أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - دور الثقافة والمثقف في التغيير الاجتماعي والسياسي















المزيد.....

دور الثقافة والمثقف في التغيير الاجتماعي والسياسي


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2009 - 2007 / 8 / 16 - 10:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



الثقافة تشمل الدين واللغة والعادات والتقاليد والمؤسسات الاجتماعية والمفاهيم والافكار ويُعرّفها (تايلور) بانها "ذلك الكل المركب الذي يتضمن المعارف والتقاليد والاخلاق والقوانين والعادات وأي قدرات او خصال يكتسبها الانسان نتيجة لوجوده في المجتمع، ويُعرّفها (كلباتريك)هي كل ماصنعته يد الانسان وعقله من الاشياء ومن مظاهر في البيئة الاجتماعية اي كل ما اخترعه الانسان وما اكتشفه وكان له في العملية الاجتماعية. ويُعرّفها الدكتور ابراهيم ناصر: هي ذلك المستودع المتراكم بعناصر مختلفة ومتنوعة من بينها الافكار والمعارف والعادات والتقاليد والقيم والنظم والتعليمات والسلوكيات العامة والخاصة والقوانين والاعراف والآداب والفنون وكل ما صنعته يد الانسان وما انتجه فكره . ويُعرّفها كلكهون ( Kluckhohn) "بانها وسائل الحياة المختلفة التي توصل اليها الانسان عبر التاريخ السافر فيها والمتضمن، العقلي واللاعقلي التي توجد في وقت معيّن والتي تكون وسائل ارشاد توجه سلوك الافراد الانسانيين في المجتمعات الثقافة بقيمها وافكارها وانماط سلوكها تضفي على الافراد باثارها وتكسبهم شخصيات اجتماعية يتميزون فيها عن غيرهم ممن يعيشون في ظل ثقافات اخرى وتجمع ابناء كل ثقافة صفات مشتركة في السلوك وردود الافعال والمواقف، وتتحكم فيهم اطر مرجعية في سلوكهم ووجهات نظرهم ومواقفهم سواء علموا بهذا او لم يعلموا. وتلعب دورا مهما في عمليات التغيير الاجتماعي والسياسي سلبا او ايجابا .ان الثقافة المتخلفة كما يقول( محي الدين اسماعيل) هي الثقافة التي تعجز عن تقديم حلول لمشكلات المجتمع وتفشل في دفعه نحو التحرر الاجتماعي وابرز افرازات التخلف الثقافي نقص الاندماج الوطني بسبب نقص التقدم الاجتماعي والثقافي والسياسي وانغلاق الطوائف .ثمة عامل اخر أساس في التوتر الاجتماعي ، هو الأثر الكبير للوافد الثقافي في هيجان البنى الاجتماعية التقليدية وإحساسها بضرورة الدفاع عن هويتها ضد مخرجات الحضارة التي دخلت عقر دارها، ومواجهتها باليات تقليدية واتخاذ مواقف نمطية ضدها (على اعتبارها حرام او مفسدة للاخلاق).كل ذلك جعل الدفاع عن الهوية الثقافية التقليدية يتخذ شكل انغلاق وانسحاب. من هنا نقول ان الظاهرة الطائفية ليست حكرا على اجتماعنا لان كل مجتمعات العالم تنقسم الى طوائف ومذاهب وشيع واحزاب ، لكن استغلالها يتم حين يجمد البناء الاجتماعي ويعجز عن تجديد نفسه والتكيف مع الاوضاع المستجدة .على ان التغيير الاجتماعي لايتم بقرار سياسي . فالمجتمعات عنيدة في المحافظة على بناها التقليدية.غير ان تجارب الشعوب تبين ان المؤسسات الثقافية كانت على الدوام تلعب دور الجسر الواصل بين السلطة والشعب وبين روح العصر وروح الشعب . ففي كل عمليات التغيير او بعدها يعتمد التغيير الثقافي على المثقفين المتنورين لتاطير مجتمعهم بمؤسسات ثقافية تغرس في الراي العام فكرة التقدم والعقلانية .ان التخريب والتلوث الثقافي يشكل ضررا كبيرا على المجتمع وتربية الفرد ومنظومة القيم التي تشكل سياجا حاميا للهوية والشخصية الوطنية.وإصلاح العطب في ميدان الثقافة اكثر كلفة واطول زمنا ويحتاج الى عمل فكري شامل ، وسد المنافذ التي تاتي منها رياح التخريب ومحاولات الإساءة . ان أي سلوك فردي او جماعي لابد ان ينطلق من نسق ثقافي يشكل اطارا مرجعيا لذلك السلوك ، وانطلاقا من مقولة ( ان المسالة الثقافية بمعناها الواسع هي اليوم المحرك للتاريخ فهي في التحركات الاجتماعية والسياسية في اغلب دول العالم تلعب دورا بارزا بل تقدم نفسها في بعض الاقطار كفاعل وحيد )( محمد عابد الجابري , المسالة الثقافية ص14 ) .يقول مالك ابن نبي ( ان الكلمة تساهم الى حد بعيد في خلق الظاهرة الاجتماعية ، فهي ذات وقع في ضمير الفرد شديد اذ تدخل الى سويداء قلبه فتستقر معانيها فيه لتحوله الى انسان ذي مبدأ ورسالة .(حليم بركات ص (668).
