أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - ما هو السبيل للأصلاح















المزيد.....

ما هو السبيل للأصلاح


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دخلت العملية السياسية الجارية في العراق منعطف خطير ، وأزمة خانقة بسبب التجاذبات المختلفة للكتل الرئيسية في البرلمان ، ويبدو إن الصراع أخذ أبعادا جديدة داخل الكتل نفسها أو الأحزاب المشكلة لتلك الكتل فحزب الدعوة على سبيل المثال دخل في صراعات عنيفة بين "دعاته "الرئيسين مما ينذر بحدوث إنشقاق قد يحدث إنفراجا في الصراع الطائفي والأحزاب المشكلة للائتلاف العراقي الموحد في تقاطعات وصراعات خفية وعلنية قد تنذر بانفراط عقدها رغم المحاولات لاحتواء الأزمات الداخلية لمواجهة الأعداء الآخرين فيما أخذت الخلافات الداخلية في التوافق تنذر بانشطارها أو انقسامها رغم مواقفهم الموحدة باتجاه الآخرين ، والعراقية ليست بأفضل حالا من هؤلاء فالمشارب الفكرية المتعددة والسياسات المختلفة لإطراف القائمة لعبت دورا خطيرا في تذبذب توجهاتها وتقاسم الخلافات داخلها باستثناء التحالف الكردستاني الذي لا يزال قويا متماسكا لوضوح منهجه ووحدة غايته ومعرفته للهدف الأسمى الذي يسعى له،رغم ما يعتو ره من خلافات لم تؤثر على تماسكه .
ولعل من المضحك المبكي أن تدعوا الأطراف المشاركة في العملية السياسية إلى معالجة وطنية شاملة بغية إشراك الأطراف الخارجة من العملية لإنجاحها متناسين أن الأطراف المشاركة نفسها لديها من الخلافات ما يجعلها تحتاج إلى أكثر من مصالحة فالمناطحة بين الكتلتين المتصارعتين وراء الإخفاقات والتداعيات في مجمل العملية السياسية لسعي كل طرف لتهميش الآخر وإنهائه وعدم توفير الجدية للبناء السليم .
وتتسارع التطورات لإنشاء تكتلات وتحالفات جديدة قد لا تصب في الاتجاهات السليمة لمسار العملية السياسية لما تحوي في داخلها من تناقضات فهي لا تختلف من حيث الجوهر عن المبادئ السابقة التي قامت عليها العملية السياسية بعد السقوط ، ومجرد أبعاد أطراف وتهميش أخرى مما قد يحمل في داخله تداعيات جديدة مضرة بالعملية السياسية لذلك يتطلب الأمر حلولا جذرية بدلا من الترقيعات الجارية، وهذه الحلول تحتاج لقرارات جريئة ليس بوسع الأطراف الحالية اتخاذها أو في نيتهم العمل بها فالكتلتين المتناطحتين والتحالف المتفرج والعراقية المهمشة لا يزالون ينتظرون معجزة من السماء للخروج من هذا المأزق، أو تدخل أمريكي مباشر يسوق هذه الأطراف إلى جادة الصواب، فإذا تركت الأمور لتصوراتهم فستظل الأمور تراوح في محلها دون إيجاد أي حل جذري فالقادة الأبطال إذا ادلهمت الأجواء وهبت العاصفة يتحصنون في المنطقة الخضراء أو يسكنون الدول المجاورة لإدارتها من الخارج تاركين الأمور لمعالجات آنية تزيد من المشكلة دون أن تعالجها، ففي هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن وجل القادة الكبار يستلهمون العون من الخارج، وكلٌ ذهب إلى سادته يلتمس النصح والمشورة، تاركين الأمر للقادة المكبلين الذين لا يستطيعون اتخاذ قرار وقد مضى أكثر من شهرين ووسائل الإعلام تعلن عن قرب وصول زعيم كردستان إلى بغداد لعقد الاجتماع الخماسي لتقرير المصير ولكن لم يجر هذا اللقاء بل إن القادة في سفر دائم تاركين الشعب لمصيره يئن تحت سطوة الإرهاب الأعمى الذي أوجده هؤلاء الزعماء .
إن أمام القادة العراقيين في هذا الظرف العصيب إما الاتفاق على ثوابت توافقية لإخراج البلاد من أزمتها ،ونبذ المحاصصات المقيتة التي أثبتت ضررها خلال الأعوام المنصرمة أو الاكتفاء بالأرباح المادية الهائلة التي جنوها خلال هذه السنوات وترك الساحة السياسية والانصراف لتجارتهم وإدارة أموالهم خارج العراق أو قيام الجانب الأمريكي الذي يمتلك جميع خيوط اللعبة باتخاذ الإجراء الحاسم الذي يعيد الأمور إلى نصابها بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن التخندق المذهبي والقومي وجلب قوات دولية لضبط الحدود وتصفية العناصر المسلحة بغض النظر عن دينها أو قوميتها وبناء قوات وطنية جديدة تكون القوات الحالية بعد