أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الإله بوحمالة - البذور المنتقاة لديمقراطية بوش














المزيد.....

البذور المنتقاة لديمقراطية بوش


عبد الإله بوحمالة

الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 10:08
المحور: كتابات ساخرة
    


جورج بوش، هذا المزارع الأمريكي الجديد حينما ساق بغاله وحميره وشحن محاريثه الجهنمية ليخوض بها عباب البحار والمحيطات نحو الشرق الأوسط، فعل ذلك، لأن المنطقة في رأيه عبارة عن فيافي جرداء وصحارى قاحلة من الديمقراطية خالية من الحرية يبابا من حقوق الإنسان.
وبما أن هذا التصحر الديمقراطي الشنيع في شرقنا الأوسط أصبح في السنوات الأخيرة بيئة متوحشة طاردة لا تنتج إلا الغاضبين الناقمين المتطرفين الذين يحملون معهم سخطهم الدفين وتطرفهم المشحون ليفجروه في حقول أمريكا المسكينة بكل غل وضغينة، وبما أن رمال هذا التصحر الزاحفة وزوابعه المدمرة أصبحت تطاول تلك "الواحة" الوحيدة المعلومة الموجودة في المنطقة، فقد تطوع هذا المزارع "الكريم" بكل أريحية الأمريكيين المعروفة ليحل بعين المكان شخصيا ويجتث أشواك الديكتاتوريات من جذورها بنفسه ويعيد للأرض خصوبتها واخضرارها الديمقراطي المفقود.
وكانت، بطبيعة الحال، البقعة الصالحة للزراعة والمناسبة للانطلاق هي أرض الرافدين، الحقل الخصيب الذي تتوفر فيه كل الشروط الحيوية الضرورية لبذوره المنتقاة حسب ما وصى به خبراء الاستراتيجيا وحسب ما تجمع لدى مكاتب المخابرات من معلومات دقيقة جدا عن نوعية التربة والماء والهواء.. فالديمقراطية التي يحملها صاحبنا في سلته ديمقراطية جديدة فريدة من نوعها، مصممة ومعدلة جينيا في مختبرات البانتاغون، ولا تنبت بسهولة أينما كان، وتحتاج إلى تربة غنية طافحة بالمعادن كما تستلزم، إلى جانب ذلك، عناية ورعاية ومتابعة.. وتتطلب مصاريف مالية لا حصر لها.
ومع كل الأسف هذه الخاصية الفريدة التي انتبه لها مزارعنا جورج من تكساسه البعيد ورمقها بأقماره الصناعية من العلياء، لم تلفت انتباه كل الذين تعاقبوا على حراثة هذه الأرض وزراعتها من أبنائها المحليين، فلم يتعاطوا لهذه النبتة الشهيرة ولم يحفلوا بمزاياها ولو كنبتة بورية، بل إن بعضهم كان يحتقرها ويكرهها كراهية شديدة ويدعي بكل ثقة أن المناخ السائد لا يلائمها وأنه لا يمكن لها لوحدها مهما كان أن تنتج خبزا أو تعصر زيتا وكل ما هنالك أنها نبتة جميلة مستوردة أحسن ما فيها ظلالها.. وما عساها تنفع الظلال مع الجوع؟ وما عساه يفيد الفيء مع الفقر والمرض والجهل؟.
المهم، حاصل القول، أن مزارعنا الطيب القلب وصل إلى الأرض الموعودة بهيلمانه ورعاة بقره الجدد وابتدأ بدءا بسياسة الأرض المحروقة، جريا على عادة أسلافه القدامى، فسوى عاليها بواطيها وقلب تحتها فوق فوقها وأباد كل ما من شأنه أن يعيق نمو النبتة المفضلة من بشر وشجر وحجر، ثم نشر ما تأتى له من بذور كالوباء.. وانصرف.
انصرف في اتجاه أراض أخرى على مرمى حجر، فالعدة والعتاد كانا موجودين، والخماسين المرتزقة ثمن أرواحهم لا يتجاوز بطاقة خضراء تافهة، والمصاريف كالعادة يتكفل بها بعض سادة هاته الصحارى السذج إما خوفا أو مجاملة ورياء لمزارعنا المقدام.
وحتى لا أطيل في تفاصيل التكلفة التي ترتبت عن مشروع استنبات النبتة السحرية التي بشر بها أعوان المزارع وخدامه وتابعيه، أقول إنه ما إن أطلت أولى براعم تلك النبتة المزعومة حتى تبين أنها ليست ببراعم ديمقراطية ولا بشائر حرية ولا طلائع حقوق إنسان.. ولا هم يحزنون، وأن تلك البذور المنتقاة التي أتى بها صاحبنا المفتري من مخازنه على صهوة بوارجه ما هي في الأصل إلا خليطا شيطانيا من بذور نباتات الشر التي تسمق إلى عنان السماء وتتكاثف أغصانها وفروعها بقوة لتثمر في الأخير فاكهة مسمومة بعضها فتنة وبعضها طائفية وبعضها عنصرية وخراب.
ولمن أراد أن يعرف أي فائدة جناها مزارعنا الحصيف من زراعته هاته، يكفيه أن يعرف أن خلف هذه الغابة السوداء تجري اليوم:
ـ أكبر سرقة في التاريخ البشري تنهب فيها خيرات البلد وثرواته ومعادنه.
ـ وأكبر مذبحة يباد فيها خيرة العلماء والمفكرين.
ـ وأكبر عملية نصب وتزوير واختلاس لتاريخ أمة وحضارتها وتراثها.



#عبد_الإله_بوحمالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات والأمية بالمغرب: -إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب-( ...
- التعليم في المغرب: صانع السم لا يذوقه
- تعديل الدستور: نحو حكومات تحكم وتحاسَب
- السباق نحو تدبير الأزمة
- باتش وورك
- وعي العزوف السياسي
- زبانية الجنة
- الحكومة التي ننتظر
- الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية
- محاربة الفساد تبدأ من أعلى
- كَمَرَادْ عبد -العالي- الليبرالي ورفاقه
- في مواطنة الخم.. للدجاج أيضا حقوق(!).
- على تغييرها قدراء
- خيمياء التراكم: البطالة.. حل(!)
- الوسط المعتل والفعل الأجوف: عن التعددية الحزبية في المغرب
- مورفولوجية الرمز وخطاب التميمة
- كفايات التناظر التلفزيوني
- تلك الطريق.. ذلك النمو
- نواب الأمة: حفريات في ترسبات قديمة
- أكاديمية الآلهة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الإله بوحمالة - البذور المنتقاة لديمقراطية بوش