أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - مسعود عكو - هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!














المزيد.....

هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:56
المحور: عالم الرياضة
    


بجدارة توج العراق بطل القارة الآسيوية بكرة القدم، بهدف وحيد، وبتوقيع من المبدع يونس محمود بعد ركنية من الخارق هوار ملا محمد، استقرت في مرمى الحارس السعودي، ليهدي لكل العراق والعراقيين أعظم هدية، وأجمل تحية رياضية عراقية، يستحق أن ينال فيها لقب البطولة التي تنافست عليها، فرقٌ من دولٍ هي أعظم، وأقوى، وأكثر استقراراً، وغنىً من العراق، هذا العراق الجريح الخارج في كل يوم بعشرات القتلى، والجرحى، والمخطوفين. نعم فعلوها العراقيون، وفاز العراق بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه الكروي.
نجح العراقيون في بناء فريق رياضي قوي، قادر على تحمل مسؤولياته الرياضية، ونشر رسالة وطن، ظل لعقود ممنوعاً من نشرها، وإبرازها، والتفاخر بها. رسالة قوية تحمل في طياتها قوة، وجبروت أرض الرافدين، وصلابة السواد، وعظمة جبال كردستان، وحكمة الفرات، وكرم دجلة. رسالة عزة، وفخار لأبناءه الذين ظلوا تواقين لغد جديد، وفرح حقيقي يعم العراق كل العراق، من زاخو، وهولير، ودهوك، والموصل، وكركوك، إلى البصرة، والرمادي، والنجف الأشرف، وكربلاء، والأنبار، إلى بغداد، والعمارة، والكوت، والسماوة.
على أوتار أنغام حزينة، عزف الرياضيون العراقيون سيمفونيتهم، غنوا أنشودتهم، أنشودة مطر جبلي محمل بعبق النرجس والياسمين، أنشودة نخيل سيتغنى بها التاريخ، وكأنها صدىً يأتي من وادٍ يفجر صرخة ألم كئيب، يئن العراق منه منذ البعيد، حزن عميق يصرخ بمعاني الألم، ليتبدد في الهواء، بهمسات تحمل من الشجون، والأفراح، لغد سيكون بكل تأكيد أفضل من كل الأيام التي خلت.
نشيد رياضي عراقي، يروي للتاريخ أسطورة آشورية، ملحمة كلدانية، أغنية كردية، وقصيدة شعر عربية، فوز حققته ميزوبوتاميا بكل ألوانها، وأطيافها، وقومياتها. تلك الكرة المنفوخة بهواء وحدت أبناء العراق في لوحة رياضية أبدعها رسامون بارعون، ورياضيون خارقون، مسرحية لعب كل واحدٍ منهم دوره باتقان، ونالوا فخراً جائزتهم، وحققوا انتصاراً على الخوف، والإرهاب، والموت، والتخريب. قبل أن يكون فوزاً في مبارة رياضية.
نجحت كرة القدم في رسم ابتسامة على شفتي طفل فقد والده في تفجير إرهابي، هدف خلق سعادة في عيون نساء ترملن من أزواجهن، فوز ملئ قلوب أمهات ثكالى، وأدخل السعادة في أفئدة أباء انتحبوا أبناءهم في غمرة هذا المستنقع الكئيب، المليء بجثث، وقتلى، وأشلاء متناثرة في كل بقعة من أرض الرافدين، ولكن نجحوا في إيقاف العمليات الإنتحارية الإرهابية، حتى ولو للحظات فقط. فوحدت الرياضة العراقيين لساعات في حين يفرقهم إرهابي في لحظات. شتان بين الاثنين هذا يحول الوجود عدماً، ويقلب الفرح حزناً. في حين خلق الرياضيون من الآلم سعادة، ومن الكآبة، والفشل أملاً، ومن الهزيمة انتصاراً، وفوزاً قوياً.
بدون شك النجاح الرياضي يأتي من نجاح إداري، ومن نجاح التجربة العراقية الجديدة، هذا التجربة التي يعمل فيها روادها بكل ما أوتيوا من قوة وإيمان، وكأنهم ينحتون في الصخر، لكي يبنون عراقاً حقيقياً جديداً، يليق بعظمة حضاراته، وقدسية ترابه، وقداسة أوليائه وأصحابه. عراقاً قادراً على أن يستعيد دوره كأبز القوى السياسية، والاقتصادية، وحتى الرياضية. في منطقة الشرق الأوسط، والعالم أجمع.
فعلها الرياضيون العراقيون، كانوا فريقاً واحداً، قلباً واحداً، وبركلة واحدة سجلوا هدف فوزهم في مباراتهم النهائية مع الفريق السعودي. فهل يتعلم الساسة العراقيون من رياضييهم، ويصبحوا كتلة واحدة، ودرعاً واحداً، في مواجهة الخطر المحدق بأرضهم ووطنهم؟؟؟ هل يصبحوا أمة واحدة، وجداراً واحداً، وحارساً واحداً، لحماية مرماهم من أن يسجل الإرهاب فيه أهدافه؟؟؟ هل ينجح السياسيون في بناء حكومة، ونظام واحد، مكون من كل أبناءه، وأطيافه، وقومياته، كما هو الحال في فريقهم الرياضي المزركش كما لوحة فسيفساء عراقية أصيلة؟؟؟ هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة، في توحيد العراقيين كفريق واحد، ضد الذين يحاولون جاهدين أن يخسر العراق مباراياته مع الظلاميين، والقتلى، والمجرمين؟؟؟ ألف ألف مبروك للعراق، والعراقيين، وكل مشجعيهم هذا الفوز العظيم، الذي طالما كانوا يتوقون إليه، وفعلوها رغم الظروف القاسية التي يمرونها بها. نعم رغم كل ذلك فعلوها، وفازوا فوزاً عظيماً.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون العراقيون في سوريا مأساة يومية متجددة
- معارضون خلف القضبان
- الرقابة على الإعلام الإلكتروني في سوريا
- عندما يغتال الظلام ضياء الشباب
- الحب على طريقة المطران عيسى
- مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه
- في البحث عن الرّابط الأصيل... شعر يوسف رزوقة
- الإتجار بالبشر أو الرق مرة أخرى
- عندما يلبس الشرف أنين زهرة أخرى
- يتامى الطاغوت
- سوريا والعراق... علاقات جديدة!!!
- اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية
- فسحة أمل
- طبول الضياع
- أنفال ولكن!!!
- انتصار الأغاني
- لا تقل لو!!!
- شعراء العالم


المزيد.....




- شاهد.. هل ظلم الحكم بايرن ميونخ أمام ريال مدريد؟
- شاهد.. ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتمو ...
- ريال مدريد يهزم بايرن ميونخ -في الوقت القاتل-.. ويصل نهائي د ...
- دراما كروية - الريال يهزم بايرن ويصعد لنهائي دوري الأبطال
- كبير أوروبا يعود من بعيد.. ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ...
- سكان كيشيناو يضيئون الشموع تخليدا لذكرى أبطال الحرب الوطنية ...
- مفاجآت كبيرة قريبا.. آل الشيخ يكشف عن مشروع عملاق مع كريستيا ...
- أبطال أوروبا.. خوسيلو يقود ريال إلى قلب الطاولة على بايرن
- للمرة الثانية تواليا.. فيورنتينا إلى نهائي دوري المؤتمر الأو ...
- شاهد.. فيورنتينا يصعد لنهائي دوري المؤتمر الأوروبي


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - مسعود عكو - هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!