أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سحر مهدي الياسري - الدراما التلفزيونية وحقوق الانسان














المزيد.....

الدراما التلفزيونية وحقوق الانسان


سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:11
المحور: حقوق الانسان
    


التلفزيون اليوم هو وسيلة الاعلام الرئيسية الاكثر تأثيرا ,فهذا يعني أن عليه مسؤولية أكبر في مجال حقوق الانسان ,كما أن تنوع ما يبثه التلفزيون من أخبار وبرامج ومواد درامية يتيح له إمكانات أكبر من أي وسيلة إعلام أخرى . قد يتصور البعض أن البرامج الاخبارية والحوارية فقط هي التي يمكن أن تساهم في تعزيز ثقافة حقوق الانسان ونشر الوعي بها بين المواطنين , وهذا أمر لايعبر عن القيمة الكبيرة التي تميز التلفزيون والتي تمكنه من لعب هذا الدور من خلال أشكال تلفزيونية مختلفة لها قدرة قوية ووكبيرة على التأثير . فالدراما التلفزيونية من أهم هذه الاشكال والتي لها القدرة على التناول غير المباشر للقضايا التي تهم الجمهور ويمكنها إذا أستغلت إمكانياتها وقدراتها على التأثير أن تدعم قيم حقوق الانسان وتعمل على نشر ثقافة ومبادئ حقوق الانسان, لاسيما وأن الدراما تسهم في تشكيل الصور الذهنية عن الذات والآخر , وكذلك تبلور القيم والمبادئ التي تعبر عن أبعاد حقوق الانسان من حرية التعبير والمساواة والحرية للطفل والمرأة والرجل والحق في الحياة والكرامة الانسانية وحمايته من أي أنتهاك لانسانيته وحقه في العمل وفي بيئة صحية وفي الرعاية الصحية وفي حق الانسان في أمنه الجسدي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي وأمنه السياسي وغيرها من المبادئ .
وقد حدث تطور ملموس في اهتمام دراما التلفزيون بقضايا ومبادئ حقوق الانسان ولكن ليس بالشكل المطلوب بالاخص في الدراما العراقية والدراما العربية ولم تطرح قضايا حقوق الانسان بالاخص قضايا حرية التعبير وحقوق الطفل والمرأة بالشكل الذي تؤسس فيه للاعلام جدي في تناول حقوق الانسان ولم تضعها ضمن أولويات اهتمامات الجمهور لما تحظى به هذه الاعمال من قدرة على الانتشار وإثارة الجدل , فأعمال مثل باب الحارة السورية ومسلسلات كثيرة من نمط عرض التراث تعرض حالات انتهاكات حقوق المرأة والطفل بطريقة كأنما هي حالة صحية ونريد اعادة الزمن الى الوراء ليكون تعاملنا الانساني مع قضايانا وفق هذه الرؤية .ولكن اعمال اخرى عرضت قضايا المرأة والطفل وحقوق الانسان بطريقة توصل الى المشاهد بقوة وبشكل مقبول ومنها المسلسل السعودي طاش ما طاش عرض لقضايا القتل للشرف وتجنيس أبن المواطنه وعمل المرأة وقضايا أخرى والذي طرح بطريقة ممتعة ومؤثرة ولطيفة ودون أثارة أي حساسيات في الطرح الدرامي, ومسلسل مصري مهم للفنانة يسرى (قضية رأي عام) جاء راقيا في معالجة قضية أغتصاب المرأة وتناولت بطريق درامية ممتازة القضية من جميع الجوانب هذه القضية الحساسة وأثرت بشكل كبير على قطاعات واسعة من الناس في التعاطف مع ضحايا الاغتصاب وحث النساء على مقاومة الاعتداء عليهن والاستعانة بالقانون للقصاص من الجناة , أما الدراما العراقية لم أشاهد في رمضان أي عمل يتناول حقوق الانسان سوى ما يمر به البلد من ظروف القتل والخطف والاستلاب الانساني لحقوق العراقيين في الحياة والامن ولكن قضايا اجتماعية تحدث كأنتهاكات لحقوق اللمرأة والاطفال لم تطرح بشكل مباشر ولم تعالج دراميا المسببات ولم تقترح الحلول وكأن الكاتب العراقي يخاف المساس بجذور المشاكل ويتردد في الاشارة بأصابع الاتهام لأي جهة مع وجود الكم الهائل من الضغوطات على حرية التعبير الان في العراق .
ويمكن أن نؤشر لعدة سلبيات في الطرح الدرامي لصور المرأة العربية في الدراما التلفزيونية كالاتي :-
• معظم الصور المقدمة عن المرأة في الدراما التلفزيونية قد أظهرتها في أدوار تقليدية ,سواء في إطار الاسرة حيث تمثل السلبية والخضوع للزوج والاعتماد الكلي عليه كصانع للقرار بحكم كونه المسؤول عن الجوانب المادية ,أما خارج إطار الاسرة تصور الدراما العمل دائما مسألة ثانوية للمرأة ويأتي بعد اهتمامها بالموضة والتجميل والمظهر, وفي العمل تظهر سكرتيرة ومرؤوسة بلا قدرة على اتخاذ القرارات .
• تظهر بعض الاعمال الدرامية المرأة وهي تستخدم جاذبيتها لتحقيق الاهداف وأكتساب القوة وليس الاعتماد على الكفاءة والقدرات الشخصية .
• تعكس الدراما اهتماما متفاوتا بقضايا المرأة حيث تركز على المرأة في المدينة وتهمل المرأة الريفية وكذا التركيز على شريحة النساء الشابات واهمال قضايا ومشكلات المرأة في الفئات العمرية الاخرى.
ورغم هذه الجوانب السلبية لكن الدراما التلفزيزنية نجحت في كثير من الاعمال في طرح القيم حقوق الانسان بشكل مشرف وساهمت في تدعيمها سواء في مجال حرية التعبير أو حق الانسان في الحياة والعمل وفي طرح انتهاكات حقوق المرأة المعاصرة والتوعية بقيمة حقوق الانسان , والتأكيد على المساواة ورفض التمييز بسبب الجنس او الدين أو الطائفة أو المعتقد السياسي ودعم الوحدة الوطنية للمواطنين بغض النظر عن اختلافاتهم وكان مسلسل رائع مثل سارة خاتون مثل لما تحدثنا عنه في تأكيد حق المواطنة لجميع أطياف المجتمع بغض النظر عن جنسهم ودينهم وطائفتهم ومساهتمهم الحضارية والانسانية في بناء مجتمعاتهم.
ولكن الملاحظة الاكيدة أن الدراما التلفزيونية العربية لازال أسهامها في تدعيم حقوق الانسان ونشر ثقافتها أقل مما ينبغي لذا فأن مسئولية الجميع في التفزيون لنشر ثقافة حقوق الانسان لضمان حرية الفكر والابداع وتوسيع مساحة الحرية وهو المناخ الذي ينمو في الفن ويقوى تأثيره في المجتمع .



