أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم مطر - هاكم يا أصدقائي، انا العراقي الحائر،اسمعوا صلاة اعترافي في حضرة محبتي لكم..














المزيد.....

هاكم يا أصدقائي، انا العراقي الحائر،اسمعوا صلاة اعترافي في حضرة محبتي لكم..


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 12:31
المحور: الادب والفن
    



اعرفوا يا أخوتي وأحبائي، يا أبناء بلادي، انا في طريقي لكي أنجو من حيرتي بين أناي وأناي.. اتحرر من عبودتي لمجاهيلي وانير ظلمتي بمشاعل اتحادي مع خالقي..
انا اسير الآن في درب التصالح مع كينونتي.. درب السلام الابدي مع ذاتي وذواتكم.. أن أصبح انا أنتم.. نحن معا، واحد كلي منسجم مع الكون، مثل موجة وبحرها.. نبضة وقلبها.. ترنيمة واغنيتها...
حتى وقت قريب، كل الذي كنت اعرفه عن نفسي اني كائن مطعون حائر امضي عمري مثل ابطال الخرافات، مطارد متعب مرتعب يلاحقني عمالقة غامضون لا يرحمون منتشرون في أنحاء روحي.
كنت انا العذراء متكأة على نخلة الحياة محتارة بمصير وليدها يسوع نفحة الله..
كنت انا الوليد يسوع احمل امي وشعبي في احضان قلبي بحثا عن دروب الخلاص..
كنت انا تموزي وعشتاري..
شهيدي وصحراء ضياعي..
رسولي وناسي..
اووه .. كم كنت في صراع همجي مع ذاتي كي انسجم مع ذاتي. كنت خالق ممزق بين مخلوقاتي:
بين واقعي التعس واحلامي الزاهية، بين عفتي المتعالية وشهوتي الجامحة، بين حريتي العابثة ومسؤوليتي القامعة، بين بدني المستعر التعب المحدود الفاني وروحي المرهفة المبدعة الكونية الخالدة..
أوتعرفوا متاهات سيدتنا عشتار في ظلمات العوالم السفلى بحثا عن حبيبها تموز؟
اوتعرفوا حيرة الف ليلة وليلة امام الابواب السبعة التي كل واحد منها يفتح على سر يقود لسر آخر؟
روحي كانت متاهات تموز وتلك الابواب السبعة المغلقة..
هكذا كنت انا منذ ان صرت انا..
* * *
لكني يا احبائي وأبناء عالمي، الآن، بعد هذا التجوال الطويل الذي استغرق مني كل سنوات عمري، يمكنني ان اخبركم بكل اخوة وتواضع وصدق، بأني قد اصبحت قادرا أن اقول لمن يقول:
(( اعرف نفسك ايها الانسان..))
نعم، ها انا في طريقي لمعرفة نفسي، تاريخ ذاتي، جوهري المخبأ في اعماقي الذي شكل محور حياتي منذ لحظة تكوني في رحم امي وحتى الآن. اني ابدا لم اكن اتجرأ ان اكشف خبايا روحي سوى الآن، لأني انا نفسي حتى وقت قريب كنت اجهلها، وحائر في فك وشيعتها وفهم الغازها والولوج في متاهاتها المخيفة المعتمة.
ايه.. هكذا انا مثل جميع التائقين الى الحقيقة والخلاص، بعد ضياع وتجوال وكفاح في اصقاع الارض والتاريخ بحثا عن كنوزي، اخيرا اراها هنا قربي مخبأة في ذاتي!
اسير في الدرب المؤدي الى نفسي.. الى اناي الطيبة الحائرة المعذبة. ذاتي حقيقتي جوهري خباياي روحي نفسيتي شخصيتي، التي من قربها لي لم اكن اعرفها!
* * *
نعم يا اصدقائي وأبناء كوني، ها أنا الآن ادرك بأني كائن مثلكم، غاية وجودي انسجام اجزائي مع اجزائي..
أنا شرارة في بركان.. مصباح في شمعدان الاكوان.. انا نفحة من الله:
صفاء الخليقة الكلي وانسجامها مع كينونتها، وتناغم أصوات السمفونية العليا والخافتة..
انا مساوات مثلى.. روح ينيرها حب.. غابة تخصبها غيمة.. إتحاد ذكر بانثى..
انا ارض وسماء، فناء وخلود، راحل وقادم، وليد وميت.. وجود وعدم..
انا كل هذا، لأني خلية في بدن الله!
ادرك جيدا انكم تفهموني، لأنكم مثلي تحملون ذات عذابي وتمردي وابهامي. تولدنا الحيرة وتجمعنا الأحلام وترفرف علينا طيور المحبة والاحزان. تاريخنا مجهول مجهول مثل شمس للعيون، وقلب للأغاني، وسماء للمصلين.
ها أنا اليكم ومعكم ومثلكم، لأن ذاتي لن يكتمل انسجامها مع ذاتي الا بعد ان تساهم معكم بأنسجام ذواتكم مع ذواتكم. حبي الخالص لله جوهر المحبة والصفاء، سوف لن يسمو الى سماوات عرش الخالق الحبيب، الا بعد أن يغدو مشعلا ينير كهوف حيرتكم وشكوكم بسيد الكون النابعة من شكوكم بذواتكم.
أنا معكم كما أنتم معي. أتفهمكم من كل عقلي وقلبي، ليس حبا مني وتضامنا، بل لأني مثلكم، أحمل ذات عذابكم وامضي ليلى ونهاري لأطفاء ذات نيراكم المستعرة في متاهات أكوانكم.
هاهي يا أخوتي أخيرا الحقيقة التي كنا نحسها ابدا، ولكننا نأبي الاعتراف بها:
مهما اختلفنا وتنافسنا وتخاصمنا، نظل أشقاء مثل أغصان متفرعة في الانحاء، جذع واحد يغذينا بمياه المحبة وأملاح الاصل المشترك. ارواحنا نجوم السماء، وابداننا نباتات الأرض..
نعم يا أحبائي يا أبناء بلادي وعالمي وكوني، انا على الدرب.. هلموا تعالوا معي.. انظروها تلك أنوار المحبة والسلام، تبدو متوهجة امامنا..

