أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يسري حسين - غضب من سياسة ( بلير ) المنحازة لإسرائيل















المزيد.....

غضب من سياسة ( بلير ) المنحازة لإسرائيل


يسري حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تبدأ الأحزاب البريطانية مؤتمراتها الحزبية هذا الشهر , في فصل سياسي جديد من المتوقع له السخونة والمواجهة , مع إصرار رئيس الوزراء توني بلير على البقاء في موقعه , رغم إحتجاجات من داخل حزبه وتكتل لنواب للحزب الحاكم لحثه على ترك موقعه . وقد حدثت إخفاقات أخيرة نتيجة ممارسات الحكومة التي إنحازت للولايات المتحدة في إدارة الحرب على لبنان , والتي قادتها إسرائيل .
تعرض لنقد جارح من رئيس أمريكي أسبق هو جيمي كارتر , الذي إتهمه بالتبعية والتخاذل لسياسات الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش . وقال أن < بلير > كان يمكنه لجم < بوش > وعدم التورط في الحرب على العراق وإتخاذ موقفاً أكثر حسماً بشأن قصف إسرائيل للبنان بهذا الشكل الذي جرى .
جاءت تصريحات كارتر و < بلير > يبدأ عمله بمكتبه برقم 10 داوننج ستريت , بعد إعلان وقف إطلاق النار في لبنان وبدء المسار الدبلوماسي ونشر قوات دولية تابعة للأمم المتحدة على الحدود بين إسرائيل ولبنان .
وقد تعرضت الحكومة البريطانية لنقد حاد من تيارات سياسية داخل البلاد ذاتها . وتظاهر الآلاف ضد العدوان الإسرائيلي والقصف الهمجي على أهداف لبنانية لتدمير البنية التحتية وقتل المئات من المدنيين .

التواطؤ السياسي
مع إسرائيل

كانت لندن الرسمية متواطئة مع السياسة الأمريكية لإعطاء إسرائيل مساحة من الوقت لتدمير حزب الله والقضاء عليه . وغابت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت عن المشهد السياسي تماماً , تاركة القوات الإسرائيلية تنفذ أهدافها . وقد وعدت إسرائيل أمريكا وبريطانيا بالقضاء على < حزب الله > خلال أيام . وعندما لم يحدث هذا , بدأت حركة بطيئة وواضحة لعرقلة أداء مجلس الأمن , لوقف صدور القرار الفوري لإنهاء المعارك وإطلاق النار .
هاجم النائب البرلماني جورج جالاواي موقف < بلير > وإعتبره مسئولاً عن إراقة الدماء في لبنان وترك إسرائيل تقوم بهذه العملية الوحشية دون تدخل مما يسمى الشرعية الدولية .
وعندما جاء حزب العمال الحاكم إلى السلطة في مايو عام 1997 , طرح منطق سياسة خارجية تقوم على إلتزامات أخلاقية . وقاد وزير الخارجية آنذاك روبن كوك هذا الإلتزام , بعد سنوات طويلة من حكم المحافظين إستمر لمدة 18 عاماً وتميز بالتحالف مع السياسة الأمريكية اليمينية التي قادها الرئيس الأمريكي في الثمانينات رونالد ريجان .
تراجعت بريطانيا , تماماً عن سياسة روبن كوك , الذي إستقال إحتجاجاً على دخول بريطانيا العراق مع الولايات المتحدة . وقد رحل الرجل عن الحياة نفسها وهو غاضباً على توني بلير الذي دمر سياسات حزب العمال , الذي ظل تاريخياً يعارض الحروب والتحالف مع قوى يمينية داخل الولايات المتحدة .
وحزب العمال , هو المعبر عن التيارات الراديكالية والإنسانية , لكنه تحول في عهد توني بلير إلى قوة دافعة لسياسات التطرف الأمريكي , في مرحلة إستعمار جديد تتخفى وراء شعارات الديمقراطية وهدفها النهب وإستنزاف ثروات الشعوب خصوصاً النفط .
يفسر < بلير > تصرفاته بأنها الرد على حادث الحادي عشر من سبتمبر . ويؤكد ضرورة مواجهة ما يسمى بالتطرف الإسلامي والتصدي للإرهاب في أفغانستان والعراق وغزة ولبنان ! .
ينتقد < بلير > قوى مؤثرة داخل حزبه . وهناك توقعات بتكتل ضده خلال إنعقاد مؤتمر الحزب نهاية هذا الشهر . وكان حوالي 40 عضواً في الحزب الحاكم قدموا إستقالاتهم وإنضموا إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي . في إحتجاج على سياسة الحكومة تجاه العراق ومساندة إسرائيل في عدوانها الكاسح على لبنان .
وقد إستقطب حزب العمال الأقليات دائماً ومنها الجالية المسلمة , لمواقفه التاريخية في محاربة العنصرية والدعوة إلى سلام عادل في منطقة الشرق الأوسط .

