أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز فرحان - أحباب في العالم الاخر...2














المزيد.....

أحباب في العالم الاخر...2


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2000 - 2007 / 8 / 7 - 05:08
المحور: الادب والفن
    


تسللت فجأةا من بين صديقاتها وابتعدت عنهن بعض الشئ بينما انشغلن هن بالغنيمات فأقترب منها وأضطربت ملامحه قبل ان يتمكن من السيطرة على نفسه ويتجرأ للحديث معها...
ـ مرحبا ..كيف حالك ؟
ـ بخير ..انتبه البنات من حولنا.
ـ بالمناسبه ما اسمك؟؟
أبتسمت ابتسامه معبرة واجابته..
ـ أسمي غزاله..وانت اسمك..جابر ..سألت عنك.
ـ يعني تعرفينني..وتعرفي ايضا..!!
ـ اعرف ماذا ؟؟
ـ بصراحه ..لا أعرف من اين ابدأ..انا ..انا
ـ أنت ماذا ؟؟
ـ يعني انت لا تشعري بي ؟؟
ـ بلى أشعر لكنني انتظرك !!
ـ يعني ذلك انك تعرفي ؟؟
ـ نعم..
ـ انا احبك ..احبك ياغزاله هل تفهمي؟؟
ـ وانا أيضا ..هيا اذهب قبل ان يرانا احد..
ـ حسنا تأكدي انني اليوم ولدت من جديد..وربما اكون اسعد مخلوق في الوجود..
أضطربت وأمتلئ وجهها بالاحمرار شعرت ان قواها خارت تماما بهذا الحديث, فتجمعت جمله من العواطف المتشابكه دفعه واحده حتى اصابعها التي تتجمع حول اثدية الاغنام ترتجف تارة من الفرحه واخرى من الخوف!! شعرت بأن قوة ما تسري في جسدها لا تعرف مصدرها بالتحديد لكنها احست بتيار من السعاده ينتابها ويبدو ان مصارحته لها كانت ينبوع تلك السعاده,أما هو فبعد ان برح ذلك المكان كان غير مصدقا ما شاهدته عيناه وما سمعته اذناه من كلام معسول يعبر عن عاطفه متبادله بينهما...لم يتمكن من التعبير عن كل ما يجول في خاطره فهو ادرك ان الوقت لم يعطه المجال وفوق ذلك حالة الاضطراب التي أنتابته وجعلته فاقدا للسيطرة على عاطفته وكلامه , كان يتطلع في تلك اللحظات نحو السماء والشمس تميل للمغيب لتفسح المجال امام الغسق القادم بكل اجلال واحترام ليشكل لوحه لم يكن يستوعب تفاصيلها الا العشاق في تلك الصورة ..
وفي نفس الوقت شعرت هي الاخرى كأنها حصلت على هديه من السماء لم تكن تستطيع ان تثمن تلك اللحظات فهي مدتها بطاقه تكفيها الزمن بأسره للعيش في الألهام وعالم الغرام , كانت تنهداتها بين الفينه والاخرى تخرج من صدرها كبت العواطف المتفجرة ..كبت العالم القاسي الذي جعلها أشبه ما تكون بقطعه ما من قطع اثاث المنزل لا احد يولي اهتماما بها..تلك الابتسامه الظافرة على محياه هي التي كانت تعطيها الاندفاع وحب الحياة والثقه بالمستقبل لا بل خلقتها من جديد وبدأت تشعر بوجودها وكيانها علاقه في ذلك المحيط الذي يسيطر على البلده كانت بلا ادنى شك تعتليها الكثير من المصاعب وراحت غزاله تروي حبها لجاراتها في المحله وتحدثهن عن ذلك الشاب الذي الهم عواطفها وافكارها وخطف مشاعرها وجعلها تعيش عالما اخرا مختلفا تجاوزت من خلاله العالم الذي احاطها قبل لقاءه فهي لم تعد تأبه كثيرا بأن يعلم اهلها وربما دفعتها ثقتها بنفسها الى درجه جعلتها تتخطى كل الحواجز دون ان تبالي بالعواقب ...كانت في قرارة نفسها تهدف الى ان يكون هذا الموضوع معروفا لهن حتى تمهد للقاءه في البيادر دون ان يفتعلوا لها المتاعب..
كان تفكيرا ممزوجا بالشعور المغامر اكثر من اي شئ اخر لكنها عبرت عنه دون خوف وبشجاعه وأدركت انها تسير بطريق وعر بعض الشئ لكنه لذيذ لم تعد تبال بشئ فالحب في اطاره العام يعمي المرء عن رؤية حتى المخاطر, وأحاديث الفتيات عادة ما تحركها العواطف وتكون موضوعها الرئيس في مجتمع قروي صغير ليس عندنا فحسب بل في كل بقاع العالم..وعندما عادت للتفكير مع نفسها بالبوح لجاراتها بعاطفتها أدركت ان هناك سببا اخرا دفعها للحديث حتى دون ان تنتبه وهو موضوع الغيرة والخوف على حبيبها من خيال صديقاتها الذي قد يذهب بعيدا وتتصور احداهن ان جابر يمر من المحله لاجلها, تفكيرها البسيط ربما اوحى لها بهذا التخوف حتى وان لم يكن في محله ...لقد اصبحت بالفعل تمتلك الجرأه للقاء حبيبها كل يوم وتبادله عبارات العشق وتعبر له عن مشاعرها بصدق لم تكن تتخوف من ان يراها احد بعد ان تيقنت ان حبيبها يمتلك نفس المشاعر وانه لن يتمكن من قضاء يوم دون رؤيتها ..عند المغيب كل يوم كانت تعيش لحظات من الحب تعطيها الامل بحياة افضل تكون فيها سعادتها مكتمله ولا تهاب ما يعثر تلك العلاقه فهو كان ينشد لها الشعر في بعض الاحيان ويغني لها مقاطعا بسيطه من الاغاني الشعبيه المتداوله في البلدة واستمرت علاقتهما تنضج يوما بعد اخر لتأخذ مجرى العشق الابدي...
كانت تشق طريقها في عالما مليئا بالظلام كأشعاعا من نور يخترق ذلك العالم دون ان يبال بعمق الظلام , اصبح يهيئ نفسه لذلك اليوم الذي يعلن ارتباطه بها على الاقل امام مسامع اهله, لكن العالم المحيط بهما لم يكن يسمح بحدوث ذلك فكلما عقد العزم على ذلك كانت العشيرة التي ينتمي اليها تتعرض لمصائب واحزان يضطر بعدها الى تأجيل تحقيق تلك الامنيه التي تجول في خاطره..



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال
- حرب العراق...والتحولات المرتقبه
- حكم دكتاتوري عسكري..
- ألاصوليه العلمانيه...
- العنف...والمؤسسات التعليميه
- المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني
- حرب الافكار...والمشروع الامريكي للشرق الاوسط
- المجتمع المدني..واسس الديمقراطيه
- الدولة..والطفوله المعذبه
- علامات انهيار مرتقب....
- العنصريه...في اوربا المتحضرة
- العمل الصحفي..والسلطه السياسيه
- النازحون من جحيم الحرب ..


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز فرحان - أحباب في العالم الاخر...2