أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يسري حسين - طارق علي مثقف نبيل مع العدل وضد الإستبداد والإستعمار















المزيد.....

طارق علي مثقف نبيل مع العدل وضد الإستبداد والإستعمار


يسري حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقف المثقف البريطاني طارق علي , مع الحق العربي والدفاع الدائم عن الموقف الفلسطيني والتنديد بالهمجية الإسرائيلية , التي تمارس العدوان ولا تحترم حقوق الإنسان وتواصل سياسة الإغتيالات وهدم المنازل وتجريف الحقول الفلسطينية وإقتلاع أشجار الزيتون وإرتكاب المذابح كما حدث في ويجري في قطاع غزة .
طارق علي من أصل باكستاني وينتمي إلى حلقات الفكر المتقدم , وقد خاض نضالاً ضد الهيمنة وغياب العدل وسيطرة التخلف . وكان ضمن هبٌة الشباب العالمي في حقبة الستينات ضد الإستعمار والحرب في فييتنام , وغطرسة القوة الأمريكية .
والمثقف الحقيقي يفترض فيه الإنحياز إلى مثلث الحرية والعدل وكراهية الإستبداد والتعاطف الصريح مع حاجات الشعوب العادلة في وضع مستقر آمن , بعيداً عن غارات الفساد والنهب المنظم . وموقف طارق علي يفضح بعض المثقفين في العالم الثالث الذين يتحالفون مع المستبدين ويؤيدون الإجراءات الإستثنائية ضد حرية الرأي العام وحق الصحافة في التعبير دون تدخل من أجهزة الأمن والرقابة . وقد عارض المثقف البريطاني حقبة مارجريت تاتشر في بريطانيا , التي إنحازت إلى السياسة الأمريكية الإستعمارية , وكانت التمهيد الحقيقي لصعود توني بلير , رئيس الوزراء الحالي ودعمه لجورج بوش في العدوان على العراق وإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للإعتداء على الشعب الفلسطيني في غزة , ثم محاولة تدمير لبنان وقتل المدنيين من الأطفال والنساء .
إنتمى المثقف البريطاني , ولا يزال إلى حلقات الدفاع عن ثقافة العالم الثالث , وتأكيد قيم الديمقراطية والسعي لتحقيق التنوير الفكري . وهو يمارس الكتابة والنشاط الفكري ويطلع بشكل بالغ على تيارات الحياة الفكرية في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط . وكتاب طارق علي الأخير يكشف عن متابعة دقيقة لمدارس الفكر وتيارات الثقافة وعمليات التكوين المعاصرة في قلب التيارات والمذاهب السياسية والتجمعات الفكرية المختلفة .
تعرض المفكر البريطاني المنحاز إلى العدل والمساواة إلى هجوم حاد من المنظمات العنصرية والصحف الموالية للإتجاهات اليمينية . وقد تصدى بثبات مبهر على موقفه , فلا تراجع عن إدانة الإستعمار والصهيونية ومقاومة الإستبداد سواء كان في بريطانيا أو مناطق العالم الثالث ومنها الشرق الأوسط .
يتمتع المفكر البريطاني بنهج نقدي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة , وما يسمى سقوط الأيديولوجية , والبحث عن طريق يعزز الحريات ويدافع عن حقوق الإنسان , ويتصدى للموجة المعاصرة الشرسة التي تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية وتحمل معها رياح الصدام الحضاري بعد الحادي عشر من سبتمبر . وتمثل الموجة المحافظة الجديدة في واشنطن خطراً على المسيرة الإنسانية , حيث ترسخ الإستعمار لحسم الحوار وتفجر في الوقت نفسه الصراع العنصري والحروب الدينية , كما تعزز سلطة الفساد والإستغلال للشعوب الفقيرة على وجه الأرض .
