أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - المقامة القرقوشية














المزيد.....

المقامة القرقوشية


علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


انا موظف فقير- لا امتلك في الدنيا شروى نقير. عشت ايامي على التمني. الى أن قاربت الخمسين سني
فسقط النظام البائد. فقلت يا بشراى لقد ولت الشدائد. وغدا سوف امتلك بيتا في الوطن الميمون. بعد ان
عشت فيه كثور الطاحون.اكدح ليلا ونهارا. واسكن البيت ايجارا. وبعد أن تشكلت الحكومة الاولى .اخذت
تميط اللثام عما كان مجهولا.فاغلب الناس في هذا البلد مشردون. لا بيوت لهم فيسكنون. حقوقهم في براثن
الحكام مهضومة.وظلاماتهم بالقهر مختومة. فاذا ما طالبوا بالحق سيموا عذابا. واودعوا السجون لابثين فيها
احقابا.ان هذه الكومة الجديدة. عاقلة ورشيدة. والدليل خروج وزير الاسكان .بلحيته الدالة على الايمان. ووعده
المدقعين بالبيوت .بعد زوال الطاغوت . فاخذت الليالي تمر والعمر يفوت. فما شاد مسكنا او اقام جدارا. فبقي
الناس سكارى وما هم بسكارى.يضربون اخماسا باسداس. ويفقدون لذة الاحساس. حتى جأرواالى الله بالشكوى
كي يكشف عنهم الضر والبلوى. كل هذا والحكومة القرقوشية لاهية بالقيل والقال. والتسويف بالوعود والامال
وبعد طول انتظار . ذهبت غير ماسوف عليها يجللها الخزي والعار. فجاءت الحكومة المؤقتة .بعد الجر والعتعتة
فأمل الناس فيها ملاذا. فكانت الاحتفالات تترى.وكل ينادي..جاءت البشرى. ان هذا زمن الحقيقة لا المجاز.والعود
قيد الانجاز.فتبارى الوزراء بالخطب الرنانة .واقسموا اليمين بحمل الامانة. فاذا بالجموع تحلم احلامها.وتزين
بالمجد ايامها. وكنت انا فردا من القطيع . ارى ما يراه الجميع..سيكون لي بيت على ضفاف الفرات يشاد.او شقة
في تخوم بغداد .املأها بطيور الكناري.واجعلها جنة لصغاري. ومرت الايام خفافا وثقالا. وذقت من العذاب اهوالا
فالقائمون على الامر ديدنهم الفساد.والكذب جهارا على العباد. فقد سرقوا بيت المال . وهم بين الرجال. كاذب او محتال
فصاح الخلق الغوث يل رب من هذا البلاء.ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء. وهكذا بقيت في بيت الايجار. زادي الصبر
اقلبه ليل نهار.اطعم ابنائي خبز الكفاف. وانام على الاذى كما تنام الخراف. وحين اوشكت الحكومة القرقوشية الثانية
ان تزول.طفقت ارقص فرحا واقول.في القادمين خير آت .وسوف نختارهم في الانتخابات. وسوف يخجلون اذا ما
قصروا في الاداء.لا سيما وقد كالوا الاتهامات لمن قبلهم من الوزراء. وبعد ولادة عسيرة.واهوال مريرة . اطلت
الحكومة الانتقالية. بطلعتها البهية .واقيمت مظاهر الافراح . وأذن مؤذن..انه عهدالاصلاح. سوف نملاها عدلا بعد
ان ملئت جوراونكشف ما كان من الفساد مستورا. اليوم كل مظلوم يغاث.ومن اساءوا الى الشعب مصيرهم الاجتثاث
واقسموا على ذلك ثلاثا بعد ثلاث. قلت والله انه الزمن السعيد. ولا بد للمحرومين من فرحة وعيد. ومن فرحي بهذه
الحكومة. اقمت لاصحابي وليمة . وخطبت فيهم خطبة عصماء . معددا محاسن الوزراء . وكيف عاشوا غرباء في
هذا البلد او ذاك. لهم هياة الزهاد وبساطة النساك . وقال لي احد الحاضرين . اياك اياك ان تسقط في الخداع . فما
زال قرقوش وراء القناع. قلت سترون فراستي. وعندها يصدق سر حماستي. ومرت الايام والليالي فاذا بفراستي
اضغاث احلام . ما صح فيها قول او كلام .فالازمات ضاربة اطنابها. والناس لا تدري ما اصابها . حتى لجأ بعضهم
الى السباب. وصمت البعض لهول المصاب .اما المسؤولون فاوصدوا الابواب . واشاعوا ان ما حل من خراب
ناتج عن الفساد الاداري . من ازمة الكهرباء الى انسداد المجاري . فصاح الناس كيف السبيل الى الخلاص. فجاء الجواب
القرقوشي اصبروا وصابروا واكثروا من الدعاء . فكل شدة الى انجلاء . وتذكروا كيف كان الاسلاف يعيشون على
الكفاف طعامهم الاسودان التمر والماء. فراشهم الارض ولحافهم السماء فبكى الناس حتى احمرت ماقيهم . وايقنوا
ان الضعف فيهم . فكيف اختاروا سارقيهم . ليكونوا لهم عمادا . ويتخذوهم اسيادا



#علي_الانباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتحة الرؤيا
- تراتيل
- شاهدو عيان على المذبحة
- جميلة انت كالايائل
- هذي بلادك سرها عجب
- كم تاخذ هذي الريح
- الطريق الى دمشق
- الفراشات ملاذي
- ليلة ادعوها سهادي
- بغداد
- اصدقاء في المنفى


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - المقامة القرقوشية