أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - قلق في الجوار














المزيد.....

قلق في الجوار


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 07:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخيرا...بدأت بعض دول الجوار العراقي تدرك حجم المشكلة التي يمثلها الارهاب الذي سهلت له المرور الى العراق، او حتى تساهلت مع رعاته وربما رعته هي نفسها بصيغ شتى، وهذا الادراك المتأخر تمثل في صورة قلق دفع الدول الخليجية الى عقد اجتماعات متلاحقة لتدارس امكانية تلافي تأثيرات ما يجري في العراق، والمقصود بما يجري في العراق هو بداية العودة لشخصيات وجماعات ارهابية الى بلدانها الاصلية او بلدان العبور(الترانزيت)، هذه العودة التي اخذت تنمو بفعل العمليات العسكرية المشتركة في العراق، وكذلك بفعل المواجهات بين الفصائل العراقية المسلحة مع تلك القادمة من الخارج وهي اجمالا جماعات ذات طابع متطرف وطائفي وانتحاري (جسديا وسياسيا)، ولعل من اهم العوامل التي تكمن وراء عودة الارهابيين الى بلدانهم هي خسارة الحاضنة البيئية بعدما حاول المتطرفون فرض رؤاهم الاجتماعية والسياسية الخاصة على المناطق التي يتواجدون فيها، كما لا يمكن تجاهل الضغط الامريكي على حكومات هذه الدول خاصة بعدما اوضح الرئيس بوش انه لايمكن الجمع بين صداقة الولايات المتحدة ودعم الارهاب في العراق.
اذن، تلك الدول التي صمت اذانها عن المطالبات المتكررة للحكومات العراقية المتعاقبة التي ناشدتها للتعاون في ايقاف تدفق الارهابيين الى العراق، كانت تعول على ضعف الاداء العسكري العراقي والامريكي على السواء، كما انها كانت تراهن على قدرة التناقضات والخلافات بين الكتل السياسية العراقية في شل وعرقلة العمل الامني والعسكري الواسع في المناطق التي تجمع فيها الارهاب، كما ان هذه الدول كانت تراهن على عمق الخلافات بين مكونات الشعب العراقي بطريقة تضمن استمرار تحالف بعض العراقيين مع القاعدة او مع غيرها من التنظيمات الارهابية، وجزء مهم من هذه القناعات ساهمت في تكوينها بعض الشخصيات والقوى العراقية الرافضة للعملية السياسية او الراغبة في افشال الحكومة، عبر نقل صور مزيفة ومعلومات مفبركة عن الواقع العراقي بهدف جذب تدخل دول الجوار او الحصول على دعمها بطريقة تمنح هذه القوى والشخصيات العراقية حصة اكبر في السلطة، وكل تلك الحسابات تعني ان العراق سيبقى نقطة جذب للارهاب ولن يتحول الى نقطة طرد، وان حدث ذلك فبعد زمن طويل. لكن الرهان على الزمن لم يكن في صالح هذه الدول في المرات السابقة، فبعد السنوات الطويلة التي قضتها الجماعات المتطرفة في افغانستان عادت الى بلدانها الاصلية وصارت تعيث فيها فسادا، ولا ندري فيما اذا كانت هذه الدول قد فكرت في التخلص من المتطرفين عبر تسهيل مرورهم الى العراق، لكن في كل الاحوال هاهم يعودون اليها.
تعرف معظم الحكومات ومنها حكومات الخليج، ان القضاء على الارهاب او اضعافه لا يمكن ان يتم بدون التعاون الواسع بين مختلف دول العالم، وقد تعاونت هذه الدول بالفعل فيما بينها ومع دول اخرى في مواجهة الارهاب، لكنها في الجهة الاخرى حاولت استعمال المتطرفين كاداة في لعبة السياسة وخاصة على المستوى الاقليمي واحيانا حتى على المستوى الداخلي، معتقدة بانها ستسيطر عليه وتضيق مساحة حركته وبالتالي فأنها ستوجهه بطريقة غير مباشرة ضد خصومها الداخليين او الخرجيين، بل انها احيانا تريد الحفاظ على ارهاب مقزم تبرر به رفضها للأنفتاح السياسي وتوسيع المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار ، كانت تتصور بانها قادرة على تكرار التجربة الامريكية في افغانستان ولو بقياسات مصغرة، ونست ان اللعبة الخطرة تلك افلتت حتى من يد الامريكان، بل اثبت المتطرفون الارهابيون انهم لا يرعون اي مستوى من المشاعر او المصالح الوطنية، ولذلك فانهم لن يتوانوا عن ضرب بلدانهم وبقسوة حينما تسنح لهم الفرصة.
توشك هذه الدول ومعها مجتمعاتها على العودة الى نفس الوضع المحرج والصعب في بدايات التسعينيات حينما عاد المتطرفون من افغانستان وصار لا بد من مواجهة وقتل واعتقال من كانوا قبل اشهر واسابيع ابطالا مجاهدين بتوصيفات المجتمع والدولة والاعلام الرسمي، حتى على مستوى اللغة سيكون من الصعب العبور على المسافة الشاسعة بين (البطل والمجرم)، ( الشهيد والقاتل الانتحاري)، وسيكون مأزقيا حال بعض المؤسسات الدينية والتربوية والاعلامية، خاصة حين تستعين بها الدولة في مواجهة سلوك كانت تشجع عليه قبل فترة قصيرة، كان يجب على هذه الدول ان تقلق منذ وقت مبكر، فالارهاب داء فتاك، ان انتصر في مكان رغب في التوسع الى ما يجاوره، وان فشل عاد بالموت والخراب على مصادره وحتى في حالات ضعفه فأنه سيبحث عن مسالك لاشباع نهمه الى القتل والدمار، كما حدث في العراق حين شرعت قوى الارهاب في استهداف الاماكن العامة وتجمعات المواطنين والاسواق الشعبية، تلك الاماكن التي لا يمكن تأمينها بسهولة.
قلق دول الجوار من غير المقبول امنيا وسياسيا وانسانيا، ان ينحصر في اراضيها فعليها ان تفكر في امن العراق واستقراره، وان لا تكتفي بالتفكير في كيفية توقف عودة الارهابيين الذين خرجوا منها، أليها بل عليها ان تفكر وتعمل لإيقاف خروج الارهابيين منها الى العراق.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس
- (تدوين الفوضى (فعالية النص وانكتابية المجتمع
- حمى الرئاسة
- حالة ضعف
- قسوة
- سياسة الصوت العالي
- الحكم الثلاثي
- سلاح الانقلابات
- تحديات جديدة
- دور العشيرة …دور الدولة
- مفارقات اسطنبول
- العامل الأمريكي


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - قلق في الجوار