أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال بوطيب - قصص قصيرة جدا 7














المزيد.....

قصص قصيرة جدا 7


جمال بوطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 07:16
المحور: الادب والفن
    


كـتـابـة
في الصحراء، وقرب مدخل خيمته ، جلس " نبيه " يدخن سيجارة شقراء مهربة، وقد انتشرت السهام حوله . كان بعضها مكسرا، وبعضها الآخر عليه آثار دم مراق حديثا. قال له الرجل النحيف العاري الصدر والأعزل والذي كان اسمه "جميلا":
- "نبيه" ، من أذن لك بالزواج من بثينة؟
- ومن أذن لك بالتشبيب بها بالرغم من زواجنا؟
رد "نبيه" وقد صار واقفا:
- أنا أولى منك بها. قال جميل بصوت متهدج.
- زواجك منها لن يكون غير ستر لعارها.
- هي تحبني يا نذل.
ثم إن نبيها همّ بصفع جميل ، إلا ان الثاني كان هزيلا، فخشي الأول ان يقتله. بصق على الأرض ودخل خيمته.
ونظم جميل القصيدة تلو الأخرى في بثينة. ولم تبالي هي به بعد أن كانت تدبر له أمر زيارته لها خفية من زوجها. فأرسل لحيته حتى صرّتَه وباع النوق والغنم والسمن والخيمة وهاجر إلى أوروبا.
وفي حانة في " سيرجي بونطواز " بباريس، لاقاه "عروة" و"قيس" وهما
يتأبطان دواوين شعرية أصدروها على نفقتهما وكتبا على صفحة الغلاف
الداخلية :
- كل الحقوق محفوظة للمحبوبة .
سألاه عن حاله وسألهما عن الأهل والصحراء، وعلى وجهيهما بدت له ملامح حزن فاضح.
قال قيس :
- ليلى، يا جميل، صارت لغيري.
قال كثير :
- اكتفيت بالصلاة حيث صلت عزة.
بقي جميل صامتا، مسح قيس دمعة مكابرة انفلتت منه. أخرج الديوان من سجن إبطه، مده الى جميل :
- هذا ديواني الأخير وعليه ختمي.
- ختم بثينة في قلبي، يا قيس، وقلبها مناي.
تدخل كثير مسايرا :
- كم كتبت عنها من قصيدة؟
- ...
- كم كتبت عنها من قصيدة يا جميل ؟
رد جميل وذكرى لقائه مع نبيه في الصحراء ماثلة بين عينيه :
- تسع قنينات يا كثير.

أضـــاحـي

يوم وصل إبراهيم، البناء الماهر، إلى الورشة في إقامة " سوماكوترا "،هناك في " بييرفيت " بباريس ،قادما من " عين الصفا" سأله رئيس الورش :
- هل معك شهادة تثبت خبرتك في البناء؟
أشار إلى ساعده الأيسر قائلا :
- هذه شهادتي.
اقتنع رئيس الورش بجوابه المفحم، وشغّله.
ظل إبراهيم يصبر على الجوع ويقهر شهواته، وإلى أسرته يبعث بالحوالة تلو الأخرى.
انتهت الأشغال بالورش. تعطل إبراهيم. صبر على كل شيء إلا أضحية العيد لأبنائه في " لبلاد " . ويوم العيد لم تغادره المرارة. وفي " لبلاد " ضحت ابنته بدم العذرة مع إسباني عجوز عشاها " بيتزا " وسلمها أوراقا مالية كثيرة وملونة. وضحت زوجته ببعض من أثاث البيت واشترت حملا قريبا من الأرض.


لــغــــو

قبل أن يرافق الصغير أباه إلى المسجد لصلاة الجمعة لأول مرة، علمه أبوه كل شيء : الوضوء والركوع والسجود و... أصر الابن على أن يستظهر أمام أبيه التشهد كاملا. لكن أباه ظل ينبهه إلى ضرورة ألا ينس أمرين اثنين فقط، هما : ركعتا التحية حرمة للمكان ،والصمت عندما يكون الإمام يخطب.
دخلا المسجد، صليا الركعتين. بدأ الإمام يخطب. تكلم عن الماء الكهرباء والهاتف والأنترنت و ... و ...
كان الصغير يعبث بقصب حصير" الدوم" الذي يجلس عليه، وبين فينة وأخرى يسأل أباه :
- متى سنعود إلى المنزل ؟
لم يجبه الأب. كتم سخطه وصبر. لما خرج من المسجد شده من ياقة عباءته الصغيرة بعنف. هزّه وقال له :
- ألم أقل لك لا تلغ عندما يكون الإمام يخطب؟؟
رد الصغير ببراءة :
- ولكن الإمام كان يلغو.

عـجـــزة

في دار العجزة، يقاسم "مارك توين" زهيرا بن أبي سلمى الغرفة الضيقة والمتسخة. يلعبان الورق. يعبئان شبكة الكلمات المسهمة . يتحدثان عن الإبداع وهمومه. شعارهما " العجوز للعجوز نسيب".
كان زهيرا مكلفا بالسقاية ،والزجاجة بينهما تحتضر. فاجأه "مارك" قائلا:
- من غير شك ان الحياة كانت ستبدو اجمل وأروع لو كنا نولد في الثمانين ،ومع مرور الأعوام نقترب من سن الثامنة عشرة.
- ولماذا الثامنة عشرة؟
- لأن في هذا السن تصنع بنا أيدينا كل شيء جميل ورائع.
- ونموت عندما نبلغه؟
تساءل "زهير" باستغراب. فرد "مارك "وهو يحاول أن يكون عادلا في صب آخر جرعات تعطلت في الزجاجة:
- ليس في الكون ما يستحق البقاء بعد.
شرد زهير وعبثا حاول أن ينظم قصيدة.



#جمال_بوطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا 6
- قصص قصيرة جدا 5
- قصص قصيرة جدا 4
- الإرث- قصة
- قصص قصيرة جدا 3
- فن الالقاء وتربية الصوت : علم السحر وفن الأسر
- فن الالقاء وتربية الصوت:فن السحر علم الأسر
- قصص قصيرة جدا 2
- قصص قصيرة جدا
- غفوة -قصة
- العصفور الشاعر - قصة
- بلاغة الضمير في النبوة الكنعانية- كتاب الرماد لعبد الله رضوا ...
- السرد ديوان العرب : تأصيل النسب
- الموت المغربي : رؤى نصية
- الجماعات المحلية والتنمية الثقافية


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال بوطيب - قصص قصيرة جدا 7