حوار صحفي مع الأستاذة/ إشراقة أحمد خميس - وزيرة التربية والتعليم بإقليم النيل الأزرق


سعد محمد عبدالله
الحوار المتمدن - العدد: 7783 - 2023 / 11 / 2 - 16:47
المحور: مقابلات و حوارات     

صحيفة رؤية (جديدة - New Vision).

العدد السابع: الخميس، 2 نوفمبر - 2023م.

حوار صحفي مع الأستاذة/ إشراقة أحمد خميس - وزيرة التربية والتعليم باقليم النيل الأزرق.

مقابلة هي الأولى من نوعها مع الأستاذة/إشراقة أحمد خميس - وزيرة التربية والتعليم بإقليم النيل الأزرق، إذ أننا وضعنا علي طاولة الحوار عدد من الأسئلة المهمة التي تشغل الرأي العام في الإقليم وتمثّل أولويات المجتمع وتدور في إطار قضايا التعليم بمختلف مستوياته وإتجاهاته، وخطط الوزارة لتجاوز التحديات التي تواجهها وكيفية صياغة رؤيتها العلمية المستقبلية وتصميم برامج جديدة مواكبة للحداثة والتكنلوجيا والبحث عن الوسائل العملية لتنفيذها بغية ترقية وتطوير مؤسسات التعليم ونشر العلوم والمعارف وبناء أجيال مستنيرة ومستبصرة تمتلك أدوات التغيير والإبداع في كافة مناحي الحياة، ورغم إنشغال سيادة الوزيرة بمهامها ومسؤلياتها داخل أروقة الوزارة إلا أنها إستقطعت من وقتها الغالي للرد علي جميع الأسئلة التي طرحتها عليها صحيفة "رؤية جديدة - New Vision"، وسنطالع ردود سيادتها من خلال هذه المقابلة الصحفية التاريخية المهمة، والمثيرة لتأمل القارّئ الحصيف وإهتمام المواطن في الإقليم، والذين يأملون أن تحقق الحكومة إستقرار العام الدراسي، وللمرة الأولى نسلط الضوء علي ما يجري في كابينة وزارة التربية والتعليم باقليم النيل الأزرق لنقل الحقائق من مصادرها الرسمية، وفي هذه السانحة ندعوكم لمتابعة الحوار فيما يلي......

•حاورها: سعد محمد عبدالله

●سيادة الوزيرة نهارك سعيد؟

أهلاً بيكم، ونهاركم أسعد، ولكم الشكر والتقدير لتسليطكم الضوء علي مستقبل العملية التربوية والتعليمية فى الإقليم.

●ما هي إستعدادات وزارتكم لإستقبال العام الدراسي الجديد من حيث تهيئة البيئة المدرسية وتوفير الوسائط التعليمية؟

بدأت إستعدادات وزارة التربية والتعليم بإقليم النيل الأزرق، وذلك عبر إعداد خطة طموحة وإستراتيجية للعام (2023 - 2024) بحيث نضمن حق كل طفل وكل إنسان فى الإقليم بتلقى خدمة تعليمية تسهم فى تنمية الفرد، فعلنا علي تنسيق الجهود الحكومية والشعبية والمنظمات لتهيئة البيئة المدرسية وتوفير الكتاب المدرسى، مع العلم بأن كتاب الإبتدائي متوفر بفضل الجهود المقدرة لمنظمة اليونسيف.

●ما الجهود المبذولة من قبل وزارتكم في مسألة صرف رواتب المعلميين بغية تحقيق إستقرار العام الدراسي؟

معروف لدى الجميع بأن أمر المرتبات هو شأن إتحادي، وقد أجمعنا فى جلسة مجلس الوزراء ليوم 24 أكتوبر الجارٍ علي ضرورة حث الحكومة الإتحادية للإيفاء بمستحقات عمال التعليم وكل الموظفيين بالاقليم حتى يتمكنوا من الإستعداد الجيد للإنطلاق بروح جديدة لبدء العام الدراسى وتحسين أوضاعهم الإقتصادية المتدهورة بسبب عدم صرف رواتبهم منذ ابريل عند بداية الحرب الداخلية والمستمرة إلي يوم الناس هذا.

●ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها وزارتكم خلال العام المنصرم في الإقليم؟

بلا شك، هناك كثير من الإنجازات التى تحققت في العام المنصرم بفضل العمل المنظم والمنسجم بين العامليين في الوزارة، وكذلك التنسيق الجيد مع كل شركاء العملية التربوية بالإقليم من حكومة ومنظمات وإدارات المحافظات والمجالس التربوية، ومن ضمن الإنجازات التي حققناها إنعقاد إمتحانات الشهادة الإبتدائية وتحقيق نسبة الـ( 76%) رغم ظروف الحرب وما صاحب العام الدراسي من توقف لفترات طويلة بسبب الأحداث القبلية الأخيرة وكذلك تعليق الدراسة لإضراب المعلميين، بجانب إستضافة الإقليم عدد مقدر من الطلاب النازحيين والعائديين وإستيعابهم في مدارس الإقليم، وكذلك توفير الكتاب المدرسى للإبتدائي وكمية مقدرة من الأجلاس والمعينات الدراسية والرياضية، وإستطعنا أن نختم عامنا الدراسي السابق بصورة طبيعية جدًا.

●ما هي أبرز التحديات الإدارية التي تواجهها وزارتكم في الإقليم؟

التحديات كثيرة جدًا، بداية إستحقاق العامليين بالتعليم والأوضاع الإقتصادية المتردية للمعلم والبنية التحتية الغير جيدة ومسألة فصل المرحلة المتوسطة من الإبتدائية، وتعتبر هذه من أكبر التحديات التي تواجهنا؛ فنحن بحاجة لعدد (55) مدرسة إنشائية وكذلك لصيانة مدارس المناطق التي تأثرت بالفيضانات ومياه الأمطار وبحاجة لعمل تجهيزات ضخمة لنستوعب الكم المقدر من الطلاب النازحيين و العائديين من اللجوء، ومن ضمن التحديات كذلك إنعدام كتاب الصف الثالث المتوسط وكتاب المرحلة الثانوية إنعدامًا تامًا منذ العام 2016م.

●قبل عام ونيف تقريبًا إنتشرت صور وأخبار للأستاذة إشراقة مع عدد من الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس لأسباب مختلفة؛ فما خطتكم للتعامل مع هذه الظاهرة؟

مشكلة التسرب المدرسي والتشرد الجزئي والفاقد التربوي ظاهرة خطيرة للغاية ولها أسبابها الكثيرة كالفقر والحروب وغياب رب الأسرة وقد إستطعنا تصنيف هؤلاء الأطفال بالتعاون مع صاحبة المبادرة وأصحاب الشأن الآخرين، وتواصلنا مع إدارات مدارسهم وتمت مساعدتهم من قبل ديوان الزكاة بإلاقليم، ولكن هذه نقطة صغيرة جدًا في ظِل تنامي ظاهرة التشرد والأحوال الإقتصادية المروعة، الأمر الذي يضطر الطفل للتشرد الجزئي من المدرسة وللعمل الغير آمن مما يعرضه للكثير من المخاطر التي لا تحمد عاقبتها، وأعتقد اننا بحاجة لإلقاء المزيد من الإهتمام بظاهرة التشرد وعمالة الأطفال والفاقد التربوي.

●كيف تخططون لترقية خدمات التعليم وتوسعة فضاءات نشر العلوم والمعارف في الإقليم؟

خطتنا لترقية التعليم فى الإقليم طموحة جدًا؛ بحيث نأمل ضمان حق كل طفل فى فرص تعليم متساوي ومواكب لما يتطلبه العصر من تكنولوجيا وعلوم إنسانية وعلمية تسهم فى ترقية الإنسان والبيئة وتجعل الطفل مبتكر ومبادر لا متلقي فقط، فنعمل جاهدين لتوفير بيئة تعليمية جيدة ومعلم مُدّرب ومجتمع متفاعل مع قضايا التعليم وإنفاق حكومي عالٍ لتغطية مدخلات العملية التعليمية.. فإذا ما كانت المدخلات جيدة حتمًا ستكون هناك مخرجات جيدة.

