أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - أما آن للانقلاب أن ينتهي ..؟؟















المزيد.....

أما آن للانقلاب أن ينتهي ..؟؟


سفيان صيام

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


ستة أشهر كاملة مضت منذ قررت حماس الانقلاب على كل شيء في قطاع غزة ، بدء من المؤسسة الأمنية وليس انتهاء بالسلطة القضائية ، وكم كانت صعبة هذه الشهور ! حملت معها آلام الذين فقدوا أبناءهم في الانقلاب دون ذنب ارتكبوه إلا وجودهم في مقراتهم الشرعية يدافعون عنها ضد من هاجمهم فيها ، وحملت معها آلام الذين فقدوا أرجلهم وقدرتهم على ملامسة تراب فلسطين ولو للمسير عليه ، فهم لا يقدرون على المسير إلا بعكازات أو عجلات متحركة . وحملت معها آلام آلاف الأسر التي فقدت مصادر دخلها وباتت تئن تحت وطأة الفقر والحرمان بانتظار كوبونة كلما حنت عليهم الحكومة ، وكذلك حملت معها آلام المحرومين من السفر على اختلاف دوافعهم من علاج وتعليم وإقامات وعمل ........الخ .

ستة أشهر بحاجة حقيقية إلى إعادة تقييم ممن قاموا بالانقلاب ليسألوا أنفسهم لماذا فعلنا ذلك ؟ وما الذي كنا نريد تحقيقه ؟ و ما الذي تحقق منه ؟ و إلى أي مدى نحن بالاتجاه الصحيح ؟ والأهم إلى متى من الممكن أن نستمر هكذا ؟؟
أسئلة حقيقية بحاجة إلى إجابات وبشكل أكبر بحاجة إلى فضيلة الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه .
قال المنقلبون قبل ستة أشهر أننا مضطرون لتطهير غزة من تيار عميل رهن نفسه للشيطان ، وروج مفتو الانقلاب أنها معركة بين الحق والباطل ، الكفر والإيمان ، وقالوا أنها مواجهة بين عمر بن الخطاب وأبو جهل ، علي بن أبي طالب وأبو لهب ، وفي المحصلة لم نر بين القتلى لا شيطان ولا أعوان للشيطان ، وإنما كان بينهم محمد الذي كان للتو قد فرغ من صلاة الظهر ، وعبد الرحمن الذي كان صائماً ذلك الخميس ، وسليم الذي لازال زيه العسكري وبسطاره في حقيبة سيارته شهود على ليالي رباطه على الثغور . قتل من لم يكن له ذنب إلا دفاعه عن مصدر رزقه ومقر عمله .

خرجوا في معركة تطهير مزعومة فدنسوا كل شبر في الوطن وزرعوا الموت في كل البيوت والحقد في كل النفوس تحت شعار مزيف أطلقوه وصدقوه وللأسف لا زالوا مصدقيه حتى الآن . فما الذي تطهر من الوطن إن كنتم صادقين ؟؟ أجيبوني ، ومن هم هؤلاء الذين تدعونهم للحوار ليل نهار ؟؟ أليسوا هم الذين زعمتم أنكم خرجتم لتطهروا الوطن منهم ؟ أم أن الله أصلح حالهم بعد عودتهم من أنابوليس ؟ عجباً للقوم ما يقولون !!!
إبان الانقلاب قلت لأحدهم إلى أين تظنون أنفسكم ذاهبون ؟ قال لي لا تقلق سنعاني شهراً أو شهرين ولكنهم في النهاية سيستجيبون فهنا مليون ونصف المليون من البشر . قلت له سنرى .
وها هي الأيام تتجاوز مدته التي وضعها أو التي وضعوها له ، ومرت الأيام ولم يستجب أحد بل لم أسمع صوتاً من أحد ، فهل هذا ما كان يقصده ؟ ما أحزنني أنه راهن على آلام ومعاناة مليون ونصف المليون من المواطنين بأن يحركوا مشاعر المجتمع الدولي ليرفعوا عنه الحصار ولكنه بالمطلق لم يفكر فيما تفعله يداه ، وكأن ما يقوم به مقدس لا يقبل النقد ولا المراجعة ، هكذا يفكر ملائكة معركة التطهير . !! يراهنون على آلام الناس بدلاً من العمل على تخفيف هذه الآلام !

