أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - لماذا لا تجري إدانة القصف الإيراني والتدخل في الشأن العراقي؟














المزيد.....

لماذا لا تجري إدانة القصف الإيراني والتدخل في الشأن العراقي؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أغرب الغرائب هو أن البعض من القوى السياسية يكيل بمكيالين، يغمض عين ويفتح عين يدين طرفاً ويتغاضى عن طرف بسب المصالح التي تربطه دون التفريق ما بين مصلحة الوطن والمصلحة الذاتية وهذا ما يحدث للاعتداءات المتكررة من قبل دولتين تدعيان أنهما جارتان حريصتان على وحدة العراق والعمل على إصلاح مما أصابه من أهوال ومصائب بسبب سياسة النظام السابقة ثم الاحتلال وتداعيات العملية السياسية، القصف المستمر لحدود إقليم كردستان العراق من قبل تركيا وادعائها بأنه ضد حزب العمال الكردي عبارة عن حجة باطلة لان ذلك القصف لم يشمل سوى القرى الكردية العراقية والتجمعات البشرية المسالمة ولكون الحكام في تركيا مازالوا يعتقدون أن حل القضية الكردية في تركيا يجب أن يكون بواسطة السلاح والقوة فهم سيقبضون الريح لان الزمن الذي نحن بصدده قد تغير والتجربة العراقية في مضمار القضية الكردية على امتداد سنين طويلة قد تمنح جواباً حقيقياً على مدى فائدة حل القضايا بالطرق السلمية والحوار المباشر والصريح وليس التمادي في العدوان والإرهاب والقسر وعدم الاعتراف بحقوق القوميات الأخرى والمشكلة في تركيا مشكلة داخلية وليس خارجية لان الحكام الأتراك يواجهون قومية تعدادها حوالي ( 20 ) مليون نسمة وأكثريتهم يقفون بهذا الشكل أو ذاك ضد الممارسات القمعية ويناضلون من اجل نيل حقوقهم القومية والحكام الأتراك لا يعترفون بذلك ويحاولون إخراج ألازمة وكأنها خارجية أيضا وبخاصة محاولاتهم في التدخل في شؤون العراق وإطلاق التهديدات بالتدخل العسكري عن طريق الإقليم وغيرها من الضغوط للوصول إلى أهدافهم المعروفة، أما في إيران وعلى الرغم من وجود مشاكل عديدة تخص حقوق القوميات وفي مقدمتها الكرد الإيرانيين فذلك يختلف اختلافا جذريا وبخاصة بعد التطورات اللاحقة وسقوط النظام الشمولي واحتلال العراق وتمتع الإقليم بحقوقه القومية التي تبدو قد أوجعت رؤوس ليس حكام تركيا الطورانيين فحسب بل رؤوس الحكام الإيرانيين وعقلياتهم المتطرفة التي لا تريد ليس الاعتراف بحق الكرد أو العرب أو البلوشيين أو التركمان في إيران فقط بل يسعون جهد ما يستطيعون إلى إفشال التجربة الكردية وقيام الفيدرالية على ارض كردستان العراق ومن هذا المنطلق وبحجج معروفة جميعها كاذبة وملفقة فهم يحاولون تفسير قصفهم النذل والجبان للقرى الحدودية وتهجير آلاف الكرد من قراهم ومنازلهم وتدمير بساتينهم ومزارعهم تضامناً صورياً مع عدوهم التقليدي حكام تركيا فهذه الأخيرة عضو في حلف الناتو وحليف قوي ومتين مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تناصب العداء العلني لحكام إيران وتضع دولتهم في خانة القوى الإرهابية وفي الفترة الأخيرة اعتبرت الحرس الثوري منظمة إرهابية حسبما تناقلته الأخبار ، هذا التناغم ليس بالضد من حزب العمال الكردي حسبما يدعيه الحكام الإيرانيين وليس هناك حجة بتواجدهم على الأراضي الإيرانية أو استغلالها من اجل تمرير عملياتهم العسكرية أو انتقالهم إلى الأراضي التركية عبر الأراضي الإيرانية وكل ما في الأمر انه نوع من الضغط ضد الإقليم ومحاولة خلق المشاكل الحدودية بينهم وبين الأخير وبالتالي تهجير عشرات الآلاف من الكرد الأبرياء من مناطقهم ومساكنهم .
إن الحكام الإيرانيين الذين يدعون أنهم مع الاستقرار الأمني في العراق ويدعمون الدولة ضد الإرهاب يقومون بهذا العدوان المنافي لجميع المواثيق الدولية والعلاقات بين الدول على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وليس هذا فحسب فقد أثبتت الأحداث والوقائع وبالأدلة الدامغة عن محاولاتهم لاستمرار الاضطرابات الداخلية وتهريب الأسلحة المختلفة وتقديمها لأطراف عديدة ومتنوعة لأنهم يناصبون الشعب العراقي العداء والكراهية على الرغم من التناغم ما بين بعض القوى والزيارات العلنية والسرية التي يقوم بها بعض المسؤولين إلى إيران، وإلا لماذا هذا القصف الوحشي وتدمير القرى والمزارع وتهجير الكرد من أماكنهم ؟ ثم لماذا هذا التدخل بواسطة الأجهزة الأمنية التي فاقت أجهزة السافاك وغيرها من المؤسسات الأمنية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي ؟ ولماذا يتم تدريب البعض من المليشيات في إيران على مختلف الأسلحة وإرسالهم إلى العراق؟ ولماذا يتم تهريب الأسلحة الإيرانية وبواسطة ضباط في اطلاعات والحرس الثوري وجيش القدس ؟ ثم لماذا تصمت الحكومة وحلفاء إيران عن هذه الجرائم والتدخلات المكشوفة والمثبتة بينما يتعالى الصراخ وتخرج المظاهرات بتوجهات من قبل بعض القوى في الائتلاف العراقي ضد يعض الدول بحجج تصدير الإرهاب؟ وهل كون التناغم الطائفي الذي يصب في مصلحة حكام إيران هو الغالب على مصلحة الوطن والشعب العراقي؟ وما هي أهداف الحكام الإيرانيين من خلال قصف القرى الحدودية في إقليم كردستان العراق؟ وفي الأخير ماهي نتائج زيارة السيد المالكي لتركيا وإيران وتصريحاته حول إمكانية تغيير الأصدقاء القدامى بأصدقاء جدد؟
كلها أسئلة واستفسارات تؤدي في النهاية إلى أن الحكام الإيرانيين لم يدخروا جهداً في جعل الساحة العراقية ساحة لتصفيات الحسابات مع الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من الغزل الأخير للوصول إلى اتفاقيات على حساب الشعبين الإيراني والعراقي على الرغم من أن الضحايا هم من أبناء الشعب العراقي وبمختلف تكويناتهم وانتماءاتهم .
إن القصف الإيراني للأراضي العراقية و للقرى الكردية كما هو الحال للقصف التركي والصمت الحكومي وموقف حلفاء إيران يدل عن تناغم فريد من نوعه كما يدل على مدى تمادي الحكام الإيرانيين في عدوانيتهم وتدخلهم في الشأن العراقي وهو في الأخير يعمق العداء ولا يخدم العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين الجارين.






