أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - من حزب استيطاني كولونيالي- إلى حزب ..على الإنترنت!














المزيد.....

من حزب استيطاني كولونيالي- إلى حزب ..على الإنترنت!


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حزب "العمل" الإسرائيلي(حزب عمال أرض إسرائيل) هو الحزب "العمالي"، "الاشتراكي" الذي قاد، خلال عشرات السنين قبل حرب فلسطين (1948) وبعدها، العملية الاستيطانية الصهيونية في فلسطين. هو قاد عمليات شراء الأراضي من الاقطاعيين العرب، وهو اخذ "الأراضي المشاع" من الإدارة الإنتدابية، وهو أقام الاتحاد العام للعمال العبريين (الهستدروت)، وهو بادر إلى إقامة صناعات عصرية وإنتاج الكهرباء في فلسطين، وهو الذي بادر لإقامة مدن يهودية مثل تل –أبيب وهرتسليا وبيتح تكفا ونتانيا وغيرها.
كما أن حزب "العمل" هو أول الأحزاب الصهيونية في فلسطين الذي أقام قوة عسكرية تطورت إلى جيش بكل معنى الكلمة، حتى قبل قيام دولة إسرائيل وقبل حرب فلسطين.
إن قادة حزب "العمل" التاريخيين ، هم في الحقيقة الذين وضعوا الأساس السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والعسكري لدولة إسرائيل. وكما هو معروف، فقد قاد دافيد بن غوريون، قائد حزب العمل (المباي) كل العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري الصهيوني وصولاً إلى حرب فلسطين وقرار التقسيم (1947) وإقامة دولة إسرائيل.
ويمكن القول إن التيار "العمالي" كان تيار الأغلبية في كل مؤسسات الحركة الصهيونية، فبالإضافة لحزب "العمل" (حزب العمال في أرض إسرائيل) كان حزب "أحدوت هعبودا" (اتحاد العمال) وحزب "المبام" (حزب العمال الموحد)، وهؤلاء الأحزاب الثلاثة قادوا الحركة الصهيونية وقادوا السياسة والقتال لإقامة الدولة العبرية.
قادة "العمل" التاريخيون كانوا مثقفين بارزين، من أمثال بن غوريون وموشيه شرتوك(شاريت) وليفي إشكول وبنحاس لافون وغولدا مئير وغيرهم. ولكنهم كلهم انخرطوا بالعمل اليدوي، كعمال ومزارعين، كما انخرطوا في العمل السياسي.
وكان بن غوريون يقول دائماً "لم تقم الولايات المتحدة بدون الطلائعيين المثاليين ولن تقوم الدولة العبرية بدون عودة اليهود من المال والتجارة إلى العمل اليدوي".
كل هذا الآن هو تاريخ سابق. فدولة إسرائيل التي رأت في "الزراعة" قيمة عليا، ورأت "العودة إلى الأرض" "تطهيراً للشعب اليهودي" هي دولة تطورت بسرعة تطوراً رأسمالياً عاصفاً، ومن شعب العمل في الأرض وفي تعبيد الشوارع تطور المجتمع اليهودي إلى شعب البورصة وصناعة الهايتيك، ومن شعب التجارة والمال خلال قرون، صارت العسكرية هي الصفة المميزة، هي محل الإفتخار عند "اليهودي الجديد".
إن أحلام المستوطنين الأوائل، التي رأت في الزراعة قيمة قومية وأخلاقية عليا، حلّت مكانها أحلام الرأسماليين ذوي السمعة العالمية، ويمكن القول اليوم إن الرأسمالية اليهودية الإسرائيلية متداخلة بقوة ليس فقط في الرأسمال الصهيوني العالمي، بل في الرأسمالية الأمريكية والرأسمالية الصناعية المتطورة الغربية عموماً.
هذا التطور في إسرائيل قاد إلى تغييرات حادة وسريعة في السياسة الإسرائيلية. فحزب العمل (الاشتراكي!!) لم يبقَ فيه أي شيء اشتراكي، حتى شكلياً، وقائده الحالي، إهود براك، كان جنرالاً عشرات السنين، وبعد ذلك كان مستشاراً لشركات عالمية ولمؤسسات عسكرية ومخابراتية أمريكية وأوروبية، وأغلب الظن أننا إذا سألنا براك إن كان "اشتراكياً" سوف يبتسم باستغراب ودهشة.
إن قيادة حزب العمل في العقدين الأخيرين هي قيادة عسكرية-سابقة (حزب الجنرلات!) وقيادة شركات كبرى وقيادة رأسمالية أساسية. ولم يبق من حزب "العمل" المسكين شيء "عمالي" "واشتراكي" إلاّ الاسم!
إن كل الأحزاب في إسرائيل صارت أحزاباً شكلية، تنشط في موسم الانتخابات للبرلمان وتنام (تموت) بعد ذلك أربع سنوات. ويقول خبراء العلوم السياسية في الجامعات إن إسرائيل تمر بسرعة في عملية "أمركة" في كل ما يتعلق بالسياسة والأحزاب والفكر، كما في السياسة والاقتصاد، أيضاً.
يوم الثلاثاء (28/8 ) خرجت جريدة" يديعوت أحرونوت" بمانشيت ضخم على صدر صفحتها الأولى بعنوان: "حزب العمل- في بيع تصفية". وفي المقال الافتتاحي قالت الصحيفة "إن حزب العمل سوف يظل موجوداً.. على الإنترنيت". تقرر فصل كل الموظفين حتى آخر موظف، وبيع دار اللجنة المركزية في تل أبيب وبيع كل مقرات الفروع.على الاطلاق، من أجل سد الديون المتراكمة على الحزب من الانتخابات السابقة. ويقول السكرتير العام ايتان كابل، الساعد الأيمن لرئيس الحزب إهود براك " الأحزاب اليوم لا تقوم على الفروع والنوادي والمقرات، هذا كان في الماضي، الآن الحزب بحاجة إلى موقع جيِّد على الإنترنيت وذكاء القادة في الدخول إلى عناوين الصحف يومياً، ومكاتب للاستشارة الإعلامية في معارك (مواسم) الانتخابات.
لقد قرأنا في يديعوت أحرونوت تصريحات باكية لأعضاء قدامى من حزب "العمل" يبكون فيها على المرحلة "الرومنطيقية"، "البطولية"، "الملحمية". إن تلك المرحلة قد ماتت، مع أن بعض أفرادها ما زالوا في "بيوت العجزة" يبكون على الماضي. يقال إن التاريخ لا يعيد نفسه بالتفصيل، وهذا صحيح، ولكن بخطوط عريضة فإن التاريخ يعيد نفسه فالتطور الذي جرى في إسرائيل شبيه جداً بالتطور الذي جرى في الولايات المتحدة، الذي بدأ أولاً بالاستيطان الطلائعي، وانتهى بإبادة الهنود الحمر والاستقلال "الأبيض". كم يبدو التاريخ الصهيوني في الشرق الأوسط شبيهاً بالتاريخ الأمريكي الأبيض، في القارة الأمريكية!!!
الناصرة



