أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - وحدة أطراف النظام الدولي














المزيد.....

وحدة أطراف النظام الدولي


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 634 - 2003 / 10 / 27 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ينقل عن هتلر أنه قال أثناء الحرب العالمية الثانية ببعد نظر ثاقب:
(( إن لم تربح ألمانيا هذه الحرب فلن تربحها قوة من داخل أوربا ))
و كان ذلك إذ خرجت كل الأطراف الأوربية من الحرب العالمية الثانية محطمة و القوة الوحيدة الرابحة كانت الولايات المتحدة الأمريكية .
قبل عدة أيام و في مقابلة مع هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق . قال محذرا الغرب من أن الفشل في العراق سيكون كارثة على كل الغرب :
((أيا كانت وجهة النظر حول أصل الحرب في العراق، وأنا من الذين أيدوها، فنحن الآن في نقطة يصبح معها الفشل في العراق كارثة للغرب، لأن هذا سيشجع كل العناصر المتطرفة، وكل الذين يعتقدون بأن الغرب في حالة تراجع، ومن هنا تنبع أهمية التعاون بين أوروبا وأميركا في العراق ))
نسوق هذا الكلام لبعض المثقفين العرب الذين ما زالوا غير قادرين على تحديد موقع أمتهم في العالم بالضبط و غير قادرين على رؤية العلاقات الدولية بحقيقتها . إن الغرب بالمعنى السياسي و الذي يضم أوربا الغربية و اليابان و الولايات المتحدة و كندا و استراليا هو وحدة متكاملة. يحكمون هذا العالم منذ خمسة قرون كاملة، أي منذ انهيار النظام العربي – الإسلامي. و هم مستفيدون من شبكة العلاقات الظالمة و من نظام التبادل غير المتكافيء بين الشمال و الجنوب ، كلهم يعيشون على استغلال شعوب العالم الثالث ، لكن بنسب متفاوتة . فالأمريكان يحصلون على القسم الأكبر من الغنيمة و تتوزع بقية الدول المذكورة بقية غنيمة نهب العالم الثالث .
و ما هي حكاية الخلافات بين أطراف سادة النظام العالمي ؟
عندما قال هتلر جملته الشهيرة تلك كان يتصارع مع فرنسا و بريطانيا داخل القارة الأوربية . لكن لم يفته أنه مع القوى هذه يشكل قوة واحدة في مواجهة قوة أمريكا خلف المحيط، و هذا بالأصل مشروع هتلر فهو لم يسع لتدمير أوربا أو إبادة الأعراق الأخرى داخل أوربا، إنما سعى لتوحيد كافة الشعوب الغربية الأوربية تحت قيادة ألمانية للحفاظ على قيادة النظام العالمي داخل أوربا، و بالطبع لو نجح هذا الأمر سيكون للألمان الجزء الأكبر من الغنيمة. لكن كل الأطراف ستستفيد بشكل أو بآخر، يمكن من هنا إلقاء بعض الضوء على تواطأ شرائح واسعة من البرجوازية الفرنسية مع المحتل النازي.
كانت أمريكا بثرواتها و قوتها العسكرية و عدم تعرضها للخراب في الحرب العالمية الأولى تشكل قوة متصاعدة تهدد بالخطر قيادة النظام العالمي الأوربية ، في ذلك الوقت ، مهددة بنقل مركز القيادة إلى خارج أوربا فكانت المحاولة الألمانية الفاشلة للحفاظ على مركز القيادة داخل أوربا.
و رغم انتقال مركز السيطرة على العالم إلى أمريكا ظل الأوربيون مستفيدين من النظام العالمي القائم إنما فرضت عليهم أمريكا توزيعا جديداً للمكاسب فحلوا بالدرجة الثانية و الثالثة بعد أمريكا . من هنا يجب أن نبدأ بفهم الخلاف بين أطراف النظام الرأسمالي الدولي و وضعها في سياقها الحقيقي كي لا نعول عليها كثيراً فنصاب بخيبات أمل أو نقع في أخطاء قاتلة.
رغم كل الخلافات التي تطفو على السطح بين أطراف النظام الدولي يجب أن نضع نصب أعيننا حقيقة أساسية و هي أنها خلافات داخل البيت الرأسمالي و جميع الأطراف حريصة على حلها داخل البيت الرأسمالي . كي لا يستفيد منها قوة من خارج هذا البيت ، و نعني شعوب العالم الثالث .
إن كثافة العلاقات الاقتصادية بين المراكز الرأسمالية تجعلها بحاجة ماسة لبعضها . و أي هزة تصيب طرف من هذه الأطراف يدفع جزء من ثمنها الأطراف الأخرى. و في هذا السياق يجب أن نفهم كلام كيسنجر عن العراق و عن الغرب الذي سيدفع الثمن .
 كل أطراف النظام الدولي بمن فيهم الفرنسيون و الألمان يسلمون لأمريكا بقيادة هذا النظام الدولي لأنها اكبر سوق مستهلك لصناعاتهم و لأنها تملك قوة عسكرية قادرة على ضبط العالم و هم لا يملكون هذه الإمكانية . إن جميع أطراف النظام الدولي القائم تدرك المعنى العميق لكلام كيسنجر  و تتصرف بفحواه . لذلك نرى فرنسا تعارض العدوان على العراق لكنها لا تستطيع أن تأخذ خطوات عملية في وجه هذا العدوان و كذلك ألمانيا و روسيا .
 إن خلافهم مع الولايات المتحدة لا لأنهم يريدون تغيير نظام العلاقات الدولية القائم و بالتالي يطمحون إلى تغيير النظام العالمي بل بالعكس لأنهم يرون بخبرتهم السياسية و الحضارية الأكبر أن تصرفات و سياسة الولايات المتحدة الحمقاء و استخدامها المغلظ للقوة سيؤدي بهذا النظام إلى التهلكة و بالتالي سيهلكون كلهم . لذلك تراهم يصرخون بحق إنهم يحبون الولايات المتحدة أكثر من جورج بوش و إنهم يخافون على مصلحتها .
لا يوجد أي طرف مسيطر في النظام الدولي الراهن يملك الطموح أو الإمكانية للحلول مكان الولايات المنجدة في موقع القيادة. لذلك فإما أن تبقى الولايات المتحدة في قيادة هذا لنظام أو سينهار النظام على رؤوس الجميع . و هذا هو الاحتمال الذي يقلق أطراف النظام الدولي الأخرى الأكثر قراءة للتاريخ و الأكثر عقلانية من الولايات المتحدة. فهي ترى في الأفق خطراً حقيقياً يتهدد هذا النظام يأتي هذه المرة من العالم الثالث و ترى الولايات المتحدة تعالج هذا الخطر بحماقة لذلك تختلف مع الولايات المتحدة لكن عندما يصبح النظام مهددا تراها تنحاز إلى الولايات المتحدة .
إن النظام العالمي القائم استنفذ إمكانيات التغيير من داخله فلم يعد ممكناً أن تحل دولة مكان الولايات المتحدة كما حلت هي مكان بريطانيا. فقد أفلس اقتصاديا و إنسانيا و أخلاقيا. و حانت ساعة تغييره من الجذور و القوى المؤهلة لتغييره غير متبلورة بعد لكنها تتبلور بسرعة و أحداث منطقتنا العربية و على الأخص ما يجري في فلسطين و العراق تساعد على تبلورها بسرعة أكبر .



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري
- حريق في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة
- نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح
- تحية إلى كوبا


المزيد.....




- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - وحدة أطراف النظام الدولي