لا داعي الآن للتغني بالشعارات التي كان يتم التغني بها فيما قبل الانقلاب ، فبعد الانفراد بحكم غزة ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن قدرة حماس على إدارة الأمور بطريقتها الانفرادية درب من الأوهام ، وعلى سبيل المثال لا الحصر سنتكلم عن مسألة واحده حاول العديد من حكام غزة الترويج لها ، وهي أن أبو مازن هو من يغلق معبر رفح ، وذهب البعض إلى أن قصاصة ورق منه كفيلة بفتح المعبر ، وهنا من حقي أن أسأل أي قصاصة ورق التي فتحت بوابة رفح مرتين مرة لإدخال قادة وكوادر حماس ومرة لإدخال الحجاج ؟؟ ولماذا تشكرون قيادة مصر إذا ؟؟ وكيف فتح المعبر بدون أمر أبي مازن ؟؟

بعد الانقلاب ثبت بما لا يدع مجال للشك أن ترف المعارضة ، والاعتراض على كل تصرف بمقولة أنا أعترض الشهيرة ، وما على شاكلتها على غرار لا يعجبني ، تصرف هزيل ، غير مقبول ، مرفوض ، غير عملي ، بيع للوهم . ... الخ ، لا يقارن بأول تجربة عملية فها هم أصحاب نظرية أنا أعترض يفشلون في أول اختبار عملي ، ولعل أول ما مُني بالفشل هو ذلك الشعار العاطفي يد تبني ويد تقاوم ، فلو تابعنا اليد التي تبني فهي تفشل حتى الآن في إدخال كيس أسمنت واحد نبني فيه قبوراً لموتانا وليس وطناً للأحياء منا ، ويعتاش من ورائه أرباب أكثر من عشرين صنعة بأسرهم التي تقدر بمئات الآلاف ، ولا بديل لهم إلا دعوات الصبر التي يطلقها الحكام الجدد من خلف مقاود سياراتهم الحديثة .
أما اليد التي تقاوم فهي أشبه بالمجمدة كمن غمس يده في ثلج تحت درجة حرارة أقل من الصفر بكثير فتوقفت الدماء فيها ، ولنا أن نلاحظ أنه منذ اليوم الأول للانقلاب وبدون تنسيق أمني وفي غياب الأجهزة الأمنية وعدم وجود موانع شيطانية بحاجة إلى تطهير ، لم يطلق صاروخ واحد على إسرائيل وأن الصواريخ التي تطلق إما من أبناء المشروع السياسي ( كتائب الأقصى وبالتحديد أيمن جودة ) أو من الذين رفضوا دخول القفص السياسي واختاروا الاحتفاظ بحريتهم المقاومة ( سرايا القدس وغيرها ) . وحتى بعد سقوط عشرات الشهداء الأمر الذي كان يستوجب رداً قاسياً لو رجعنا بعقارب الساعة إلى الوراء _ ليس كثيراً طبعاً _ فإن بطارية الصواريخ لازالت مجمدة ، واستبدلت بالشعار السوري الخالد سنرد في الوقت المناسب ، وباستجداء أحمد يوسف لأمريكا وأوروبا لا نريد محاربتكم وإنما محاورتكم .

الحكومة والحكم ليسا نوعاً من أنواع الترف وليسا نثريات تصرف هنا وسيارات توزع هناك ، وإنما مسئولية أمام الله عن شعب يئن تحت وطأة الجوع والفقر والحرمان والحصار ومن تصدى ليكون حاكماً للشعب عليه أن يكون أيضاً خادماً له ، و أن يعمل على توفير مقومات الحياة لمن هم تحت رعايته وحكمه ، ولكن ما نراه هو الدعوة للصبر والتحمل في حين أن من يدعو للصبر والتحمل لا يعاني أصلا فالله قد أسبغ عليهم من نعمه ولم يبق إلا أن ينظروا إلى الذين فتح أبناؤهم أفواههم من الجوع يصرخون أين الحليب !

