أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحكيم الفقيه - غبار الطباشير















المزيد.....



غبار الطباشير


عبدالحكيم الفقيه

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 09:08
المحور: الادب والفن
    



المدينة مطفأة
والجنود الحيارى على طرقات المساء القريب من الفجر
والناس نائمة والكلاب
خافت صوت تلك الرياح التي أخفقت في عناق الغصون
والاذاعة تهذي كما التلفزة
اّه يا وطنا يتقمص أشلاءه
ويعد النجوم
يعد القطيع ويغمض عينيه كيما ينام
لماذا تلخبطت في الخارطة؟
وكيف تقوم من الأسر في مهرجان الشتات
وتقهرها اللحظة الساقطة؟
لا تثق بالذي يتدين زيفا ويعرف أنه لا يعشقك
لا تثق بالذين يلوكون أوهامهم والكلام
وهم يدركون بأنك مثل الفريسة يا وطنا من غبار الطباشير في المدرسة
أي جيل سيبنيك والأرض قاحلة والصدور
ولم يحمل الراية الاّن من أنت في قلبه وطنا ضاحكا كالغيوم يدندن في الساعة المشمسة
المدينة واجمة والقرى
والشوارع مكتظة بالجياع
أيسترجع الوقت عروة وابن السليكة والشنفرى
*****
قد أظن
ولكنني لا أظن
أنا أبصر الاّن حربا ضروسا
وابصر خارطة تتغير مثل الزعيم المحنط مثل الجوارب والوزراء
فيا وطني سترى كيف ينتصر القمح والورد والشعر والشعراء
وكيف يدب السلام
وتنمو الأغاني في فوهة البندقية
كيف يلوح القرنفل من فجوة في الجدار
وكيف يحط الحمام على شرفات البيوت
وكيف ينام الصغار بعيدا عن الحزن والأّه في وطن الكبرياء
وإن غدا لا محالة سوف نرى
****
فيا وطني سترى كيف ينتصر القمح والورد والشعر والشعراء
وكيف يدب السلام
وتنمو الأغاني في فوهة البندقية
كيف يلوح القرنفل من فجوة في الجدار
وكيف يحط الحمام على شرفات البيوت
وكيف ينام الصغار بعيدا عن الحزن والأّه في وطن الكبرياء
وإن غدا لا محالة سوف نرى
لا الزمان الذي يتسلى بنا سوف يمكث كلا ولا حجر الأمنيات سيكشط اشواقه من بلاد مغلفة بالسديم ليس يمكث إلا الذي من هواء المحبة ينفخ بالونة التوق صوب المروج التي في كتاب الخليقة مزدانة بالمنى
والسنا سيعم الدروب
وتضحك من قلبها نغمات الشعوب
غدا سنرى ونرى
****
والسنا سيعم الدروب
وتضحك من قلبها نغمات الشعوب
غدا سنرى ونرى
والذي في خضم الأسى أورق الناي والعود والكلمات وقلم في لحظة من أظافر ما رعرع البحر من نسمات وأورق كالشعر في ساحل الكلمات
هو الوطن المتدثر بالحلم سوف يقيس المسافة بين الجهات ويحلم بالأمنيات ويرتد عن عرف ما خبأته القبيلة في صمتها المتناقص والمتناقض في رقصة الانكسار
غدا سوف يبقى المسار المسار
غدا سنرى
***
هو الوطن المتدثر بالحلم سوف يقيس المسافة بين الجهات ويحلم بالأمنيات ويرتد عن عرف ما خبأته القبيلة في صمتها المتناقص والمتناقض في رقصة الانكسار
غدا سوف يبقى المسار المسار
غدا سنرى
في الطريق ركام من الزيف والظل والتمتمات
عويل وويل وأغنية ونشيج
الطريق ضجيج
الطريق نسيج من الزمن المتداخل بالأمكنة
والبيوت التي صمتت كالقبور تعلق صورة قاتلها وتهرول في طرق المسكنة
والمغني الذي يعشق الدندنه
تتبلل أوتاره بالدموع
ويهذي وينفخ سيكارتين وتشتعل المدخنة
والليالي لها صمتها والخشوع
وتبدو القصيدة راقصة والحجول تطقطق تختصر الأزمنة
والزمان الذي سوف يأتي سيأتي له ظله في الذرى
وغدا سنرى
****
واخيت بين دمي والخناجر
بين رنين قصيدي وناي الحناجر
بين الندى والصباح الطري
وبيني وبيني بلاد مهشمة كالفخار
ريثما يا حبيبة قلبي ارتب أمكنة في الوريد
وأزمنة في الوتين
