أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مصطفى محمد غريب - لا حدود لدمار وتلوث البيئة في العراق














المزيد.....

لا حدود لدمار وتلوث البيئة في العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:54
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لا توجد حدود لمسببات الدمار والخراب التي عمت العراق وأحدى أهم الأسباب هي تلوث البيئة الذي ينذر بمخاطر مستقبلية غير معروفة النتائج فالبلاد والكثير من المناطق أن كانت في الريف أو المدن الكبيرة والصغيرة أصبحت عبارة عن أماكن موبوءة بشتى أنواع التلوث مما سبب بانتشار الأمراض المختلفة حتى المنقرضة منها وهذا التلوث لم يكن وليد ليلة وضحاها إنما هو نتيجة للإهمال والاستهتار بمصالح الشعب والبلاد اللذان لازما نهج الحكومات المتعاقبة وبالأخص نظام صدام الدموي والاحتلال الأمريكي البريطاني.
لقد أثارت حفيظة أكثرية الذين قرءوا ما نشر أخيراً عن وجود ( 18 ) موقع ملوث إشعاعياً في البلاد وهذا يعني أن مصير عشرات الآلاف من أبناء شعبنا وبخاصة الطبقات الكادحة مهدد بالتلوث الإشعاعي المعروفة نتائجه المرضية وفي مقدمتها أمراض السرطان الخبيثة وأمراض تصيب الجهاز التنفسي والهضمي ولا يقتصر الأمر على هذا التلوث الإشعاعي بل يمتد التلوث إلى مواقع ومناطق كثيرة بما فيها تلوث مياه الأنهار وروافدها وفي مقدمتهم نهري دجلة والفرات، إن أسباب هذا التلوث الواسع النطاق متعددة ولكن في مقدمتها الحروب ونتائجها المأساوية والإهمال من جانب الدولة فبينما تتجه الدولة لتقوية أجهزتها الأمنية وتطويرها وتزويدها بكل ما يساعدها على قمع الشعب وشراء الأسلحة المختلفة التي تكلفها مليارات الدولارات ليكون لها جيش جرار تستطيع بواسطته شن العدوان وإذا اقتضى الأمر ضرب أي تحرك وطني معارض فهي في الوقت نفسه لا تهتم بالبيئة والحفاظ عليها من التلوث ونجد نتيجة ذلك توسع سبخة الأراضي الزراعية وعدم دعم تطوير الأراضي الزراعية وإهمال للخدمات الاجتماعية والصحية وعندما يشاهد المرء الحالة المزرية لأوضاع المدن بما فيها بغداد سوف يعرف مدى التردي في جميع مرافق تلك المدن فقد أصبحت الأسواق والحارات والمناطق الشعبية التي يقطنها مئات الألوف من الكادحين مستنقعات مقرفة وذات مياه آسنة ومكاناً لتكاثر الملايين من البعوض والذباب والحشرات الأخرى كما يجد المرء تلالاً من القمامة التي تبعث روائح كريهة ومضرة بالناس بينما يلاحظ العشرات من النساء والأطفال وهم يبحثون فيها عن لقمة عيش تساعدهم على الحياة في بلاد تجلس على بحيرة من النفط بالإضافة إلى الموارد الطبيعية الأخرى ، ولم تسلم البلاد من آثار الحروب التي خاضها النظام السابق وبخاصة ما بعد احتلال دولة الكويت والحرب الأخيرة التي احتل فيها العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واستعملت في هاتين الحربين مختلف الأسلحة الفتاكة بما فيها اليورانيم المخصب مما ضاعف في انتشار أمراض السرطان حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية وإحصائيات منظمات مختصة ومختصين عراقيين في هذا المجال ، أما تلوث الجو فهو الآخر لم يسلم بسبب أثار القنابل والحرائق والاستعمال غير المعقول للمعامل والمصانع ولمولدات الكهرباء ودخان النقليات القديمة وبخاصة السيارات فضلاً عن التصحر الذي بدا يزحف نحو المناطق الزراعية وعدم الاهتمام بالتشجير وموت عشرات الآلاف من أشجار النخيل الذي كان العراق يعتبر أول دولة في العالم فأصبح في آخرها.