يعكس كتاب طارق علي الأخير الإطلاع على الحركات الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة وتحالفها الواضح مع الصهيونية , وبلورتها لإستراتيجية تقوم على العداء لقضايا التحرر والتحريض عليها ومساندة بؤر التطرف الصهيونية في هذا الإتجاه , بتعزيز ما يسمى بصراع الحضارات . ويكشف كتاب المثقف البريطاني رؤية واعية للغاية في شرح تيارات مرحلة ما بعد الإتحاد السوفييتي وإنهيار المعسكر الإشتراكي , وظهور القوى اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة والمندفعة بتحريض صهيوني واضح , يدعو إلى توتر عالمي وعودة الحروب الدينية , وإستخدام الجيوش للغزو وإستعمار الشعوب وإعادة فكرة التضاد العنصري على سطح الكوكب الأرضي . ومن الغريب أن المحافظين الجدد يتحدثون عن الديمقراطية ويطرحون فكرة إصلاح الشرق الأوسط بإستخدام التطور السياسي . لكن هذه الديمقراطية تظهر بشكلها الدامي والحقيقي في العراق داخل سجن أبو غريب و قصف إسرائيل للبنية التحتية في لبنان .
ويعد :تاب < صراع الأصوليات > محاولة فكرية دقيقة على الجانب السياسي لقراءة أحوال العالم في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر , ونوعية القوى التي تدفع نحو صدام الحضارات وتناقضها . ويقف طارق علي بشكل صريح مع حق الثقافة الوطنية والمقاومة للدفاع عن نفسها . ويؤكد على أهمية التجديد والإنفتاح والإهتمام بحقوق الإنسان . ويناهض الإنغلاق أو العداء للأخر . ويعتبر أن التصدي للجنون القادم من واشنطن وإسرائيل هو التمسك بديمقراطية حقيقية تبلور ثقافات الشعوب ونهج هويتها .
ويعزز طارق علي من أهمية تفعيل التقاليد الديمقراطية وتحقيق الإصلاح . وهو يتحدث عن إتجاهات قوية إرتبطت بالمسار التجديدي داخل الفكر العربي عبر محاولات الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعلي عبد الرازق وغيرهم من أعلام فكر الإستنارة الإسلامي عبر أحقاب طويلة من معالجة قضية التحديث والإنفتاح على العصر , ودفع مسارات التغيير وإعطاء العالم العربي فرصة التعبير عن قدراته الهائلة عبر نوافذ الديمقراطية والحريات العامة وتأكيد حقوق الإنسان .
يقف الكاتب البريطاني مع حق الثقافة العربية والإرث المرتبط بها في دخول قلب معركة المواجهة الحضارية , ليس عبر إستخدام العنف وإنما من خلال التحديث العام والتنمية الشاملة والقراءة الواعية لروح العصر والإجتهاد . وهو يقدم نماذج تطرح نفسها على مائدة البحث والتفكير , لتأكيد أن العالم العربي يملك مكونات المشاركة الحضارية والحوار , وإن العنف لا يمثله , لأنه آداة سلبية لا تحقق شيئاً على الإطلاق في مسار التنمية والوجود على الساحة الدولية للفعل الإنساني .
يمثل كتاب طارق علي , لغة مختلفة في تجديد مواقفه وطرحها في عالم ما بعد الحرب الباردة وفي ظلال ما يسمى بحرب الحضارات وظهور الأصولية المسيحية الغربية بهذا الشكل المتطرف الذي يطرح خيار الحرب والمواجهة ويفرضها على ساحة الشرق الأوسط .
وينظر المثقف البريطاني للموقف في فلسطين من هذا المنهج الذي يشرحه في كتابه , وهو رفض الإستعمار الإستيطاني بكافة أشكاله . ويعرض طارق علي لآرائه بصراحة مطلقة دون خوف من هجوم اللوبي الصهيوني عليه الذي يتهم كل معارض لإسرائيل بأنه ضد السامية . وقد هاجم هذا المثقف المنحاز للحق سياسة التطهير العنصري والقيام بتنفيذ عمليات عسكرية ضد شعب أعزل لا يملك الدبابات أو الطائرات التي لدى إسرائيل .