تأثير اللوبي الصهيوني
على بلير

تعرض < بلير > لتأثيرات من اللوبي الصهيوني في بريطانيا . ويعد اللورد ليفي صديقه المقرب , الذي قدمه إلى الجالية اليهودية خصوصاً الأثرياء منهم .
حقق < ليفي > الدعم المالي للحزب الحاكم . وتمكن من جمع أكثر من 45 مليون جنيه إسترليني تبرعات مباشرة . وقد إتُهم اللورد اليهودي خلال الآونة الأخيرة , أنه باع للأثرياء الألقاب التي توافق عليها الحكومة وتسمح لبعض المتبرعين الحصول على لقب < لورد > و < سير > . وحققت الشرطة في هذه الإدعاءات التي تمس < ليفي > .
واللورد اليهودي , هو مبعوث < بلير > للشرق الأوسط . ومعروف حماسه لإسرائيل ويملك منزلاً هناك . وتذكر بعض التقارير أن نجله يخدم في الجيش الإسرائيلي .
تأثر بلير بأفكار اللورد اليهودي , الذي يمارس معه لعبة < التنس > وقدمه لأثرياء اليهود في بريطانيا . وكانت عدة أصوات داخل الحزب الحاكم إنتقدت إنفراد < ليفي > بملف الشرق الأوسط . غير أن رئيس الوزراء لم يهتم بهذا النقد .
وتعرض < بلير > لهجوم حاد داخل المؤتمر الصحفي الأخير , الذي عقده قبل بدء عطلته الصيفية . وجرى إتهامه بأنه أكثر وزراء بريطانيا إنحيازاً لإسرائيل .
وتعد وزيرة الخارجية الحالية مارجريت بيكيت , الأضعف سياسياً , إذ تركت ملف الشرق الأوسط يقوده رئيس الوزراء شخصياً بتعاطفه الواضح مع إسرائيل وإنحيازه إلى سياسة واشنطن . وكان بلير قد ضحى بوزير سابق للخارجية هو جاك سترو , الذي أيده في الحرب على العراق , لكنه إختلف معه بشأن إيران وتصعيد العداء لها كما تريد واشنطن .
وكان سترو , يدعو إلى الحوار مع < طهران > ومحاولة تطبيق سياسة الإحتواء . وإنتقد سترو , الذي يشغل منصب وزير البرلمان التصعيد الإسرائيلي وإستخدام العنف المفرط في الرد على حزب الله وعملية خطف الجنديين الإسرائيليين .
وكانت مجموعة من النواب المسلمين في البرلمان البريطاني , أصدروا بياناً أكدوا فيه أن سياسة بريطانيا الخارجية المنحازة لواشنطن وإسرائيل وراء إنتشار الأفكار الإرهابية بين الشباب البريطاني المسلم .

موسم سياسي
ساخن في بريطانيا

وهناك توقعات بموسم سياسي ساخن في بريطانيا مع إرتفاع لهجة العداء لإسلوب < توني بلير > وإنحيازه للولايات المتحدة وتأييده لإسرائيل . وقد أظهرت إستطلاعات الرأي العام , تراجع شعبية < بلير > الذي يحكم منذ عام 1997 , ودفع بريطانيا نحو العراق بهذا الشكل الدموي الذي يجري في المدن العراقية بعد وعد واشنطن ولندن بنشر الديمقراطية والإستقرار هناك ! .
يسعى < بلير > للتأكيد بأن مواقفه تعبر عن مصالح بريطانيا في التصدي للإرهاب والتعصب والتيارات المعادية للحرية والديمقراطية . ويؤكد أبناء الجالية المسلمة في بريطانيا أن سياسات واشنطن ولندن , هي التي تساعد على نمو الإرهاب وإنتشار تنظيم القاعدة الذي يستثمر ما يحدث في فلسطين ولبنان لصالح تجنيد المزيد من الشباب ودفعهم نحو إستخدام الإرهاب للتصدي للعنف , الذي تمارسه سياسات المحافظين الجدد , والتي تجد الصدى عند < توني بلير > شخصياً .
وحزب العمال الحاكم إعتمد تاريخياً على علمانية سياسية والتعبير عن الطبقات العاملة والفقيرة في موازنة مع التيار الرأسمالي البريطاني الذي يمثله حزب المحافظين . غير أن < بلير > موجة لا تتفق مع إرث الحزب . وهناك حديث عن إيمان مسيحي ديني لرئيس الوزراء , فهو يحرص على زيارة الكنيسة مع عائلته كل أحد . وتحدث عن إشارات دينية في قضية الحرب على العراق , كأنه حصل على موافقة السماء كما يقول الرئيس الأمريكي جورج بوش ! .
والإتجاهات المسيحية المعاصرة , على وفاق مع اليهودية السياسية . وهذا ما يعبر عنه المحافظون الجدد في واشنطن . و هناك شكوى من سياسات < بلير > الخارجية . لكن التناقض الغريب ضمن للحزب الحاكم البقاء في السلطة لثلاث فترات . وقد ظل هذا الحزب في المعارضة لمدة 18 عاماً .
ورغم سياسة < بلير > الخارجية المنحازة لواشنطن وإسرائيل , فأنه حقق طفرة إقتصادية تجعل الرأي العام لا يندفع نحو إسقاطه . لأن معنى ذلك إرتفاع أسعار الفائدة وتدهور سوق العقارات وتراجع النمو الإقتصادي .
إن الشعوب الغربية تعكس مطالبها الخاصة والأنانية على أداء السياسة الخارجية . لذلك الحديث عن سياسة خارجية أخلاقية هو من قبيل < اللغو > . لكن عموماً هناك إحتجاجات من داخل قوى ناشطة في حزب العمال , ترى أن بلير ينحرف بالمسيرة السياسية لحزب تاريخي , نحو اليمين والتحالف مع إسرائيل , وهذا أمر غير مقبول لهذه القطاعات التي ستحاول مع أقليات في مؤتمر الحزب الحاكم التمرد والعصيان ومطالبة بخروج رئيس وزراء إكتشف البعض بعد سنوات طويلة بأنه يميني ومن أنصار الحرب رغم أنه يُصلي ويدعى الإيمان



#يسري_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ضحية الحرب على الإرهاب
- صوت الناس ضد الهزيمة والإنكسار
- حكومة تعمل لصالح الشعب لا ضده
- طارق علي مثقف نبيل مع العدل وضد الإستبداد والإستعمار
- الرهان على المستقبل
- وداعاً حزب التطبيع مع إسرائيل


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يسري حسين - غضب من سياسة ( بلير ) المنحازة لإسرائيل