ربما من نافلة القول أن إسرائيل هي المستفيد الأول من انقلاب حماس في غزة ، فحلم الانفصال والانقسام كلف إسرائيل الكثير من الجهد والتفكير سعياً لتحقيقه ليس من اليوم بل من قديم الزمن ، وهاهو الحلم القديم الجديد يتحقق بأيدي فلسطينية ، ومن ينكر مصلحة إسرائيل فيما حدث يكفيه أن أذكره أن طائرة إسرائيلية واحدة كانت كفيلة بإنهاء عملية الانقلاب أثناء الاشتباكات في شهر يونيو الماضي ، ولكن لماذا تتحرك إسرائيل وهي ترى أحد أهم أهدافها الإستراتيجية يتحقق دون حتى أن تتكلف طلعة جوية واحدة ؟ وبأيدي فلسطينية خالصة . و هذا ما اعترف به كتاب إسرائيليون معروفون أمثال ألوف بن ، وذهب البعض منهم أن شارون يشعر بارتياح في غيبوبته بعد انفصال غزة . كيف لا ؟ والمشروع السياسي الفلسطيني مطعون من الخلف بالانقلاب ، والمشروع المقاوم في الجليد مجمد أو في قفص الحكم محيد .

لم يعد من المقنع الآن التغني باسطوانة أن فتح لم تعط حماس الفرصة في الحكم ، فها هي بنادقها قد اكتسحت غزة بالكامل ولم يعد هناك تيار ولا شبه تيار ، وباتت غزة من بيت حانون إلى رفح تحت سيطرتها، ومن وراء رفح مصر ولا يوجد حتى حاجز إسرائيلي بينهما ، وفي ذلك فرصة للدكتور الزهار التخلص من اتفاق معبر رفح الذي لم يكن يعجبه ، ولكن رغم كل ذلك إلا أن حماس تفشل إلا في إدخال السجائر لفرض الضرائب عليها بشكل خيالي لتحصيل القدر الأكبر من الأموال ، وإذا ما انتبهنا إلى أنه لا يوجد تنسيق أمني في غزة ولا وقائي ولا مخابرات ورغم ذلك لا يوجد مقاومة في غيابهم ، ما أغربها من معادلة أن تكون المقاومة موجودة بوجودهم !!

بعد ستة أشهر أقول للانقلاب أما آن لك أن تنتهي ؟ بعدما تبين للجميع أننا قد غرقنا جميعاً في مستنقع من الانهزام الذاتي والانقسام القاتل والانفصال الخطير ، وبعدما تراجعت قضيتنا للوراء بقدر ما تجرأنا على هدر دمنا بهذه الطريقة ؟ وبعدما وصل الحال بأبناء شعبنا إلى حالة المضطر إذ يدعو ربه أو يأكل مما حرم عليه ، أما آن الأوان لأن يخرج من يتمتع بجرأة وشجاعة تكفيان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ويعلن الاعتذار للشعب الفلسطيني ، ويعلن إنهاء الانقلاب وتسليم جميع المقرات والمؤسسات لقادتها الشرعيين كمقدمة ضرورية لبدء حوار فلسطيني صادق النوايا من أجل الخروج من عنق الزجاجة لفضاء أوسع وأمل بحياة أفضل وأكرم لشعب يستحق ما هو أفضل بكثير ؟؟





#سفيان_صيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام أخطر ما في الأمر يا أنام
- الفتاوى الفلسطينية ..بين اجتهاد العلماء ومناكفة الفرقاء
- فتح .. من يقود الاخر القيادة أم القاعدة ..؟
- حين يخطئ قلمي فرديا


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سفيان صيام - أما آن للانقلاب أن ينتهي ..؟؟