ويحص طارق علي على الإسهام في الحوارات المختلفة والندوات التي تدعو إليها الجالية العربية والفلسطينية , ويتحدث بصراحة واضحة تنحاز للحق الفلسطيني والجانب الذي يتعرض للعدوان من حكومة العنف والقمع في تل أبيب .
وبينما تعبر بعض الشخصيات العربية إلى الجانب الأخر في إنحياز لأمريكا وإسرائيل , يرفض المثقف البريطاني من أصل باكستاني طمس عقله ووعيه ويؤكد الوقوف بجانب العرب في معركة الدفاع عن الأرض والهوية . وهو لا يتحدث بالعربية لكن قلبه العادل مع شعوب المنطقة . وهناك من ولدوا على أرض العرب وينتمون إليها , لكنهم رغم ذلك هم مع الأعداء ويدافعون عن قتل الأطفال في غزة والمدنيين في لبنان . وقد إستفزتني عدة مواقف أخيرة لهؤلاء , حيث فتحوا النار على لبنان وحزب الله والشيخ حسن نصر الله , بينما أيدوا إسرائيل صراحة ودون خجل .
وقد ظل المثقف البريطاني طوال حياته الفكرية مع الحق ضد الظلم , وناصر الشعوب التي تخوض معركة الإستقلال . وموقفه من قضية الشعب الفلسطيني تجسد رؤيته العامة والمستمرة حول الحريات والديمقراطية ورفض الهيمنة التي تتخفى وراء قناع < العولمة > والذي يحمل رياح الإستغلال مرة أخرى لتحقيق مصالح الدول الكبرى والشركات المتعددة الجنسية .
إن مواقف طارق علي , تعبر عن ضمير حي ويقظ . ورغم أن أسماء كثيرة كانت ضمن هبٌة الستينات الشبابية , إختارت الصمت تجاه ما يحدث في فلسطين ولبنان فأن هذا المثقف يعلنها صراحة وبشكل شجاع في إدانة العنف الإسرائيلي ويهاجم الحكومة التي تصادر الأراضي الفلسطينية لصالح مهاجرين من الولايات المتحدة وروسيا يحركهم الهوس الديني .
وتعد أطرحات طارق علي , شجاعة وهو لا يخشى مجموعات الضغط الصهيونية ويتحرك بصراحة في إدانة العدوان الإسرائيلي وينتقض مواقف الحكومات الغربية الصامتة إزاء عدوان إيهود أولمرت الذي يمارس أقصى درجات العنف ضد شعب كل جريمته إنه يطالب بأرضه وخروج قوات الإحتلال وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة .
طارق علي مثقف بريطاني شجاع , والحوار معه مفيد ضمن الإطار الديمقراطي النقدى الذي يلتزم به . ومن الأهمية أن يطٌلع العرب على أنصار الحق والحرية في الغرب لأن خصوم المنطقة هم الأكثر شهرة . وقد إعتاد الإعلام الغربي أن يفتح أبوابه للكارهين لإستقلال المنطقة وحجب الضوء عن المعارضين لهذا المخطط الجهنمي .
وأفكار المثقف البريطاني تحتاج إلى مساحة عريضة من القدرة لإستيعابها , لأنها توجه بعض النقد إلينا أيضاً , بهدف تحريك خلايا العقل وتحريضها على العمل لتحقيق التحديث مع الإرتباط بالجذور حتى يمكن تحدي موجة الأصولية القادمة من الولايات المتحدة وتثير صراع الحضارات وتنزع الأرض من الشعب الفلسطيني وتسلمها إلى مجموعات متعصبة تبرر الإغتصاب عبر نصوص دينية .



#يسري_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرهان على المستقبل
- وداعاً حزب التطبيع مع إسرائيل


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يسري حسين - طارق علي مثقف نبيل مع العدل وضد الإستبداد والإستعمار