إن نشر خبر العثور على ( 18 ) موقع إشعاعي كان متوقعاً والعجيب أن نشره تأخر فكما هو معروف أن البلاد تعرضت في الحرب الأخيرة إلى اشد القنابل فتكاً ووزناً وقوةً إضافة إلى استعمال اليورانيوم المخصب فضلاً عن المناطق الملوثة في السابق وقد أشير حول هذا الموضوع من قبل أساتذة مختصين وكتبوا حول مضاره المستقبلية وطالبوا بضرورة الإسراع في إيجاد البدائل والطرق للتخفيف من آثاره ونتائجه المرضية التي قد تسبب كوارث بشرية كما جرت المطالبة بضرورة تحسين أداء الوزارات التي يختص مجال عمالها في قضايا البيئة والخدمات الاجتماعية والصحية واهتمامها بإنقاذ المناطق الشعبية من المياه الآسنة والازبال وإنشاء شبكة للمجاري لصرف المياه المستعملة والمياه الثقيلة وبناء مواقع لتصفيتها بطرق حديثة. نحن ندرك جيداً المعوقات والمشاكل وتعقيدات الوضع الأمني وفي مقدمتها الأعمال الإرهابية والمليشيات المسلحة ومافيات تعمل تحت واجهات دينية وطائفية وسياسية لكن مما يؤسف له أن مستوى عمل هذه الوزارات لم يكن بالمستوى المطلوب وبقت وزارة البيئة تراوح في مكانها بدلاً من اتخاذ إجراءات سريعة وصارمة لوقف انتشار الإشعاعات التي تعتبر من اشد المخاطر على تلوث البيئة وتهديد حياة آلاف المواطنين العراقيين وتقع على عاتق حكومة المالكي بالأساس وعاتق وزارة الصحة والبلديات والوزارات الخدمية الأخرى مسؤوليات الحفاظ على أرواح المواطنين من مخاطر تلوث البيئة والأمراض الوبائية كما حصل مؤخراً في انتشار وباء الكوليرا وإجراء مسح ميداني بالمناطق الشعبية التي تفتقد إلى ابسط أنواع الخدمات الاجتماعية والصحية والإسراع في اتخاذ إجراءات عملية لنقلها من واقعها المزري إلى واقع يهدف إلى خدمة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة الحوار والتفاوض يجب أن لا تضعف مبدأ التصدي للعدوان
- استراتيجية التقسيم وتداعيات الفهم الخاطئ وتبريراته
- ضمير المثقف الحقيقي في عقله وعمله ومواقفه الوطنية
- كارثة مشروع الكونكرس الأمريكي لتقسيم العراق
- رمضان الرواشدة ونهره الرومانسي
- قانون النفط والغاز الجديد وموقف العمال والنقابات منه
- المركزية أم الفيدرالية أصلح للعراق؟
- ثقافة الانتظار
- لم تكن الحكومة حكومة الوحدة الوطنية
- مفاصل بيئية
- وعي الملتقي وثقافة الانحطاط
- الولايات المتحدة الأمريكية والمقبرة النووية القادمة
- أهم أسباب تعثر العملية السياسية في العراق
- لماذا لا تجري إدانة القصف الإيراني والتدخل في الشأن العراقي؟
- مسؤولية الحكومة لوقف مخطط التطهير العراقي والديني والطائفي ف ...
- جياد النوارس
- الحقوق والحريات النقابية وقرار 150 لسنة 1987 السيء الصيت
- طائر التذاكر المفقودة
- المأزق الذي ولد جنيناً وأصبح يافعاً
- لن تغيب يا عراق


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مصطفى محمد غريب - لا حدود لدمار وتلوث البيئة في العراق