|
أحقا ً يريد الأتراك رأس ال pkk فقط ؟!!
بشار حربي
الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 09:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعيدا ً عن الضجة الأعلامية الضخمة والتحركات الدبلوماسية الهائلة التي رافقت وترافق أستعدادات تركيا العسكرية على الحدود مع العراق للقضاء على ما تعداده 3000 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي ، يبرز حجم هذه الأستعدادت على الأرض وتوقيت الحملة وبما يوحي أن ما وراء الأكمة ما وراءها ! ، لأسباب عديدة منها 1- إن حجم القوات التركية في العدد يفوق النسبة العسكرية ( بين المهاجم والمدافع ) المتعارف عليها في شن هجوم عسكري ، وهي 3 الى 1 ، وفي ظروف خاصة تكون النسبة 5 الى 1 أحيانا ، بينما هي الآن 30 الى 1 . 2- إن العدة العسكرية التي زجتها تركيا في الميدان من طائرات أستطلاع الى أخرى مقاتلة وطائرات هليكوبتر ودبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وغيرها ، تفوق أية أستعدادت منطقية لمعركة من النوع الذي تشيعه تركيا . 3- أن المنطقة مقبلة على شتاء بارد وقاسي أحيانا ، وسيكون هذا الظرف البيئي بدون شك لصالح المتواجدين في المنطقة من مقاتلي الpkk ، فلماذا الهجوم في هذا الوقت بالذات ؟! والذي يقترب من تاريخ أعلان تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بمدينة كركوك ، تلك التي تنذر بقتال بين أخوة الأمس من أكراد وعرب وتركمان من أبناء هذه المدينة العراقية الخالصة التي يدعيها الأكراد لأقليمهم بقوة ، وقد عملوا خلال السنوات الأربعة الماضية على تغيير واضح في ديموغرافية المدينة وحجم أنتشار البيشمركة فيها ونوعية القيادات التي تقودها أداريا ً وأمنيا ً، حتى وصف الكثيرون الوضع في هذه المدينة المثقلة بالجراح ، بأنه أشبه بقنبلة موقوتة بوجه أستقرار العراق . 4- أن حكومة أقليم كردستان العراق قد وقعت العديد من الأتفاقيات النفطية الأحادية الجانب ، ودون موافقة الحكومة المركزية في بغداد ، مع عدد من الشركات الأجنبية للتنقيب عن النفط الذي يُشاع أنه متواجد بكثرة في منطقة الأقليم ، وقد لا يقل عن كميته في كركوك ، ( مما يثير شهية تركيا التي تحسب أن لها حقوقا ً تاريخية في المنطقة على ضوء تواجد التركمان وقضايا تاريخية قلقة أخرى في العلاقة مع العراق مثل عائدية الموصل ) ، الأمر الذي سيجعل الأقليم في حالة أستعداد لأعلان أستقلاله كدولة كردية ، حيث لا ينفي ذلك مسؤولي الأقليم نفسه ، ولذلك تداعيات جمة على صعيد المنطقة برمتها ، وهذا ما يفسر لنا التدخل السريع لسوريا وأيران ( التي تمتد إليها جذور أزمة أكراد المنطقة ) على الخط الساخن للأزمة الحالية . 5- هناك أساسا ً أزمة ثقة بين تركيا وقيادات أقليم كردستان ، فتركيا لا تصدق مواقف قيادة الأقليم من حزب العمال الكردستاني المصنف دوليا على قائمة الأرهاب ، وتعزز هذا الأمر تصريحات نارية يطلقها بين الفينة والأخرى رئيس الأقليم مسعود بارزاني بأتجاهات متعددة ومن ضمنها تركيا وتتعلق بحقوق أكراد تركيا . 6- أعلان القيادات التركمانية في مدينة كركوك وخارجها ، وعلى ضوء تصريحات عمار الحكيم الأخيرة الخاصة بضرورة قيام أقليم الوسط والجنوب ، بأن لهم أحقية في قيام أقليم رابع يضم المناطق التركمانية المعروفة في كركوك وغيرها ، وهو أعلان رافق أو تزامن مع التحشدات التركية الأخيرة .
هذا بالأضافة الى عوامل أخرى مترافقة مشجعة للأتراك في أستغلال الوضع في الميدان ، منها ضعف سيطرة حكومة المالكي على المنطقة وخلوها من تواجد عسكري عراقي فعال ، ووجود مقرات وأنشطة لحزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق خارج دائرة سيطرة الحكومة المركزية في بغداد ، وبعلم قيادة الأقليم التي تدعي أنها لا تستطيع الوصول الى تلك المقرات لأنها تتواجد في أماكن وعرة مثل جبال قنديل وغيرها . والآن وعلى ضوء ما ذكرناه ، يحق لنا أن نتسائل ، عن الهدف الحقيقي وراء هذه التحشيدات التركية ، وهل هو متعلق بال pkk أم بنفط شمال العراق ، أم أنه يتعلق بضمان حقوق التركمان الأدارية و كركوك على وجه الدقة ، أم بلجم قيادة أقليم كردستان التي تحث الخطى ومنذ أربع سنوات الى بناء وتهيئة المفاصل الحيوية لفرض الأمر الواقع في أعلان دولة كردية ، .. أم أن هذه العوامل مجتمعة هي التي تحرك بعضها بعضا ً ، وأن ما يجري هو تلويح تركي بالعصا الغليظة للقيادات الكردية لضبط تصريحاتها وتحركاتها في شمال العراق ، وبما لا يضر أساسا ً بتركمان العراق وحقوقهم التي تحسب تركيا نفسها مسؤولة عنهم !!
#بشار_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثواء
-
عنفوان
-
لن نفترق
-
أزار الليل
-
منظومة نحتية لأمرأة واحدة
-
موت بحجم الحياة
-
مدخل الى المقامة التجريدية في الفن التشكيلي -1
-
مَتحفة الماضي
-
إرتجاعات
-
قصيدة بعنوان غسق الحب
المزيد.....
-
زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم
...
-
شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي
...
-
ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق
...
-
ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع
...
-
-حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي
...
-
آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
-
نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج
...
-
طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
-
حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
-
-أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|