أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - بين المقدس.. وفهم المقدس














المزيد.....

بين المقدس.. وفهم المقدس


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التفسير الديني، سواء كان شيعيا أو سنيا، أو كان في إطار أضيق ينتمي إلى إحدى مدارس التفسير في إحدى الطائفتين، حينما يطرح رأيه في قضية من القضايا أو في مسألة من المسائل، كحقوق المرأة السياسية أو مسألة التعددية الدينية وكذلك تغيير الدين (الارتداد) أو حتى عدم الإيمان بالدين الإسلامي، فإن هذا لن يكون سوى تفسير من التفاسير ورأي ديني في إطار الآراء المختلفة والمتعددة المطروحة في ساحة المعرفة الدينية. فلا يحق لأي رأي أو تفسير ديني أن يدّعي بأن رأيه وتفسيره هو القرآن وإنما هو فهم القرآن، وبالتالي توجد في ساحة التفسير والمعرفة الدينية الكثير من التفسيرات المتباينة تجاه قضية واحدة. فصعوبة تثبيت تعددية التفسيرات (وليس تعددية الديانات والمدارس الفكرية) في ساحة المجتمع الإسلامي، تكمن في أن الغالبية العظمى من تلك التفسيرات تنسب نفسها إلى القرآن، ولا تعتبر تفسيرها فهما بشريا للنص القرآني. في حين أن أي تفسير هو ليس سوى قراءة دينية ضمن مجموعة القراءات الإسلامية، وبالتالي فهو نسبي وبشري ومعرض للصواب والخطأ ويخضع لامتحان الواقع وظروفه في أن يقبله أو يرفضه.
فما عزز مفهوم إلغاء الآخر في مجتمعاتنا وساهم في تحريك ماكينة العنف وشجع رؤى التكفير وضعّف مفهوم التعايش وأثّر سلبا في الوحدة الوطنية، هو استمرار مدرسة التفسير الديني، على الضفتين الشيعية والسنية، في وصف فهمها بأنه هو القرآن وهو الحقيقة المطلقة، وأنه ليس فهما من الفهوم البشرية أو تفسيرا من التفسيرات الصائبة والخاطئة أو قراءة من القراءات النسبية، وبالتالي أي تفسير من تفسيراتها لا يحكم على الأخرى بأنها خاطئة، وإنما يعتبرها خارجة عن الدين ولا تمثل القرآن. فالمعرفة الدينية في المجتمع الإسلامي لا تعيش حالة من التنافس الفكري بقدر ما أنها تعيش حالة من الإقصاء والإلغاء لطرف ضد أطراف أخرى، ولمدرسة تجاه مدارس أخرى.
إن تفسير السني أو الشيعي أو الأزهري أو النجفي أو السلفي أو القمّي أو الصوفي أو صاحب نظرية ولاية الفقيه أو غيرها من مدارس التفسير الإسلامية، للشريعة، ليس هو الشريعة، وإنما هو فهم للشريعة. وهذا الفهم يستتبعه احترام الفهومات الأخرى والتنافس معها لا إقصاؤها وتجريد أصحابها من حقوقهم الدينية والاجتماعية ومحاربتهم. ومثلما يقول المفكر الإيراني الدكتور عبدالكريم سروش فإن "حساباتنا واستمراءنا ودحضنا تتمحور كلها حول مقام الفهم والمعرفة، لا حول مقام الثبوت. ومرد ذلك أن القرآن ذاته لا يتكلم، بل نحن لسانه الذي يتكلم نيابة عنه". ويضيف: "إننا جميعا نسبح في بحر من الآراء والتفاسير، وإذا ما ابتكرنا رأيا جديدا نريد به حسب زعمنا دحض سائر الآراء، نكون قد غرقنا في هذا البحر أكثر". ويؤكد سروش في هذا الإطار - إطار الاختلاف - أن "كل الشيعة والسنة والأشاعرة والمعتزلة والخوارج وكافة أتباع الفرق ]الإسلامية[ الكبيرة والصغيرة الأخرى التي ظهرت في تاريخ الإسلام، ينتمون إلى حيز الدين الحنيف، فلكل مسلم إسلامه الخاص". ويضيف: "شهد تاريخ الإسلام علماء قالوا بتحريف الكتاب، وبأن بعض آياته قد انتقصت، ومع ذلك فلا أحد يشك في إسلام هؤلاء، فآراؤهم هذه لا تعد ناقضة لإسلامهم. وتخوم السنة كانت دائما موضع جدل ونقاش، بل لا يعدم تاريخ الإسلام شخصيات لامعة، كأبي حنيفة، يعتقد أن الروايات الصحيحة المنقولة عن الرسول لا تتجاوز 19 رواية، وكل ما عدا ذلك موضوع ومشكوك فيه. وإلى جانب هذا ثمة شخصيات تصدق عدة آلاف من الروايات تنسبها للرسول، وتعمل على أساسها".
إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكن إيجاد أرضية فكرية وثقافية واجتماعية ودينية، يمكن من خلالها التأسيس لاختلاف تفسير الدين وتعددية فهمه، بحيث لا يؤدي ذلك إلى إقصاء طرف لآخر؟ إن هذا من الأسئلة المهمة الشاقة، ومن الصعب الحصول على إجابة سريعة وواضحة عليه، ولابد من بحث سياسي واجتماعي ونفسي ناقد لتاريخ الإسلام والمسلمين. فمثلا أصول الدين لدى السنة والشيعة، إضافة إلى كونها متباينة وجاءت استنادا إلى تفسير تاريخي خاص للنص (القرآن والسنة)، وجودها تأثر بالخلاف السياسي بين المسلمين بعد وفاة الرسول. لذلك من يعتقد بأن تلك الأصول يجب أن تكون واحدة عند كافة المسلمين يكون قد سعى إلى إلغاء طائفة من الطائفتين، أو إلغاء جزء رئيسي من تاريخ المسلمين وهو تاريخ النزاع السياسي، الذي يختلف التفسير حوله حتى بين أنصار الفرق المختلفة داخل كل طائفة. لذلك نجد - مثلا - تفاوتا بين السلفي والأزهري في تفسير أصول الدين عند السنة، وبين أنصار ولاية الفقيه السياسية ومعارضي تلك الولاية في الجانب الشيعي. ويقول سروش في هذا المجال إن "الماضين قدموا فهمهم وتصوراتهم للدين (رصينة كانت أم متهافتة)، ونفحص اليوم من منظور عصرنا، فنأخذ بعضها ونترك الآخر، وهذا ما يصنعه كل المؤرخين. الماضي والتراث هما اليوم بالنسبة لنا موضوع للبحث والتحقيق لا مرجع للتقليد، لذلك نتعاطى معهما تعاطيا فعالا نقديا، ولا نعاملهما تعاملا انفعاليا مقلدا".
إن الأرضية التي يمكن من خلالها تأسيس جو ديني وثقافي وفكري متعدد لا يقصي طرفا الآخر، تأتي من خلال تثبيت قاعدة الارتباط بـ"فهم" النص المقدس، لا التأكيد بأنني وفرقتي وطائفتي وديني نعتبر "الناطقين" - الوحيدين - باسم النص المقدس والشرع والشارع. فما اعتبره القدماء عين الإسلام والدين، ليس سوى تصورهم للإسلام سواء سموه (تصورا) أم لم يسموه، وسواء أجمعوا عليه أم لم يجمعوا، كما يقول سروش.






#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم دينية لا تتوافق مع الديموقراطية
- الدين.. والحداثة
- هل انتهت معركة المرأة؟
- الحجاب الإسلامي.. وفساد المجتمع
- الحجاب الإسلامي.. من عرضيات الدين
- الدبلوماسية تؤتي أكلها بين طهران وواشنطن
- من أجل دين يرفض الوصاية على العقل
- حول انفتاح الديمقراطيين على طهران ودمشق
- الدين ضحية لصراع -الهوية- السني الشيعي
- تاريخ الدين بين تقديسه ومقاطعته
- تأشيرة نجاد تزيد عزلة ايران
- عصر البدعة.. لا التبعية والتقليد
- الحداثة والتفسير الغيبي.. والتقليد
- . الفقهاء ورجال الدين مساهمون نشطون في تخلف المجتمعات
- لماذا يعارض الفقهاء التجدد؟
- الحب العنيف.. المتطرف
- الدين حينما يكون غير إنساني
- الفهم الديني الجامد.. والإنسان الجديد
- الفهم الديني غير المسؤول: الموقف من حزب الله نموذجا
- بوش يتخبط.. لكن ماذا عن الإسلاميين؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - بين المقدس.. وفهم المقدس