وخيمة حب على رمل قلبي
هنالك في ساحل العشق نقتات ضحكتنا
نحتسي دمعنا ونغني (إلى أن ينام القمر)
ماتبقى من العمر يكفي لكي ليس يكفي الحنين
ويكفي الأنين
فهيا نصب من الشهد كي نطفأ الاّه حيث الدبيب الأمر
فاخلجي حلبة الوقت
وامتثلي لطقوس القرى
وامرصي بيديك الحمر
لم تعد راية الاحمرار قرنفلة والرفاق احتسوا من مياه الغريب
ولاذو بعيدا
فلا شمس ترشدهم في النهار ولا ليل يحرسهم بالسمر
انما سيكون غدا ناصعا كالحقيقة مثل انعكاس الشعاع على شجر مفعم بالثمر
وغدا سنرى
وغدا سنرى
****
ولاذو بعيدا
فلا شمس ترشدهم في النهار ولا ليل يحرسهم بالسمر
انما سيكون غدا ناصعا كالحقيقة مثل انعكاس الشعاع على شجر مفعم بالثمر
وغدا سنرى وغدا سنرى
قالها القلب ثم مشى باتجاه حطام المحبة
لملم كل الذي في زمان التبعثر
حاول ألا يحاول ثم أمتطى جرحه ومضى في طريق التذمر والولوله
إنه في دقائق هذا الوله
وغبار الطباشير يجمعه من بقايا السكون المنمنم كيما يصيغ ولو مرة قنبله
قد يغني قريبا
وقد يكتوي بسعير الأسى ويتمتم بالحوقلة
أنما سوف تخرج من صخرة الاّه كركرة وسيول لها وقعها في الحقول
هنالك تحتدم المسألة
لا حلول سوى أن يصون الثرى
كي يباغت كل النجوم
غدا سنرى
وغدا سنرى
***
من سيجرؤ في البوح في زمن ليس فيه من الماء إلا البخار، وطن يتسلط بالغصب في وطن ضائع في متاهات هذا المدى ربما يا بلادي يغني المغني ويحمل تابوته في اتجاه القبور
وطن ضائع لا محالة في زمن الجن والترهات وفي ورق من هشيم
والذي يتمزق بين الجهات استحال يقاوم الا يموت استحال يلملم ذاكرة وهم يغرقون بنقطتهم وهو حاول أن يعطها شارة في مدى الكون في ظل هذا التطاحن ما بين لاهوتهم والغبار
تعبتٌ وهم يدركون بأن البقاء لمن منح الشعب قيثارة من ندى لا سعار
وغدى سنرى
***
ومن حيث ينهمر الصمت تبقى القرى في البداية تاج المدائن سبورة وكتاب من البوح في لافتات السنين
للكتابة في أول العمر نكهتها
حين كنا صغارا نقلم أظفارنا ونصيح ونمشي على الشوك نخشى اذا نبتت شوكة ستصير لأقدامنا هيئة الشجرات كطلح وصبارة و"نفص"
ونفر ونصنع من ورق طائرات ونرمي الحجارة حتى تغيب وليس لنا شأن فيما يقول الكبار وليس لنا دخل في همهم والغصصْ
للطباشير رائحة والدفاتر واضحة والسطور وكنا نزخرف لكننا لم نكن مدركين بأن الكتابة درب العذاب المركب في وطن لا يجيد سوى العنف واللعلعات وفي زمن القتلةْ
انما سيطير الحمام وتبتسم السنبلةْ
وغدا سنرى
****
والذي بين قوسين من دمعة ورحيل مدى لم يزل يتكور كالأرض ليل وفجر وشمس وذاكرة وألم
من أنين القلم
سيغني الأنين وتخضر كل السفوح وتعشب رابية وقمم
حين تذكرني قريتي أنا أذكرها كل حين وأذكر كم مرة يضحك السيل ،كم مرة حين كنا نحث الخطى للمدينة ،كنا نغني ونجري على طرق شبه ضيقة ونعد الخطى للمدينة
تبدو المدائن ناقصة العقل من عسكر وسعير
هو لا يدرك الوقت من أدرك الوقت قبل فوات الأوان
لم تزل جولة للحقيقة والضوء مازال انصع من نفسه والبلاد ستدخل عما قريب على طاولات الكلام
فإما الحوار واما الخوار واما الحمام واما السلام
وإما الوغى كرة واحدة
وإما الفرار إلى لحظات التضرع للاّلهة
السكاكين ضاحكة
وطني فاكهة
اّه يا وطنا قاتلا هل سنبقى نغني ونرثي فقط
كل شيء غلط
اّه يا زمن الجند والجن والكوليرا
هل غدا سنرى الحب منتصرا
هل غدا سنرى
ما الذي سنرى إإإإإ
***
الحقيقة بيضاء
والظلم اسود كالليل
الكتابة حمراء كالويل
والفكر أخضر
الدراية غبراء كالسيل
والصوت أصفر

يرتدي الماء ذاكرة من طحين المجرة يشرد في طرقات الأخاديد يرتد بين الممرات يأوي إلى مصدر لا يحد
وإن ترتدي النار قبعة من دخان تمر ظلالا على موسم العشب والعشب يحمي البقاء بدمع الندى البكر في أول الصبح أو اّخر الهمهمات
ارتجالا تُقاس المسافات بين الحروف على سكة الكلمات الذي مات ما مات في لغة النغمات، الذي عاش ما طاش عقل له من فراغ
إذن ساسمي دمي وطني وادخل في كريات دمي طالبا للجوء
***
زمن أنحلته الفراغات والفاصلة
زمن مثلما اللحظة الحاصلة
زمن بوصلي الرؤى خذلته المسافات والبوصلة
زمن يتثائب لما رأى المقصلة
زمن طار من لا مكان وخبأ حبة خردل في الحوصلة
للأماكن لحظتها من فراغ إلى كلما انكسرت في الظلال الشموس ولم ينزو مثلما خمن الاّفكون
زمن قال أو لم يقل هو للشعر والحب كن فيكون
الزمان زمان المحبة والريح اّيلة للسكون
إنما غاب أو حضر
فغدا سنرى
***
ومن الشوق ما مخر البحر والرمل وارتد في أفق من شذى
ومن الحب ما كسر الصخر وامتد برقا هو وانبرى قائلا هكذا:
وطني واحة
وأنا غيمها
وإذا مر ومض من الوله المتذمر قبل الغيوم هنا
لا تقولوا كذا وكذا
للشجيرات دمعتها ولسعف النخيل الظلال المرتب كالمشط عند الجديلة
يا إمرأة من رذاذ الفصول
هو النجم أحمر
والعدل ما صنع الناسُ
أما السماء ستبقى هي سقف كل الزمان
فلن يفلح الزاعمون
فإن المدى كالح والمداد أسى والمساء الأخير سيبقى مساء ليبدا يوم جديد ويأتي المساء الأخير ليبدأ يوم جديد
دواليك ثم هلم وجرا وتبقى المسافة بين الزمان وبين المكان هي اللغز حتى نفك طلاسم كل الجنون
غدا سنرى وغدا سنرى
****
متدثرا بدمي)
ومن قلق على قلق طلاء الكون من وهم وذاكرة المكان لها السكينة
(هل غادر الشعراء من متردم) وتلبدوا وتبلدوا كالجو في طقس المدينة
هي لم تزل طرق الهوى مسبوكة بالدمع في زمن الضغينة
لا الروح عاثرة كما شاءت لها الأقدار والاسمنت يغلي في بلاد ليس يحكمه التداول
الحاكمون تحنطوا والشعب يبحث عن أياد لم تزل يوما أمينة
(متدثرا بدمي) وفي قلبي تدندن هذه الأرض الحزينة
كنا وما زلنا نقول
ونصيغ للأحلام من قلب العقول
طرائقا
وندق ناقوس الخطر
الأرض ضامئة وفي عيني مطر
مطر مطر
وغدا ستنبجس العيون
غدا ستبتسم الحقول
وغدا نرى
وغدا نرى
****
الكلام جراح
والسكوت ممات
والأنين نواح
في صدى النغمات
****
نحن من وطن الشمس، نحن قوافي الضياء ونور الدروب وذاكرة لا تخون، لنا بلد لا حدود له قلصوه الطغاة، له في شمال الشمال القبائل والبردقان المقدس والبرع الأبدي، له في جنوب الجنوب تعيش القيادة والزربيان.
صاحبي أولم الماء بالماءْ
أعشب الخمر بالجن
الزمان هنا يتبرقط كالبُرص بالمخبرين
هنا مرة لا تجاملْ
مرة أنت تدري الزواملْ
مرة أنت أرهف حسا وتدرك أن البلاد جراملْ
مرة أنت تعرفني جيدا
لست كالغاز خاملْ
ولست كما يسلك التافهون
أنا لست هاملْ
أنت تدرك يا بلحا تحت أحذية الغاصبين
استعن بي وبدد هراءك
صاحبي يتورم قلبي من القهر
قل أعوذ سوى بالذي لا يجاملْ
كأن القلوب دماملْ
صاحبي (أكلوني البراغيث)
فيا وطني إن تولول أو إن تُحول أو إن تُقول أو إن تُسول لك النفس قتلي فقل من بقايا دمي سوف يكبر في شارة الحلم للجيل ذاكرة وسراج مبين
وطني هل أسميك مقبرة أم أسميك مدرسة للحياة فقل للذين قسوا لم يزل في الوريد دماء وما زلت في عنفوان القصيدة أشهرها فيراقبني الرقباء ولا يسرقون من الروح إلا جواهرها والندى ولا يتركون على طاولات الحنين سوى وجعي والأنين
وطني كلهم يقطنون البيوت، همو يضعون الرؤوس على فرشهم والمخدات، يرتشفون النبيذ الفرنسي ، هم يدخلون المطاعم بل يخرجون وأطفالهم للحدائق
وحدي المشتت
اهلي بعيدون عني وأطيافهم في رؤاي
ووحدي هنا هدف للرماة وحزني دفين دفين
هنا في بلاد تعددت الاّلهة
المخاوف تقضمني مثلما الفاكهة
لم أك خائنا فلماذا بلادي مبرقطة في الرؤى كالعجين
القصيدة بوابة للولوج إلى عالم ليس يخشى
وحده الشعر كنز الحياة الثمين
غدا سنهد الكمين
وغدا سنرى
وغدا سنرى
****
والوقت تطليه المخاوف والأرق
والذكريات جميلة كالدمع في ليل الحنين
شجر يئن من الرياح
وتلتوي الأغصان في بهو الرؤى
ويداي من هول الفجيعة ترجفان
والليل يحتل النهار
ويهشم الفجر الطري
ويفر من صبح الصباح
أهي المدائن والقرى
هامت ونامت في الخرائط كالجراح
ألقت تحيتها النعوش
تبسمت
وتململت كل القبور
وتمتمت احجارها
وأنا الحزين المستعان باّهتي
كفني قميصي
والعطور مدامعي
وأد الزمان بشاشتي
وكوى السعير فراشتي
وتحطمت سبل الولوج
وتسمر الشباك
واختنقت زهور الجلنار
والعمر نار إثر نار
ماذا تبقى يا رفاق
الكون أصبح كالزقاق
ضاقت بنا الدنيا وصارت اّخرة
والفلك لا ماء سيمخر في العباب
الصخر أصبح باخرة
سيان أن نمشي على طرق الدبيب
أو أن نخيب
سيان هذا الأمر في عز النحيب
لكننا سنهد أركان القنوط
ونُكركر الأرض العبوسة والثرى
وغدا نرى
وغدا نرى

****
حجر يذوب ويشتوي ويسيل في ألق ويخلق ساقيات في روابي الأرض، هلا تذكرين مواطنا للنجم هلا يعرف الانسان ما نوع السيول وما نوع الطيور وما مداد الجن والقلم الذي ربى البرية والكتاب.
لغة على لغة وباب من سديم ما التي ألقت من الشباك أضواء تراقص في مدى الطرقات أشباح البهيم وتلتوي ك"الكشت" والأوراق في الجدران كالظل المقيم
لها لنا من كل ماعزفت على الأوتار والعيدان مغنى من عتاب
****
جردوني أنا من أنا يا أنا
قصفوا عشبة الروح
دقوا المسامير في القلب
ما في يدي سوى قلمي
ويداي تصافحهم
انما سنرى من سيضحك عند النهاية يا وطنا لا أسميك إلا الوطن
وغدا سنرى
***
حاضر في الغياب كمن ليس إلاه في قبة الكون، والناس في يومهم والزحام كأن المدى يتسوق في كل ثانية ويعد كبائعة لا تجيد الحساب باصبعها والبنان ،التفاصيل زائدة وركام الهراء ينفخ الكون مثل البوالين لو قرر الصمت أن يستقيل فهل ستظل الفراغات قابلة للسكوت
وطني لن تموت
سوف يمضي العساكر سوف مقابرهم
والحقول ستضحك
والرعد سوف يزمجر
والحرف سوف يُقيل الذي لا يُقال
قاتل رمش عينيك يا امرأة رضعت من حليب الهواجس
مصفرة وردة المزهرية كالبرتقال
لا تقولي ابتسم
كيف يقوى الفؤاد على حمل كل الجروح الثقال

الطباشير بيضاء مثل الحليب
نخط على اللوح درس المحبة( في زمن الكوليرا)
والغبار سعال الرئات
وترنيمة في نشيج الفصول
وأنشودة نُثرت في مقال
هي الحرب قادمة لا محالة
والورد في ذروة الإعتقال
الدقائق مرصوفة مثل حبات مسبحة والبلاد ستدخل عما قريب لمرحلة الانتقال
إلى أين تمشي بنا يا زمان
غدا سنرى
وغدا سنرى لعبة الجنرالات والبرلمان
غدا سنرى
***
ما الذي أسمك* الريح
والماء كيف ينظف نفسه
والأغنيات تسير على طرق الصمت حافية
ويصافحها الشعر في نقطة الضوء
واليوم هل يذكر الأمس
والوقت خارطة في المكان !!!!
****
والقوافل مبتلة بالغبار
أمرؤ القيس يعبر فوق الرمال ويمشي إلى أرض دمون
والزمن الجاهلي تأسلم في مجلس الحرب والأمن
مرت على البيد عاصفة من ضجيج الكلام
همو الجن في عرسهم
والطواسين أيقونة من حروف
وحلاج أوقاتنا من رماد على كل نهر يقلم سعف النخيل
ويبكي بكاء الصغار
ولكننا سوف نضحك
إن غدا سنرى
****
إقرأ وقل (ما حك جلدك مثل ظفرك) واتخذ حذرا لقد صارت بقاع الأرض داكنة وصار قريبك الأممي في صف القبيلة والقبائل نصفهم شرك ونصف فوضوي
***
كنا صغارا لا نقرح ب"الطماش" سوى بيوم العيد أو عند الزفاف لكم شردنا في متاهات الأساطير القديمة والعجائز حين يسردن نتيه من الخيال على مروج كلها يخضر في صمت ويقحل كالدوي
***
خرج الأطار عن الاطار يحاكمون ويحكمون وهم على شفة الرياح كما الغبار ولا غبار على الندى ، يرتد طرف من على الماء المبخر في الأصيص وينزوي ألق السحابة والسماء البحر قافية تكركر في الروي
***
يا أيها القلم المحارب في متاهات الكلام
رد السلام على بلاد ضخمت حجم الغمام لكي تقول بأنها صلت واستسقت لكيما قد يدوم نظامها القمعي في وجع الزمان الملتوي
***
بلد مشردة كجمجمتي تنام على يديّ بلا مواربة، مناورة، رواغ :حلمها العدل المُغيب والنظام المستوي


***
ليس من حيل في طريق الطريق إلى أي درب وفي الروح ذاكرة في اتجاه الزمان الذي ما انقضى بين لام الكلام ونون الجنون، المدينة عاثرة والخطى تتنهد في صمتها والأنين
هل تبقى من العمر ما يحتمي بالحنين
كأن المدى شارة من كسوف
قمر ليس للشمس دخل به والنجوم معبأة بالظلام
وبين المدائن خسف من الأغنيات وقلب من الراحلين إلى أول الانعتاق

إذكريني قليلا فلا للندى شجر لا ولا الموت يقوى على قهر ما يتبقى من الموت في بلد موغل في سعير السنين
****
هو الصدر قبر لقلبي
ورأسي مجن
هو الجهل قيد لحبي
وروحي شجن
هو الشوك درب لدربي
كأني أُجن
كأني أفتش في وطني عن وطن
أرى الناس كل له جثة ترتدي بدلة وتغني وتركض صوب المقابر
مازلت أشتم رائحة "للطماش"
ورائحة منذ عشرين عاما
لأن أبي حين علمني كيف أرمي
تذكرت رائحة للمعابر
خذيني بعيدا عن البعد يا امراة قطنت رؤيتي في خضم الجنون
اكتبيني القتيل الوحيد الذي لا يخاف الجيوش
القتيل الوحيد الذي قتلته الرموش
القتيل الوحيد الذي لم يجد من يصلي عليه صلاة الجنازة في وطن الدال والسحر والمشي فوق الحبال وأتشا برابر
تذكرت رائحة للرصاصات
رائحة للمعابر
***
عطل العقل لحظته
ومضى يتأمل في العاقلين
(القبيلي بسبلة)
والأممي له ثورة من كلام الكلام
هي القومجية كالعربجية دورية تتجول بعد رحيل الدوام
الذي لبرلته الظروف
ثغاء الخروف له
والذي يعشق المال والرأسمال الخصيم الذي لا يحب الحروف
الذي يلتحي
ربما يستحي
ويقرر درء الخصام
فيا ركنتك يالحرورة
من وطن حين صلى وصام
(ضيع المودجة)
اّه من قلم العاقلين
****
يا غبار الطباشير "كاد المعلم" والناس صار لها من غباء العساكر مالم يكن في التوقع صارت تباع الرصاصات مثل الملوج وبائعة الورد صارت لها قشطتان وصار المسدس ينطق في كل منعطف وزقاق
***
الرفاق تناسوا كتابات ذاك الرعيل تناسوا كلام الرفيق وصار لهم كل يوم حديث ويروى الذي جاء من بلد القات أن حزيران سوف يُذيب الحديد وأن الخطابات اّيلة للتسمر بين الجناس وبين الطباق
***
هل أتاك حديث البلاد التي جربت موتها كل عام ولن تستبيح المقابر أعظمها فلها في كتاب الحياة طقوس التجدد في كل ثانية لونها في الجدار وأنغامها أيطلا نوتة وانبثاق
***
ليس للضوء قافية كل اّفاقه تطرد الليل والويل والأغنيات مزركشة والسنابل في راية الحزب حالمة بالغيوم وبالعهد والاتفاق
***
اّه يا وطنا ربما سنكركر يوما فلا تبتئس
ربما
فالقرى والمدائن مشتاقة للعدالة في ذروة الاشتياق
***
***
وطن من حروف يقيس المسافة في نغم الروح والكلمات ، يطير طائرة للصغار يطير سرب الحمام ويمنح للزرع قلب الغمام، يرد السلام على الرابيات على الراعيات على صفو قلب تكدر في همهمات الزحام
****
وطن من ضمير النضال له من ملامح أيلول كل احمرار التطلع صوب العدالة من قلب اّيار كل اخضرار الأماني يصون المروج وينوي العروج إلى حلمه والخروج نقيا ويمحو غبار الركام
****
وطن ليس يرضى التقوس والانزواء على أي خارطة سوف يسمو على كل جرح ويضحك في لحظة الدمع كي يقرأ الجيل تأريخه وطنا مفعما بالورود يعشعش مثل العصافير في رمش أغنية ويدل الهديل، الخرير، الحفيف غلافا للعلعة كي تصحح مجرى النظام
****
وطن نقشه كالقصيدة في الصخر والروح بل رسمته القيود على جلد عشاقه والعظام

***
كلمتني وزادت جروحي الدقائق في بلد لا يقي الكائنات من البرد والإفك
صمت على صمت ضوضاء هذا المساء الملبد بالأرق اليستبد
المدائن ضائعة
والقرى شبه واجمة
والشجيرات نائمة
قف على بهو هذا الظلال الطويل وقلم من الليل أشجار أغنية عبرت في طريق الجنون
والذي خان في الخان أقداحه وأرتدى زيفه ومضى للغات التقارير والزيف
صبوا له غضبا فاشترى لعنة وهجوته قبل انكسار الرفاق على يده
وهو ما زال يحسبني غافلا كالأله المحنط في معبد احتسي منه ماء الظهيرة عند الطريق إلى الجامعة
أمة قامعة
أمة خانعة
رقصة رائعة
بين ظل وظل
كأن الجدار معلقة الظل
والبرص يصمت والعنكبوت
الاذاعة صامتة
والكتاب يمل من الصمت
والحرف يبكي حنينا يسيل على الطاولة
أحاورني
وأجاذبني طرفا للحديث
أصلي الجماعة وحدي
وأقرضني ساعتين من النوم
والبُرص يصمت والعنكبوت
وأقرأها سورة القارعة
أمة قامعة
ثم أدخل في ملكوت السكوت
****
إليكِ
وها أنتِ
حين تطلين من شرفة القلب تنفجر الذكريات
وأشعر أن الشرايين أمواس تذبحني
لأني أحبكِ
صادرني الوقت
أممني الحزن
أدخلني الشوق في ملكوت الجنون
تعلمت في شط عينيك فن السباحة
وفي تل صدرك حيث الرمال أجادت أنامل كفي السياحة
وغطت جديلتك الروح في لحظات الخيال الحنون
أحبك حبين
حب لأني أحبك أكثر مني
وحب لأن الجنون فنون
***
للبلاد دقائقها والحصار
كل ما كتب الزاعمون على صدر ماء الغبار غبارا غبار
بلد موغل في الضغينة ألقى على طرق اليأس أوراقه وتلاشى على صفحة وانكسار
منذ ما قبل لحظته حتى بعد الحطام توارى وألغى طريق المسار
ليس من أول الضوء وهج ولا اّخر الأمنيات انبهار

الطريق التي عبروا فوقها
عمدوا بالأنين الظلال
وهاموا على بقع الاندثار

أي شيء تبقى
وبين الندى والندى
خطوة وقطار
***
عالم لا يقي نفسه من شرور الرواغ
عالم نصفه من هراء
ونصف يظن الهراء الحقيقة
عالم لف حتى أنزوى في الطريقة
سوف تبقى الحقيقة مطمورة بالعويل
وسوف يلوح الزمان ويكشط كل القشور
***
عبروا فوق خد الأراضيين كي يصلوا حاجب في الطريق إلى سدرة المنتهى
كلهم أوغلوا في الكلام
وردوا السلام على بعضهم
وأمتطوا صهوة من خيال
همو كرعاة السنين
ولكنهم سقطوا في فخاخ العراك وظلوا بشر

*في الصباح الطري
يقوم المساء المعتق
يشرب بنا
ويصغي لصوت المذيعة
ثم يسب الحكومة قبل الخروج
تسرح شعر الحقول الرياح الخفيفة
والقمح يرقص
والسنبلات الضحوكة ضاحكة كالصبايا اللواتي هنالك في جدول يتمايلن كالخيزران
تذكرت والذكريات سراج الطريق إلى الغد
مازال في الوقت وقت
وفي القلب جرح
والزمان المحنط في وطني
هل يغادر متحفه القبلي
ويدخل في عالم الناس
حيث الحداثة والعدل والأمنيات
فهل ينجح الحب في قهر كل الردى؟؟

***
والطريق التي قطعوها وهم رتبوا كل شيء لكي يزعموا أنهم ليسوا من صنعوا في طريق الحروف الكمين
وطنا يستغل السكوت ليقلق حتى الظلال وكل الذين اكتووا في العذاب لهم في الطريق المذاب إلى أي شيء براثن من لوثوا
والذي يقولون ما عبثوا عبثوا هولوا عدسات الرؤى
والزمان الذي لا يصون التطلع صوب الجديد سيبقى على رسله في السكون المحنط
يا حسرتاه
كلما كلما
داهمت إنما
وبقت ربما في مدى الأمنيات
****
ومن قلق على قلق كأن الناس في ضوضاء هذا اللف والدوران منهمكون في خلل الجوارح، أهمل التأريخ ذاكرة وعبأ من سعير الوقت حصته ومالوا في ابتهاج الوقت وانكسروا على قلق الرؤى
حصدوا تفاصيل النهاية من بدايتهها ولكن الطريق هي الطريق وإن تلخبط في مدى الأوقات من حصد السنين ومن تمكن من مهاترة البقاء
هي في الرؤى ومض
والجو والأرض
خطان في وهج
في طوله العرض

كسرت لغات الناس لؤلؤة المدى فتطايرت منها الحطام
وكم تخلل في البلاد يد النظام
هي ثورة الأدوار في هذا السديم
هي في شرايين البلاد حكاية
غنت فأرهقها التذبذب والختام
***
والهاربون إلى طرائقهم تغنوا بالعويل
كشطوا الحقيقة ريثما تنهار أعمدة البديل
ضاعوا وتاهوا في شعاب المستحيل
وتململوا
وتلملموا
وتوزعوا كتلا من الوهم المكدس في قراهم والمدن
هجروا البقاء ليمكثوا في عالم الزيف المسيج بالصهيل
تاقوا إلى كهف الضياع فشيدوا طرقا من الظل الظليل
والشمس عاثرة وساعات الأصيل
مبتلة بالتمتمات
***
وطن بالتناوب يقمعنا
الرفيق الصديق الخصيم المبين
الوزارات
عين السفارات
والبدلة العسكرية
والخسة المدنية
والمنهج المدرسي
أرى كل شيء له شكلنا الادمي
ولكنه مثلما اللغم والقنبلة
سنبقى نغني
وليس بحوزتنا غير توق الأزاهير والسنبلة

***
أغبر في الكلام حديث الكلام
صاحب مثخن بالخصام
صاحب حين صلى وصام
زاد في غيه
صاحب مخبر لجميع الجهات
تململ إبليس لما راّه
واستعاذ بخالقه من شرور الزنيم
صاحب نصفه اّدمي ونصف رجيم
صاحب يتحسن خطه لما يقرر أن الكلام حرام
صاحب من عبيد النظام
صاحب لا يحبذ إلا ارتشاف الدماء ومص العظام
صاحب صار كهلا ومازال في لحظات الفطام
ماالذي ها هنا
وطن فاجر
تاجر
داعر
قاهر
سارق
غارق في محيط الدوام
وطني حاضر في بعادي
ويؤلمني أن تصير الطوائف مسك الختام
***
للجحيم المؤقت جمرته والطريق إلى النار مرصوفة بالورود
هنا وطن اّيل للسقوط
هنا وطن اّيل للصعود
هنا عسس
وهنا جرس
وحسود
والمغني يقرر حتما يعود
حاملا جرحه وبقايا هويته
والحنين إلى زمن كان يخلو من اللف والدوران
ومن زمن مدني له من غباء الجنود جنود
******
والبلاد التي تصطفي من غباء الغباء لها شارة سوق تدخل في معمان التراشق والفنقلة
وجهنم أهون من وطن كله زائف ويزيف حتى التحدث بالبسملة
عاش من أسس الجهل طاغوتهم
ولنا أن نغادر صوب الفناء
ففي كل رأس هراء وقش وألسنة تتكور كالقنبلة
لعن الله من جعل المخبرين الثعالب والملتحين المغالين من طرفي دين لا يعرف الانقسام همو القتلة
***
قلت للغيث كن رحمة في زحام الدقائق فامتنعت طرق العابرين وناحت بيوت الصفيح
أنا قلت للريح كن نقمةلم يكن صرصرا غير أن الغصون تميل ولون البيارق يطرد عنه الغبار الذي غاص في الابتلال
وقلت لصمتي تكلم: شاد الأنين فضاءا وطائرة الزفرات
أحن إلى أي شيء ليخرجني من هنا
أتسمر والدمع يلصقني ويثبتني مثلما الموميات.



#عبدالحكيم_الفقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مذكرات آخر أصحاب الكهف
- ماذا ينتظر اليمنيون؟
- المغني
- النقود إله حقود
- وخرجت من لغتي إلى لغتي
- كاتم الجرح
- للوقت أن يبكي كما نبكي
- القات سيد وقتنا
- عدن
- أي بحر سيجرف هذي البلاد؟
- من أي باب يدخل المعنى إلى مبنى القصيدة؟
- قراءة في قصيدة نجاة بلبل -تأبين خيبة-
- همهمة
- نشيد أسعد اليمني
- والبحر يصعد كي يغطي سوءة الجبل القتيل
- وطن بخارطة كجرح القلب
- لا سقف أرفع من حزننا اليمني
- تيه
- جمرة
- الكتابة بمداد الواقع


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحكيم الفقيه - غبار الطباشير