#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان القسم الثالث
- دلالات حقوق الأنسان في القرن الحادي والعشرين– القسم الثاني
- إنعكاسات العولمة على حقوق الانسان - القسم الأول
- الحق في بيئة نظيفة آمنة حماية للوجود الانساني على الارض
- حق الفرد في القاضي الطبيعي ودلالته الانسانية
- الضمانات القانونية لتكريس حقوق الانسان
- الشعب والقضاء الليبي ينتصران لحق الانسان في الحياة
- دلالات حقوق الأنسان في القرن الحادي والعشرين - القسم الاول
- الارهاب وحقوق الانسان
- ليبيا..... بحر ماء ..... بحر رمل
- ((الحق بالمشاركة السياسية والضمانات القانونية لحماية هذا الح ...
- إلغاء عقوبة الإعدام بسبب الممارسة السياسية واجب إنساني
- عقوبة الاعدام أهدار لحق الانسان لحق في الحياة
- المقابر الجماعية ليست عقدة شيعية !!– دراسة قانونية
- التمييز في العمل ضد النساء والحماية القانونية والاجتماعية ال ...
- قوانين الأسرة بين التقديس والواقعية
- الإضراب عن العمل حقا تقره القوانين وتحاربه السلطات
- العراقيون خارج القطر ضيوف أم لاجئين
- المرأة المعوقة ظلم قانوني وأجتماعي - دراسة قانونية
- مستقبل المرأة العراقية وآمالها في القوانين


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سحر مهدي الياسري - الدراما التلفزيونية وحقوق الانسان