أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التوافقات الشخصية وانعكاساتها السلوكية !!














المزيد.....

التوافقات الشخصية وانعكاساتها السلوكية !!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 04:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اذا كانت حقيقة التعامل بين الناس تقوم على عدة متغيرات منها التوافق في وجهة النظر او الرأي او الاتجاه او المصلحة الشخصية ، فأن التوافقات الاخرى في السلوك لها نفس قوة التأثير او ربما يزيد على بعضها البعض .
فالسلوك كما يقول" دانييل لاجاش" هو جماع الافعال الفسيولوجية والنفسية واللفظية والحركية التي تقوم بها شخصية متصلة ببيئة لمحاولة حل التوترات التي تحفزها . ويضيف ان الخاصية الاساسية للسلوك هي ان له معنى هو ما للافعال التي يتضمنها السلوك من قدرة على خفض توترات الكائن الحي ، وكذلك يتضمن التفكير الشعوري وهو ضرب رمزي من السلوك يحل محل الفعل المادي او يمهد له وهو يتضمن الاتصال ويعني ذلك المظهر الاساس لتفاهم الانسان مع بيئته . هذا التفاهم ينجم عنه التوافق .
اننا نستطيع ان نعرف التوافق على انه محاولة لمواجهة متطلبات الذات ومتطلبات البيئة ، بينما الشخصية يمكن ان نعرفها بأنها مجموعة متكاملة من الصفات تميز الفرد عن غيره ، هذه المجموعة تضم الصفات الاجتماعية والخلقية والفكرية والعقلية . ويقول علماء النفس ان الشخصية والتوافق وجهان لعملة واحدة.
ان السلوك هو في الحقيقة جملة الاستجابات التي يقوم بها الانسان ازاء المواقف التي تخلق فيه توتراً يتم خفضه عن طريق هذه الاستجابات ، فالسلوك ينطلق في العمل من خلال حافز او اكثر يدفعه نحو الحاجات او خفض الانفعالات مع الاخذ بنظر الاعتبار قوة الانا الشخصية "الذات" مع درجة الحرية التي يتمتع بها بالنسبة الى المثيرات القوية السلبية "الرغبات غير الواقعية" او الايجابية " عوامل الضبط الداخلي على الرغبات" . فالرغبات غير الواقعية تتمثل في احيان كثيرة بالتعصب او التطرف او التقتير او البخل على النفس او الدعوات المجنونة لاطلاق الرغبات غير المقبولة مثل القتل والعنف والتعامل بفوقية ملحوظة مع الاخرين او التكبر او المباهاة ،او الادمان الكحولي او المخدرات وهو تعبير عن دوافع مكبوتة في دواخل هذه الشخصيات لم تجد الحلول المناسبة لاحداث التوافق ، فكان السلوك المناسب لها ان تتعامل بهذه الانماط ، فالكبت في الطفولة ادى الى الاحباط وتجسد في البلوغ بسلوك عدواني وعنف ضد الافراد او الممتلكات وهو عدوان مزاح من الصورة الاصلية الى شخص او اشياء مادية فيكون كبش الفداء ، وكذلك التعصب في الرأي او المعتقد هو عدوان مزاح من الاب او بديله او قد يكون رد فعل لميول عنيفه نحو التمرد على سلطان الدين ، وبصفة عامة على السلطان اياً كان نوعه . اما السياسي الذي لا يجد التوافق في التعامل فأنه ينطلق من اساس سيكولوجي مفاده وجود ميل غريزي لكراهية ما هو مغاير ، وهو رؤوية تعتمد النظرة الاحادية الضيفة برفض الآخر وعدم الاعتراف به او قبوله حتى وان كان مسالما او ودوداً .