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلص من الدكتاتوريات
- حالة الطقس في إسرائيل
- كتب الدين والطبيخ
- العالم العربي مستعمرة أمريكية أم وطن للعرب الناهضين؟!
- دولة يهودية وعنصرية
- ما الغرابة أن الأدب العبري أكثر رواجاً في العالم من الأدب ال ...
- الديمقراطية وحرية الشعوب- شرط لنهضة العرب
- كونوا على حذر من حكومة ضعيفة!
- لماذا تراجع التنوير العربي وتقدّمت الظلامية الإرهابية
- فضيحة إسرائيل كبيرة وفضيحة العرب- أكبر
- القدس العربية: ساحات القدس فارغة؟!
- العرب الفلسطينيون مواطنو دولة إسرائيل- نحو استراتيجية مبدئية ...
- انتخاب الجنرال المليونير رئيساً لحزب العمل
- مشعل في دمشق وايران في غزة
- كتاب أبراهام بورغ يتحول إلى عاصفة!
- الورطة الديموغرافية لإسرائيل-في القدس
- أنظمة الحزب الواحد والحاكم الأوحد حوَّلت شعوبنا إلى أسرى وأو ...
- متى تحاسب الشعوب العربية حكامها كما يحاسب الشعب الإسرائيلي ح ...
- كتاب ضخم، لائحة اتهام ضد النظام السياسي-الاجتماعي الإسرائيلي
- إسرائيل: من الحلم القومي إلى عبادة البورصة والدولار!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - من حزب استيطاني كولونيالي- إلى حزب ..على الإنترنت!