أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمد عياش - حكاية السينما 5















المزيد.....

حكاية السينما 5


ابراهيم محمد عياش

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


الجانب الفني :
كما هو معروف أن السينما لغة فنية قائمة بحد ذاتها إذ يمكن من خلال لقطة و دون حوار أو تعليق نستطيع إعطاء و تمرير رسالة معينة واضحة .
و مضمون هذه أللقطة من خلال التقاط وقائع حياتيه بتضارب الظلال و الأضواء و الأشكال المتحركة ضمن إطار سينمائي ، يستشفه المشاهد و يتفاعل معه ، لان السينما هي الفن الوحيد الذي بإمكانه التعبير عن تدخلان النفس و أبعادها الذاتية و الموضوعية بكم هائل من المعلومات في دفعة واحدة عبر لقطات متتابعة بتوليف متوازي ، نستخلص منه مواقف إنسانية مفعمة بالذوق الفني .
و يجدر بنا التطرق إلى قضية دقيقة للغاية ، فالتنبؤ بتتابع أللقطات ، أي الانتقال من لقطة إلى أخرى قد يسبب استياء كبيرا عند المشاهد ، إذا كان الانتقال عشوائيا .
إذ لا يمكن تتابع لقطتين مختلفتين في الحجم اختلافا شديدا ، ومن الأفضل أيضا أن لا تتابع لقطة كبيرة و لقطة نصف جامعة مما هذا التتابع من تذمر عند المشاهد و يصدر من هذا الانتقال صدمة ، إلا أن هذه الصدمة يمكن أن تحقق غرضا دراميا إذا كان مقصود .
و الذي يلفت الانتباه أيضا هو الانتقال تتحرك من لقطة تتحرك فيها الكاميرا فيها الكاميرا إلى لقطة تكون فيها هذه الأخيرة ثابتة ( أمر غير مستحب ).
و تزداد الأهمية هذا الجانب عند الشروع في كتابة التقطيع لأنها عنصر مشترك بين التقاط المناظر و التركيب و على سبيل المثال نأخذ زاوية ريفرس شوت و هي زاوية تستعمل في تصوير القطات أثناء تبادل أطراف الحديث بين ممثلين ، فهنا يريد المخرج إظهار الممثل رقم 1 أولا في المجال و الممثل رقم 2 في المجال المقابل ثانيا ، يوضح لنا الرسم رقم (1) أن المصور بإمكانه إظهار الممثل في وضعيتين على الشاشة على أن وضعية واحدة فقط تكون منطقية . فلو التقاطنا الصورة حسب الوضعية 2 للكاميرا لنا أن الممثل 2 أصبح على يسار الشاشة بعدما كان على اليمين في اللقطة السابقة.
فهنا يستاء المتفرج من تنقل الممثل على الشاشة و لا يستطيع التعرف على شخصية مرة تكون على اليمنى و مرة أخرى على اليسار دون تبرير هذا التصرف . إذن فالوضع 2ب هو المنطقي لأنه يجعل الممثل رقم1 على يسار الشاشة في كلتا اللقطتين .
و بتعبير أخر لا يمكن استساغة المجال المقابل بزاوية 180 لأنه يقلب الأوضاع على الشاشة و هذا ما يجب أن نتفاداه لأنه يثير حيرة المشاهد و نحن نريد أن ندمجه في أحداث الفيلم لا أن نشغل انتباهه .
و تزداد حيرة المشاهد و نقطع حبل الانسجام و تفقد البنية الفيلمية فعاليتها في إيصال ذلك الشعور للجمهور. فالمجال المقابل ب 180 درجة يجب التحكم فيه عندما يتعلق الأمر بأشخاص في لقطة كبيرة .
ففي تتابع لقطتين كبيرتين لشخصين يتبادلان النظرات يكون المجال المقابل ب 180 درجة غير لائق لأنه يظهر تعاكس مجال النظر ، أما الوضعية الثانية فهي السلمية و المنطقية.
كما يمكن تفادي أيضا تتابع لقطات من شانها أن تجعل الممثل و هو يخرج من المجال أو الكادر يمينا ، و في اللقطة التالية يدخل يمينا فيخيل لنا أنه عاد أدراجه لذا يجب استساغة الوضعية الثانية حيث لا تخرج الكاميرا من الخط الوهمي الواصل بين الأشخاص المعنيين أو الأشياء المقصودة عند تغير اللقطة.
كما يوجد هناك قانون الثلاثين درجة ، يستحسن أن زاوية التقاط المنظر (1) بـ 30 درجة بعيدة عن اللقطة الثانية و إلا كانت اللقطتين متشابهتين لان زاويتي التصوير متقاربتين إلى حد كبير لا تترادفان على بعضهما لأن تغيير المجال لا يكون ملموسا بشكل واضح .
لحد الآن نكون قد عرفنا بعض التقنيات الأساسية و جمعنا معلومات حول الكاميرا و تحركاتها وزاويا في المناظر و كذا أحجام اللقطات ودورها في التعبير الدرامي لا ينقصنا إلا التطرق إلى الإيقاع (التمبو) أو روح الفيلم الذي يمليه الموضوع السينمائي في سير أحداثه ، و لكل فيلم طابع إيقاعي خاص به يتبلور أثناء التقطيع .
يتفرع الإيقاع إلى أربعة أنواع متباينة :
-1 الإيقاع السريع ، 2 - البطيء ، 3 – المعتدل 4 - الراقص

