أيّ مؤتمر ٍ هذا ومَاذا ستناقشون؟!

صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2074 - 2007 / 10 / 20 - 12:39
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

بناء ً على الدعوة المنشورة ، في عدد من المواقع الألكترونية ، سيتوجه العديد من الأيزيديين يوم السبت ، وحسب الموعد المحدد للحضور والمشاركة فيما سمي ب ( مؤتمر الجالية الأيزيدية الأول في مدينة إيسن ) الألمانية ، هذا ما ورد في إعلان اللجنة التحضيرية للجالية الأيزيدية في مدينة أيسن وضواحيها ،حسب التوقيع المذيل بتاريخ 17/10/2007 .

الذي أطلق وصف ( المهم ) على المؤتمر.. و حدد موعد إنعقاده في العشرين من إكتوبر أي يوم غد !!...
حسنا ً سنستجيب لأماني الكثير من الطيبين من الأيزيديين وأصدقاؤهم بمن فيهم الأستاذ الحقوقي زهير كاظم عبود المتابع النشط لشؤون وشجون الأيزيدية ، بالتمني للمؤتمر بالنجاح ولكن ..
هل تكفي الأماني لأنجاح هكذا مؤتمرات ؟ وهل كفلت وظمنت اللجنة التحضيرية الموقرة أسس ومقومات إنجاح المؤتمر ؟..

هل وضعت برنامج المؤتمر وفقراته للمداولة والنقاش ؟ وبدأت في تهيئة الأرض لأنجاح هكذا فعالية مهمة في هذا الضرف الدقيق والمعقد الذي يتطلب خطوات وبرامج مدروسة تعالج جزء ً من المهام المعقدة والكبيرة التي تواجه الأيزيديين وتخفف من معاناتهم الأجتماعية و الأنسانية و أوضاعهم التي لا يحسدون عليها ، أو تمنع وتقلل من حجم المخاطر الجدية التي تهدد كيانهم وتواجدهم من قبل الأرهاب المنفلت الذي وضعهم في سياق أهدافه الأجرامية ، التي نفذ فصول منها في الموصل وسنجار وكركوك وبعشيقة وبغداد ، وما زال الخطر يهددهم بنسف تجمعاتهم وإبادة قراهم وإقتناص الأفراد والمجاميع التي تتوجه منهم إلى الموصل وبقية المدن العراقية ، لا بل باتت في بعض الأوقات المدن الكردستانية غير آمنه للبعض منهم ، وهو خطر حقيقي يلاحقهم ويهدد تواجدهم لولا وجود حكومة علمانية في كردستان ، تحد من تطرف وإندفاع ، و تلجم أسس التطرف الديني ، وتمنع التمادي و العبث في حياة الناس ، من قبل القوى الدينية الأرهابية التي تسعى لرفع رأسها في كردستان .

ولن أخوض في ما يواجه الأيزيديين من مهام لا تقل أهمية في شؤون دينهم فهذا شأنهم وشأن المؤمنين منهم بقيم الدين والمختصين به .
ما يمهني في الموضوع .. كيف يتوجه الأيزيديون لعقد مؤتمرهم بنجاح ؟ وكيف يمكن أن نكفل نجاحه ؟
هل هناك أسس متعارف عليها ومعايير في العمل تؤسس لنجاح وإخفاق المؤتمرات ؟..
هل تأكدت اللجنة التحضيرية من خطواتها العملية لأنجاح هذه المهمة ؟
من هم أعضاؤها ؟ ماهي فقرات برنامجهم ؟
لماذا لم يتطرقوا إليها ويفتحوا حوارا ً عن تلك المهام قبل الدخول في أروقة المؤمر ؟
هل للمؤتمر علاقة بالنقاشات السابقة التي اسفرت عن النية لعقد مؤتمر خاص للأيزيدية داخل العراق لمناقشة الاوضاع السياسية وتطبيقات المادة 140 من الدستور التي أعلن الوزير محمود عيدو دعم حكومة الاقليم وتبنيها للمؤتمر مع تأكيده الواضح عدم امكانية إدراج اية مادة أو فقرة لها علاقة بموضوع التجديد والتحديث و الأصلاح التي تدعو لها شرائح واسعة من الأيزيديين والتي وصل النقاش فيها للدعوى لعقد مؤتمرا ً لها ، التي بادر لطرحها عدد من مثقفي الأيزيدية من بينهم الدكتور خليل جندي وبدل الفقير الحجي والكتور مرزا و شفان شيخ علو وغيرهم...

هل يمكن تقديم فائدة للأيزيديين ككيان بشري يستحق عقد المؤتمرات من أجله من دون التطرق إلى موضوعات التجديد والحرية والحقوق الأنسانية والمساواة بين الشر والتجاوزات عليهم وهظم حقوقهم من قبل الدولة والأحزاب العراقية في المركز و كردستان .. هل التعامل معهم وفق هذه الصيغ مقبول ؟ من يتحمل مسؤولية تشتت شملهم ووصول ( ممثل- نائب) مشوه عنهم إلى البرلمان في العراق ؟ .
هل حقق البرلمانيون الأيزيديون ثقة الناس وقدموا صورة مقبولة عنهم في كردستان ؟.
من المسؤول عن ضعف الخدمات في قراهم بما فيها وهي الأخطر الخدمات الأمنية ؟!! هل هناك قناعة حقيقية بتوفر الحماية المطلوبة لهم ؟ !! .
أم اننا سنشهد كارثة أفضع من سنجار في الأيام القليلة القادمة ؟!! مع بقاء الساحة مفتوحة للأرهابيين في الموصل ، التي أصبحت تحت سيطرة الأرهابيين بالمطلق ، منذ اكثر من سنة ، حيث تتجمع فيها شبكات القاعدة بشكل علني، مما جعلها مدينة ساقطة من الناحية الأمنية والخطر كل الخطر يهدد التجمعات المحيطة بالموصل من أبناء الشبك والسريان والكلدان والأرمن و المسيحيين والأيزيديين ؟ وشرائح من المسلمين والعلمانيين .

هل وضع المؤتمر في جدول عمله هذه التحولات الخطيرة في وضع الموصل بتواطىء من قبل السلطات المركزية في بغداد وبعض الأوساط الشوفينية الكردية التي تهتم بالجغرافية وتهمل البشر ؟.
اليست هذه كلها معطيات تتطلب الدراسة والتدقيق والبحث من قبل المندوبين أم أن المشرفين على اللجنة التحضيرية قد وضعوا نصب أعينهم مسالة التبرعات وتشكيل هيئة سيكونون من قوامها كما يخططون وبالتالي لا يقدمون شيئا ً للأيزيديين حال انتهاء المؤتمر ؟.
أرجو أن لا أكون مخطئا ً في تقديري فالعفوية وضعف التخطيط والبدائية في العمل لا تجلب إلا المزيد من المشاكل ، وتساهم في خلق المزيد من الأحباط ، أعتقد ان الأيزيديين شأنهم شان بقية شرائح المجتمع في العراق ، بحاجة إلى مؤتمرات تعالج شؤونهم وشجونهم بجدية وتدفعهم للتكاتف والتضامن والتعاون ، تؤسس للأنتقال بهم للحالة الأرقى والأفضل..
أرجو أن تكون مساهمتي ، في الوقت الضائع ، حافزا ًومدخلا ً لتدارك بعض النواقص من اجل إنجاح هذه الفعالية ...
وتحية لكل من يساهم في خلق أوضاع أفضل للبشر ..

#صباح_كنجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات