أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - رصاصة الشرف














المزيد.....

رصاصة الشرف


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 11:01
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
جمعتها الصدفة مع فاطمة في إحدى ردهات المستشفى حيث ترافق ابنتها التي اجريت لها عملية استأصال الزائدة الدودية .كانت فاطمة تقف ساعات امام النافذة وهي شاردة الذهن وكانت لاتلبث أن
تحدث نفسها ، ثم تترك النافذة لتجلس على كرسي قبالة سرير ابنتها وكل عرق في جسدها ينبض بالقلق وفجأة تجهش بالبكاء ، بكاء مر يفصح عن الم عميق .وحين تتسابقت احداث الأيام الماضية الى عقلها تقف مبهوتة حين تتذكر ابنتها التي ارغمت على ترك ديارها لتنجو هي واطفالها هربا من اخذ الثأر.لكن صوت سعاد وهي تناديها اخرجها من افكارها المتصارعة .



ـ فاطمة ! أراك قلقة وتحدثين نفسك احيانا . ابنتك يتحسن وضعها ، فما الذي يقلقك بشأنها ؟
زفرت فاطمة بألم كمن يود طرد القلق وقالت :
ـ لست قلقة على هذه ابنتي ، بل إني قلقة على ابنتي الثانية ، احلام
ـ الم تقولي أنها متزوجة ولديها أطفال ؟

ـ اجل إنها متزوجة من مغترب وهي سعيدة معه .

بعد أن نفثت تيارا قصيرا من الهواء ، قالت : " سأروي لك قصة ما حصل لها ، قد لاتصدقين . "

"في يوم لم اكن في البيت ، فقد صحبت ابني في بعض الشؤون . كانت الشمس تملأ باحة الدار والأطفال الثلاثة يلعبون تحت شجرة السدر التي تتوسط الباحة . كانت احلام مستلقية على سريرها بعد تعب النهار وسهمت ببصرها الى الأعلى كأنها تتأمل نقطة في السقف وتحلم باليوم الذي سيصل فيه زوجها . حاولت أن تغفو قليلأ فراحت في سبات متقطع صحت منه بعد قليل مذعورة على وقع اقدام على سطح المنزل . أنهضت نصف جسدها العلوي وجلست على السرير للحظات تسترق السمع .استدارت بجسدها ، وانزلت ساقيها وظلت هكذا ثم نهضت . مشت بقدمين حافيتين لاتكادان تلامسان الأرض ووقفت وراء النافذة مأخوذة بالدهشة والحيرة وباغتها شعور بالقلق .إنه ابن الجيران الذي يريد أن يرغمها على أن تحبه رغم انه يعرف بأنها متزوجة ولديها أطفال .

ـ افتحي باب السطح وألا سأتسلق الجدار وانزل !

ارتدت الى الوراء ورفعت يدها في الهواء مهددة .

ـ ابتعد عن طريقي ، أنا متزوجة واحب زوجي ، ولاتشوه سمعتي .
ومن تلفونها المحمول اتصلت باخوته تطلب منهم النجدة ، لكنهم لم يسمعوا نداءها .اتصلت باخيها علّه يصل مبكرا ويخلصها منه .
ساورها خوف شديد . ماذا تفعل يا رب العالمين لو أنه فعلأ نزل ؟ جالت ببصرها في ارجاء البيت وطلبت من اطفالها المكوث داخل الغرفة ورددت مع نفسها "كيف اترك نفسي يعبث بها هذا المتهور ؟ إذن يجب أن افعل شيئأ . " وفجأة لمعت في ذهنها فكرة قتله والتخلص منه ، ولا شيء غير البندقية وإتخذت القرار .
اجتازت باحة الدار محتمية بشجرة السدر و صوبت البندقية بإتجاهه .

ـ عد من حيث اتيت والآ ستكون نهايتك على يدي !

ـ فلتكن لكن بقربك .
بدأ قلبها يخفق بعنف وايقنت إن هذا اليوم المشؤوم لن يمر بسلام . وهمست لنفسها : " هل تفعليها يا احلام وتتخلصين من هذا المتهور الذي يريد أن يدنس شرفك وسمعة عائلتك بأسم الحب ؟ دبّ الخوف فيها . حبست انفاسها وكتمت صرخة كادت أن تخرج من اعماق روحها . وفي لحظة امتزجت فيها الشجاعة والخوف معا ضغطت على زناد البندقية واطلقت النار عليه واردته قتيلأ في الحال . وشعرت كأنها أزاحت كابوسا ثقيلأ عن صدرها ."

ـ وماذا حصل بعد ذلك ؟
" ما أن سمع اخوته صوت اطلاق النار هرعوا الى المكان ليجدوا اخاهم مقتولا. لم يصدقوا ما شاهدوه لأن في ذهنهم حقيقة راسخة تقول إنه لايمكن لأمرأة أن تقتل رجلا ، وفي الحال صوب احدهم بندقيته لرأس ابنتي وقبل أن يضغط على الزناد بلحظة وصل ابني ودفع البندقية الى الأسفل فأصابها الرصاص في ساقيها وسقطت مضرجة بالدماء وظنوا أنها ماتت ."
ـ تصوري يا سعاد ، بعد أن عرفوا بأن ابنتي لم تمت اشترطواعلى ابني أن يقول بأنه هو الذي قتل أخاهم دفاعا عن شرف اخته لأن في ذهنهم عار أن تقتل إمرأة رجلا . وما أن وافق ابني على شرطهم قالوا إذن نقتله لنأخذ بثأر اخينا .وبعد أن وصل زوجها توصل الى حل القضية بالتنازل عن ممتلكاتهم واراضيهم والرحيل عن القرية .



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار
- الموسيقى لغة المشاعر الإنسانية
- الصورة تتكلم
- في ذكرى ميلاد جيورجي ديمتروف
- ناهدة الرماح رائدة السينما والمسرح العراقي
- حوار مع الفنانة أنوار عبد الوهاب
- ظاهرة ختان البنات
- خواطر
- قصة قصيرة الإجازة
- قصة قصيرة - الوداع الأول
- الزواج المبكر في اليمن
- الوفاء- قصة قصيرة
- النقد
- انا انتظركِ
- الطفولة اهم فترة في حياة الإنسان
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- في الذكرى 22 لاستشهاد الدكتور ابو ظفر - الجزء الثاني
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- قصة قصيرة بعنوان رصاصة في البيت الاخضر


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - رصاصة الشرف