●الملاحظ أن الجميع يتجهون نحو التعليم الأكاديمي فهل لدى وزارتكم خطط لإحياء التعليم الصناعي في الإقليم؟

كثير من الدول المتقدمة في عالمنا أولت التعليم الفني والتقني إهتمامًا كبيرًا لذلك نحن فى الإقليم سعينا ونسعى لدعم التعليم الفني والتقني حتى يتمكن الشباب اليافعيين وغيرهم من إكتساب المهارات اللازمة من أجل المساهمة الفعالة في إنعاش سوق العمل دماء جديدة وترقية مجتمعاتهم وتحسين أوضاعهم، و في السنة الماضية تم قبول أعداد كبيرة جدًا من الطلاب للتعليم الفني لأول مرة في الإقليم ومع إقبال الطلاب للتعليم الفني إلا أنه بحاجة للدعم الكبير والذي يتمثّل في إيجاد المواد الخام وإستيعاب معلميين جُدّد وما إلي ذلك.

●كيف تنظرون لتعليم الرُحّل باعتبارهم واحدة من الفئات الإجتماعية الغير مستقرة وبالتالي التعامل معها يستدعي إيجاد خطط وبرامج محكمة من قبل وزارتكم؟

لدينا إدارة كاملة بالوزارة مختصة بتعليم الرُحّل وتعمل بكفاءة عالية جدًا لنشر العلم، ودومًا ما يحقق أبناء وبنات الرُحّل نجاحات وتميز وبالطبع لدينا خطة لتطوير تعليم الرُحّل وكذلك تذليل كل العقبات أمامهم ونعمل لدمج كل أبناء الرُحّل فى سلم التعليم بخطط طموحة تساعد علي بناء مجتمع فاعل في النيل الأزرق.

●هنالك أطفال اللاجئيين العائديين إلي الإقليم من مختلف الدول كيف يتم دمجهم في المدارس السودانية والكثير منهم قد درسوا بمناهج شرق افريقيا؟

عملنا علي إنشاء إدارة تعنى بشؤن الطلاب العائديين وحصرهم وتصنيف مستوياتهم ومواقعهم من خلال مسح تربوي شامل في العام 2022م، وتشاركنا مع الوزارة الإتحادية في مناقشة ترجمة الكتاب المدرسي للإنجليزية حتى يتسنى للطلاب مواصلة تعليمهم؛ حيث درس معظمهم بمنهج شرق افريقيا وباللغة الإنجليزية، لكن لم تتمكن الوزارة الإتحادية من ترجمة الكتاب المدرسي مما اضطر أغلبهم للرجوع للفصول الدنيا لتعلم اللغة العربية .. ورغم ذلك لدينا تفاهمات جيدة مع بعض المنظمات الداعمة للتعليم في الإقليم بهذا الشأن و وعدنا من قبلهم بتوفير الكتاب المترجم في أقرب وقت ممكن.

●كيف تدعم وزارتكم تطوير جامعة النيل الأزرق؟

وقعنا علي مذكرة تفاهم مع جامعة النيل الأزرق للتعاون فى عدة مجالات بما يخدم توجهاتنا المشتركة وخاصة لدينا كثير من المشتركات والإهتمامات التي حتمًا ستؤدي لتطوير العملية التربوية والتعليمية فى الإقليم وبالطبع الجامعة تمثّل الرافد الذي يدعمنا بخريجي كلية التربية، وقوة الجامعة من قوتنا، وكل ترقية للجامعة سيكون لها الأثر الايجابي فى ترقية ورفعة وتنمية إنسان الإقليم من خلال نشر المعارف والعلوم وتهيئة وتأهيل الكوادر للعمل في شتى المجالات.

●كلمة أخيرة: ماذا تقولون للمجتمع والحكومة في الإقليم؟

الكلمة الأخيرة التي أودُ إيصالها للجميع حكومةً ومجتمعًا "إذا ما أردنا حقًا أن نرفع من شأن الإقليم وإنسانهِ ونسهم بتطويره علينا أن نُوّلي عملية التعليم جُل الإهتمام، وأن نوفر الدعم والموارد المالية اللازمة حتى نضمن تعليم جيد لأطفالنا وفلذات أكبادنا ليصبحوا أدوات للبناء والتنمية والسلام المجتمعي، ويجب ألا نتركهم لمصير مجهول يجعلهم معاول للهدم والحروب، وأتمنى السلام لشعبنا والرفعة لبلادنا".