الطريق من الحرب إلي السلام


سعد محمد عبدالله
الحوار المتمدن - العدد: 7748 - 2023 / 9 / 28 - 00:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية     

الطـريـــق مـــن الحــرب إلــي الســـلام


السودان، دولة محورية ومؤثرة علي خارطة محيطها الإقليمي، وهي من الدول ذات الموارد الطبيعية الضخمة التي لم يتم إستثمارها للتنمية الإقتصادية؛ إنما كانت تلك الموارد واحدة من أسباب الإحتراب وجواذب الإستعمار علي مدار التاريخ، واليوم إذا أحسنا إدارة مواردنا سوف نحيا جميعاً سُعداء، أما إن أسئنا فإن الظلام لا يستأذن عند تسلله إلي أكواخنا؛ لذلك يجب علينا أن نتعلم إشعال الشموع، والمستحسن أن لا نكرر الأخطاء الماضية كي لا نحصد ذات النتائج"، وتقع دولتنا في مقام القلب لقارة افريقيا، وتمثّل بوابة المرور للشرق الأوسط، وتتوسط شريط ملتهب من القرن إلي الساحل الافريقي، وستكون مستقبلاً محطة رئيسية لحركة التجارة في خط طويل من القاهرة إلي كيب تاون، وكل هذه المزايا تضعنا أمام أنظار العالم، ولكن يجب أن نعلم بأي نظرة يرمقون بلادنا وكيف نعرف التعامل مع ذلك، وعلينا أن نمتلك الشجاعة لنطالبهم بدعم الإستقرار والتنمية والكف عن تأجيج الأزمات.

هنالك أولويات ينبغي علي الدولة أن تعمل علي معالجتها بأسرع ما يكون كيما تعيد الحياة لطبيعتها وتبدأ دورة ساعة المستقبل في إتجاهها الصحيح، والعودة إلي مواقع العمل والإنتاج وتحريك عجلة الإقتصاد، وكذلك التخطيط لعملية إعمار ما دمرته الحرب، ويجب مخاطبة مشاغل النازحيين واللاجئيين الذين ذاقوا مرارة الهروب والتشرد والنظر لقضاياهم باعتبارها من العواجل، ويتوجب العمل علي إستعادة الإستقرار وإنهاء التمرد بوضع نهاية للحروب وبداية للتغيير والتعميير والعبور الآمن نحو سودان السلام والمواطنة المتساوية والتنمية التموازنة للريف والمدينة، وأيضاً علينا الإتحاد لخوض معركة هزيمة الفقر والأوبئة والمخدرات والإرهاب العابر للحدود ومواجهة المتغيرات المناخية الناجمة عن إختلال منظومة البيئية ككل، وفي هذا الطريق ما يقودنا حتماً إلي إصلاح حال الناس والبلاد وبناء علاقات دستورية جديدة بين الشعب والحكومة، والبحث عن طرائق توفير مقومات الحياة الكريمة للجميع.

لا سبيل للخروج من هذا الظلام السياسي الدامس إلا عبر شعلة سياسية مضيئة تتمثل في إنتاج خارطة حلول سودانوية وعملية لكافة مشكلات السودان، ويجب أن نستوعب الدروس من ماضينا وحاضرنا للسير نحو مستقبل أنضر، وهنالك خطوة مهمة مشيناها بثبات في إتجاه المحافظة علي وحدة الدولة وسلامة شعبها، وشاهدنا بكل أسف حياكة خيوط المكائد ونصب المصائد بشكل متكرر ومدمر "داخليًا وخارجيًا"، وهذا التوجه الفاشل يعمل صانعوه لإنتاج صورة مغايرة لواقع الصراع وعكس حقائق يعلمها الجميع "إن كانوا في المدائن أو في الخلاء"، ونحن نعلم أن الهدف الأساسي من كل ذلك هو تفكيك بنية الدولة وإستلاب قرارها السيادي والسطو علي مواردها وقهر شعبها، والذين يدركون خبايا الأشياء يعملون لتحقيق المصالح العليا للبلاد غير آبهين البتة بخطب الكراهية الجوفاء والممولة لتسميم الأجواء السياسية في محاولة لتنفيذ مشاريع الإستعمار النهبوي المؤدي بدوره إلي تخريب الإقتصاد الوطني.

27 سبتمبر - 2023م