#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية الحكومة لوقف مخطط التطهير العراقي والديني والطائفي ف ...
- جياد النوارس
- الحقوق والحريات النقابية وقرار 150 لسنة 1987 السيء الصيت
- طائر التذاكر المفقودة
- المأزق الذي ولد جنيناً وأصبح يافعاً
- لن تغيب يا عراق
- الجيش العراقي وحجج تباطؤ التسليح الحديث
- إلى عدنان جبر رحلة الانبهار الأخيرة
- اللعبة الأمريكية المزدوجة وتسليح قوى جديدة
- حكام تركيا والحقوق القومية للكرد والقوميات الأخرى
- التحالفات المطروحة والقضية العراقية
- الجمود وإاغاء الآخر عقدة الفكر التكفيري السلفي الأصولي
- الزمن الأغبر
- مكتبة الخلاني ونازك الملائكة وموروث الفكر الظلامي
- حكومة الوحدة الوطنية بالمحاصصة الحزبية علامة إستفهام
- المليشيات الطائفية المسلحة والإرهاب التكفيري علّة العراق وال ...
- شر البلية ما يضحك.. ليتعرى الشعب العراقي بسبب انقطاع التيار ...
- الأخوة الأعداء وضياع الحقوق الضائعة
- الطبقة العاملة العراقية أشرف الطبقات وأنبلها وأكثرها وطنية
- لا حيادية في الإعلام بل مصداقية وغير مصداقية


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - لماذا لا تجري إدانة القصف الإيراني والتدخل في الشأن العراقي؟