وبما ان أي سلوك او رأي او موقف يتبناه الفرد او الجماعة لابد ان يكون له جذر ثقافي، من هنا نقول ان مشكلتنا ثقافية قبل كل شيء. فننطلق في البحث عما يجب فعله من اجل بناء ثقافة وطنية عراقية شاملة تحتضن كل المكونات وتساهم فيها وتتلمس من خلالها المشترك في حياتنا على هذه الارض لالاف السنين .ثقافة مدنية تستطيع ان تواجه متطلبات العصر وتتفاعل معه بدون تبعية للاخر الجغرافي او التاريخي وبدون قطيعة معهما ، تستطيع ان تتصالح مع نفسها ومع حاضرها وتنظر نحو مستقبلها ، تحتضن عقلا عراقيا، يؤطر سلوك الفرد والجماعة، يتسم بالعقلانية ويتوافق مع التنوع المحلي والوافد الثقافي .ولابد ان يقع تحت تاثير هذا العقل المدني الكل الاجتماعي، عموديا وافقيا مختارين غير مجبرين . وان ينطلق هذا العقل وهذه الثقافة من رؤية ثقافية لجميع القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . ولابد ان تولد هذه الثقافة في فضاء واسع من الحرية الفكرية والسياسية التي تضمن النمو السليم للمشروع الثقافي العراقي الذي يحترم الاخر ويتعايش معه ويحترم الانسان باعتباره قيمة عليا قائمة بذاتها بعيدا عن أي انتماء يطالب به، دينيا او عرقيا فنستطيع ان نستعيد من هرب الى هويته الفرعية الى هذه الثقافة الوطنية التي يجد في ظلها كل التنوعات .ويمكن ان نجد مصدراً او مصادر رمزية تستطيع ان تشكل ايقونات هدى للهوية الوطنية المشتركة واستلهام المخيال الاجتماعي والثقافي والتاريخي للجماعات العراقية لايجاد المشتركات الوطنية الشاملة وتفاعلاتها الثقافية التي جرت عبر التاريخ والتاثيرات والتثاقفات المتبادلة على مر العصور.ولايعني هذا الدمج الارغامي للمكونات العراقية بل رعايتها لانها تشكل بكل تنوعاتها عامل قوة واغناء للثقافة العراقيةوبناء المواطنة الحقة للفرد في ظل النظام الديمقراطي الذي يقوم على تمثيل الانسان، ووضع النظام الاجتماعي على سكة الحياة المدنية بعيدا عن البنى العصبوية لاننا وكما يقول انتوني غدنز (الذين ننشط في صياغة البنية الاجتماعية واعادة صياغتها لاننا باختصار لسنا صنيعة المجتمع فقط بل صانعوه في الوقت نفسه، لان المجتمعات الانسانية في حالة مستمرة من التباني structration والتشكل أي انها تبنى وتشكل من جديد في كل لحظة( علم الاجتماع ص (703) ان التنوع الثقافي عامل قوة داخل الثقافة الوطنية اذا تمت رعايته والعمل على احتفاظ كل جماعة بمقوماتها الثقافية مع المساواة في الحقوق السياسية والمدنية ورفض الذوبان والاندماجية السياسية والاستعلائية في ان واحد والايمان بقيمة الخصوصية الاثنية والتنوع الثقافي في اطار وحدة المجتمع السياسية. وفي النظام الديمقراطي التعددي لابد من الاعتراف بمشروعية الاختلاف والتنوع الاثني وتأكيد هذه المشروعية دستوريا ومؤسسيا، وتامين حرية العقيدة والدين . ان عمليات التغيير الاجتماعي هي عملية حضارية ممتدة طويلة المدى تقترن بالتنمية المجتمعية الشاملة تتقدمها تنمية الانسان ـ راس المال الاجتماعي ( عبد الوهاب حميد رشيد ) ومن هنا يكون بناء وتحسين راس المال الاجتماعي باتجاه اعادة هيكلة البيئة الاجتماعية لصالح متطلبات التغيير . وتتطلب عمليات البناء مساهمة جهات كثيرة تبدأ من المؤسسة التربوية ولاتنتهي بالجامعة ،ومراكز البحوث ووسائل الإعلام وأي ومؤسسات مجتمع مدني أخرى . ان الكثير من الجهات عملت على تعطيل دور المثقف في بناء ثقافة وطنية وعزل المثقف عن اداء دوره في عمليات التغيير وابقائه في برجه العاجي معزولا عن المشهد الاجتماعي ومنقطعا للبحث والتأليف وعدم ارتباطه بقضايا الوطن او تحويله الى موظف في المؤسسة الثقافية لايهمه مضمون الثقافة او اهدافها متمسكا باهداب وتلابيب السلامة والسكينة. والغاء دور المثقف خسارة للامة في حاضرها ومستقبلها ، فلابد ان يكون السياسي صدى للمثقف لا العكس لان المثقف هو المبشر والهادي والمرشد لعمليات التغيير، واذا كان البعض يدعو الى ردم الهوة بين السياسي والمثقف فلابد ان يكون هذا الردم لصالح المشروع الثقافي ، باعتبار المثقف هوضمير الامة والمعبر عن الامها وامالها .ان هناك الكثير من القوى الاقليمية تمارس عملية تشويه للوعي وللثقافة العراقية من خلال تاسيس الكثير من مراكز البحث او اصدار الدوريات التي تبث من خلالها الفرقة والتشتت والتشرذم . ويتناغم هذا مع الثقافة التقليدية التي اخذت في الاتساع بحيث تغطي جانبا كبيرا من المشهد الثقافي ولها قنواتها وامكاناتها الكبيرة ، بل استطاعت ان تمد تأثيرها وسلطتها الى داخل المؤسسات الثقافية للدولة فظهرت آثارها هنا وهناك مما يشوه أي مشروع ثقافي. ان اتساع سلطة المؤسسات التقليدية التي تمارس القمع حددت كثيرا من حرية الراي في ظل غياب القانون وعدم وجود ضمانات دستورية لحماية الحريات العامة والخاصة، وغياب او تغييب مؤسسات المجتمع المدني واحتلال فضائه من قبل المؤسسات التقليدية



