صوت الناس ضد الهزيمة والإنكسار
- حكومة تعمل لصالح الشعب لا ضده
- طارق علي مثقف نبيل مع العدل وضد الإستبداد والإستعمار
- الرهان على المستقبل
- وداعاً حزب التطبيع مع إسرائيل


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يسري حسين - أثرياء في العالم العربي على حساب الفقراء