أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - الدعارة الثورية















المزيد.....

الدعارة الثورية


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد من إدانة شديدة للانفجار البربري الخطير ضد قوات السلام الاسبانية. للتذكير هذه قوات صديقة لا مصلحة مادية تجنيها لما تقوم به من خدمات جليلة لا تقدر بثمن للجنوبيين. تكلفت عناء المتاعب ومشقة السفر وأتت خصيصاً لمساعدة لبنان ضمن القرار الدولي 1701، حفاظا على أمن الجنوب من الاستباحة، ورعاية للسلام ضد الانتهاكات الإسرائيلية.
من المستفيد من هذا الاعتداء؟
بالتأكيد كل من هدد بزعزعة استقرار لبنان في حال أقرت المحكمة الدولية. فالمهدِّدُ يريد إثبات وجوده بتنفيذ تهديده وقدرته على حرق المنطقة من فلسطين إلى قزوين. ومن هنا يأتي بشار الأسد في المقدمة كمهدد ومستفيد، ومن ثم مشايخ الحزب اللاهي وأبواق العملاء من جماعة الثامن من آذار كوؤام وهاب مثلا، الذي صرح في 18/4/2007 اثر لقائه عمر كرامي من أن "القرار 1701 وقوات "اليونيفيل" سيكونان أولى ضحايا إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع". بالطبع ملالي إيران المهدِّدون بتغيير مسار البشرية نوويا، والمتشددون على حساب العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين ثورجيا، يأتون كمستفيدين في إذكاء نار التطرف في مقدمة المقدمة. فنجاد يعتبر أن حكومة الرئيس المناضل محمود عباس والمنتخب شرعيا من قسم كبير من الشعب الفلسطيني: عميلة. وماذا يقدم نجاد للشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال وآلام الحصار وصواريخ الاغتيال وآفات الجدار؟ سوى القليل القليل من الدولارات يشتري بها تطرف البعض لتخريب السلام!
دولارات لا تشبع حتى بطون الصغار، والكثير الكثير من التصاريح التي لم تفد الشعب الفلسطيني بشيء سوى أنها عززت مكانة إسرائيل بين الكبار.
ولهذا ولا عجب أن يرسلوا جميعاً عصاباتهم المغسولة الدماغ، والمغرر بها اسلاميا في خلطة مخابراتية إيرانية سورية شيعية سنية إلى العراق ولبنان ، بدايتها تثبيت ولاية الفقيه ونهايتها من تيه إلى تيه وتحت أسماء مفبركة ك "فتح الاسلام" و"جند الشام".
فقط الحلف اللاهي واذنابه لهم مصلحة في هذا الانفجار الارهابي الذي يأتي في الجنوب تزامنا مع أحداث الشمال. للتاكيد، على انه لا استقرار في لبنان ما دام العالم يواجه إيران النووية ويعمل لتشكيل المحكمة الدولية. وكان الحلف المذكور من قم إلى دمشق إلى ضاحية النصر إلهية قد رفض رفضا قاطعا المحكمة. إلا أنه قبل على مضض القرار 1701 الذي انهى حرب تموز، ثم عاد وامتعض رافضا النقاط السبع بالطول والعرض، وكل ما نتج عنها من خطوط وطنية جامعة اتفق عليها اللبنانيون، ولم يعترض عليها في حينها لوقف الحرب أحد.
للتذكير هذا القرار استجداه حسن نصر الله ومن ورائه إيران وسورية من حكومة السنيورة استجداءً. وهم ينقلبون عليها وعليه اليوم تفجيرا وحقداً واغتيالاً.
الهدف إبقاء لبنان ساحة حرب مفتوحة لصراع الفاشلين، وشراء الضمائر بِفَتِّ الدولارات المطهرة بعرق وتعب الشعب الإيراني الذي يجاهد في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم لكي يحصل على "تنكة" بنزين بعد أن فرض نجاد على الإيرانيين التقنين.
ثوار الدولار في الماضي القريب كانوا يصمون آذاننا بأبواقهم العالية، عندما كانوا يقومون بعملياتهم البطولية للتحرير ويعلنون مسؤولياتهم عنها ويتبجحون في الإعلان، إلى حد أنك تعتقد أنهم قد حرروا شبرين من أرض فلسطين وزرعوا مزارع شبعا بالباذنجان واسترجعوا كامل هضبة الجولان.
أما اليوم في عصر الدعارة الثورية والبهتان والنفي المستمر والتنديد اللفظي والكذب الصريح واللف والدوران فإنهم تحولوا من أبطال كلام إلى خفافيش ليل تعيث اغتيالا وتفجيراً وخراباً تحت جنح الظلام: فهم يهاجمون خفية النساء والأطفال في نيويورك بعملية احتيال، ويكتمون قهقهة في سرهم ما ارتكبته أيديهم من آثام، ويغتالون وينفون أي علاقة لهم بعملية اغتيال، بل ويستنكرون أشد استنكار. ويريدوننا بكل بساطة أن نصدق أقوالهم ونتهم إسرائيل بأنها مصدر كل تآمر دون جدال. وإذا قلنا لهم: محكمةً!