تنقيتها نواة لهذا الجيش، وأحب إثارة نقطة لا أعتقد إنها خافية عن الجميع ،إن ما يسمى بالاختراقات، أو العناصر الموالية لجهات أخرى، إذا وجدت إن هذه الجهات قد فقدت سلطتها، فسوف توالي السلطة الجديدة بغض النظر عن توجهاتها فالعراقي بطبيعته مع السلطة القوية أو الجهة المهيمنة التي توفر له الدعم والإسناد، وليس عقائديا مؤمنا بفكر أو توجه، والأدلة على ذلك كثيرة ،فعندما تولى الدكتور علاوي رئاسة الوزراء ،كانت القوى الأمنية من جيش وشرطة مؤيدة له ملتزمة بأوامره، وقد أعطته أصواتها في الانتخابات الأولى بعد أن منحهم زيادات شهرية، وعيديات وإكراميات، وعلى هذا سواد العراقيون ، يلهثون وراء المادة أيا كان مصدرها ولا يعنيهم نوع الحاكم إذا وفر لهم ما يعينهم على الحياة، وهيأ لهم وسائل العيش الكريم، ولهم القدرة على صناعة الحاكم المستبد والدكتاتور المطلق ،فهم يردسون لكل من يعطيهم أو يلمسون فيه قوة واقتدارا، والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة ،لذلك فإن تشكيل حكومة شريفة قوية وليست كالحكومة الأولى التي شكلها بريمر وضمت في صفوفها الكثير من النفعيين والانتهازيين واللصوص، تستطيع هذه الحكومة السير بالبلاد إلى الأمام بعد أن توضع المبادئ التي لا تلائم العراقيين على الرفوف العالية، فلم يكن العراقيين في يوم من الأيام طائفيون أو متعصبون في أديانهم ومعتقداتهم ولو سبرنا أغوار المجتمع العراقي، لوجدناه شعب أكثر علمانية من العلمانيين، ولكن هيمنة رجال الدين التي أوجدها صدام، وأفرزها الاحتلال الأمريكي هي التي جعلت الناس يركضون وراءهم بعد أن أصبحت بأيديهم مقاليد السلطة والتحكم بالمجتمع .
إن العراق في الوقت الحاضر بحاجة إلى حكومة قوية ليست لديها توجهات طائفية أو قومية، مسندة بقوات عسكرية لا تؤمن بطائفة أو قومية، بل تؤمن بالعراق وواجبها المهني الذي وجدت من أجله، فالقوى الأمنية عليها توفير الأمن لا حماية هذه الطائفة أو تلك أو تبني قومية دون أخرى، واختيار قوات على هذا الأساس كفيل بحل الكثير من الإشكالات التي نعاني منها وأهمها المحاصصة الطائفية التي أوصلت البلاد إلى الهاوية .
وإن فتح صفحة جديدة من العلاقات بين الأطراف العراقية دون النظر إلى الماضي وملابساته الخطيرة وإنجاح مشروع المصالحة الوطنية الحقيقية، بعيدا عن المؤتمرات الكاذبة، وتفعيل القانون، وإعطاءه دورا بعيدا عن القرار السياسي، سيعيد الأمور إلى نصابها ، ويسرع في إعادة الاستقرار فالمعادين للعملية السياسية أثبتت الأعوام الأربعة قدراتهم الكبيرة على إعاقة البناء وعلى الآخرين الاعتراف بهم والتعامل معهم إذا أرادوا النجاح أما إغماض العين عن الوقائع ،والاتكاء على الاسطوانات القديمة، ونظرية المؤامرة التي يبررون بها فشلهم ،فهذا لا ينطلي على الشعب وجميع العراقيون يدركون دواعي الفشل وأسبابه ومن يقف ورائه، فالتدخل الإقليمي والفساد الحكومي والمحاصصة وهيمنة الجماعات المسلحة والتهميش والإقصاء وامتلاك المطلق وأمور أخرى وراء الإخفاقات التي تعاني منها العملية السياسية وعلى الجميع إدراك هذه الأمور لتلافيها والسير بالبلاد بطريق سليم بعيد عن التعرجات التي رافقت الأعوام الأربعة وسيكون للشعب كلمته ولو بعد حين .



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات العراقية من يقف ورائها
- الأختلاف لا يعني الخلاف
- رفاق في الذاكرة/3 عامر الصافي
- رفاق في الذاكرة /1
- رفاق في الذاكرة /2 الرفيق محمد جواد مجيد ألشريفي
- نهج خطير ندعو لمواجهته
- رفاق في الذاكرة - كاظم عبيس ذياب(أبو مازن)
- أحسنتم الأختيار ولكن...؟
- الفساد المالي في العراق
- الى أين يمضي العراق
- اللاعب الرياضي واللاعب السياسي
- الحمايات الخاصة
- من يقف وراء الأرهاب
- الأرهاب الأعمى
- عودة أخرى لفتاوى الأرهاب
- العراق بحاجة الى نظرة عراقية لا أمريكية
- جاهزية القوى الأمنية في سلامة بنائها
- أسلحة الدمار الشامل
- فتاوى تحريم أكل الأسماك
- حضر دخول العراقيين الى أرض الكنانة


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - ما هو السبيل للأصلاح