ان البحث عن التوافق في السلوك مع الآخر يقوم على عدة مسلمات رئيسة واهمها تكوين الشخصية ونظام العادات الذي يعد نتيجة ثانوية للسلوك لا سيما ان السلوك كما نعرفه هو تكوين فرضي ، نستدل به عما يدور في حنايا النفس من تفاعلات او صراعات او توافقات تنعكس بشكل مباشر من اول كلمة ينطق بها الفرد في حديثه او اول فكرة يطرحها لنعرف ما يدور في حناياه من انفعالات او افكار. يقول علماء التحليل النفسي علينا ان نتجمل بكثير من الشجاعة والأناة بل علينا ان نفتح اعيننا على ما يدور في انفسنا عند الحديث او التعامل حتى لا تصدر في ما نقرر إلا عن الحقيقة وحدها ، فكيف بالحال هذا حينما نقف امام سياسي يحاول ان يستخدم حيلة التكوين العكسي "ميكانزم دفاعي لا شعوري" لاستغواء الناس لسياسته او لترويج افكاره ، او حينما نقف امام رجل دين استخدم الدين ستارا لرؤاه السياسية البعيدة عن الدين وجوانبه الانسانية او لمصالحه الشخصية الضيقة ، وحينما يسأل عن هذه الاستخدمات يقول " انها حيلة شرعية" وهي في الحقيقة حيلة لا شعورية "ميكانزم لاشعوري" يريد فيه خفض التوتر الداخلي لديه الناجم عن فعلته الخطأ واستغلاله لروح الدين ، ايا كان دينا سماويا او فلسفة تحولت الى دين له اتباع واشياع ومريدين . هذه اللاتوافقات في الشخصية نرصدها بوضوح في سلوك مثل هذه الشرائح من قادة المجتمع ، والحال نفسه لدى عامة الناس في تعاملهم مع الاخرين .
ان التعامل مع الواقع بين الافراد في كل مواقعهم الحياتية او الوظيفية او المهنية او السياسية حتى الدينية يقوم على جانب كبير من الاستبصار Insight في ما يقوم به الافراد في تعاملهم ، فالتوافق النفسي يعكس الاتزان في الشخصية ، والتوافق المهني يعكس الرضا عن العمل وهو مرتبط بالرضا الكلي عن الحياة ، والتوافق الاسري يعكس الاستقرار والرضا في العلاقات الاسرية المتوازنة ، ويعكس التوافق الاجتماعي مدى العلاقات بين الذات والآخرين ، ويرتبط تقبل الآخرين بتقبل الذات ، ويساعد على هذا قدرة الفرد على التطبيع الاجتماعي وضبط النفس وتحمل المسؤولية والقدرة على الاعتراف بحاجته للاخرين وهذا يتضمن القدرة على تكوين علاقات شخصية وثيقة بهم كما يقول (عباس محمود عوض) . اما التوافق الديني فهو يشكل التركيب النفسي لدى معظم الناس وكثيرا ما يكون مسرحا للتعبير عن صراعات داخلية عنيفة وخصوصا لدى البعض ممن لم يحسم هذه الجدلية الازلية ، فالتوافق الديني يؤدي الى تنظيم للمعاملات الذاتية للفرد نفسه ومعاملاته بين الناس وهو ذو اثر عميق في تكامل الشخصية واتزانها ، فهو يرضي حاجة الانسان الى الامن النفسي وذلك باشعاره بانه يستند الى قوة خارقة تتعدى حدود القدرة البشرية المحدودة فيزيد هذا هذا من ثقته بنفسه ويمنحه القوة في مواجهة الحياة وضغوطها . وكذلك الامر في ما يتعلق بالتوافقات الاخرى مثل التوافق السياسي والتوافق الزوجي والتوافق الجنسي التوافق الاقتصادي والتوافق الدراسي والتوافق المهني .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادراكنا ... يوجه سلوكنا
- - داء السرقة- .. انحراف في الشخصية
- الغِيبة والنميمة .. مدخل لمعرفة الشخصية
- مرضى الوساوس .. كيف يفكرون ؟
- ثورة في العقل .. ام ثورة في النقل
- الالتزام الديني ... بين التسامي في السلوك وعودة المكبوت
- فن اللاعنف .. فن المهارات الاجتماعية - النفسية
- هواجسنا كادت تقتلنا
- من الكبت الجنسي ... الى المتعة المبتسرة
- مآسي التفكير الانفعالي
- توافقات اللاعنف ...التوافقات السوية
- لن اترك ابني المراهق وحده
- التطبيع الاجتماعي ترميم للذات الانسانية
- التصلب والمواقف الاجتماعية
- الانهاك النفسي والعجز المكتسب
- النكوص في الشخصية حقيقة ام مبالغة؟
- المرض النفسي ومعايير السواء
- الطفل بين تقبل الذات وتقبل الآخر- صورة المرآة
- عندما يبكي الجسد-الاضطرابات النفسجسمية-
- المرض النفسي ..بين الالم والهروب من المواجهة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التوافقات الشخصية وانعكاساتها السلوكية !!