أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طارق الحارس - لا حنان في التعامل مع أيتام دار الحنان














المزيد.....

لا حنان في التعامل مع أيتام دار الحنان


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 12:15
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


هل يمكن مقارنة جريمة أيتام دار حضانة الحنان بأية جريمة راح ضحيتها العشرات من الأبرياء في تفجير إرهابي ؟
من الناحية الإنسانية، الجريمة واحدة، فهنا ضحايا أبرياء وهناك أيضا، إذ أن مَن يفجر نفسه ليقتل أبرياء لا يختلف عن الذي أوصل أيتام دار حنان للأيتام إلى الحال الذي أظهرته الصور التي عرضتها وسائل الإعلام العراقية والعالمية.
لا نختلف على ذلك مطلقا، لكن بودنا التطرق هنا إلى الطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام مع هذه المأساة.
قبل ذلك لابد لنا من تسليط الضوء على قضية مهمة يعاني منها الشعب العراقي ألا وهي قضية معاناته من ضعاف النفوس من أبنائه هؤلاء الذين ساهم النظام السابق في صناعة شخصيتهم التدميرية ، المجرمة ، المرتشية التي لا هم غير اشباغ رغباتها العدوانية ، الشريرة وهم ، للأسف الشديد كثر .
من المؤكد أن هناك العديد من وسائل الإعلام كان هدفها تسليط الضوء " إنسانيا " على هذه المأساة كي تنتبه الحكومة العراقية والوزارة المختصة ( وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ) بالذات لوضع الحل الأمثل لمعالجة هذه المشكلة الكبيرة .
في الوقت نفسه فان هناك العديد من وسائل الإعلام تعاملت مع هذه القضية تعاملا " سياسيا " هدفه التحريض ضد الحكومة العراقية، إذ أنها حملت رئيس وزراء الحكومة بالذات مسؤولية هذه الفاجعة، بل طالبت إحدى القنوات الفضائية من خلال برنامج خصصته لتسليط الضوء على مأساة دار الحنان للأيتام حكومة المالكي بالاستقالة فورا.
قناة فضائية أخرى استضافت عراقيا مقيما في بريطانيا قال: إن هذه المأساة لو حصلت في بريطانيا لقدمت الحكومة استقالتها فورا.
من المؤكد أن ما قاله هذا العراقي صحيحا، نعني لو حصل ذلك في بريطانيا لقدمت الحكومة استقالتها فورا، لكن السؤال هو:
هل من الممكن أن يحصل مثل هذا الأمر في بريطانيا ؟
نجزم أن ذلك لا يحصل ، مطلقا ، في بلد مثل بريطانيا لأن ظروف المواطن البريطاني ، نعني الموظف في دائرة حكومية ، أو غير حكومية ، تختلف اختلافا كبيرا عن ظروف المواطن العراقي ، إذ أن هذا البريطاني لم يعش مثل العراقي تحت نير الدكتاتورية والظلم والاضطهاد أكثر من ثلاثة عقود التي ساهمت في صناعة شخصية إجرامية ، مرتشية ، لا هم لها إلا إشباع رغباتها العدوانية دون النظر إلى أي حالة إنسانية .
لقد تمكن النظام السابق من قتل الروح الإنسانية لدى الموظف الحكومي نتيجة الحصار المدمر الذي كان يعامله به ، إذ كان هذا الموظف يتقاضى راتبا لا يتوازن مطلقا مع متطلبات الحياة اليومية مما دفع بعضهم للتلاعب بأوراق وظيفته من أجل الحصول على مصدر آخر مع راتبه أو دفعه لقبول الرشاوى وغيرها .
نحن هنا لا نبرر فعلة هذا الموظف، بل المجرم الذي اقترف هذه الفعلة النكراء، لكننا نقول أنه لا يمكن المقارنة ، مطلقا ، بين بريطانيا المستقرة سياسيا ، واقتصاديا ، واجتماعيا ، وثقافيا منذ عشرات السنين والعراق الذي عاش تحت سلطة الديكتاتورية لأكثر من ثلاثة عقود .
على أية حال ، نحن نعتقد أن مأساة دار الحنان للأيتام قد استغلت من قبل أطراف عديدة استغلالا بشعا ليست له علاقة بالحالة الإنسانية المريرة التي كان يعاني منها أيتام هذه الدار الذين هم بحاجة إلى رعاية واهتمام وحنان ولا دخل لهم بالصراع السياسي الدائر رحاه بين الحكومة والأطراف المعارضة لها .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أنصار المقاومة ( الشريفة ) حصريا
- علاوي يخطأ مرة أخرى
- علاقتي بمقتدى الصدر
- رحيم حميد : الاختيار الأدق
- مدرب أجنبي لمدة شهرين !
- تناقضات سياسية مفضوحة
- قضية سياسية في ملعب رياضي
- قنوات فضائية مسمومة .. الجزيرة انموذجا
- شرم الشيخ : دعم دولي للعراق
- التيار الصدري : انسحاب غير مؤثر
- رياضة - قرارات لجنة تقصي الحقائق
- سنعود الى العراق
- عراق ما بعد سقوط الطغاة
- صالح المطلك المعترض دائما
- حزب الفضيلة : انسحاب متوقع
- الوقت غير مناسب لائتلافات جديدة
- ازدواجية أنصار ( المقاومة )
- قضية صابرين : عهر سياسي
- جند السماء : قراءة ليست متأخرة
- عصام البغدادي في ذمة الخلود


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...
- 80 منظمة حقوقية تدعو للإفراج عن الناشط المصري محمد عادل


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - طارق الحارس - لا حنان في التعامل مع أيتام دار الحنان