سليم مطرـ جنيف
تشرين اول 2007
[email protected]
www.salim-matar.com



#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرة السرطان عندما زار صديقي الكاتب العراقي
- الحزب الشيوعي العراقي وازمته التاريخية المستعصية!
- مسؤولية المثقف عن العنف السائد في العراق وفي العالم العربي
- فصل من سيرة عراقية: حكايتي مع الله .. صديقي الطيب الجليل
- احياء الهوية الوطنية.. الخلاص الوحيد اما العراقيين
- مام جلال والنخب الكردية العراقية، والفرصة التاريخية التي لن ...
- السلطة الكردية وحملاتها ضد الكتاب العراقيين ومنهم الاكراد ال ...
- مقطع من سيرة عراقية: هنا ترقد الشاكرية.. بلادنا العابرة
- اليسار العراقي والموقف من نظام البرزاني والنظام التركي
- عقلية التدمير الذاتي العراقية والحنكة الامريكية الاسرائيلية
- سيرة عراقية/ سينمات بغداد.. جناني المفقودة
- بعد غيبة طويلة، حوار موسع مع سليم مطر حول الهوية الوطنية
- سلالة الحقد.. سلالة الحب..
- حلفاء امريكا في العراق يحرضون اطفال المدارس على قتل المسيحيي ...
- اعلان انبثاق تيار الضمير العراقي
- اليسار العراقي ومشكلة الدين والقومية
- نصيحة جادة صادقة لكل عراقي يبتغي ان يصبح سياسيا ناجحا
- محبة الوطن، تعني الارتباط بواقعه واحترام خصوصياته
- موقع مجلة ميزوبوتاميا: خمسة آلاف عام من الانوثة العراقية..
- من يريد طرد مسيحي العراق والشرق الاوسط؟


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم مطر - هاكم يا أصدقائي، انا العراقي الحائر،اسمعوا صلاة اعترافي في حضرة محبتي لكم..