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الشهري والمطبوع الأول للحوار المتمدن: افاق النهوض بال ...
- مواطنون من الدرجة الثانية
- أحجار في طريق الديمقراطية
- المواطنة خط شروع واحدة نحو الحقوق والواجبات
- امرأة اسمها دعاء
- جذور الحرب الأهلية ... لبنان،قبرص،الصومال، البوسنة
- تغريبة بني عراق
- الفساد الإداري: المفهوم والآثار وآليات المكافحه
- مقارنة للأنظمة الداخلية لعدد من البرلمانات العربية وجزاءات غ ...
- الانتهاكات التي تتعرض لها السلطة الرابعة
- حرية الفكر والتسامح في الإسلام
- مؤشرات الرسوخ والخلل في العملية الديمقراطية
- المحكمة الاتحادية العليا في العراق
- الاحتفاء بالتجديد:تاسيس للحاضر واستعداد للمستقبل
- ذبح الديمقراطية قربانا لدولة الإكراه
- ثنائية الجسد والروح: اللحظات الاولى للاستعداد لرحلة الروح
- التحديات التي تواجه الصحفيين في العراق
- حين يأكل أمسنا غدنا
- أكان الرصافي معضلة العراق الأولى وداؤه العضال ؟
- الضمانات الدستورية لحرية الرأي والتعبير في الدساتير العراقية


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمخي جبر - دور الثقافة والمثقف في التغيير الاجتماعي والسياسي