أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - غازي الجبوري - هل يجوز أن تتصارع الحضارات؟














المزيد.....

هل يجوز أن تتصارع الحضارات؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 03:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن مفهوم الحضارة يشير بشكل عام إلى الرقي والتقدم والازدهار في جميع نواحي الحياة الإنسانية . وهذا الإنجاز العظيم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التنمية الخلاقة للإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة لأمة من الأمم . ومن ابرز سمات الأمة المتحضرة هي تجنب الدخول في الصراعات إلا في حالة الدفاع عن النفس وعند فشل وعجز جميع الوسائل الأخرى كالحوار والتفاوض . أما في ما يتعلق بالعلاقة بين الحضارات فان العلاقة الوحيدة التي يفترض أن تنشا فيما بينها إذا ما كانت حضارات حقيقية فعلا ، هي علاقة التعاون الفعال لتطوير البناء الحضاري وإعلاء صرحه لتحقيق اكبر قدر من الرفاه والسعادة للإنسانية جمعاء وليس للأمم المتحضرة المتعاونة فحسب ، كما يمكن أن يكون هناك تنافس شريف وتسابق بين الحضارات لتقديم نماذج أكثر رقيا وإبداعا وهذا يختلف كليا عن التصارع فالأول ايجابي ويثمر منفعه للنفس وللآخرين وتقدم إلى الأمام وحافزا للحضارات الأخرى نحو المزيد من الإبداع والعطاء والثاني سلبي ولا يثمر سوى الإضرار بالنفس وبالآخرين وتدميرا للبناء الحضاري وعودة إلى الوراء على جميع الأصعدة ، ولذلك فان من المستحيل بمكان أن يكون هناك صراع بين حضارة وأخرى ، ولكن يمكن أن يحدث الصراع بين الأمة المتحضرة وأمة أخرى من الأمم التي تمتلك قدرات مادية كبيرة ولكنها عاجزة عن العطاء والبناء الحضاري بسبب انعدام الوازع الأخلاقي الذي يعد احد أهم أسس البناء الحضاري وهو ما يدفعها إلى الاعتداء على الأمة المتحضرة بدوافع الحسد أو الحقد أو الطمع لتدمير حضارة تلك الأمة أو اغتصاب عناصرها المادية . وما يقال اليوم عن وجود صراع حضارات إنما يثير الاستغراب لعدم وجود شيء يمكن أن نطلق عليه حضارة في الوقت الراهن فالأمم المتقدمة عسكريا واقتصاديا وتقنيا تفتقد إلى الوازع الأخلاقي الذي لايمكن أن نطلق على أي بناء تسمية "حضاري" مالم يكن مستوفيا لجميع العناصر وفي مقدمتها الوازع الأخلاقي لذلك نجدها تمارس العدوان والتدخلات المباشرة وغير المباشرة ضد الأمم الأخرى من خلال الاستخدام الغاشم لقدراتها وهذا ما ينفي عنها أية سمة حضارية لان الأمة المتحضرة تشع الفكر النير وتنشر المنفعة وليس الفكر الفاحش والعدوان الصارخ والانتهاك السافر لحقوق وحريات الآخرين وهو ما يشبه إلى حد كبير حياة الغاب إن لم يتجاوزها بكثير . أما الحضارة العربية الإسلامية فإنها لا ترقى اليوم إلى مستوى الحضارة بسبب الضعف والوهن الذي ينتابها مع توفرها على عناصر التحضر ومن أبرزها الدين الإسلامي الذي يتضمن وازعا بديلا الوازع الأخلاقي وكذلك القدرات البشرية والمادية لأنها تفتقد إلى الفكر السياسي القادر على استقطاب الأغلبية الساحقة للأمة كما تفتقد إلى القيادة السياسية الفذة القادرة على توظيف هذه العناصر لبناء الحضارة العربية الإسلامية المنشودة . ولذلك فان الصراع الذي يجري بين العرب والمسلمين من جهة وبين الصهاينة والغرب من الجهة الأخرى لايمكن أن نطلق عليه صراع حضاري لأنه صراع بين أمم عدوانية وأمة ذات ارث حضاري ولكنها فقدت موقعها كأمة متحضرة منذ مئات السنين . وقد اختلف الباحثون حول هذا الوقت فهناك من يرى إنها فقدت موقعها الحضاري منذ ارتكاب جريمة قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان"ذي النورين" وهناك من يرى منذ وفاة أو مقتل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز وآخرون يرون منذ سقوط الدولة العباسية .



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي سمات الاقتصاد المنشود ؟
- معايير تحديد الرواتب في العراق
- مجرد تساؤل؟!
- الأممية والعولمة وجهان لعملة واحدة اسمها-الهيمنة-
- التنافس بين التيارات السياسية العلمانية والاسلامية الى اين؟
- هل ستسمح روسيا لأميركا بغزو إيران؟
- اشكاليات التعليم في العراق وطرق معالجتها
- نتمنى أن لا يكون ثمن القبلات راس حماس
- أفكار في الوقاية من الفساد المالي والإداري
- أفكار للوقاية من الفساد المالي والإداري
- هل سيبقى بوتين في الكرملين دون أن يضطر لخلع حذاءه؟
- تركيا العلمانية ترتدي الحجاب
- كيف نغير النظرة إلى المرأة من النظرة إليها بصفتها جسد إلى ال ...
- المسجد الاحمر اسم على مسمى
- كيف توزع واردات النفط العراقي على المواطنين؟
- لآتكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر
- ليس كل مايعرف يقال
- ماهي أسباب تعثر المصالحة الوطنية في العراق؟
- كيف نساوي المراة مع الرجل في المجتمعات العربية والاسلامية ؟
- لكي لا تتكرر مأساة بغداد في كركوك


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - غازي الجبوري - هل يجوز أن تتصارع الحضارات؟