أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - هل سيعود العراق الى العصر السلجوقي ثانية ؟














المزيد.....

هل سيعود العراق الى العصر السلجوقي ثانية ؟


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل سيغدو العراق الواحد ، أرخبيل كيانات تمهيدا لإلغائه من الخارطة الدولية ـ أو أن عصرا " سلجوقيا جديدا " ستشهد ولادته العقود الاولى من الألفية الثالثة ، تولد فيه دولة " الخروف الابيض " في الشمال ، ودولة " الخروف الأسود " في الجنوب ( على غرار ما كان عليه في الفترة السلجوقية ) مع دولة هجينة ثالثة في الوسط ؟

الوضع السياسي الداخلي ينبئ عن ذلك طالما بقيت النخب السياسية منشغلة بزيادة " حصصها " في السلطة .. والوضع الاقليمي لا يخلو من وجود لاعب ٍ ماهر ٍ وخبيث ٍ عدواني النزعة مغتصب يرى في تقسيم العراق هدفا استراتيجيا لتحقيق مشروعه النهائي بإقامة دولته الكبرى الممتدة من الفرات الى النيل ( والتي يعبر عنها الخطان الأزرقان اللذان تتوسطهما نجمة داود في العَلـَم الرسمي الذي يرفرف في أكثر من فضاء عربي )... أما الوضع الدولي ، فإن الأحادية القطبية قد منحت الولايات المتحدة الامريكية حق الاستهتار والعربدة والخروج على إرادة الأسرة الدولية لتنفيذ مخططاتها خدمة لمصالحها على حساب الشعوب ، دون التفات الى القانون الدولي ووثيقة الشرعة الدولية لحقوق الانسان ، متخذة من " حق القوة " بديلا عن " قوة الحق " ما دام أنها " قاضي العصر والمدعي العام والشاهد وشرطي التبليغات معا ً في محكمة العالم " .. وإذا كان الأمر على مثل هذه الحال ، فلماذا لا يتم تقسيم العراق ـ إذا كانت النخب السياسية العراقية ذاتها تقدم للإدارة الامريكية ما تحتاجه من ذرائع لتنفيذ المخطط الصهيو ـ امبريالي ؟

القرار يتحدث بوضوح عن تقسيم العراق الى ثلاث دول ... وليس عن نظام فيدرالي ... إنه يريد تفتيت الموحَّد ، ومن ثم جمعه في اتحاد كونفدرالي يمتلك كل مبررات الإنفراط في ظل حكومة مركزية شكلية ... العراق ليس إمارات متناثرة ليتم جمعها في اتحاد كونفدرالي .

إن القراءة الواعية لتاريخ السياسة العدوانية الامريكية ، يكشف عن أن الكثير من مخططاتها التي نفذتها ، قد بدأت بقرارات وتوصيات " غير ملزمة التنفيذ " قدمها مجلس الشيوخ أو بعض أعضاء حكوميين ، أو مؤسسات استشارية كمؤسسة " إيباك " الصهيونية المختصة برسم السياسة الامريكية تجاه منطقة الشرق الاوسط والأدنى ..

بقدر تعلق الأمر بقرار مجلس الشيوخ الامريكي حول تقسيم العراق ، فإنه ـ وإن كان غير ملزم ـ يبقى بالغ الخطورة .. فقرار احتلال العراق كان أيضا مجرد مقترح غير ملزم تقدم به عدد من المحافظين الجدد ليغدو بعد حين قرارا رئاسيا واجب التنفيذ .