و الإيقاع هو تطور الحركة المتشكلة من عنصر فزيائي المتمثل في اللقطات و المناضر والزوايا و الأضواء و عنصر عاطفي يتمثل في الموسيقى و التوليف ، لا يقتصر على الإنسان فقط إنما يمتد ليشمل مجال الطبيعة و الحيوان لإيصال شعور ورؤية عبر عملية تناسق و انسجام المناظر و اللقطات دون استعمال أي عنصر وصفي أو درامي له علاقة بالتقاليد الأدبية .
الإيقاع السريع : يوظف هذا لخلق الحركة في الفيلم الذي يكون فيه الصراع الدرامي سريع و موازي لصراع اللقطات ، لأن الصراع يخلق اللقطتين و يخلق مفهوما ما يتم إيصاله إلى ذهن المتفرج بشكل ديناميكي .
فمثلا هناك فصل تكنيكي في فيلم *الحوافر* لأفراد الشرطة محاولين قمع متظاهرين ، فنضطر إلى خلق تقطيع سريع بهذا الشكل .
م ع لأحد المتظاهرين (1) و هو يتقدم متجها نحو الكاميرا .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م .ع .ق ( موفينج شوت ) للمتظاهرين و هم يركضون في الشوارع .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م .م ( لترال شوت استعدادات رجال الشرطة .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م .م للمتظاهر (1) و الدم ينزل على جبينه .

قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م ك لشرطي يحمل مسدسا .
و تذهب الكاميرا إلى غاية م ك جدا مستعرضة إصبع الشرطي على الزناد .إضافة إلى استعمال موسيقي تصاعدية تتصارع فيها نغمات الآلات ، و بتتابع هذه اللقطات السريعة تمكنا من التأثير في نفسية و مشاعر المتفرج بفضل السرعة التي يتطلبها المشهد ، و هذا النوع من الإيقاع عادة يستعمل في الأفلام سريعة الحركة ( المغامرات و البوليسية ) ، كما يمكن استعماله في أنواع أخرى من الأفلام إذا اقتضت الضرورة الفنية .
الإيقاع البطيء : يستخدم من أجل توفير طابع الخزن في أفلام الدراما ،حيث يتعاون كل من الكاميرا و الممثل لإيجاد جو ملائم بتناسق الوحدات التصويرية ( المناظر ) ، إذا تكون حركة الكاميرا بطيئة لتعبر عن المغزى الذي يوحي به تتابع اللقطات في مشهد جمالي مجسدا للحالة الدرامية و السيكولوجية التي تحيط بالممثل .
نعود إلى فيلم "" الحوافر "" في غرفة مظلمة يبدو شخص ما جالس في زاوية و هو يفكر في صديقه الذي قتل في المظاهرات .
م . م.ق لنفس الشخص و هو يفتح المكتبة و يأخذ كتاب
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . ك إلى غاية لقطة دخيلة (انسرت) ليده و هي تفتح كتاب تظهر فيه صورة فوتوغرافية بين صفحاته.
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . ك يظهر فيها لبرترية لشخص مبتسم .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . ك لشخص الأول و الدموع تنزل من عينيه
م .ع.ق ( فلاش باك ) لمجموعة من الأشخاص ( أصدقاء و علامات السعادة تبدوا عليهم .
م . م لنفس المجموعة الكاميرا موفينج شوت تصوير بطئ و هم يسرون
في مظاهرات متشابكين الأيدي .
م .م بانوراما لرجال الشرطة و هم يدسون المتظاهرين ( الأصدقاء ) بالخيل
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م .ع .ق غاطسه في الغرفة يظهر الشخص و هو مستلق على الفراش في يده اليمنى مسدس و في اليسرى الكتاب و الصورة ، و تتحرك الكاميرا حتى م .ك جدا لليد التي بها الكتاب موحيا لنا بأنه سوف يواصل الكفاح إيمانا منه أن الثورة تولد من رحم الأحزان .
هذا التسلسل و تتابع اللقطات يضفي على البنية الدرامية قوة الإيقاع من أجل دفع المشاهد في فضاء الفيلم ليكمل هو السيرورة الإبداع ، لا أن ينتظر عرضها على الشاشة ،فإذا كان المزج بين الإيقاع السريع و الإيقاع البطيء نكون بصدد الحديث عن الإيقاع المعتدل
الإيقاع المعتدل : يستعمل عادة في الفيلم البوليسي الدرامي ، فمن البديهي أن نستعمل الإيقاع السريع إلى جانب الإيقاع البطيء ، و ذلك تماشيا مع تطورات أحداث الفيلم ففي فصوله المتعددة ، كتحول المأساة إلى ملهاة و التراجيديا إلى الكوميديا .
مثلا : م . م .ق ( موفينج شوت ) لفتاة واقفة أمام نافذة القطار و علامات الحزن بادية عليها ثم تسير متجهة إلى الحقيبة ، و الكاميرا ( فولو شوت) معها يبطئ .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . م و هي تفتح الحقيبة
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . ك . ق يظهر مسدس .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . ك يد الفتاة و هي تخرج المسدس من الحقيبة ، و تتقدم بخطوات ثقيلة من النافذة .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م .م و هي تنظر للمسدس ، و تتحرك الكاميرا معها إلى م . ك و تجدها تضعه على رأسها و تطلق النار .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . ك لمسافرة تصرخ
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . ك لقاطع التذاكر يضرب صفارة الإنذار في القطار
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . م للباب في بهو القطار يفتح فيظهر منه امرأتان .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . ك الطفل يصرخ مفزوعا من قريب .
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م.ك ( موفينج شوت ) للسكة الحديدية و هي تقرع النار من جراء احتكاك العجلة و السكة
قـــــــــــــــطــــــــــــــــــــع
م . م . ق لمجموعة من المسافرين ينظرون بهلع للحادثة ، هنا يتجلى لنا الإيقاع حيث كان بطيئا معبرا عن الحالة النفسية لامرأة ، و أوحى إلى المشاهد أن ثمة شيئا سيقع ثم تحول إلى إيقاع سريع بعد طلقة الرصاص.
الإيقاع الراقص : يستخدم في أفلام الاستعراضات الغنائية مستعينين بآلة الكرين التي يثبت فوقها الكاميرا لتسهل حركة الكاميرا بكل مرونة .
كما يمكن دمج الأنماط كلها في عمل واحد يكون مزيجا فنيا من الترجيديا إلى الكوميديا إلى الحركة دون أن يؤثر هذا المزج في النظرة الجمالية ،بل بكون دافعا لإيجاد توليفة متلاحمة تدعم العمل الدرامي و تبعث به إلى الذروة النجاح .
الريتم :
لنضمن نجاح أي فيلم عند العرض ، يجب أن نهيئ الريتم الملائم لأحداث الفصول الدراماتيكية ، بتناسق حركات الكاميرا و أداء الممثلين من اجل هدف واحد و هو توفير الجو الملائم لنجاح العمل السينمائي .
فمثلا : زنزانة ، داخلي ، نهار .
م . ع . ق : لرجل جالس في الزاوية واضعا رأسه بين ركبتيه ثم يرفع رأسه في اتجاه الكاميرا و علامات التعذيب تبدو على وجهه في م .ك . و تتحرك الكاميرا في زوم داخلي لتصل إلى م . ك جدا للشفتين الداميتين .
و لكي تجسد جو ا مناسبا لهذا الفصل التكنيكي الذي خيم عليه جو الحزن لا مانع أن تكون الزنزانة مظلمة نوعا ما و تدخل بعض أشعة الشمس من نافذة ذات قضبان ، و بذلك قد هيأ المخرج و المصور و الموسيقي كل عوامل النجاح و الإبداع .

يتبع في الجزء 6



#ابراهيم_محمد_عياش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية السينما4
- في بيتنا رجل
- التطور من المنظور الأنثروبولوجي
- حكاية السينما 3
- مراحل اكتساب اللغة
- الشائعات
- حكاية السينما 2
- على من نطلق الرصاص
- حكاية السينما
- شيء من الخوف


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمد عياش - حكاية السينما 5