أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهدي سعد - الدروز بين التجاذبات الدينية والقبلية والمدنية














المزيد.....

الدروز بين التجاذبات الدينية والقبلية والمدنية


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2033 - 2007 / 9 / 9 - 10:45
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



الدروز طائفة جمعها مذهب واحد وعادات وتقاليد مشتركة منذ حوالي الألف عام من الزمان ، ويوحدها نسب أصيل إلى أكثر قبائل العرب عراقة .

فالذي ميز هذه الطائفة عبر القرون الماضية هو العقيدة الدينية التوحيدية التي نشأت في أحضان الدولة الفاطمية ، إلى جانب العقلية القبلية العربية بمفهومها العشائري التقليدي .

ومع ما لهذين الانتمائين من تعارض جوهري بينهما سار الدروز بوحيهما عبر تاريخهم الطويل في بلاد الشام ، وهذا التعارض ناتج عن تناقض العقيدة الدينية بما تحمله من انفتاح نحو المنطق العقلي السليم مع العرف الاجتماعي الذي يركن إلى التقليد والجمود .

هذا التناقض أوجد حالة من الخلل القيمي في الطائفة الدرزية التي تؤثر فيها العقلية القبلية العربية أكثر من الفكر التوحيدي الذي يقوم عليه المذهب الدرزي .

فهناك الكثير من الأعراف والعادات المتفشية في صفوف الطائفة تتناقض تناقضًا كليًا مع تعاليم مذهب التوحيد وعلى رأسها : التمايز الطبقي بين الخاصة والعامة ، النظرة المتخلفة للمرأة ، الصراعات العائلية وغيرها من التقاليد المنحرفة عن النسق الديني الذي جعل من المساواة والإنصاف من أهم الأركان التي يقوم عليها التوحيد .

ومع وصول مؤثرات الحضارة الغربية التي تتضارب في بعض قيمها مع كل من النظرة الدينية والمفاهيم القبلية ازدادت حدة الخلل القيمي الذي تعاني منه الطائفة ، فتعمقت المشكلة وأصبح من الصعب التوفيق بين هذا الثالوث المتناقض .

وفي الحقيقة إن أزمة المجتمع الدرزي ناتجة عن صراع تيارين مغاليين كلاهما لا يحمل رؤية عقلانية لحاضر الطائفة ومستقبلها : فهناك فئة لا يستهان بها يمثلها أغلبية رجال الدين والقوى التقليدية تنظر إلى الواقع بمفاهيم القرون الوسطى وبالتالي تحول دون تفاعل الطائفة مع المتغيرات المستجدة في العالم .

ومن جهة أخرى هناك فئة إنحرافية تنظر نظرة إستعلائية لكل قيمة دينية واجتماعية وهي الأخرى تتجه بالطائفة إلى المجهول .

والذي نتج من هذا التناقض أن الطائفة لم تحافظ على قيمها التقليدية من جهة ولم تتفاعل كما يجب مع الحضارة المدنية الحدثية .

هناك من يعتقد أن الحل لهذه الأزمة يكون بالتوفيق بين التيارين ، إلا أن أصحاب هذا الإدعاء لا يملكون صيغة فعلية لهذا التوفيق ، فتبقى فكرتهم في الإطار اللفظي فقط ، ذلك لأن كلا التيارين يلغيان الآخر أصلاً وبالتالي هناك إستحالة للتقريب بينهم وأيجاد حل لهذه المعضلة .

باعتقادي أنه فقط في حالة اقتناع الفئتين بضرورة قبول الآخر والانفتاح على أفكاره ممكن أن نجمع الطائفة على كلمة سواء تقودها إلى الإلتزام بالقيم الخلقية والانفتاح على المجتمع المدني في آن .




#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرتان لقضية واحدة : الحرية
- معك يا سنيورة
- وداعًا يا بيار الجميل .. شهيدًا لأجل لبنان
- خلط الدين بالسياسة خطيئة كبرى
- ثبات السياسة الإستقلالية العربية في مواجهة الأطماع الأمريكية ...
- قبول الآخر كبديل لحوار الحضارات وتصادمها
- حول الإشكالية الطائفية في شفاعمرو
- نقاط الرئيس السنيورة السبع هي الحل الأمثل للأزمة الحالية
- عام على المجزرة .. وماذا بعد ؟!!
- حزب الله وغياب الدولة الفعلية في لبنان
- إلهي ليس بالضرورة إلهك
- دروز 48 وعقدة الأقلية
- -أنت القاتل يا شيخ-


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهدي سعد - الدروز بين التجاذبات الدينية والقبلية والمدنية