في بيانه الذي تلاه في مؤتمر صحافي يوم أمس ، قال النائب" عزت الشابندر " أحد قياديي القائمة العراقية : " إن مجلس الشيوخ الامريكي اعتمد في أحسن الظن على قراءة خاطئة وتقديرات غير واقعية لتاريخ وحاضر العراق ومستقبله ويمثل سابقة خطيرة تؤسس لطبيعة العلاقات ين العراق والولايات المتحدة الامريكية " ... ولا أدري عن أي حسن ظن وقراءة خاطئة وتقديرات غير واقعية يتحدث السيد عزت الشابندر ؟ أم تراه يعتقد أن أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي يشبهون في وعيهم وثقافتهم السياسية أعضاء برلماننا أو حكومتنا ممن جاءت بهم المحاصصة وليست مؤهلاتهم الفكرية والسياسية ؟ فمُقتـَرِح القرار السناتور " جوزف بايدن " مرشح لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية وليس لمنصب قس ٍ في كنيسة أو رئاسة متجر ، ما يعني أنه يعرف ويعي ما يقترح ، وأن له مستشاريه ومؤسساته البحثية ـ بل ويعلم مسبقا أن جهات امريكية مختصة " وليست موريتانية أو بنغلاديشية " قد أجرت استطلاعا لمعرفة رأي الشعب العراقي حول بقاء العراق موحدا أو تقسيمه ، فكانت النتيجة 61% مع بقاء العراق موحدا ، ضد التقسيم الى دويلات مستقلة ( وكانت النسبة ستكون أكثر بكثير لو اقتصر الاستطلاع على العراقيين العرب فقط ) ..

لا وجود للمصادفات في السياسة .. إنها فن التخطيط المسبق الهادف الى نقل النظرية من فضاء الاحلام الى أرض التطبيق ، وترويض الواقع خدمة للأهداف الاستراتيجية ( المعلنة منها وغير المعلنة ) فالمعلن من القرار ، يزعم وضع الحلول للمعضلة الطائفية .. وغير المعلن يرمي إلى تفتيت العراق كخطوة إولى على طريق تفتيت النظام الاقليمي الراهن لإقامة البديل " نظام الشرق الأوسط الكبير " الذي وضع تفاصيله شيمون بيريز ومؤسسة " إيباك " الصهيونية باعتبارها أقوى مؤسسات الضغط الصهيوني في الولايات المتحد الامريكية ..

إن الحكومة العراقية ملزمة بسنِّ قانون يمنع التقسيم .. أو إجراء تعديل في الدستور يفضي إلى بقاء القسم العربي موحدا ( لا أقول كل العراق ، لأن القيادة الكردية سترفضه حتما ، والدستورـ لغاية في نفس بريمرـ نص على أن من حق ثلاث محافظات نقض ما ما تتفق عليه خمس عشرة محافظة ـ مع قناعتي بأن للشعب الكردي الحق في تقرير مصيره واختيار شكل كيانه و نظامه السياسي )

وعودا على بدء : هل سيشهد العراق عصرا سلجوقيا جديدا ؟
المنطق يقول نعم ـ إذا لم تتم مصالحة وطنية حقيقية ، ويتم ردم المستنقع الطائفي والتخلص من الأنانية الحزبية والمذهبية والقومية ، ونبذ مبدأ المحاصصة ، وبقية الأمراض الخطيرة كالفساد المالي والاداري .. وعند ذلك لن يُخشى على العراق من سكاكين التقسيم وخناجر الطامعين ولصوص الأوطان .



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور فكرة تقسيم العراق
- العراق أكبر من أن يُبتلع .. وأصغر من أن يُجزأ
- غزل في طائرة
- أنا مثلك يا أنطوان
- همس كالصراخ
- ملاحظات عادية جدا
- قانون النفط وضبابية المستقبل العراقي
- انطباعات
- القصيدة الأخيرة
- أما من جواز سفر مزوّر للوطن ؟
- الحل : تسليح القوات الحكومية وليس العشائر
- نريدُ أن نرى .. لا أن نسمع
- الى الرئيس بوش : الرجاء زيادة سعر الانسان العراقي
- الإنتحار السياسي
- أضغاث يقظة
- من دفتر الأحلام
- أربعون ألف جثة مجهولة الهوية في مقبرة النجف وحدها !!!
- ثلاث رباعيات
- رسالة ثانية الى سيادة الرئيس الطالباني : مظفر النواب ( جيفار ...
- تبريرات مشروعة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - هل سيعود العراق الى العصر السلجوقي ثانية ؟