اصفرت وجوههم، وصاروا أفاعي سامةً تنفثُ في وجوهنا النيران وتعمل للخراب في العراق وفلسطين ولبنان.
إنها والله، الدعارة الثورية لثوار آخر زمان، حيث انتهى شرف التضحية والفداء والنضال وتحول إلى إفسادٍ في الأرض وضلال وإرهاب بشع وانتحار، ودماء بريئة عزيزة في العراق تراق ، وجرائم بشعة وتفجير واغتيال فهم غدوا يقترفون إرهابهم المتذاكي الجديد في السر والكتمان: تارة بضرب الصواريخ على إسرائيل من الجنوب لاستفزازها بالرد، تنفيذا لتهديدات بشار الأسد، وتارة أخرى بتفجير قوات اليونيفيل لترهيبها إلى أبعد حد.
ثورتهم الإرهابية أصبحت تماما كالذاهب الى بيت الدعارة أو بائعات الهوى يسير متلطياً بكوفيته أو قناعِهِ أو معطفهِ خلف الحيطان لكي لا يفضحه إنسان أمام الجيران.
وهل ممكن أن لا يعرف الحزب اللاهي من قام بهذا العمل الإجرامي؟
بالتاكيد هو أول العارفين وقد قال زعيمه حسن نصر الله يوما أنه: لا يمكن أن يرفرف عصفور أو يطلق صاروخ، ولا يمكن ان تطير برغشة أو تُفَجَّرَ سيارة، ولا يمكن أن تدب نملة أو يوضع لغم في ارض الجنوب دون ان يكون الحزب الأسطورة قد علم بالتفاصيل من العصفورة قبل أن تقع.
كيف لا وعيونه المبثوثة في كل زاوية ووراء كل شجرة وخلف كل شباك على علم مسبق بكل حدث. لذلك فهذا التفجير تم على الارجح بحماية ورعاية لوجستية من الحزب اللاهي وبأوامر ايرانية سورية لخلط الاوراق وتخويف قوات اليونيفيل وترهيب مجلس الأمن.
ويقال بأن الحزب استنكر. مرحبا استنكار!
وكان الحزب اللاهي قد استنكر جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل جرائم الاغتيلات أشد استنكار ولكنه رفض تمرير المحكمة الدولية لكشف الحقيقة في مجلس الوزراء، وأغلق مجلس النواب وجعل من لحود ببغاء يردد ما يقوله الحزب اللاهي من شعارات.
لقد فقد حسن نصر الله مصداقيته ومنذ هروبه من طاولة الحوار الوطني إلى حرب الوعد الصادق الذي تحول إلى دمار حارق واعتصام باهت، خاصة بعد أن انفضح أمره، وريقة خانعة تقبل الأيادي بيد إيران وورقة صفراء ذابلة وتذبل يوما بعد يوم أكثر بيد بشار الاسد المارق.
هذا الهجوم على قوات اليونيفيل هو رسالة واضحة الى مجلس الأمن الذي يحاول حل قضية مزارع شبعا من خلال مهندسيه وذلك لنزع الذرائع من يد الحزب اللاهي وبالتالي السلاح. وهذا ليس من مصلحة الحزب في تحرير ما بعد حيفا.
وكان مجلس الأمن قد أرسل فريقا تقنيا لدراسة وضعية الحدود السورية ومنافذها الغير الشرعية التي ترسل سورية من خلالها العصابات والسلاح والمخابرات والتنظيمات لتخريب الاستقرار.
المتفجرة كم أسلفنا هي رسالة ترهيب لمجلس الامن لكي يترك وضع شبعا على حاله، ولكي لا يتم نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية مع سورية.
والا كيف ستُدخلُ ايران وسورية الصواريخ والسلاح ومجرمي القاعدة المبتكرة مخابراتيا الى لبنان؟
ولهذا فمهما تلطوا وتخفوا واستنكروا ونفوا فهم مكشوفون لكل صاحب نظر وبصيرة، لأنه لا مصلحة لهم باستقرار لبنان والجنوب ما دامت مطرقة المحكمة الدولية تطرق رؤوسهم.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحود إن وقَّعَ وإنْ لم يوقِّعْ سَيَّان!
- عارٌ بل أكبر! فضيحةٌ بل أكثر!
- لبنان لا يحتاج إلى قرارات دولية، بل قوات!
- صَرْخَةُ الحقيقَةُ
- افرحي يا بيروت
- لا تراجع أمامَ إرهاب المخابرات
- مَنْ هُزِمَ في 5 يونيو/حزيران؟
- سينتصرُ لبنانُ بتلاحمِ الجيشِ والشعب
- أمر عمليات لعمر كرامي
- الجيش اللبناني في حالة دفاع عن النفس
- وسيخرجُ لبنانُ الديمقراطي منتصراً
- لبنان يحكمه الدستور اللبناني وليس التركي!
- المعارضة هي وسام ديمقراطي مشرق
- الحل بدولتين فلسطينيتين
- عذراً شباب -حزب الله-
- ليس المهم أن نحترم الأعداء، إنما ما اتفق عليه اللبنانيون!
- على الحكومة دق الحديد وهو حام!
- قيامة الأوطان بحاجةٍ للحكماء
- استشهادكما يا زياد وزياد هو إدانةٌ دامغةٌ !
- رئيسُ الجمهوريةِ يُنْتَخَبُ فقط بالأكثرية


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - الدعارة الثورية